تسجيل الدخول

View Full Version : ،، سيدة المفاجآت.. (عالية) الكويتية ،،


كلاسيك
17-04-2001, 07:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،



كان موعدي معها في السادسة والنصف مساء.. مهمة صحفية من أكثر ما قمت به تشويقًا وإثارة، وليس ذلك لشيء إلا لأنه لقاء مع "عالية شعيب"، أكثر النساء الكويتيات حديثا عن المرأة بجرأة، وأكثرها انتقادا لمجتمعها وبحدة، هي أيضا أكثر غموضا وجدلية .. الشائعات التي تدور عنها كثيرة والآراء بشأنها أكثر..

هل يا تُرى سأفلح في تقديم جديد في شخصيتها لم يلمسه أحد حتى الآن؟! كان هذا هو أكثر ما يشغلني، سألتها بعد أن كنت أسال نفسي من هي عالية؟ هل تغيرت بعد ارتدائها للحجاب؟ كانت إجاباتها عن أسئلتي تلقائية صريحة كعادتها.. الناس يتحدثون الآن عن حجابها ويستغربون.. قطاع عريض رحب بذلك، وآخرون انتقدوها بل فزعوا من حجابها.

فئة من الناس في الكويت هنا لا تنسى عالية شعيب كاتبة "بلا وجه" مجموعتها القصصية الممنوعة من النشر والمتهمة بالإيحاءات الجنسية الصارخة، وإنذار السفارة الكويتية لها بالفصل على إثر معرضها الفني بلوحات عن جسد المرأة في عام 89 في أثناء بعثتها الدراسية إلى بريطانيا..

وحكمًا بالسجن على إثر اتهام بالإساءة إلى الذات الإلهية في (عناكب ترثي جرحًا) الصادر في عام 93.. هذا غير حديثها الدائم عن السحاق والبغاء.. ووجود الميول السحاقية لدى طالبات جامعة الكويت؛ مما اعتبره الكثيرون سببًا كافيًا لاتخاذ مواقف حادة تجاه عالية واتهامها بأنها مغرضة ومثيرة للرأي العام من حولها..

عالية أيضاً تبدو لدى الكثيرين هي المغرورة المهووسة بذاتها.. المولعة بالظهور والحديث في وسائل الإعلام، حتى حينما تحجبت سعت لحديث تليفزيوني، وتصدرت صورتها في خبر عن ارتدائها الحجاب الصفحة الأولى للجرائد اليومية بالكويت.

وعالية الأستاذة الجامعية اليوم هي أيضاً نفسها التي تطرد طالبة جامعية من محاضرتها لارتدائها ملابس فاضحة معلقة عليها: "أعتقد أنك كنت في طريقك للبحر وليس للجامعة بهذه الملابس!!، وهي أيضاً التي تحدثت هذه الأيام عن وجود منشورات يهودية بالجامعة وآخرين يرتدون القلنسوة اليهودية، وعندما اعترض عليها أساتذة الجامعة تمسكت بما رأته وما تحدثت به.

ولكنها الآن فيما يبدو ستتعرض لتجربة تحقيق أخرى، ولكنها هذه المرة من الجامعة، وعندما سألتها عن رد فعلها قالت: سأرفع قضية ولن أتنازل عن حقي ولن أتراجع عن كلامي، فأنا لست طفلة صغيرة كلما تكلمت ضربوها على يديها؟!.

كلاسيك
17-04-2001, 07:03 PM
الحجاب.. تجربة خاصة جداً

عند باب شقتها الصغيرة والأنيقة استقبلتني د. عالية بدفء الإنسانة وكأنها تعرفني من قبل، ذوقها الرفيع حاصرني منذ الوهلة الأولى، تحدثت معها بحماسة شديدة ولكن في هدوء أشد.

وفضلت هي أن تستفتح برواية قصتها في ارتداء الحجاب فقالت: عشت تجربة خاصة جدًا عندما أديت العمرة الثانية قبل العشر الأواخر من رمضان الماضي؛ فكل الأضواء التي كانت حولي ورموز الشهرة في الصحافة والإعلام التي حولتني إلى شخصية عامة "كما يقال" بدأت لا أعيرها أي اهتمام، كنت أسأل نفسي؟ وماذا بعد؟.

