PDA

View Full Version : لاعب دولي يستخدم خط الصداقة !!...


ابن مكه
17-08-2001, 04:14 PM
لم يصدق أحمد عيناه وهو يرى نفسه يركب حافلة على أرض الشيشان تقله الى معسكر المجاهدين.! كان يرى هذا حلماً


صعب المنال ....لكنّه تحقق..عاد أحمد بذاكرته وخياله الى الوراء ..الى سنوات ..حين بدأ اسمه يتردد على الأفواه كنجم


قادم بقوة في سماء كرة القدم !!وفي الحقيقة كان نجماً فوق العادة ! ماهي الا سنوات ثلاث منذ ظهوره حتى انضم للمنتخب


الوطني..لم يكن انضمامه غريباً أبداً..فلقد كان كل من عرفه من المدربين والنقّاد يثنون على موهبته ومهاراته الإستثنائيّة !


كان في نظر المراقبين قلب هجوم المستقبل ...! عاد أحمد بالذاكرة الى سنتين مضتا ..حين كانت حافلات المنتخب الوطني


تنقل اللاعبين من الفندق الى المعسكر ! ذلك المعسكر الذي أقيم في جورجيا القريبة من روسيا والشيشان !..اختيرت


جورجيا لإقامة المعسكر لمشابهة أجوائها للإجواء الروسيّة التي ستقام عليها نهائيّات كأس العالم. كان أحمد في ذلك الوقت


يعلم أنهم قريبون جداً من ساحة الصراع بين المجاهدين وبين الروس الغزاة ..ولكن ! لم يكن أحمد الأمس ..اللاعب


المشهور يفكر بعقل أحمد اليوم..المجاهد المغمور..كانت نهائيّات كأس العالم ستقام بعد شهرين من ذلك المعسكر..تذكر


أحمد كيف كانت الآمال الشعبيّة معلّقة عليه وعلى زملائه في تحقيق نتائج طيبة ومفاجآت من ذات الوزن الثقيل ..!!!


عاد أحمد بعقله الى أرض الواقع فقد وصلت الحافلة التي تقلهم..استقبلهم أحد الشباب المجاهدين وعرّف عن نفسه


باسم سرهيد !..استقبلهم بابتسامة جميلة وترحاب واحتضنهم واحداً تلو الآخر..كان أحمد في الثانية والعشرين من عمره!


كان يعشق الجهاد من صغره..كان يكره الظلم والقتل والتهجير ..كان يرى أن الحريّة قمة الحريّة أن تعيش بعزة


وكرامة خاضعاً لله وحده ..كان أحمد يرى بأم عينيه رخص الدم المسلم في عالم اليوم ..كان يرى المآسي التي ليس لها


مشتري سوى المسلمين !...كان يرى القتل الذي لا يعمل سكاكينه الا في العنق المسلم ! كان يرى التهجير الذي


لا يخرج من أرضه الا المسلم وكأنه مستأجر نزق !..كان أحمد يرى هذا كله , ولا يستطيع الى دفعه سبيلاً ..كان يشعر


بقيد العجز الذي يكبل أقدامه عن كل شيء الا عن ممارسة الكرة !!فأنطلق يمارس الكرة التي وجد فيها هروباً من الواقع


وغضاً للطرف عن واقعٍ غاية في الهوان والضعف !....


تأقلم أحمد بسرعة مع واقعه الجديد...أمره آمر المجموعة أن ينضم الى مجموعة الخندق..وهي مجموعة إسناديّة تتدرب على


الدفاع عن المجاهدين. حيث تتحصن في خنادق يحفرها المجاهدون على حدود القرى التي يخططون للقيام بعمليات


عسكرية عليها...ثم يمطرون العدو بالطلقات يحمون بها ظهور المجاهدين حين عودتهم من عملياتهم التي تأخذ طابع


الكرّ والفرّ..أخبره آمر المجموعة أنه سيلازم سرهيد الذي كان خبير مجموعة الخندق !..قام سرهيد ليستقبل أحمد


الإستقبال الثاني فبش في وجهه وابتسم وقال وهو يضحك : مرحباً بك في خط الصداقة !! استغرب أحمد من الإسم


..خط الصداقة !..لاحظ سرهيد استغرابه فضحك وقال: إننا نسمي هذا الخط الخندقي الممتد ..بخط الصداقة !


