متشيم
29-07-2002, 01:25 AM
لندن تعرفونها ، ولمن لا يعرفها فهي عاصمة بريطانيا ، يحدها من الشمال ومن الجنوب ومن الشرق ومن الغرب حدائق غناءه ، رأيت الناس في أول النهار يسعون سعيا حثيثا ، وفي آخره تراهم يزحفون منهكين ، وفي آخر الأسبوع ترى شبابهم يتحركون سكارى ، طالب بالقرب من سكنه الجامعي يحتسي الخمرة مع صديقته ويقهقهون كالحمقى ، رأيت المادة هي مبتغاهم ، لا يعترفون بمبادئ أخلاقية ، وليس هناك مبدأ يمشون عليه سوى مبدأ الحرية المطلقة ، يعيش المجتمع في تناقضات عجيبة ، هذا المجتمع الفاسد ينفق في أعمال البر ما يصل إلى 28 مليار جنيه استرليني ، ولديه ما يزيد على 160 ألف هيئة خيرية إنسانية ، ومع ذلك رأينا كبار السن يبحثون في سلال القمامة عن لقمة العيش.
رأيت في لندن وتحت آثار المكياج تعيش وجوه كالحة حاولت التنمق والتجمل بقدر ما تستطيع ، لم استطع أن أرى في وجوه البريطانيين السعادة التي أراها في وجه العامل الباكستاني ، وجه يتصبب عرقا ويحرقه لفح الشمس ويظلمه (الأرباب) تراه الظهيرة نائما تحت الأشجار الوارفة وعلى عشب الحدائق ، ومع ذلك ترى في وجهه ابتسامة حقيقية ، وأما البريطاني ، فيعيش عيشة رغيدة ، إلا أن السعادة التي نعتقد أنها تغطي وجهه ليست إلا ثوبا شفافا ، فالابتسامة لا تعبر عن السعادة حقيقة إنما هي شيء من الفرح اليسير ، كيف لا والله تبارك وتعالى يقول "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا" و يقول "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة".
رأيت في لندن بعضا من العرب الفارين من بطش الأنظمة ، بقدر ما يحسون بالراحة النفسية من عدم قدرة الأنظمة الوصول إليهم إلا أن ذل الغربة يبقي الدمع متورطا ، أيخرج أم يبقى ، سمعت اللعنات تنصب على الكثير من القادة العرب الذين قادوا شعوبهم للهاوية ، والفارون ليسوا من المرتزقة ولا الخونة ولا العملاء ، بل تجد منهم المهندس والطبيب والمعلم والمحامي.
رأيت في لندن كتبا ومؤلفات تتكلم عن الحكام العرب ، بعضها يتكلم عن أخطاءهم السياسية والبعض الآخر دخل في القذف ولفق وألف ، بعض الكتب هدفها النيل من الحكام فقط ، وبعضها يهدف إلى الإصلاح ، ولكن الأكثر تشتم منه رائحة الدولار ، ألفه مؤلفه لغرض الابتزاز أو لغرض استقطاب الحمقى ممن يحب متابعة الفضائح ، والعجب أن تجد أكثر إقبال العرب على المؤلفات التي تتحدث عن الفضائح الأخلاقية ، بينما تترك الكتب المهمة على الأرفف لا يشتريها إلا القليل من العقلاء.
رأيت في لندن شارعا الغالبية العظمى من محلاته لافتاتها بالعربية ، ورأيت على ناصية ذلك الشارع الكثير من الكراسي والجلسات العربية ، وتخرج منه أصوات الموسيقى والألحان العربية ، والدخان يغطي رؤوسهم من فرط التدخين ، وتسمع القهقهات المتبادلة بشكل مثير للاشمئزاز ، وتعجبت أن يكون هدف الكثير من الناس من السفر إلى تلك البلاد هو لقضاء وقت الفراغ.