كنت أعود وأشعر بفراغ هائل في حياتي خصوصًا بعد وفاة والدتي منذ سنتين، وكنت وقتها أريد أن أتحجب ولم يحدث إلى أن جاء لقاء قناة "أبو ظبي" الفضائية معي، وكان النقطة الفاصلة في حياتي فعندما عدت إلى الفندق وجدت نفسي أبكى بحرارة رغم الحفاوة التي لمستها من رئيس المحطة والبرقيات التي جاءتني من رئيس الوزراء والوزراء، ولكني شعرت كأني أسقط في بئر سوداء فصليت ورأيت أنه بعد هذه الليلة علي أن أغير مسار حياتي تمامًا.

وبعدها عدت إلى التدريس والحياة، ثم جاء رمضان بجوه الروحاني فارتديت الحجاب قبل العمرة، وكنت بعد العودة من "أبو ظبي" أرتديه بصورة متقطعة خلال الزيارات وفي الأسواق، ثم جاءت تجربة العمرة لتفجر مشاعري وتحدد مساري .

كلاسيك
17-04-2001, 07:04 PM
هاجموني ولكن..

* وماذا عن ردود الأفعال تجاه ارتدائك الحجاب؟

- لقد فوجئت بنشر صورتي بالحجاب مع خبر ذلك متصدرًا الصفحة الأولى؛ فاحتججت لدى رئيس تحرير الصحيفة، فماذا يهم القارئ من حجاب عالية، وأنا أرفض أن يتم وضع الشفافية الدينية والإيمانية في إطار تجاري سياسي..

وبالنسبة لردود الأفعال الأخرى فقد هاجمني العلمانيون وشككوا في ديني والتزامي بالحجاب، ولكن هؤلاء أكثرهم ينقصهم العلم والثقافة والدين، لا تهمني كتاباتهم في شيء، وقد تخلوا عني عندما كنت متكشفة غير محجبة؛ فهل سيقفون بجواري الآن؟ بالطبع لا.

أما الإسلاميون فقد رحبوا بخطوة ارتدائي للحجاب، وهم زملاء أعزاء، أخص منهم الشيخ "محمد العوضي" الذي هنأني تليفونيًا، ثم بادر بزيارتي في مكتبي مع مجموعة من أساتذة الشريعة وطالباتها، وأهدوني مجموعة جميلة من الكتيبات وأغطية الرأس.

* ولكن البعض د. عالية كان يضعك في صف التيار الليبرالي.. فما رأيك؟

- أنا لست ليبرالية أو متحررة، فمنهجي هو الفكر الأخلاقي، وأنا مستقلة ولا أحب التحزب أو الانتماءات.. ولا يعني صدور كتاب جريء أو عرض لوحات جريئة أنني كذلك، ولكن ما حدث كان في مرحلة تشكيل عقلي والتخبط بين الآراء والاتجاهات المختلفة، ولا تخلو هذه المرحلة من خطأ، ولكنني بعد الدكتوراة التزمت تمامًا وكان كل إنتاجي رفيع المستوى، يليق بمكانتي الأكاديمية.

كلاسيك
17-04-2001, 07:04 PM
لست مهووسة!

* في أرشيف د. عالية لقاء صحفي معك صرحت فيه بأنك "مهووسة بذاتك"؛ فهل يثبت ذلك الاتهامات الموجهة إليك بحب الظهور في وسائل الإعلام؟

- تضحك وتقول: بل الصحافيون هم الذين يُحمِّلون الكلمات أكثر مما تحمل، فأنا لدي الوعي من سن 15 سنة عندما بدأت أشعر أنني يمكن أن أكون شيئًا مهمًا لمجتمعي، ووالدي كان أول من ساعدني على زرع هذه البذرة في الوعي المبكر في شخصيتي، وكان بالنسبة لي إنسانًا غير عادي على جميع المستويات: الشخصي، والعمق الفكري، والحكمة، وبعد النظر.. رغم أنه كان رجلاً عاديًا، ولكنه وبشكل غير مباشرة وجهني للفلسفة لأنها تغوص في النفس الإنسانية واكتشاف الذات والآخرين، ومن هنا كانت ملاحظاتي وانتقاداتي فأنا مررت بمرحلة كنت أشعر فيها أن هناك قشورًا متعددة، وأن ذاتي أسفل هذه القشور؛ ففي كل مرحلة أو فترة زمنية معينة أكتشف في ذاتي شيئًا؛ فأنا أمتلك شجاعة البحث في نفسي وفي المجتمع.