استغرقت التدريبات شهرين ..كان أحمد ما يزال رياضيّاً..سريعاً..قوياً...خفيفاً..فأعجب الجميع وشدّ الأنظار إليه أثناء


التدريب..توطدت الصداقة بين أحمد وسرهيد كثيراً..كانا كثيراً ما يتسامران في الخندق ..علِم سرهيد عن تأريخ أحمد


الرياضي وعن وصول المنتخب لنهائيّات كأس العالم ! فأخذ يسأل أحمد عن تلك النهائيّات وكيف سارت ..!


في الحقيقة لم يكن سرهيد معنيّاً بكرة القدم أو بكأس العالم ! بل كان يريد لهذا الفتى الذي بدا كتوماً جداً أن يخرج


من قلبه آهاته وزفراته !..سرد له أحمد تفاصيل نهائيّات كأس العالم وكيف وصل بالمنتخب الى نهائي كأس العالم في


مواجهة المنتخب الروسي !! على غير المتوقع !..فلم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يصل المنتخب الى دور الثمانيّة ! ولكن..


ها هو المنتخب في مواجهة الدب الروسي على الكأس !! كان أحمد يتوقف عن الكلام الفينة بعد الأخرى..فلقد كانت


الكلمات تجف في حنجرته..وكانت عيناه تغالب الدموع ..كان يزفر كلما تذكر تلك الإهتمامات السخيفة..لاحظ سرهيد


ذلك فقال : أحمد..إنّك تتكلم عن الماضي..ماضٍ تركته وراءك...ماضٍ خلعته ولبست بدلاً عنه لباس الفخر والعزة..ولباس


العزة ذلك خير !..أكمل يا أحمد ..أكمل أحمد على مضض : أتت ليلة المباراة النهائيّة فلم أستطع النوم !..كان فكري


مهموماً ..وبالي مشغولاً..كنت أفكر فأحدث نفسي أنه على بعد أميال من هنا..تنتهك حرمات أخواتنا المسلمات ويغتصبن


ويقتل الشيوخ والعجائز والأطفال ...هناك توجد مباراة من نوع آخر ..مباراة شباب غرّ من أبطال هذه الأمة يقابلون المنجل


الأحمر..يملأون شباكه رصاصاً وقنابل..هناك يهزمونه مرة بعد أخرى..هناك حيث يفوزون بكأس الشهادة !! هناك هي


البطولة..بطولة المعركة..بطولة الكر والفر..بطولة الرصاص..بطولة المدافع..بطولة الشهادة..أمّا هنا فبطولة البهرج..بطولة


كأس العالم..بطولة الشهرة..بطولة المال..بطولة المعجبين والمعجبات..بطولة الإعلام والأضواء..بطولة المكاء والتصدية !


لم أكن يوماً راضياً عن طريقي الذي كنت أسلكه ..ولكن ..أتصدق يا سرهيد أنني في تلك الليلة عقدت العزم على الإنضمام


الى قوافل المجاهدين..نعم يا سرهيد في تلك الليلة بالذات !..ليلة نهائي كأس العالم ! أتت المباراة..كنت أود أن أجعلها


مباراتي الأخيرة..كانت المباراة سجالاً بيننا وبين الروس..حتى جاءت الدقيقة الأخيرة حيث استلمت الكرة فانطلقت بها


جهة المرمى..تخلصت من الخصوم واحداً تلو الآخر..فانفردت بحارس المرمى الذي أسقطته هو الآخر بحركة ذكيّة..ثم


قذفت بالكرة جهة المرمى بثقة تامة..تهادت الكرة الى الشباك أو هكذا ظننت ..ولكن ..أبت الكرة الا أن تخرج بجانب


القائم....لقد ضاعت الفرصة !..خسرنا تلك المباراة بالركلات الترجيحيّة ..وضاع الحلم !..لكنني للحق لم أحزن كثيراً..


