بو عبدالرحمن
16-01-2002, 07:44 AM
-
يؤكد علماؤنا الإجلاء ، لا سيما المهتمون بالتربية .. يؤكدون على هذه القاعدة الجليلة :
إن هذا الإنسان المسلم يمكن أن يرتفع في ساعة ،
فإذا هو في قمة الشفافية ، وطمأنينة القلب ، والمشاعر الإيمانية الراقية ، والحضور القلبي ، والخشوع ،
واستشعار رقابة الله عليه ، وقربه منه ، والأنس به ،
مما يفيض على قلبه حالة روحية راقية لا تعبر عنها الكلمات ..
ثم …. وبعد فترة وجيزة ..
يجد نفسه قد انحدر بشكل عنيف …!!
فإذا هو يتمرغ في وحل الغفلة ، قد نسي كثيرا مما كان فيه ،
غلبته نفسه ، واستعلى عليه هواه ، وجرفه التيار ، وخادعه الشيطان ،
وغرته شهوات الدنيا .. ونحو هذا وهذا ..
فإن كان ذا قلب حي :
أحس وكأن الدنيا تضيق به ، وأنه لا يكاد يطيق نفسه لما أصابه ولما آل إليه حاله ..
ويشعر برغبة في البكاء ويطيل الاستغفار والندم والتوبة ونحو هذه المعاني ..
حزناً على ما صار إليه .. وشوقاً إلى ما كان فيه ..
وحياء على ما قابل به ربه الكريم الذي سواه وصوره وأكرمه وأعطاه بلا سؤال ولا مقابل ،
ثم يجد نفسه قد أعرض عن ربه كأنه غير محتاج إليه ..!!
وهناك صنف لا يكاد يشعر بما وقع له من انتقال من وضع راقٍ عالٍ ، إلى وضع دون متردٍ !!
ولا يكاد يلتفت إلى ما حدث له ..
هذا الصنف عليه أن يأخذ من حالة اللامبالاة هذه الإشارة إلى أن :
أن عللاً أصابت قلبه ، وأن أمراضاً تكمن فيه ،
عليه أن يبادر إلى علاجها سريعا ، ليعود إلى وضعه الصحي الراقي .. وإلا فإنه يكون في حالة خطر .. والعياذ بالله ..
وعلى كل حال ..
في كلا الحالين .. ينبغي على المسلم أن لا يقنط من رحمة الله تعالى بحال من الأحوال ..
وليعلم أن دوام الحال من المحال .. ساعة كر ، وساعة فر .. علو فهبوط .. وهكذا .
وليعلم أنه مبتلى بالعطاء ، كما هو مبتلى بالمنع ..
وليعلم أن كل ربيع رائع ، لابد أن يعقبه خريف قاحل ولابد ، ثم يعاود الربيع الظهور من جديد
وليعلم أن الله يريد أن يرى منه خيراً في الحالين :
حال الارتقاء : بتقديم الشكر ومزيد من الثناء والحمد لله رب العالمين ..
وفي حال الانحدار : بالمبادرة إلى التوبة والاستغفار والندم ، ومحاولة التعويض ..
وليعلم أيضاً .. أنه إذا عرف كيف يتعامل مع حالة الانحدار هذه ، سيعوضه الله أفضل مما كان فيه من صفاء !!
والمؤمن العاقل اليقظ :
لا يفزعه ما قد يقع فيه بين الحين والحين ..
ولكنه يأخذ من ذلك درسا بليغاً ليعود إلى وضعه السابق الراقي السامي ..
فيعرف كيف يأتي البيوت من أبوابها .. ثم يستمر ويجتهد ليبقى محافظاً على الوضع الأرقى ..
ثم هناك الخطوة الأهم ..
وهي أنه يسعى جاهدا مجاهدا لنفسه ليكون في مزيد تقدم وإقبال وتسامي وصعود ..
وفي المقابل : شدة حذر من الانحدار والسقوط ..
فإن سقط وتعثر … فإنه لا ييأس أبداً .. وهكذا ..
وهكذا ..
وهكذا لا تزال الحرب سجال شديدة .. جولة لك ، وجولة عليك ..
فاحرص على ان لا تستسلم ولا تفر ، ولا تجزع ،
فإن الجولة القادمة لك ولابد ، بشرط أن تحسن الاستفادة مما وقع لك ..
واعلم بأن الرب غفار تواب رحيم ودود .. ينتظر عودتك إليه ليعطيك الكثير الكثير..
مرة ثانية يؤكدون لك _ يا رعاك الله _ أن الحرب سجال ..
حتى تستقر قدمك برحمة الله في جنة عرضها السماوات والأرض
مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ..
وبالله التوفيق .. نسأل الله أن لا يكلنا إلى نفوسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك .. اللهم آمين
- - -- -
يبقى أن اضيف سطرا في ختام هذا الموضوع الشائق :
هذه القاعدة تنسحب أيضا على صراع الأمم ..
بل على صراع الحق والباطل ..
فيستحيل أن يبقى الباطل منتصراً إلى قيام الساعة ..
إنما هي جولات .. وتلك الأيام يداولها الله بين الناس ..
فإذا كات الآن جولة الباطل كما نرى .. فإنها لن تمتد أبد الدهر ..
فالحق يحفر للباطل قبره ، وسيدفنه فيه عن قريب !!!
( ويقولون : متى هو ؟؟ قل : عسى أن يكون قريبا ..)