* ولكن البعض يصفك بأنك أكاديمية مشاغبة وتهوين التصريحات المثيرة الجريئة؟

- لست مشاغبة، ولكني أحب قول الحق؛ فأنا أرى أن المسلم هو عين الله في الأرض، والصراحة والجرأة من طبيعة شخصيتي، أليس الساكت عن الحق شيطانا أخرس؟ فأنا لا أخفي انتقادًا أو شيئًا سيئًا فلا أخشى شيئًا، وما دمت واثقة فما الذي يمنعني من الكلام؟! أنا لا أحب أن أتحول إلى إنسانة مستكينة محايدة.

كلاسيك
17-04-2001, 07:05 PM
تغيرت من زمان

* وهل يعني حجابك تغييرًا ما سيطرأ على أطروحتك الفكرية والأدبية؟

- لقد كان منهجي في رسالة الدكتوراة أخلاقيًا إسلاميًا، يقوم على تحليل المصطلح من خلال القرآن والسنة بصورة علمية وموضوعية، وكانت الرسالة عن "جسد المرأة في القرآن"، وتناولت فيه جميع الموضوعات التي مست هوية المرأة الجسمانية، مثل: الحجاب، الزواج، الطلاق، الولاية، الزينة، وغيرها... إلخ.

* صرحت كثيرًا بأنك تهتمين بمكنون جسد المرأة.. لماذا؟ وكيف بدأ ذلك؟

- في فترة ما من حياتي تأثرت كثيرًا بالقراءة لسارتر وكولن ولسن، فطوال الفترة من 89-92 كنت أقرأ، وأدرس الفلسفة الوجودية، كما أنني مكثت في بريطانيا خمس سنوات في أثناء بعثة الماجستير؛ فعشت تجربة جديدة، ورأيت مجتمعًا جديدًا تعتبر الصور التعبيرية فيه للجسد واضحة تمامًا في كل شيء؛ فبدأت المقارنات في داخلي، فهم لا يعرفون مثلاً مفهوم (الحياء) والذي هو موجود لدينا.. فكانت أطروحتي في الدكتوراة عن جسد المرأة في القرآن وقوفًا على الحقائق بالنسبة لهذا الموضوع، وأقول بأنني استفدت كثيرًا.

* د. عالية.. الأدب النسائي متهم بأنه "أدب جنسي" فما قولك؟

- هذا غير صحيح.. فربما تتعمد بعض الكاتبات حشر الألفاظ والعبارات الجنسية ليقال بأنها حداثية أو تجريبية وهذا خطأ، وإن كان لا بد من وجود ذلك فيجب أن يكون ليخدم العمل الأدبي ولا يشوهه بعيدًا عن المباشرة والتجريح؛ فأنا ضد الخوف من تناول هذه القضايا، ولكن دون خدش حياء القارئ، ودون السقوط في الابتذال.

كلاسيك
17-04-2001, 07:05 PM
نجحنا.. ولكن

* إذن أنت تؤمنين بداية بأهمية وجود أدب نسائي؟

- لا مفر من القول: إن هناك جنسًا للأدب، فكتابات المرأة تبرز بوضوح ككتابة أنثوية، بينما الرجل عندما يكتب عن المرأة فإنه لا يتناول إلا القشور فقط، ولا يتحدث عن الأنوثة إلا من وجهة نظر ذكورية ككتابات نزار قباني، وإحسان عبد القدوس؛ فالمرأة فستانها ومكياجها وخيانتها وضحكتها... إلخ، ولكن الكاتبة هي القادرة وحدها على التعبير عن مشاعر المرأة وكينونتها السرية الدفينة.

* وهل تعتقدين أن الحركة الأدبية النسائية بالكويت نجحت لحد بعيد في تحقيق أهدافها؟

- أعتقد أن الكاتبة الكويتية تطورت كثيرا مؤخرًا، ففي السنوات الخمس الأخيرة بالتحديد هناك د. نجم إدريس في مجال الشعر، ولديها الحرفة اللغوية الباهرة في النص الشعري، وهناك "فوزية شويش" التي تفوقت هي الأخرى في فن الرواية بجدارة على الروائي الرجل.

