ناصح ومنصوح
14-03-2001, 12:37 PM
اجرت جريدة الوطن لقاءات مع بعض اسر وضحايا الايدز في السعودية نشرتها في عددها امس13/3/ 2001
والحقيقة ان هذه مآسي الاهمال والبعد عن الله عز وجل وردا على من يريد حياة التحرر والفساد,ويرفض مانحن فيه من التزام بشرع الله الذي فيه خير وسلامة المجتمع0
الى هذه اللقاءات ومافيها من حسرات وندم -حينها لا ينفع الندم:
انكسار وتأنيب ضمير:
--------------------
أم جلال (37سنة) مواطنة سعودية، وزوجة لأحد المصابين بالمرض تقول عن ظروفها وظروف زوجها: " علم زوجي بالمرض بعد أن أصيب به بفترة وجيزة، الأمر الذي جعلني آخذ الاحتياطات لكي لا تنتقل لي العدوى على الرغم من أنني مازلت مواصلة على عمل التحاليل إلى الآن للاطمئنان. وأنا مؤمنة بقضاء الله ومقدرة لما بداخل زوجي من مشاعر ندم وانكسار واضحين، وإذا كان الله يقبل التوبة فكيف لا أقبلها أنا؟".
ولذلك، أحاول أن أجعل حياته شبه طبيعية غير أنني حرمت من الأطفال وهو كذلك، وليس لدينا غير ابن واحد، والحمد لله. ولم يخبر زوجي أيا من أهله بمرضه حتى أخوته وأمه، بل احتفظ بالسر حتى لا يشعر بأي نبذ من المجتمع لأن هذا المرض وصمة عار في مجتمعنا.
وعن إعالته تقول: " ما زال زوجي يقوم بعمله بشكل شبه طبيعي مع أخذه كافة الاحتياطات، إلا أنه شعر مؤخرا بوعكة صحية، وهو يحاول أن يطلب تقاعدا مبكرا من وظيفته، وأنا أعمل سكرتيرة في إحدى الشركات، و لا بأس بحالتنا المادية".
ولم تتمكن (الوطن) من الالتقاء بالمصاب شخصيا لحرصه و زوجته على السرية والتكتم، لأنهما أهم من العلاج، كما قالت الزوجة.
فزع الأهل أشد من الإصابة:
------------------------
أما الشاب السعودي (رفض نشر اسمه) والبالغ من العمر 35 سنة، فقد انتقلت إليه العدوى من ممارسات خاطئة في الخارج، فتحطمت معنوياته بعد أن علم بالحقيقة. وكان قد أصيب بالمرض منذ سنة تقريبا، وقام بإجراء تحليل دم. وأكدت التحاليل إصابته بالمرض، فكان رد فعله الأول هو الفجيعة التي يكون الفرد فيها غير مصدق. لهذا، فقد طالب بإعادة التحليل مرات عدة، وتأكد من الحقيقة، فبدأت المرحلة الثانية وهي مرحلة التساؤل: " لم أنا بالذات؟"، ومنها تبدأ حالة الاكتئاب والعزلة النفسية، فاعتزل أصدقاءه وأهله، وطلق زوجته دون أن يخبرها بالسبب إلا أنه كتم الأمر لمدة قصيرة، ثم أخبر أخويه ومن ثم والده.
وكان أشد ما يزعجه هو فزع أهله وحرصهم الواضح على بعض الأمور، التي لا تسبب العدوى. ويتبين ذلك من عزلهم له في أدوات الأكل والشرب والمبيت حتى إنه يقضي معظم وقته في غرفته لشعوره بأنه غير مرغوب في وجوده لدرجة أن تنفسه في الغرفة الواحدة يضايقهم.
انتحر داخل مصحة نفسية:
-----------------------
وأوضح أحد الأطباء النفسيين في أحد مستشفيات الصحة النفسية في المملكة أنه كانت هناك حالة مريض سعودي من الحالات، التي أصيبت بالاكتئاب نتيجة إصابته بالإيدز إلا أن الإصابة كانت من أسباب متعددة.. فقد نقلت إليه العدوى من خارج المملكة. وأقدم المريض على الانتحار بعد إصابته بالاكتئاب الحاد عندما وجد نفسه معزولا ممن حوله (أهله وذويه). وكان عمره عند وفاته 32 سنة.
