بو عبدالرحمن
07-03-2001, 07:30 PM
-
قال الراوي :
حملت نفسي في فرح إلى صاحبي الأثير ، وطلبت منه حوارا على شاكلة الحوار السابق :
http://www.swalif.net/sforum/showthread.php?threadid=80590
أو الذي قبله :
http://www.qal3ah.com/vb/showthread.php3?threadid=29108
فابتسم وقال :
بل إني أقدم لك نموذجا جديدا .. لتعلم أن الأمر أوسع من أن يكون مقتصراً على صورة واحدة أو صورتين .. وأنك لو أحسنت التفكير في استغلال هذه الوسائل الحديثة لتولدت بين يديك عشرات الأفكار النافعة المفيدة ..
قلت في فرح كفرح طفل أهديت إليه هدية يحبها ..: هات ..!
قال : بعد حوار طويل متشعب ، رأيت أن أكمل القضية المطروحة بشكل أقوى لتعزيز الفكرة وترسيخها . فأشرت إلى الطرف الآخر الذي كان معي ، أن يراجع كتابا معينا ، وحددت الصفحات المطلوب قراءتها … فما راعني بعد أيام ، إلا أن استلم رسالة رائعة تضمنت تلخيصا رائعا لتلك الصفحات ، حتى أني حين قرأتها كأنما أقرأ هذه الدروس للمرة الأولى ..!
….. خذ …!
والتقطت الرسالة بخفة وفي ابتهاج .. وشرعت أقرأ ... ويا لروعة ما قرأت .......
لقد كان من قوة أثر قراءتي لتلك الرسالة أن عدت في نفس الليلة إلى قراءة ذلك الكتاب النفيس ، المركون في مكتبتي منذ أكثر من عامين !!
بل عزمت أن أخصص وقتا للقراءة منه كل يوم ، وما أكثر ما دار لساني بالدعاء لصاحب تلك الرسالة ، جزاه الله عني خير الجزاء .. ..
وإليكم الرسالة ..
استمتعوا بها ، وانتفعوا بما فيها ، وأرجو أن تهتز قلوبكم كما اهتز قلبي معها ..
- - - -
بسم الله الرحيم
أخي الكريم …
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا هو ملخص ما قرأت أضعه بين يديك لترى رأيك فيه.. وتوافيني بملاحظاتك :
قال تعالى :
........( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها .. وما يمسك فلا مرسل له من بعده .. وهو العزيز الحكيم ) .
1 - في هذه الآية صورة من صور قدرة الله سبحانه وتعالى..
إنها تقطعه عن شبهة كل قوة في السماوات والأرض .. .. وتصله بقوة الله تعالى
وتيئسه من مظنة كل رحمة في السماوات والأرض .. وتصله برحمة الله عزوجل .
وتوصد أمامه كل باب في السماوات والأرض .. وتفتح أمامه باب الله ..
وتغلق في وجهه كل طريق في السماوات والأرض .. وتشرع له طريقه إلى الله جل جلاله ...
2 - رحمة الله تتمثل في مظاهر كثيرة لا تحصى .. ويعجز الإنسان عن عدها وحصرها .
3 - الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى يبسطها لمن يشاء ويمسكها عمن يشاء .
4 _ رحمة الله تتجلى في أمور كثيرة منها : المال والولد .. الرزق الطيب .. الصحة والقوة .. السلطان والجاه .. العلم الغزير .. العمر الطويل والمقام الطيب ..وكل هذه تتغير من حال إلى حال مع الإرسال والامساك بقدرة الله تعالى وحده .
5 - الله سبحانه يرسل ويمسك رحمته ورزقه وفق حكمة تكمن وراء الإرسال والامساك …فوجب التسليم له سبحانه والرضى بما يقسم .
6 - ومن رحمة الله أيضا أن تحس برحمته .. فالشعور بوجودها .. والرجاء فيها والتطلع إليها ..والثقة بها في كل أمر هو الرحمة .. والعذاب في الاحتجاب واليأس منها والتشكك فيها .
7 - رحمة الله لا تعز على طالب في أي مكان على أي حال .
8 - رحمة الله يجدها كل من آوى إليها يأسا من كل ما سواها ، منقطعا عن كل شبهة في قوة ، وعن كل مظنة في رحمة ، قاصدا باب الله وحده دون الأبواب .
