تسجيل الدخول

View Full Version : فتوى غريبة جدا لعالم سلفي القائل بها في وقتنا من الخوارج


رفع الحرج
04-11-2001, 12:02 PM
المرجع:- كتاب """"المجموع المفيد....من رسائل وفتاوى الشيخ سعد بن حمد بن عتيق -رحمه الله-صفحة99 |||الرسالة الثانية عشرة|||، والكتاب صادر عن دار الهداية للطبع والنشر والترجمة-طبعة عام 1415هـــ.


علماً أن تاريخ الفتوى هو شهر الصوم 1309هـــ




بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد بن حمد بن عتيق إلى الإخوان المكرمين: الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف ،وإبراهيم بن عبد الملك ،وصالح بن محمد الشثري ،وزيد بن محمد، ومحمد آل عبد الله، ومحمد آل عمر آل سليم ، جعلهم الله من المتبعين للسنة والقرآن، المجاهدين في الله باليد والقلب واللسان .
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
فاُ حمد الله الذي لا إله غيره ولارب سواه، وأسأ له أن يصلي على عبده ورسوله محمد الذي اختاره واصطفاه ،وجعل الهدى والسعادة في اتباع ما جاء به والأخذ بهداه ،وحكم بالضلال والشقاوة على من خالف هديه واتبع هواه.

وقد عرفتم ما حصل في هذه الأزمنة من غربة الدين وترادف الشرور،وكثرة المفتونين الذين اجتالتهم عن دينهم الشياطين، حتى إنّ العاقل يخاف من اجتثاث أهل الإسلام واستئصاله بالكلية، حتى لا يبقى منه شيء.
وسبب ذلك هو الإعراض عما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من السنة ،والخروج من حكم الكتاب الذي أنزله الله نوراً ورحمة ، وجعله مخرجاً للناس من الظلمة، وتوعد با لعذاب من صدف عنه وخالف حكمه .
وفي الحديث عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ستكون فتن )) ، قلت : ما المخرج منها يا رسول الله ؟ ، قال : ((كتاب الله فيه نبأَ من قبلكم وخبرُ ما بعدكم وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار، قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى من غيره ، أضله الله )) الحديث.
وأعظم انواع الإعراض واكبر أسباب الفتنة في الأرض والفساد الكبير ما صدر من بعض الخلوف من موالاة المشركين ، واتخاذ الولائج من دون الله ورسوله والمؤمنين ،اٍنهم صاروا فتـنة للمفتونين ،ومحنة على المؤمنين ،ولأجل ذلك صار الناس بين مأجور ومعذور ، وآخر قد غره بالله الغرور.
فمن الناس من عرف الحق وترك بيانه ، أطاع في معصية ربه نفسه وشيطانه ، وكتم ما أنزل الله من البيان والهدى،{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)(البقرة: من الآية140}، ومنهم من اعتقد الباطل حقاً والخطأ صواباً ، واستحسن موالاة أهل الكفر والارتياب ، وعمي عما تضمنته نصوص الكتاب،{ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ
لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42 } .
وقد حرم الله مولاة الكافرين في غير موضع من كتابه قال تعا لى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة:51 } ، وقال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ )(الممتحنة: من الآية1) ، وقال تعالى: {)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (المائدة:57) }، وقال تعالى:{ )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْأِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (التوبة:23) }.

وقد نفى الله الإيمان عمن تولاهم، وأخبر أنه من الفاسقين والظالمين، وتوعده بمسيس النار ، قال تعالى :{ )تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ. وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (المائدة:81) }، وقال تعالى{وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) (هود:113) }.
وأعظم من هذا قوله:{ )إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ. ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ. فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ. ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)}.

وهذه الآيات وأشباهها تدل على التغليظ والتشديد في موالاة من كفر بالله ،وقد ذكر بعض العلماء أن بعض هذه الآيات تتناول من ترك جهادهم وسكت عن عيبهم وألقى إليهم السلم ، فان انظم إلى ذلك إظهار الثناء عليهم ونشر فضائلهم والدخول في طاعتهم وإعانتهم على أهل الإسلام وحماية حماهم ، فالأمر أشد وأعظم .
ولا يخفى على عارف أن هذه الأمور من أكثر أسباب هدم الإسلام والإيمان ، وأعظم الذرائع إلى هجر السنة والقرآن ، وظهور الشرك والكفر بالملك الديان ، وتعطيل أسمائه وصفاته ، وإلغاء حججه وبياناته.

وقد قصر كثير من الناس في بيان ما أوجب الله عليهم بيانه، وتركوا الانتصار لله والدعوة إلى سبيله ،والنصيحة لله ولكتابه ورسوله.

ومن أعظم الواجبات مناصحة ولي أمر المسلمين ، ودعوته إلى ما فيه صلاحه وفلاحه، من القيام بأمر الله ، ودعوته إلى توحيده وطاعته ، وإحياء شعائر الإسلام التي قد عطلت عند كثير من الرعايا.

