بو عبدالرحمن
15-07-2001, 08:17 AM
-
من الناس من يعيش في هذه الحياة الدنيا ، وهو لا يعرفُ له دوراً معينا يؤديه
ولا وجهة محددة يقصدها .. ومن ثم فهو يولي وجهه شطر هواه ..
تاه الدليل عليه .. فلا عجب إن تاه هو في صحراء الحياة ، معرضاً نفسه لعواصف رملية كثيفة
تحجب عنه الرؤية بالكلية .. وتحول بينه وبين الشمس وهي في كبد السماء تتبسم للحياة والأحياء !
فهو يخبط في كل اتجاه ... يبحث عن الماء ، والماء فوق ظهره محمول ..!
العجيب أن مثل هذا الإنسان ، حين يرى حوله جمهرة حالهم نفس حاله ..
يحسب أنه على شيء .. وأنه وأصحابه على الطريق .. وأن ما هم فيه هو الصحيح ..
وأن سيرهم المتعسف هذا هو الحق المبين الذي لا حق سواه ..!!!
مثل هذا الإنسان يشبه المخمور الذي يترنح ..
ومع هذا فهو يقسم لك أنه يشعر بسعادة غامرة !!
مع أنك تراه في حالة يرثى لها ..
زبد يسيل من جانبي فمه ... وعينان محمرتان كأنهما الجمر ...
وجسد خائر متهالك لا يقوى أن يقوم معتمدا على نفسه ..
ولسان يسيل بكل بذاءة مما تأنف إذن العاقل أن تستمع إليه ..
وحالة مزرية للغاية ... ومع هذا كله ....
يزعم أنه سعيد .. سعيد للغاية ...!!! .. شاهت الوجوه .!
لمثلِ هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ *** إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
أمثال هذا الصنف من الناس ..
لن يستوعبوا الحقيقة إلا إذا خرجوا من دهليز الهوى ، إلى فضاء الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..
وحتى ينخلعوا من أسر الشيطان ، ليقبلوا بكلية قلوبهم على ربهم الرحمان ..
عند ذاك ... سيعلمون أنهم كانوا أمواتاً ، فأحياهم الله ..
وكانوا في ظلمات متراكبة ، فأنقذهم الله منها إلى رحاب النور الواحد ..
ومن ثم سيضعون أقدامهم في ثقة على الطريق السالك نحو الجنة ..
وكل منهم يحاول أن يعوض ما فاته ..
وأن يستدرك ما مضى ، بما بقي .. فلا يزال في الوقت فسحة ..
كثير من هؤلاء __ الذين كانوا محتقرين في الصورة الأولى _
يصبحون نجوما في المشهد الثاني ..
حيث يصبحون دعاة إلى الحق ، حيثما كانوا ..
( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ..
كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا …) (الأنعام:122)
يقول أحد هؤلاء :
سبحان الله ..! لقد كنت جريئاً في الباطل . أفلا أكون جريئا وأنا مع الحق ..!؟
قال صاحبي وأنا أقص عليه بعض قصص هؤلاء ..:
أما أنا فأقول بعد حمد الله الذي عافانا مما ابتلي فيه كثير من الناس .
أنني أحب سماع مثل هذه القصص ، وعلى لساني قول القائل :
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيهِ ** ومن لا يعرف الشر جدير أن يقع فيهِ
من الناس من يعيش في هذه الحياة الدنيا ، وهو لا يعرفُ له دوراً معينا يؤديه
ولا وجهة محددة يقصدها .. ومن ثم فهو يولي وجهه شطر هواه ..
تاه الدليل عليه .. فلا عجب إن تاه هو في صحراء الحياة ، معرضاً نفسه لعواصف رملية كثيفة
تحجب عنه الرؤية بالكلية .. وتحول بينه وبين الشمس وهي في كبد السماء تتبسم للحياة والأحياء !
فهو يخبط في كل اتجاه ... يبحث عن الماء ، والماء فوق ظهره محمول ..!
العجيب أن مثل هذا الإنسان ، حين يرى حوله جمهرة حالهم نفس حاله ..
يحسب أنه على شيء .. وأنه وأصحابه على الطريق .. وأن ما هم فيه هو الصحيح ..
وأن سيرهم المتعسف هذا هو الحق المبين الذي لا حق سواه ..!!!
مثل هذا الإنسان يشبه المخمور الذي يترنح ..
ومع هذا فهو يقسم لك أنه يشعر بسعادة غامرة !!
مع أنك تراه في حالة يرثى لها ..
زبد يسيل من جانبي فمه ... وعينان محمرتان كأنهما الجمر ...
وجسد خائر متهالك لا يقوى أن يقوم معتمدا على نفسه ..
ولسان يسيل بكل بذاءة مما تأنف إذن العاقل أن تستمع إليه ..
وحالة مزرية للغاية ... ومع هذا كله ....
يزعم أنه سعيد .. سعيد للغاية ...!!! .. شاهت الوجوه .!
لمثلِ هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ *** إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
أمثال هذا الصنف من الناس ..
لن يستوعبوا الحقيقة إلا إذا خرجوا من دهليز الهوى ، إلى فضاء الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..
وحتى ينخلعوا من أسر الشيطان ، ليقبلوا بكلية قلوبهم على ربهم الرحمان ..
عند ذاك ... سيعلمون أنهم كانوا أمواتاً ، فأحياهم الله ..
وكانوا في ظلمات متراكبة ، فأنقذهم الله منها إلى رحاب النور الواحد ..
ومن ثم سيضعون أقدامهم في ثقة على الطريق السالك نحو الجنة ..
وكل منهم يحاول أن يعوض ما فاته ..
وأن يستدرك ما مضى ، بما بقي .. فلا يزال في الوقت فسحة ..
كثير من هؤلاء __ الذين كانوا محتقرين في الصورة الأولى _
يصبحون نجوما في المشهد الثاني ..
حيث يصبحون دعاة إلى الحق ، حيثما كانوا ..
( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ..
كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا …) (الأنعام:122)
يقول أحد هؤلاء :
سبحان الله ..! لقد كنت جريئاً في الباطل . أفلا أكون جريئا وأنا مع الحق ..!؟
قال صاحبي وأنا أقص عليه بعض قصص هؤلاء ..:
أما أنا فأقول بعد حمد الله الذي عافانا مما ابتلي فيه كثير من الناس .
أنني أحب سماع مثل هذه القصص ، وعلى لساني قول القائل :
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيهِ ** ومن لا يعرف الشر جدير أن يقع فيهِ