الإدمان بالهيروين والإيدز:
--------------------------
المريض (م. ر. د) سعودي الجنسية، 34 سنة، أصيب بالمرض منذ خمس سنوات، واقترف أخطاء سلوكية وجرائم أدت به إلى السجن.
تقول أسرته إنها لا تعلم عن ابنها شيئا منذ خمس سنوات، أي منذ إصابته بالمرض.
ولإدمان المخدرات علاقة وثيقة بالإصابة بمرض الإيدز أو ما يسمى بفقد المناعة المكتسبة حيث يتم انتقال العدوى بالفيروس بسبب تعاطي المدمن الهيروين بالإبر، التي يستعملها مريض آخر مصاب بالإيدز.
ويذكر (ع. ن.. 27 سنة) طريقة انتقال المرض إليه فيقول: " كنا نجلس أنا وأصدقاء السوء في أحد الشاليهات لتعاطى الهيروين بواسطة الحقن. ولم نكن نعلم أن أحدنا مصاب بالإيدز، فبعد أن حقن نفسه بنصف ما تحويه الإبرة قدمها لي فحقنت نفسي بالمتبقي منها، وبعد فترة علمت أن الشخص مصاب بالمرض فسارعت بإجراء تحليل أثبت أني حامل للمرض.
وحاليا، أعالج من الإدمان غير أني يائس من الحياة بسبب هذا المرض، وأنتظر معجزة، وهي أن يكتشف دواء أو علاج لهذا المرض.
خسرت خطيبتي وعملي:
---------------------
أما الشاب (ر. ف.. 33 سنة) فقد أصيب بالمرض، ويعالج في إحدى المصحات الخاصة لزيادة الاحتياطات وضمان السرية. وعن حالته يقول: " كنت مدللا بين أهلي، وأسافر كثيرا، ولي علاقاتي في الخارج، ولا أعلم أي منها وراء إصابتي بالمرض. وعندما تقدمت لوظيفة طلبوا مني الكشف الطبي كإجراء أساسي لقبولي، وكنت واثقا من صحتي إلا أنني فوجئت بأن نتيجة التحاليل أكدت إصابتي بالإيدز".
ويواصل حديثه قائلا: " اسودت الدنيا في عيني، وتغيرت طريقة تعامل أهلي معي بعد أن علموا بالحقيقة المرة. وكنت في البداية قد امتنعت عن إطلاع أحد على سري، ولكن أمي عرفت من شدة احتياطاتي، وكثرة فحوصي المتكررة. كما عرف أبي وأفراد أسرتي".
وحول كيفية حياته قبل وبعد اكتشاف المرض، قال: " لقد تغيرت حياتي بشكل كلي.. حيث انفصلت خطيبتي عني. و بالطبع، لم أقبل في الوظيفة، وأنا الآن عاطل، وأنام طوال اليوم. ولا أحب الخروج من غرفتي لشعوري بنظرات الفزع في أعين أخواتي على أبنائهن و أخواني على أنفسهم على الرغم من أنى آخذ جميع الاحتياطات، واستخدم الأدوات الخاصة بي، وبعد أن استخدمها أغسلها بمطهر، كما أحرص على ألا أصاب بأي جرح يسبب نزف دم من جسمي لأن دمي ملوث بالفيروس".
أجمعت آراء الأطباء واختصاصيي الأمراض النفسية والاختصاصيين الاجتماعيين على أن حالة أسر ضحايا مرض الإيدز وحياتهم تتراوح ما بين مأساتين متضادتين في الوقت ذاته.. الأولى مأساة بسبب معاناة ابنهم، الذي تحدد عمره وهو يصارع مصيره الحتمي، و المأساة الأخرى تتمثل في فزعهم من العدوى وحرصهم على أخذ الاحتياطات، في الوقت الذي يكونون فيه مقيدين بعدم جرح مشاعر ابنهم المريض.. إلا أن محاولاتهم تصطدم بضرورة وضوح تلك الاحتياطات.