ومن أعظم الواجبات أيضاً بيان ما أوجب الله عليه من جهاد المشركين ومعاداة الكافرين ، والحرص على مراغمتهم ، وإدخال الحزن عليهم ، وإيصال المكروه إليهم ؛أخذا بقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً )(التوبة: من الآية123)} ، وقوله تعالى :{ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ )(المائدة: من الآية54)} .
فان حصل منه ذلك ، فهي ذروة السنام ، وبه الصلاح في الدين والدنيا ، لا كما زعم كثير من الجهال والطغاة، فان لم يحصل منه رضينا منه بالمقاطعة وتركه الهدايا وعدم الموالاة ، فان كان ولابد، قنعنا من الأمير بتركهم ومن أرادهم بسوء من أهل الإسلام .
ثم انظروا هل وراء ذلك حبة خردل من إيمان ، وهذا كتاب الله وسنة رسوله وسيرة خلفائه الراشدين ،فيها الهدى والنور ،وقد كتبنا للأمير شيئا مما ذكرنا في بعض الخطوط إجمالا وتفصيلا ، واجتمعنا نحن وهو في سنة 1309هـ ألف وثلاثمائة وتسع ، أكثرنا عليه في ذلك،وذكرنا له شيا من الأدلة{ً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ)(الأنفال: من الآية42)} .
وقد رأى كثير من الناس السكوت عن الحق والإعراض عن بيان ما بينه الله في كتابه رأياً متينا ، وظنوا حصول السلامة لهم مع ذلك ، كأنهم لم يسمعوا قوله تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (البقرة:159) } ،
وقــــــــــد قـــيـــــل :
وقد اخذ الرحمن جل جلالــــــــه*** على من حوى علم الرسول وعلما
بنصح جميع الخلق فيماينوبهــــم *** ولاسيما فيما احل وحرمـــــا
فنا صح بني الدنيا بترك ابتداعهم*** فقد صيروا نور الشريعة مظلمـا
فينبغي لكم مناصحة الأمير ــ سلمه الله ــ ، وبذل الجهد في دعوته إلى أسباب الفوز والسعادة مما ذكرنا ، فانه ربما اغتر بسكوت من يحسن بهم الظن من أهل العلم والدين . وقد عرفتم انه لا صلاح للدين والاستقامة له إلا بذلك ، وأرجو أن ذلك قد صدر له منكم وتكرر ،فاٍن الظن بكم جميل ،فقد من الله عليكم ووهبكم من العلم به وأسمائه وصفاته ،والبصيرة في حججه وآياته ما برزتم به على من سواكم ، والأمر على أهل العلم والإيمان وحملة السنة والقران اعظم منه على غيرهم ،قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)(المائدة: من الآية67)} ، وقال : {فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً) (الفرقان:52) } .

وقد علمتم ما كان عليه مشايخكم وأقرانكم الذين مضوا ــ رحمهم الله ــ من السيرة المرضية والحمية الدينية ، وبذل الوسع في نصرة الملة الحنيفية،والنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة السلمين وعامتهم ، بإقامة الحجج والبراهين ،وبيان ما وجب من معاداة الكافرين والنهي عن موالاة المشركين ،وقد ابتلاكم الله تعالى بأن جعلكم خلائف في الأرض من بعدهم ؛ لينظر كيف تعملون ،وسوف يسألكم عما تعملون .
وقد اشتد البلاء بعد أولئك الأفاضل ، وتواترت الفتن ،وعظمت الخطوب والمحن ،وهجر كثير من السنن ، وغلب الجهل والهوى، وكثر الخوض والمراء ، وحطمت ألوية الهدى ، وحكمت الطواغيت وضيعت الحدود، وهدمت الأركان ، وعزل كثير من أحكام السنة والقرآن ، ووضعت القوانين، واستحكمت غربة الدين ، وانتشرت مسبة المؤمنين ، وعظمت الفتنة بعباد الأوثان والأصنام، وظهرت موالاتهم من كثير من أهل الإسلام، وصار المعروف منكراً والمنكر معروفاً، والبدعة سنة والسنة بدعة ، ونزل بربوع الإسلام وحل بمعاقل الإيمان ما حل نظام الإسلام ، وشتت شمل الإيمان ، فاتقوا الله عباد الله ، {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ)(البقرة: من الآية281)}، { وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)(الحديد: من الآية16)}.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


حرر في شهر الصوم سنة 1309هــ

متشيم
05-11-2001, 02:38 PM
وما الغريب في كون الفتوى صدرت منه؟

الصراط
06-11-2001, 05:12 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. وبعد


الأخ الفاضل / رفع الحرج الموقر


هلا تكرمت و رفعت عنا علامات الاستفهام من أدمغتنا باخبارنا عن ماهية الغرابة في أمر الفتوى التي ذكرتها ؟؟

و جزاك الله كل خير :)


------------------------------------------------------------------------

قد يقع الاشكال في أمر من الأمور ..... فينبغي اجلاءه و توضيحه

حتى يزول اللبس و الوهم و التخمين

و يكسد بذلك سوق الرجم بالظن ! و يزول دابر الفتنة !

==========================

سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا اله الا أنت أستغفرك و أتوب اليك