لإنني لم أكن أرى أن هذه هي البطولة..أو أن الكرة وطنيّة..أو أن الهدف عربون حب للأمة !..أتراني كنت مخطئاً يا


سرهيد ؟؟ نظر إليه سرهيد بحب ثم احتضنه قائلاً : لا والله لم تخطىء يا أحمد ..أيها الفارس الفذّ..في الصباح أخبرهم


الآمر أن لديهم عملية عسكرية على موقع للروس في أحدى القرى ..كان المجاهدون قد حفروا خندقهم أو خط صداقتهم


كما يسمونه...عند الغروب بدأت المعركة ..استغرق الهجوم نصف ساعة..ثم بدأ المجاهدون بالعودة والإنسحاب..وبدأ


دور جماعة الخندق لحماية ظهورهم..عاد المجاهدون سالمين باستثناء الآمر..بدأ القلق يدب في نفوس المجاهدين..أين


الآمر ؟؟ لماذا تأخر ؟ هل أسروه ؟ هل قُتل ؟ فجأة ! ظهر الآمر من بعيد وهو يجري باتجاه المجاهدين..كان المجاهدون


يرشقون الروس بالرصاص حمايةً لظهر الآمر..فجأة سقط الآمر فلقد أصابه الروس في ساقه..حاول القيام فلم يستطع !


فجأة قفز أحمد من الخندق ..وراح يركض ..يركض بسرعة ..صرخ به زملاؤه..وصرخ به الآمر: عُد الى خندقك يا أحمد !!


دعني هنا وعُد..! صرخ بهم سرهيد : اتركوه وشأنه فإنّها فرصته ! جرى أحمد كما لم يجرِ من قبل ..كان سريعاً كالفهد


..خفيفاً كالغزال..نظر الكل مشدوهاً من سرعته وجرأته..وصل للآمر ..حمله على ظهره بخفة ومهارة وعاد أدراجه الى


الخندق..كان الروس يمطرونه بالرصاص وكان يتفادى رصاصهم بالجري بشكل متعرج..نظر اليه سرهيد من بعيد وتمتم


قائلاً : انه يتخلص من الخصوم واحداً بعد الآخر ..ما أروع هذا اللاعب الماهر !..وصل أحمد على بُعد أمتار من الخندق


من الخندق..صاح به سرهيد : أحسنت أيها البطل..أحسنت أحمد..قفز أحمد الى الخندق ..صاح به سرهيد فرحاً :


مرحباً بك في خط الصداقة..!احتضنه سرهيد وقبّل جبينه ونظر الى وجهه ..قال أحمد : لم أضع الفرصة هذه المرة


يا سرهيد أليس كذلك ؟؟ احتضنه سرهيد مرة أخرى وهو يبكي ويقول : لم تضعها هذه المرة ...لم تضعها أيها


اللاعب الماهر ...أحمد...أحمد..نظر سرهيد الى ظهر أحمد ! ..وإذا رصاصة قد اخترقت ظهره وسكنت قلبه..أزاحه


عنه..ونظر الى وجهه..كان أحمد مبتسماً..لكنه بلا حراك ..وبلا أنفاس...مات أحمد ..بكى سرهيد بحرقة..بكى


ثم ضمّ أحمد الى صدره بقوة وهو يقول : لم تضع الفرصة ...لم تضعها أيها اللاعب الماهر..لم تضع كأس الشهادة


أيها اللاعب الماهر !.....


أخوكم .....الفوّاح


************************************

الرابط
http://alsaha.fares.net/sahat?14@60.bOD4bBwUIKX^1@.ee9d20a/10

ARAE
17-08-2001, 04:24 PM
شوقتنا لمعرفه إسمه



من هو ومن يكون

ابن مكه
17-08-2001, 04:31 PM
الأخ أو الأخت ( ARAE)

الفواح ( كاتب القصة) لم يروى قصة حقيقية بل قام بكتابة هذه القصة ليحرك قلوب شبابنا ويروي لهم أين يكون العز.....

ARAE
17-08-2001, 04:43 PM
ARAE


أو فهد



لا يهم







جزاك الله خير


إنت والفواح وسلملي عليه