PDA

View Full Version : يوميات طفل - البحر (3)


سردال
21-12-2001, 03:01 AM
المنطقة التي أعيش فيها الآن مشهورة بعمل أهلها في البحر، وأهل أبوظبي قديماً كان عملهم البحر وما يتصل به، فكان أبي يخرج بشكل يومي تقريباً إلى البحر ليأتينا بالخير الوفير من الأسماك، وكنا نذهب معه في بعض الأحيان، ولا تخلو رحلة من هذه الرحلات من موقف مضحك يتندر به إخواني علي أو على صاحبه.

ذات مرة، أراد أبي الخروج، وأردت الخروج معه، إلا أنه رفض في البداية، ولكن مع عنادي وإصراري أركبني معه في السيارة، وهي من نوع بيك أب، أي ذات صندوق مكشوف من الخلف، ركبت في الخلف مع إخواني، وانطلقنا وأنا كلي سعادة، توقف أبي عند الدكان القريب من بيتنا ثم أمرني أن أنزل لكي أشتري لهم بعض المشروبات الباردة "البيبسي وإخوانها التي قاطعنها اليوم ولله الحمد" أخذت المال منه، واشتريت ما لا أقوى على حمله لصغر سني، لكنني حملت الكيس الثقيل، وذهبت به للسيارة، قال أخي: هات عنك! قلت: لا! أنتوا بتروحون عني! قال: لا لا! أنت هاته عشان تقدر تركب، قلت: زين! وأعطيته الكيس، وما أن أخذه حتى انطلق أبي بسرعة وتركوني وأنا أركض باكياً يائساً من اللحاق بالسيارة المسرعة! وعدت إلى البيت أجرجر أذيال الهزيمة.

لكنني ذهبت مرات كثيرة مع أبي، في إحدى المرات نصحني أبي ألا أذهب معه لشدة الرياح، ولكن عناد الأطفال يفوق كل شيء، فخرج بي إلى البحر الهائج، ولم أتحمل هذا الوضع أبداً وبدأت أحس بالغثيان أو كما نسميها "لوعة الكبد" وقليلاً دوار رأس ورغبة في إخراج ما في جوفي، وما هي إلا لحظات حتى تقيأت ما في جوفي، هذه الأعراض كلها لشيء يمسى دوار البحر، أو نقول بلهجتنا المحلية "فلان هدمان" أي يحس بالدوار، ولا أدري ما حصل لي بعدها، الذي أتذكره أنني قمت من النوم والرياح قد هدأت والبحر ساكن، وأبي يمارس الصيد، وكانت هذه تجربة أولى أواجه فيها مصيبة من مصائب البحر. وتعلمت أن أسمع كلام أبي فهو خير لي.

ذات يوم خرجنا مع أبي، وهذه المرة بهدف جمع المحار، الذي قد يحوي اللؤلؤ، وتستمر عملية الجمع طويلاً ونجمع كميات كبيرة، نحضرها معنا إلى البيت، فنقوم بفلق المحار والبحث فيه لعلنا نجد شيئاً، وذات مرة وأنا أقوم بمساعدة إخواني في هذه العملية، فتحت المحارة وإذا بي أرى لؤلؤة لم أرى مثلها قط في حياتي! كبيرة ومستديرة، لم ألمسها بيدي، بل فرحت وأردت أن أخرجها بيدي لكنها سقطت على الأرض وراحت تقفز مراراً وتكراراً وتظهر صوتاً أشبه بصوت البلاستك إذا سقط على الأرض!! ورأيت أحد إخواني يضحك مني فعلمت أنها حيلة من حيلهم التي لا تتوقف، لكنني ذهبت بعيداً وأنا غاضب منهم! لماذا يقومون بهذا المقلب علي أنا بالذات؟!

إلى لقاء مع الحلقة الأخيرة... :)
ولا تنسوا! هذه مجرد يوميات طفل!

اسراء
21-12-2001, 08:41 AM
يوميا جميلة بصراحه ومااجمل البحر .. والصيد وماشابهه

فكرتني بالصدف كنا نجمعه واحنا صغار ونلونه .. بالوان جذابة جداا ..

ايام زمان ..

ايام الصغر وايام البراءة اجمل ايام العمر ..

موضوع ممتع بصراحه ..

تحياتي لك :):)

سراب
21-12-2001, 12:54 PM
^1

أيام جميلة.........

