Huda76
26-06-2001, 01:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* من كتاب " صيد الخاطر " للإمام أبي الفرج عبدالرحمن بن الجوزي.
(( استعمل الحكمة في مواجهة الغاضب ))
متى رأيت صاحبك قد غضب وأخذ يتكلم بما لا يصلح, اصبر لفورته, فإن الشيطان قد غلبه, والطبع قد هاج. ومتى أخذت في نفسك عليه, أو أجبته بمقتضى فعله كنت كعاقل واجه مجنونا, أو كمفيق عاتب مغمى عليه. بل انظر بعين الرحمة, وتلمح تصريف القدر له, وتفرج في لعب الطبع به. واعلم أنه إذا انتبه ندم على ما جرى, وعرف لك فضل الصبر.
وأقل الأقسام أن تسلمه فيما يفعل في غضبه إلى ما يستريح به.
وهذه الحالة ينبغي أن يتلمحها الولد عند غضب الوالد, والزوجة عند غضب الزوج, فتتركه يشتفي بما يقول, ولا تعول على ذلك, فسيعود نادما معتذرا. ومتى قوبل على حالته ومقالته صارت العداوة متمكنة, وجازى في الإفاقة على ما فعل في حقه وقت السكر.
وأكثر الناس على غير هذه الطريق. متى رأوا غضبان قابلوه بما يقول ويعمل, وهذا على غير مقتضى الحكمة بل الحكمة ما ذكرته: "وما يعقلها إلا العالمون" (العنكبوت: 43).
* من كتاب " صيد الخاطر " للإمام أبي الفرج عبدالرحمن بن الجوزي.
(( استعمل الحكمة في مواجهة الغاضب ))
متى رأيت صاحبك قد غضب وأخذ يتكلم بما لا يصلح, اصبر لفورته, فإن الشيطان قد غلبه, والطبع قد هاج. ومتى أخذت في نفسك عليه, أو أجبته بمقتضى فعله كنت كعاقل واجه مجنونا, أو كمفيق عاتب مغمى عليه. بل انظر بعين الرحمة, وتلمح تصريف القدر له, وتفرج في لعب الطبع به. واعلم أنه إذا انتبه ندم على ما جرى, وعرف لك فضل الصبر.
وأقل الأقسام أن تسلمه فيما يفعل في غضبه إلى ما يستريح به.
وهذه الحالة ينبغي أن يتلمحها الولد عند غضب الوالد, والزوجة عند غضب الزوج, فتتركه يشتفي بما يقول, ولا تعول على ذلك, فسيعود نادما معتذرا. ومتى قوبل على حالته ومقالته صارت العداوة متمكنة, وجازى في الإفاقة على ما فعل في حقه وقت السكر.
وأكثر الناس على غير هذه الطريق. متى رأوا غضبان قابلوه بما يقول ويعمل, وهذا على غير مقتضى الحكمة بل الحكمة ما ذكرته: "وما يعقلها إلا العالمون" (العنكبوت: 43).