PDA

View Full Version : أين الفاتح المنتظر ( عام ـ مجلة سوالف )


البراء
01-12-2001, 01:59 PM
نقلاَ عن مجلة الشقائق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولمزيد من المواضيع الرائعة بالإمكان الرجوع إلى موقع المجلة على الرابط التالي : ـ

http://www.alshaqaeq.com/

حكاية أسطورية جرمانية تروي قصة مارد عملاق ذو قوة خرافية خارقة، وكان يسلطها على أهل القرية المجاورة لمسكنه في الغابة، فيبعث فيهم الهلع ويحطم كل ما تصل يده إليه حتى تحولت حياة القرية إلى جحيم لا يطاق. وذات يوم اجتمع عقلاء القرية واستجمعوا طاقتهم في التفكير حتى يخلصوا أنفسهم من هذا الوحش الخطير، وبعد بحث وتدقيق توصلوا لنتيجة بارعة هي أن يركّبوا للمارد عقلاً يمكنهم من التحكم فيه، وانتهزوا فرصة سانحة كان يغط الماردفيها بنوم عميق، وطبقوا خطتهم بإحكام.. وماذا كانت النتيجة؟! صار المارد العملاق يعمل خادماً لأهل القرية واستفادوا من قدراته الخارقة في حمل الأثقال عنهم. إن هذه القصة على الرغم مما يبدو عليها من خرافة وطفولية.. إلا أن ما صنعه أهل القرية هو فعلاً طريقنا الوحيد لانطلاق فضائية هادفة..