أما في القصة فهناك ليلى صالح، ولكن ما أعتقده أنه على الكاتبة امتلاك جرأة أكبر في كسر القيود والحواجز والممنوع الذي رسمه المجتمع في الكتابة عن قضايا حقيقية للمرأة كالغربة في الزواج والطلاق واغتصاب المحارم (الشذوذ)؛ ، علما بأن القالب الأدبي من قصة وشعر ورواية بإمكانه أن يقدم معالجات ورؤى ناعمة ومحترقة وبعيدة عن التجرد والابتذال.

* وماذا عن كتاباتك وأعمالك قبل الحجاب، وماذا تنوين بعده؟

- هي إرث تاريخي لا أستطيع الانفصال عنه، ولا أخجل من القول: إنني أخطأت في بعض منه مثل (بلا وجه)، ولكنني مصرة على أنني لا أكتب ما يخالف الدين والعياذ بالله، ولدي الآن في المطبعة ثلاثة مشاريع، منها نص أدبي بعنوان "غربة" أتكلم فيه عن تجربة الغربة في بريطانيا، ودراسة بعنوان "كلام الجسد" وهو دراسة عن السحاق والبغاء في المجتمع الكويتي كنت أعمل بها من عام 96، أخذت فيه المصطلح، وحللته لغويًّا وفي القرآن والسنة وفي المذاهب، وكشفت الأسباب وحللت النتائج وقد يعتبر البعض هذا الكتاب مفارقة غريبة؛ فأنا أكتب في هذا الكلام برغم ارتدائي الحجاب، ولكن الدراسة ما هي إلا وضع النقاط على الحروف، والهدف منها هو دق ناقوس الخطر في المجتمع وليس لدي هدف سوى التنبيه والتوعية.

وأخيرا لدي رغبة أن أكتب عن محمد (صلى الله عليه وسلم) الرجل والزوج فقط وعلاقته بنسائه، خاصة الجزء الحسي حتى يتعرف رجالنا عن قرب كيف كان يرى صلى الله عليه وسلم المرأة، ويتعامل معها. سوف أكتب قصصا نادرة تعكس شفافيته ورقته المتناهية؛ حتى يتعلم الرجل المسلم ويبتعد عن الظل والقسوة والعنف مع النساء.

* تحدثت كثيرا عن السحاق وهوجمت، ولكنك تنشرين دراسة حديثة مرة أخرى لماذا؟

- إنه موجود وقد أجريت مقابلات ميدانية فالفضائيات لدينا منتشرة وكذلك الإنترنت والسفر للخارج، بالإضافة إلى الجهل بحرمة هذا الأمر؛ فهناك فتيات يلجئن لهذا الأمر ولا يدرين أنه زنا بل لمجرد المسايرة الحضارية كما يقولون أو تمضية الوقت باستمتاع ليس فيه ضرر ظاهر فهو ليس زنا مع رجل، كما أن التعرض للقسوة والعنف من الرجل في مجتمعاتنا من الممكن أن يلجأ البنت لكره ورفض نموذج الرجل فتميل إلى امرأة مثلها.

وتسكت عالية برهة ثم تقول: بل أعد كذلك لمعرض الفن السابع يتناول فكرة الحمل لدى المرأة أيضا، وأرمز له بالتفاحة، وأشرح من خلال الرسم مشاعر المرأة وانفعالاتها في أثناء الحمل، ولا أعتقد أن رسم ساعد أو ذراع يشوه هويتي الإسلامية.

* وماذا تقول الأديبة عالية لنساء فلسطين؟

- أقول للمرأة الفلسطينية أنت امرأة حقيقية ونحن نساء الوهم؛ فالمرأة هناك تكتب الشعر بالحجر وترسم المستقبل بدمها ودماء أولادها، إنها تعيش لهدف، وتناضل من أجله، ليتنا نتعلم منها بساطة ثوبها وثراء جوهرها وبسالة ونبل إخلاصها، إنها المرأة التي وضعت على المحك فنجحت.

* والآن عالية العائدة من رحلة الحج ماذا تقول؟

- لقد تغيرت كثيرا، ربما ولدت من جديد؛ فلقد تخلصت من كل ما يشين هناك، وعدت امرأة أخرى، ومن الآن فصاعدا أنوي أن أحاسب نفسي جيدا، ودائما أشعر أن ذاتي ستحمل كثيرا من التغيير، مستحيل أن أرجع من الحج كما كنت أنا.

هكذا كان حواري مع ذات الحضور القوى، والآن لا أستطيع أن أقول سوى عالية الإنسانة والذات الثرية.