لكن لست أدري لماذا لمست فيها صدقا وعفوية;)

سردال
21-12-2001, 03:59 PM
اسراء: أشكرك على كلماتط الطيبة، كنا في الصغر نذهب كثيراً للبحر، واليوم لا أذهب هناك كثيراً، لأن الأمور تغيرت في البحر، ولم يعد كما كان، وانشغلنا نحن بأمور شتى. لكنه البحر سيظل مكان للكثير من الذكريات، خصوصاً ذكريات الطفولة :)


سراب: لأنها أيام الطفولة، ما كنا نعرف غير الصدق :) وأشكرك على الرد :)

متشيم
21-12-2001, 11:53 PM
هههههههههههههههههههه

من هذا اللي سوى هذه الحركة؟

الحقيقة كان "سردال" الولد المظلوم من بينا ، والحقيقة الآن وصل إلى مستوى يستطيع به أن يسخر من كل إخوانه وأن يغلبهم في الحوار ، فهو أرفعهم ثقافة ، ولذلك بودي اسأله سؤال ، كيف استطاع أن ينهض بنفسه ، نحن نسمع أن الولاد المضطهدين قد يكونون عالة ، ولكن الأخ "سردال" نموذج مختلف ، ربى نفسه بنفسه.

===============

أما قصص البحر المضحكة والمحرجة فحدث ولا حرج ... قصص دوار البحر وضربة الشمس ولسعة القنديل ، وشوكة "الصافي" وعضة الهامور ، وقرضة القبقوب ، جميعها قصص تستحق الطرح والتذكار ، في يوم غدت فيه قصص ابناءنا تدور حول STREET FIGHTERS و داي الشجاع والمفتش كونان.

سردال
22-12-2001, 03:52 PM
متشيم: أنت تعرف من سوى هذي الحركة :) أما حكاية الاضطهاد فذاك يرجع إلى قلة العلم والجهل، أما كيف نهضت، فهذا سؤال تطول إجابته، ولا أستطيع تحديد شيء معين لأقول لك بأنه السبب في هذا، ولكن بإذن الله سأكتب عن هذا الموضوع لاحقاً وفي الوقت المناسب.


أما البحر وسوالفه، فإننا كما أعتقد جزء من المشكلة، هل ذهبنا بأطفالنا إلى البحر أو البر، وقلنا لهم هذا مصدر رزق آبائكم وأجدادكم؟ وأخبرناهم كيف كانوا يعيشون وأريناهم صوراً للماضي القريب والبعيد؟

إن فعلنا هذا فأعتقد أنهم سكفون عن داي وكونان وغيرهم.

هذا ما أراه.

زمردة
22-12-2001, 06:51 PM
( وذهبت به للسيارة، قال أخي: هات عنك! قلت: لا! أنتوا بتروحون عني! قال: لا لا! أنت هاته عشان تقدر تركب، قلت: زين! وأعطيته الكيس، وما أن أخذه حتى انطلق أبي بسرعة وتركوني وأنا أركض باكياً يائساً من اللحاق بالسيارة المسرعة! وعدت إلى البيت أجرجر أذيال الهزيمة. ) ..

:(:(:(:(

سردال
23-12-2001, 12:25 AM
زمردة: ماذا تعني هذه الوحوه الحزينة؟ :)

زمردة
23-12-2001, 01:15 AM
ولقد تخيلت حالة هذا الطفل المتشوق والمتلهف للرحلة .. ويخذل .. ويحاول اللحاق بهم بكل قوة .. متوهماً أنهم ممكن أن يرأفوا لحاله ويعودوا لأخذه .. ولكن لا فائدة .. فيبلغ القهر أعلى درجاته وتحبس أنفاسه من شدة البكاء :(

كان بالإمكان أخذك معهم أو إقناعك بأي شيء .. ولو حتى أعطوك مصروفاً زيادة لتذهب للبقالة ..

سردال
23-12-2001, 04:40 AM
زمردة: إي والله ما يستاهلون، مثل ما قال أخوي متشيم (كان "سردال" الولد المظلوم من بينا) وهذا ظلم في المدرسة وظلم في البيت أشكال وأنواع، بعضها بسيط وبعضها فيظع ما أنساه، لكن الله يسامح الجميع :)

أما المصروف، فيا سلام على أيام أول، مصروفنا درهم واحد وبعدين ترقينا درهمين :) لكن ما كان يطيب خاطري مصروف، كان لازم أروح وياهم :)

شكراً للمشاركة :)

Shamma
24-12-2001, 12:41 PM
أخي المميز ..... سردال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دائما نحب أن نخصص مساحة رائعة لذكرياتنا في الحياة ...
وسبحان الله المواقف الأليمة والمحزنة نتذكرها بسرعة بعكس المواقف المفرحة .....

ما أروع البحر وما أجمل ذكرياته :):)
بس كله صوب وموقف السيارة صوب :(:( الله يسامحهم
وحلوة حيلة اللؤلؤة البلاستيكية

أحس أن مشاغل الحياة شغلتنا عن أجمل ما نملك البر والبحر أصبح
نادر ما نذهب لتلك الأماكن المريحة جدا .....
وإذا أحب الأطفال الخروج قلنا يالله مدن الألعاب في الحدائق والمراكز التجارية جاهزة :(
متناسين متعة الإستمتاع بالطبيعة

تحياتي لك