كروز
10-10-2001, 12:44 AM
قال الشيخ حفظه الله:
في هذه الفتنة التي يعيشها العالم الآن ما هو التصرف الصحيح من جانبنا ؟ وما هو الواجب علينا فعله ؟
يمكن أن ألخص ما أراه حول هذا الموقف بإيجاز فيما يلي:
أولا: ماتتناقله وسائل الإعلام الغربية من اتهام المسلمين في هذه الأحداث أمر لايجزم به، ويفتقر إلى أدلة وبراهين، ومايقوله هؤلاء لايقبل فهم كفار لايَصْدُقون ولايُصدَّقون، وهم الخصم والحكم.
ثانيا: لو كان الفاعل لذلك مسلما فمثل هذا العمل لايجوز؛ فمفاسده أكثر من مصالحه، وهو يجر المسلمين إلى صراع غير متكافئ مع أعدائهم، وما رأيناه من آثار يدل على ذلك.
ثالثا: لو كان الفاعل مسلما ومعتدياً بفعله ذلك، فلايجوز الوقوف مع الأعداء ضده، فإن اعتدى فهم أكثر اعتداء، وإن ظلم فهم أكثر ظلماً، ولاتجوز مناصرة أهل الكفر على أهل الإسلام، }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{ (المائدة:51) . والآيات في القرآن الكريم متضافرة حول النهي عن ذلك وتأثيم فاعله.
رابعا: مايسعى إليه الغرب اليوم ليس قاصرا على الفاعل، بل هم يوسعون الدائرة، ويدخلون الأبرياء في خندق من يتهمونهم، ويدفعهم لذلك إعادة الهيبة والاعتبار لهم، وليس أصدق من وصف الله لهم في قوله تعالى }وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ. وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (لأنفال: 47-48) . وقديما قال سلفهم والله لانبرح حتى نأتي بدرا ونقيم فيها ثلاثا ونشرب فيها الخمر وتعزف علينا القيان وتسمع بنا العرب.
خامسا: لابد من الحذر من جر البلاد الإسلامية الآمنة إلى العنف والصراع، والواجب على المسلمين تقوى الله تعالى، والحذر من أن يسلك أحدهم خطوات يدفع من بعده ثمنها لسنوات أو عقود من الزمان، والمسلم يملك عاطفة صادقة تجاه قضايا الأمة، ويحمل غيرة على دين الله، لكن دينه وعقله فوق عاطفته، ولايخطو خطوة إلا ويعلم أنها ترضي الله تعالى وعلى وفق شرعه.
سادسا: إن انتقادنا لبعض مواقف العمل المسلح ينبغي ألا يسوقنا إلى الانجرار وراء العالم الغربي في مصطلحاته وألفاظه التي يطلقها؛ فالإرهاب على سبيل المثال ثوب فضفاض يلبسه أولئك من يشاؤون ويخلعونه عمن يشاؤون.
سابعا: لو حصل صراع بين المسلمين والكفار فليس للمسلم خيار إلا أن يقف مع إخوانه المسلمين بما يستطيع، ولابد مع ذلك من الحذر من الزج بالمسلمين وشبابهم في مواقف غير متكفائه، ولاينبغي أن يدفع بشباب الأمة إلى مهالك ومجازر دون أن يمحص الموقف، ويقول الرأي الشرعي في ذلك من هو أهل لذلك.
ومن أقل مايجب علينا في نصرة إخواننا الدعاء لهم، والتعريف بقضاياهم ومقاطعة المعتدين اقتصادياً.
ثامنا: مسيرة الإصلاح في الأمة مسيرة طويلة، ولاينبغي أن نتصور أننا من خلال تصرفات عاجلة سنصلح الأوضاع، والتحدي الحقيقي ليس في المسارعة إلى حمل السلاح، إنما في الدعوة والصبر والمصابرة والعمل الدؤوب طويل النفس، وحين يأتي الموقف الذي يستدعي الجهاد فهناك ترخص النفوس ويُذم المتقاعس والمتهالك.
تاسعاً: أوصي نفسي وإخواني المسلمين بتقوى الله تعالى في السراء والضراء، والاهتمام بأمور المسلمين وقضاياهم، وتحقيق معاني الولاء للمؤمنين والبراءة من أهل الكفر، وفي المواقف العملية لابد من الاستشارة والاستنارة بآراء أهل العلم الموثوقين قال تعالى }وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً{ (النساء:83)
عاشرا: الدين دين الله تعالى، وهو متم نوره ومعلي كلمته، ولو تظاهر أهل الأرض كلهم جميعا، بل إن في المحن منح، ومع الشدائد الفرج (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً.إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)
__________________
الرجوع للدين والعلم الشرعي هوالحل
في هذه الفتنة التي يعيشها العالم الآن ما هو التصرف الصحيح من جانبنا ؟ وما هو الواجب علينا فعله ؟
يمكن أن ألخص ما أراه حول هذا الموقف بإيجاز فيما يلي:
أولا: ماتتناقله وسائل الإعلام الغربية من اتهام المسلمين في هذه الأحداث أمر لايجزم به، ويفتقر إلى أدلة وبراهين، ومايقوله هؤلاء لايقبل فهم كفار لايَصْدُقون ولايُصدَّقون، وهم الخصم والحكم.