وكل آتٍ فهو قريب قريب .. أليس الصبح بقريب !!؟
يؤكد علماؤنا الإجلاء ، لا سيما المهتمون بالتربية .. يؤكدون على هذه القاعدة الجليلة :
إن هذا الإنسان المسلم يمكن أن يرتفع في ساعة ،
فإذا هو في قمة الشفافية ، وطمأنينة القلب ، والمشاعر الإيمانية الراقية ، والحضور القلبي ، والخشوع ،
واستشعار رقابة الله عليه ، وقربه منه ، والأنس به ،
مما يفيض على قلبه حالة روحية راقية لا تعبر عنها الكلمات ..
ثم …. وبعد فترة وجيزة ..
يجد نفسه قد انحدر بشكل عنيف …!!
فإذا هو يتمرغ في وحل الغفلة ، قد نسي كثيرا مما كان فيه ،
غلبته نفسه ، واستعلى عليه هواه ، وجرفه التيار ، وخادعه الشيطان ،
وغرته شهوات الدنيا .. ونحو هذا وهذا ..
فإن كان ذا قلب حي :
أحس وكأن الدنيا تضيق به ، وأنه لا يكاد يطيق نفسه لما أصابه ولما آل إليه حاله ..
ويشعر برغبة في البكاء ويطيل الاستغفار والندم والتوبة ونحو هذه المعاني ..
حزناً على ما صار إليه .. وشوقاً إلى ما كان فيه ..
وحياء على ما قابل به ربه الكريم الذي سواه وصوره وأكرمه وأعطاه بلا سؤال ولا مقابل ،
ثم يجد نفسه قد أعرض عن ربه كأنه غير محتاج إليه ..!!
وهناك صنف لا يكاد يشعر بما وقع له من انتقال من وضع راقٍ عالٍ ، إلى وضع دون متردٍ !!
ولا يكاد يلتفت إلى ما حدث له ..
هذا الصنف عليه أن يأخذ من حالة اللامبالاة هذه الإشارة إلى أن :
أن عللاً أصابت قلبه ، وأن أمراضاً تكمن فيه ،
عليه أن يبادر إلى علاجها سريعا ، ليعود إلى وضعه الصحي الراقي .. وإلا فإنه يكون في حالة خطر .. والعياذ بالله ..
وعلى كل حال ..
في كلا الحالين .. ينبغي على المسلم أن لا يقنط من رحمة الله تعالى بحال من الأحوال ..
وليعلم أن دوام الحال من المحال .. ساعة كر ، وساعة فر .. علو فهبوط .. وهكذا .
وليعلم أنه مبتلى بالعطاء ، كما هو مبتلى بالمنع ..
وليعلم أن كل ربيع رائع ، لابد أن يعقبه خريف قاحل ولابد ، ثم يعاود الربيع الظهور من جديد
وليعلم أن الله يريد أن يرى منه خيراً في الحالين :
حال الارتقاء : بتقديم الشكر ومزيد من الثناء والحمد لله رب العالمين ..
وفي حال الانحدار : بالمبادرة إلى التوبة والاستغفار والندم ، ومحاولة التعويض ..
وليعلم أيضاً .. أنه إذا عرف كيف يتعامل مع حالة الانحدار هذه ، سيعوضه الله أفضل مما كان فيه من صفاء !!
والمؤمن العاقل اليقظ :
لا يفزعه ما قد يقع فيه بين الحين والحين ..
ولكنه يأخذ من ذلك درسا بليغاً ليعود إلى وضعه السابق الراقي السامي ..
فيعرف كيف يأتي البيوت من أبوابها .. ثم يستمر ويجتهد ليبقى محافظاً على الوضع الأرقى ..
ثم هناك الخطوة الأهم ..
وهي أنه يسعى جاهدا مجاهدا لنفسه ليكون في مزيد تقدم وإقبال وتسامي وصعود ..
وفي المقابل : شدة حذر من الانحدار والسقوط ..
فإن سقط وتعثر … فإنه لا ييأس أبداً .. وهكذا ..
وهكذا ..
وهكذا لا تزال الحرب سجال شديدة .. جولة لك ، وجولة عليك ..
فاحرص على ان لا تستسلم ولا تفر ، ولا تجزع ،
فإن الجولة القادمة لك ولابد ، بشرط أن تحسن الاستفادة مما وقع لك ..
واعلم بأن الرب غفار تواب رحيم ودود .. ينتظر عودتك إليه ليعطيك الكثير الكثير..
مرة ثانية يؤكدون لك _ يا رعاك الله _ أن الحرب سجال ..
حتى تستقر قدمك برحمة الله في جنة عرضها السماوات والأرض
مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ..
وبالله التوفيق .. نسأل الله أن لا يكلنا إلى نفوسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك .. اللهم آمين
- - -- -
يبقى أن اضيف سطرا في ختام هذا الموضوع الشائق :
هذه القاعدة تنسحب أيضا على صراع الأمم ..
بل على صراع الحق والباطل ..
فيستحيل أن يبقى الباطل منتصراً إلى قيام الساعة ..
إنما هي جولات .. وتلك الأيام يداولها الله بين الناس ..
فإذا كات الآن جولة الباطل كما نرى .. فإنها لن تمتد أبد الدهر ..
فالحق يحفر للباطل قبره ، وسيدفنه فيه عن قريب !!!
( ويقولون : متى هو ؟؟ قل : عسى أن يكون قريبا ..)
وكل آتٍ فهو قريب قريب .. أليس الصبح بقريب !!؟