رأيت طبيبا عربيا مسلما في تلك البلاد ، ينقل عن زميله الذي يعمل في مستشفى للولادة بأن نسبة المواليد من علاقات جنسية غير مبنية على الزواج هي 68% في ذلك المستشفى ، ولكم أن تتخيلوا أن يكون من كل 10 مواليد 3 فقط عبر زواج موثق ، والأكثر من ذلك اختفاء عقود الزواج من بريطانيا ، وبدلا من أن يكتبون في الورقة Husband يكتبون Partner أي شريك ، والذي قد يكون فيه كلا الطرفين رجلا أو امرأة (الزواج المثلي) ، وهنا تضيع الحقوق وتختلط الأنساب وتختفي المبادئ الأخلاقية تماما.
يا عجبي من بلدن سمي لندن
يعشق الناس فيه نغمة ودندن
أرضهم جميلة وقلبهم معفن
والدين عندهم شيء قد تكفن
رأيت في لندن وتحت آثار المكياج تعيش وجوه كالحة حاولت التنمق والتجمل بقدر ما تستطيع ، لم استطع أن أرى في وجوه البريطانيين السعادة التي أراها في وجه العامل الباكستاني ، وجه يتصبب عرقا ويحرقه لفح الشمس ويظلمه (الأرباب) تراه الظهيرة نائما تحت الأشجار الوارفة وعلى عشب الحدائق ، ومع ذلك ترى في وجهه ابتسامة حقيقية ، وأما البريطاني ، فيعيش عيشة رغيدة ، إلا أن السعادة التي نعتقد أنها تغطي وجهه ليست إلا ثوبا شفافا ، فالابتسامة لا تعبر عن السعادة حقيقة إنما هي شيء من الفرح اليسير ، كيف لا والله تبارك وتعالى يقول "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا" و يقول "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة".
رأيت في لندن بعضا من العرب الفارين من بطش الأنظمة ، بقدر ما يحسون بالراحة النفسية من عدم قدرة الأنظمة الوصول إليهم إلا أن ذل الغربة يبقي الدمع متورطا ، أيخرج أم يبقى ، سمعت اللعنات تنصب على الكثير من القادة العرب الذين قادوا شعوبهم للهاوية ، والفارون ليسوا من المرتزقة ولا الخونة ولا العملاء ، بل تجد منهم المهندس والطبيب والمعلم والمحامي.
رأيت في لندن كتبا ومؤلفات تتكلم عن الحكام العرب ، بعضها يتكلم عن أخطاءهم السياسية والبعض الآخر دخل في القذف ولفق وألف ، بعض الكتب هدفها النيل من الحكام فقط ، وبعضها يهدف إلى الإصلاح ، ولكن الأكثر تشتم منه رائحة الدولار ، ألفه مؤلفه لغرض الابتزاز أو لغرض استقطاب الحمقى ممن يحب متابعة الفضائح ، والعجب أن تجد أكثر إقبال العرب على المؤلفات التي تتحدث عن الفضائح الأخلاقية ، بينما تترك الكتب المهمة على الأرفف لا يشتريها إلا القليل من العقلاء.
رأيت في لندن شارعا الغالبية العظمى من محلاته لافتاتها بالعربية ، ورأيت على ناصية ذلك الشارع الكثير من الكراسي والجلسات العربية ، وتخرج منه أصوات الموسيقى والألحان العربية ، والدخان يغطي رؤوسهم من فرط التدخين ، وتسمع القهقهات المتبادلة بشكل مثير للاشمئزاز ، وتعجبت أن يكون هدف الكثير من الناس من السفر إلى تلك البلاد هو لقضاء وقت الفراغ.
رأيت طبيبا عربيا مسلما في تلك البلاد ، ينقل عن زميله الذي يعمل في مستشفى للولادة بأن نسبة المواليد من علاقات جنسية غير مبنية على الزواج هي 68% في ذلك المستشفى ، ولكم أن تتخيلوا أن يكون من كل 10 مواليد 3 فقط عبر زواج موثق ، والأكثر من ذلك اختفاء عقود الزواج من بريطانيا ، وبدلا من أن يكتبون في الورقة Husband يكتبون Partner أي شريك ، والذي قد يكون فيه كلا الطرفين رجلا أو امرأة (الزواج المثلي) ، وهنا تضيع الحقوق وتختلط الأنساب وتختفي المبادئ الأخلاقية تماما.
يا عجبي من بلدن سمي لندن
يعشق الناس فيه نغمة ودندن
أرضهم جميلة وقلبهم معفن
والدين عندهم شيء قد تكفن