ثانيا: لو كان الفاعل لذلك مسلما فمثل هذا العمل لايجوز؛ فمفاسده أكثر من مصالحه، وهو يجر المسلمين إلى صراع غير متكافئ مع أعدائهم، وما رأيناه من آثار يدل على ذلك.
ثالثا: لو كان الفاعل مسلما ومعتدياً بفعله ذلك، فلايجوز الوقوف مع الأعداء ضده، فإن اعتدى فهم أكثر اعتداء، وإن ظلم فهم أكثر ظلماً، ولاتجوز مناصرة أهل الكفر على أهل الإسلام، }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{ (المائدة:51) . والآيات في القرآن الكريم متضافرة حول النهي عن ذلك وتأثيم فاعله.
رابعا: مايسعى إليه الغرب اليوم ليس قاصرا على الفاعل، بل هم يوسعون الدائرة، ويدخلون الأبرياء في خندق من يتهمونهم، ويدفعهم لذلك إعادة الهيبة والاعتبار لهم، وليس أصدق من وصف الله لهم في قوله تعالى }وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ. وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (لأنفال: 47-48) . وقديما قال سلفهم والله لانبرح حتى نأتي بدرا ونقيم فيها ثلاثا ونشرب فيها الخمر وتعزف علينا القيان وتسمع بنا العرب.
خامسا: لابد من الحذر من جر البلاد الإسلامية الآمنة إلى العنف والصراع، والواجب على المسلمين تقوى الله تعالى، والحذر من أن يسلك أحدهم خطوات يدفع من بعده ثمنها لسنوات أو عقود من الزمان، والمسلم يملك عاطفة صادقة تجاه قضايا الأمة، ويحمل غيرة على دين الله، لكن دينه وعقله فوق عاطفته، ولايخطو خطوة إلا ويعلم أنها ترضي الله تعالى وعلى وفق شرعه.
سادسا: إن انتقادنا لبعض مواقف العمل المسلح ينبغي ألا يسوقنا إلى الانجرار وراء العالم الغربي في مصطلحاته وألفاظه التي يطلقها؛ فالإرهاب على سبيل المثال ثوب فضفاض يلبسه أولئك من يشاؤون ويخلعونه عمن يشاؤون.
سابعا: لو حصل صراع بين المسلمين والكفار فليس للمسلم خيار إلا أن يقف مع إخوانه المسلمين بما يستطيع، ولابد مع ذلك من الحذر من الزج بالمسلمين وشبابهم في مواقف غير متكفائه، ولاينبغي أن يدفع بشباب الأمة إلى مهالك ومجازر دون أن يمحص الموقف، ويقول الرأي الشرعي في ذلك من هو أهل لذلك.
ومن أقل مايجب علينا في نصرة إخواننا الدعاء لهم، والتعريف بقضاياهم ومقاطعة المعتدين اقتصادياً.
ثامنا: مسيرة الإصلاح في الأمة مسيرة طويلة، ولاينبغي أن نتصور أننا من خلال تصرفات عاجلة سنصلح الأوضاع، والتحدي الحقيقي ليس في المسارعة إلى حمل السلاح، إنما في الدعوة والصبر والمصابرة والعمل الدؤوب طويل النفس، وحين يأتي الموقف الذي يستدعي الجهاد فهناك ترخص النفوس ويُذم المتقاعس والمتهالك.
تاسعاً: أوصي نفسي وإخواني المسلمين بتقوى الله تعالى في السراء والضراء، والاهتمام بأمور المسلمين وقضاياهم، وتحقيق معاني الولاء للمؤمنين والبراءة من أهل الكفر، وفي المواقف العملية لابد من الاستشارة والاستنارة بآراء أهل العلم الموثوقين قال تعالى }وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً{ (النساء:83)
عاشرا: الدين دين الله تعالى، وهو متم نوره ومعلي كلمته، ولو تظاهر أهل الأرض كلهم جميعا، بل إن في المحن منح، ومع الشدائد الفرج (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً.إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)
__________________
الرجوع للدين والعلم الشرعي هوالحل