9 - نستخلص مما سبق أن :
_ متى فتح الله أبواب رحمته فلا ممسك لها .. ومتى أمسكها فلا مرسل لها ..
ومن ثم فلا مخافة من أحد ولا رجاء في أحد ولا مخافة في شيء .. ولا رجاء في شيء .. ولا خوف من فوت وسيله ولا رجاء على الوسيلة ..
إنما هي مشيئة الله ..والأمر مباشرة إلى الله جل في علاه .. .
_ التوجه إلى الله مباشرة ، دون وساطة ، في طاعة وفي رجاء ، وفي ثقة وفي استسلام وفي رضا أيضا .....
10- سبحان الله !! ..
آية واحدة فقط .. ترسم للحياة صورة جديدة ، وتنشئ في الشعور قيما لهذه الحياة ثابتة ..
وموازين لا تهتز ولا تتأرجح ، ولا تتأثر بالمؤثرات كلها .. ذهبت أم جاءت .. كبرت أم صغرت .. جلت أم هانت .. كان مصدرها الناس أو الأحداث أو الأشياء ....
صورة واحدة فقـط ..
لو استقرت في قلب إنسان :
لصمد كالطود للأحداث والأشياء ، والأشخاص والقوى ، والقيم والاعتبارات ..
ولو تضافر عليه الإنس والجن .. فهم لا يفتحون رحمة الله حين يمسكها ، ولا يمسكونها حين يفتحها....... " وهو العزيز الحكيم ".
- - -
- بمثل هذه الآية وهذه الصورة ..
أنشأ القرآن تلك الفئة العجيبة من البشر في صدر الإسلام ..
وتلك الفئة التي لم تكن تتعامل مع ألفاظ هذا القرآن ولا المعاني الجميلة التي تصورها .. وكفى .. ولكنها كانت تتعامل مع الحقيقة التي تمثلها آيات القرآن .. وتعيش في واقعها بها ولها .
- - -
و ما يزال القرآن قادرا على أن ينشئ بآياته تلك ، أفرادا وفئات تمحو وتثبت في الأرض بإذن الله .. ما يشاء الله ..
ذلك حين تستقر هذه الصورة في القلوب .. فتأخذها جدا .. وتتمثلها حقا ..
حقا تحسه .. كأنها تلمسه بالأيدي وتراه بالأبصار .
- - -
- إنها لنعمة ضخمة أن يتفتح القلب لحقيقة كبرى من حقائق هذا الوجود ..
كالحقيقة الكبرى التي تتضمنها هذه الآية ..
نعمة يتذوقها الإنسان ويعيشها ..
ولكن قلما يقدر على تصويرها .. أو نقلها للآخرين عن طريق الكتابة .
- إنها رحمة من الله ..
رحمة يفتح الله بابها ويسكب فيضها في آية من آياته ..
آية واحدة من القرآن تفتح كوة من النور .. وتفجر ينبوعا من الرحمة .. وتشق طريقا ممهودا .. إلى الرضا والثقة والطمأنينة. .والراحة في ومضة عين ، وفي نبضة قلب، وفي خفقة جنان.
أسأل الله تعالى أن يرحمنا برحمته ..
وفقك الله أخي الكريم .. إلى ما يحبه ويرضاه وأطعمك الله وسقاك من جنته .. وزينك بالخلق الحسن في الدنيا والآخرة ..
.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( أرجو أن لا تنسني .. من دعائك فأنا بحاجة إلى دعواتك ) ..
وأنا أقول أيضاً : أرجو منكم أن لا تنسوني من دعواتكم المباركة . رحمكم الله تعالى ..
قال الراوي :
حملت نفسي في فرح إلى صاحبي الأثير ، وطلبت منه حوارا على شاكلة الحوار السابق :
http://www.swalif.net/sforum/showthread.php?threadid=80590
أو الذي قبله :
http://www.qal3ah.com/vb/showthread.php3?threadid=29108
فابتسم وقال :
بل إني أقدم لك نموذجا جديدا .. لتعلم أن الأمر أوسع من أن يكون مقتصراً على صورة واحدة أو صورتين .. وأنك لو أحسنت التفكير في استغلال هذه الوسائل الحديثة لتولدت بين يديك عشرات الأفكار النافعة المفيدة ..