سخافات فضائية ماذا يشاهد الناس اليوم على قنواتهم الفضائية.. يجيب الأستاذ عادل العبدالعالي بقوله: «إن الناظر في أحوال الناس والمعايش لمجالسهم يخرج بتصور هو أن أفراد المجتمع ليسوا سواء في التلهف لبرامج الفضائيات. فطائفة تعتبر ما يبث فيها ترفيه متجدد يخرجون به عن روتين حياتهم وجديتها، وطائفة أخرى تبحث عن مايلبي شهواتها. فالمهم الصورة المتبرجة والأغنية الماجنة. وأعداد من المثقفين من يبحث عن الخبر المصور والحوار الجاد. لكن الفضائيات وبسبب تخبطها وعجزها خسرت هؤلاء. وحديث المجالس لا يخرج عن التذمر والسخط. يقول أحد الشباب: جلست يوماً أتنقل بين القنوات فإذا بها لا تخرج عن (فيديو كليب) ومهرجانات غنائية وحوارات سخيفة وإعلانات تجارية. فكدت أنفجر من الغيظ وصرخت ـ وكنت لوحدي ـ وقلت للشاشة: أنا إنسان ولست بهيمة. يريد أن ماتبثه هذه القنوات لا يخرج عن الجنس واللبس. وهذا مايتفق عليه المشاهدون.. وإذا كان الأمر كذلك فما الذي يمنعهم من الاستغناء عن الفضائيات. والذي يظهر لي والله أعلم أنهم لا يجدون البديل أو بعبارة أدق يتكاسلون في البحث عن بديل عنها وإلا فإن البدائل كثيرة..». وكان للأستاذ طارق إبراهيم رأيه حول هذه النقطة الذي قال فيه: «تختلف توجهات الفضائيات فيما تطرحه من برامج للمتلقي العربي. فمنها ما يركز على الجانب الخبري فقط ومنها ما هو منوع ومنها ما هو مخصص للغناء أو الرياضة وهكذا، وبالتالي فإن اهتمامات الناس باختلاف أجناسهم وأعمارهم ومستوى وعيهم هو الحكم في مثل هذه المسألة. لكن وجهة نظري الشخصية أن هناك محطتان أو ثلاث فقط حققت لي حداً لا بأس به من اهتماماتي واهتمامات أسرتي.. أما بقية المحطات ففيها الغث والسمين إلا أن الغث حتمًا هو الطاغي على برامجها. بل إن هذه المحطات من حيث تعلم أو لا تعلم تساهم بشكل فاعل في تهميش وتسطيح فكر المواطن العربي». ويضم الشيخ إسماعيل الخطيب العالم المغربي صوته إذ يقول: لكن الواقع هو أن الفضائيات العربية صورة للإعلام الغربي في كل ما تنتجه بل إنها تقدم للمشاهد العربي مالا يمكن أن يشاهده في القنوات الأخرى فقنواتنا (عربية اللسان ، أجنبية الهوية) وهذا ماخرجت به بعد مراقبتي لها مدة ، فلم أجد فيها سوى الميوعة والانحلال والدعوة إلى تقليد الغرب في كل شيء وإلى الإبتعاد عن ا لقيم. وحتى البرامج الدينية التي تقدم بين الفينة والأخرى تبدو نشازاً غير متفقة مع الجو العام لهذه الفضائيات.
انطلاقة نحو الوراء
بعدما اكتسحت الفضائيات البيوت، وعاشت في أرجائها أعواماً بعد أعوام.. أين الحال الذي نحن عليه الآن؟ وماذا تحقق لنا من هذه الفضائيات؟ تلخص الأستاذة وفاء القروني في قسم التوعية الدينية بمكتب الإشراف التربوي الأمر قائلة: إن القنوات الفضائية أثرت على المسلمين بصفة خاصة فلسنا كالماضي بالقوة والمجد ولسنا كالغرب الآن باختراعاتهم وابتكاراتهم المتوالية. رضينا بالتبعية المطلقة والتقليد الأعمى حتى وصلنا إلى ما نحن عليه من ضعف. ويضيف الشيخ عبدالله بن عبداللطيف الحميدي: لقد أصبح من الطبيعي أن ترى في هذه الشاشات المفسدة المدمرة من يطوف بالقبور ويتبرك بالأشجار والأحجار ويظهر البدع والخرافات والشبهات ويدعو إلى منابذة الكتاب والسنة واتباع الأهواء وتتبع الرخص وترك الدين الحق.. بل وأصبح وللأسف الشديد شيئاً مألوفاً أن ترى العري بأبشع صوره والتفسخ بأشد ألوانه، وبعد ذلك كله ترى القبل والعناق والضمّ بين الجنسين.. وربما رأى ما وراء ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.\ وأصبح أمراً عادياً أن ترى فيها شرب الخمور وترويج المخدرات والمسكرات والدعاية لها والدعوة إلى المعاملات المحرمة بل والربا الصراح. كما أصبح من المعتاد ـ ويا للأسف ـ أن يلتقي مئات بل آلاف الشباب في المقاهي والمنتزهات لمشاهدة فيلم ماجن أو مسلسل هابط في ساعات متأخرة من الليل. وحول هذه النقطة أضاف الدكتور عبدالفتاح إدريس - أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: إن من هذه السلبيات ما تلعبه القنوات الفضائية التي ثُبت من بلاد ضاع الوازع الديني فيها، إما لأنها غير مسلمة، وإما لسيطرة الفكر العلماني على عقيدة أفرادها، فنشأت عن قنواتها أفكار مسمومة باتت تغزو كل البيوت عن طريق التليفزيون ولم يعد هناك ضابط ولارابط لها بعد أن سهل استقبال هذه القنوات، وأصبحت غير مشفرة، بحيث يستطيع كل من لديه جهاز استقبال أن يشاهد ما تعرضه من مشاهد وأفكار هي في أكثرها أفكار مغلوطة منحرفة ومشاهد ماجنة لاتتفق ومبادئ الديانات السماوية أو الأخلاق الفاضلة. الشاب هو الهدف وإذا كان التحدي الكبير في الفضائيات ينصب كالحية القاتلة على المجتمع بشكل عام فهو موجه بشكل خاص إلى الشباب والفتيات من أبناء الجيل.. فهل إلى سبيل لصد هبذه الهجمات؟! .. يعبر الدكتور صابر عن هذه القضية بقوله: على الرغم من كل ما يكتب عن علاقة الإعلام بالتربية، والتأثيرات التي يمكن أن تتركها القنوات الفضائية والإنترنت والتليفزيون وبعض المجلات الهابطة على تربية الأولاد والبنات والأسرة العربية عامة، إلا أنه لا تزال الأسرة العربية حتى الآن في حالة حيرة وقلق إزاء تعاملها مع وسائل الإعلام والمعلومات والتي يطلق عليها التربويون