-----------------
نسال الله السلامة والعافية000
والحقيقة ان هذه مآسي الاهمال والبعد عن الله عز وجل وردا على من يريد حياة التحرر والفساد,ويرفض مانحن فيه من التزام بشرع الله الذي فيه خير وسلامة المجتمع0
الى هذه اللقاءات ومافيها من حسرات وندم -حينها لا ينفع الندم:
انكسار وتأنيب ضمير:
--------------------
أم جلال (37سنة) مواطنة سعودية، وزوجة لأحد المصابين بالمرض تقول عن ظروفها وظروف زوجها: " علم زوجي بالمرض بعد أن أصيب به بفترة وجيزة، الأمر الذي جعلني آخذ الاحتياطات لكي لا تنتقل لي العدوى على الرغم من أنني مازلت مواصلة على عمل التحاليل إلى الآن للاطمئنان. وأنا مؤمنة بقضاء الله ومقدرة لما بداخل زوجي من مشاعر ندم وانكسار واضحين، وإذا كان الله يقبل التوبة فكيف لا أقبلها أنا؟".
ولذلك، أحاول أن أجعل حياته شبه طبيعية غير أنني حرمت من الأطفال وهو كذلك، وليس لدينا غير ابن واحد، والحمد لله. ولم يخبر زوجي أيا من أهله بمرضه حتى أخوته وأمه، بل احتفظ بالسر حتى لا يشعر بأي نبذ من المجتمع لأن هذا المرض وصمة عار في مجتمعنا.
وعن إعالته تقول: " ما زال زوجي يقوم بعمله بشكل شبه طبيعي مع أخذه كافة الاحتياطات، إلا أنه شعر مؤخرا بوعكة صحية، وهو يحاول أن يطلب تقاعدا مبكرا من وظيفته، وأنا أعمل سكرتيرة في إحدى الشركات، و لا بأس بحالتنا المادية".
ولم تتمكن (الوطن) من الالتقاء بالمصاب شخصيا لحرصه و زوجته على السرية والتكتم، لأنهما أهم من العلاج، كما قالت الزوجة.
فزع الأهل أشد من الإصابة:
------------------------
أما الشاب السعودي (رفض نشر اسمه) والبالغ من العمر 35 سنة، فقد انتقلت إليه العدوى من ممارسات خاطئة في الخارج، فتحطمت معنوياته بعد أن علم بالحقيقة. وكان قد أصيب بالمرض منذ سنة تقريبا، وقام بإجراء تحليل دم. وأكدت التحاليل إصابته بالمرض، فكان رد فعله الأول هو الفجيعة التي يكون الفرد فيها غير مصدق. لهذا، فقد طالب بإعادة التحليل مرات عدة، وتأكد من الحقيقة، فبدأت المرحلة الثانية وهي مرحلة التساؤل: " لم أنا بالذات؟"، ومنها تبدأ حالة الاكتئاب والعزلة النفسية، فاعتزل أصدقاءه وأهله، وطلق زوجته دون أن يخبرها بالسبب إلا أنه كتم الأمر لمدة قصيرة، ثم أخبر أخويه ومن ثم والده.
وكان أشد ما يزعجه هو فزع أهله وحرصهم الواضح على بعض الأمور، التي لا تسبب العدوى. ويتبين ذلك من عزلهم له في أدوات الأكل والشرب والمبيت حتى إنه يقضي معظم وقته في غرفته لشعوره بأنه غير مرغوب في وجوده لدرجة أن تنفسه في الغرفة الواحدة يضايقهم.
انتحر داخل مصحة نفسية:
-----------------------
وأوضح أحد الأطباء النفسيين في أحد مستشفيات الصحة النفسية في المملكة أنه كانت هناك حالة مريض سعودي من الحالات، التي أصيبت بالاكتئاب نتيجة إصابته بالإيدز إلا أن الإصابة كانت من أسباب متعددة.. فقد نقلت إليه العدوى من خارج المملكة. وأقدم المريض على الانتحار بعد إصابته بالاكتئاب الحاد عندما وجد نفسه معزولا ممن حوله (أهله وذويه). وكان عمره عند وفاته 32 سنة.
الإدمان بالهيروين والإيدز:
--------------------------
المريض (م. ر. د) سعودي الجنسية، 34 سنة، أصيب بالمرض منذ خمس سنوات، واقترف أخطاء سلوكية وجرائم أدت به إلى السجن.
تقول أسرته إنها لا تعلم عن ابنها شيئا منذ خمس سنوات، أي منذ إصابته بالمرض.
ولإدمان المخدرات علاقة وثيقة بالإصابة بمرض الإيدز أو ما يسمى بفقد المناعة المكتسبة حيث يتم انتقال العدوى بالفيروس بسبب تعاطي المدمن الهيروين بالإبر، التي يستعملها مريض آخر مصاب بالإيدز.
ويذكر (ع. ن.. 27 سنة) طريقة انتقال المرض إليه فيقول: " كنا نجلس أنا وأصدقاء السوء في أحد الشاليهات لتعاطى الهيروين بواسطة الحقن. ولم نكن نعلم أن أحدنا مصاب بالإيدز، فبعد أن حقن نفسه بنصف ما تحويه الإبرة قدمها لي فحقنت نفسي بالمتبقي منها، وبعد فترة علمت أن الشخص مصاب بالمرض فسارعت بإجراء تحليل أثبت أني حامل للمرض.
وحاليا، أعالج من الإدمان غير أني يائس من الحياة بسبب هذا المرض، وأنتظر معجزة، وهي أن يكتشف دواء أو علاج لهذا المرض.
خسرت خطيبتي وعملي:
---------------------
أما الشاب (ر. ف.. 33 سنة) فقد أصيب بالمرض، ويعالج في إحدى المصحات الخاصة لزيادة الاحتياطات وضمان السرية. وعن حالته يقول: " كنت مدللا بين أهلي، وأسافر كثيرا، ولي علاقاتي في الخارج، ولا أعلم أي منها وراء إصابتي بالمرض. وعندما تقدمت لوظيفة طلبوا مني الكشف الطبي كإجراء أساسي لقبولي، وكنت واثقا من صحتي إلا أنني فوجئت بأن نتيجة التحاليل أكدت إصابتي بالإيدز".
ويواصل حديثه قائلا: " اسودت الدنيا في عيني، وتغيرت طريقة تعامل أهلي معي بعد أن علموا بالحقيقة المرة. وكنت في البداية قد امتنعت عن إطلاع أحد على سري، ولكن أمي عرفت من شدة احتياطاتي، وكثرة فحوصي المتكررة. كما عرف أبي وأفراد أسرتي".
وحول كيفية حياته قبل وبعد اكتشاف المرض، قال: " لقد تغيرت حياتي بشكل كلي.. حيث انفصلت خطيبتي عني. و بالطبع، لم أقبل في الوظيفة، وأنا الآن عاطل، وأنام طوال اليوم. ولا أحب الخروج من غرفتي لشعوري بنظرات الفزع في أعين أخواتي على أبنائهن و أخواني على أنفسهم على الرغم من أنى آخذ جميع الاحتياطات، واستخدم الأدوات الخاصة بي، وبعد أن استخدمها أغسلها بمطهر، كما أحرص على ألا أصاب بأي جرح يسبب نزف دم من جسمي لأن دمي ملوث بالفيروس".
أجمعت آراء الأطباء واختصاصيي الأمراض النفسية والاختصاصيين الاجتماعيين على أن حالة أسر ضحايا مرض الإيدز وحياتهم تتراوح ما بين مأساتين متضادتين في الوقت ذاته.. الأولى مأساة بسبب معاناة ابنهم، الذي تحدد عمره وهو يصارع مصيره الحتمي، و المأساة الأخرى تتمثل في فزعهم من العدوى وحرصهم على أخذ الاحتياطات، في الوقت الذي يكونون فيه مقيدين بعدم جرح مشاعر ابنهم المريض.. إلا أن محاولاتهم تصطدم بضرورة وضوح تلك الاحتياطات.
-----------------
نسال الله السلامة والعافية000