قلت في فرح كفرح طفل أهديت إليه هدية يحبها ..: هات ..!
قال : بعد حوار طويل متشعب ، رأيت أن أكمل القضية المطروحة بشكل أقوى لتعزيز الفكرة وترسيخها . فأشرت إلى الطرف الآخر الذي كان معي ، أن يراجع كتابا معينا ، وحددت الصفحات المطلوب قراءتها … فما راعني بعد أيام ، إلا أن استلم رسالة رائعة تضمنت تلخيصا رائعا لتلك الصفحات ، حتى أني حين قرأتها كأنما أقرأ هذه الدروس للمرة الأولى ..!
….. خذ …!
والتقطت الرسالة بخفة وفي ابتهاج .. وشرعت أقرأ ... ويا لروعة ما قرأت .......
لقد كان من قوة أثر قراءتي لتلك الرسالة أن عدت في نفس الليلة إلى قراءة ذلك الكتاب النفيس ، المركون في مكتبتي منذ أكثر من عامين !!
بل عزمت أن أخصص وقتا للقراءة منه كل يوم ، وما أكثر ما دار لساني بالدعاء لصاحب تلك الرسالة ، جزاه الله عني خير الجزاء .. ..
وإليكم الرسالة ..
استمتعوا بها ، وانتفعوا بما فيها ، وأرجو أن تهتز قلوبكم كما اهتز قلبي معها ..
- - - -
بسم الله الرحيم
أخي الكريم …
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا هو ملخص ما قرأت أضعه بين يديك لترى رأيك فيه.. وتوافيني بملاحظاتك :
قال تعالى :
........( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها .. وما يمسك فلا مرسل له من بعده .. وهو العزيز الحكيم ) .
1 - في هذه الآية صورة من صور قدرة الله سبحانه وتعالى..
إنها تقطعه عن شبهة كل قوة في السماوات والأرض .. .. وتصله بقوة الله تعالى
وتيئسه من مظنة كل رحمة في السماوات والأرض .. وتصله برحمة الله عزوجل .
وتوصد أمامه كل باب في السماوات والأرض .. وتفتح أمامه باب الله ..
وتغلق في وجهه كل طريق في السماوات والأرض .. وتشرع له طريقه إلى الله جل جلاله ...
2 - رحمة الله تتمثل في مظاهر كثيرة لا تحصى .. ويعجز الإنسان عن عدها وحصرها .
3 - الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى يبسطها لمن يشاء ويمسكها عمن يشاء .
4 _ رحمة الله تتجلى في أمور كثيرة منها : المال والولد .. الرزق الطيب .. الصحة والقوة .. السلطان والجاه .. العلم الغزير .. العمر الطويل والمقام الطيب ..وكل هذه تتغير من حال إلى حال مع الإرسال والامساك بقدرة الله تعالى وحده .
5 - الله سبحانه يرسل ويمسك رحمته ورزقه وفق حكمة تكمن وراء الإرسال والامساك …فوجب التسليم له سبحانه والرضى بما يقسم .
6 - ومن رحمة الله أيضا أن تحس برحمته .. فالشعور بوجودها .. والرجاء فيها والتطلع إليها ..والثقة بها في كل أمر هو الرحمة .. والعذاب في الاحتجاب واليأس منها والتشكك فيها .
7 - رحمة الله لا تعز على طالب في أي مكان على أي حال .
8 - رحمة الله يجدها كل من آوى إليها يأسا من كل ما سواها ، منقطعا عن كل شبهة في قوة ، وعن كل مظنة في رحمة ، قاصدا باب الله وحده دون الأبواب .
9 - نستخلص مما سبق أن :
_ متى فتح الله أبواب رحمته فلا ممسك لها .. ومتى أمسكها فلا مرسل لها ..
ومن ثم فلا مخافة من أحد ولا رجاء في أحد ولا مخافة في شيء .. ولا رجاء في شيء .. ولا خوف من فوت وسيله ولا رجاء على الوسيلة ..
إنما هي مشيئة الله ..والأمر مباشرة إلى الله جل في علاه .. .
_ التوجه إلى الله مباشرة ، دون وساطة ، في طاعة وفي رجاء ، وفي ثقة وفي استسلام وفي رضا أيضا .....
10- سبحان الله !! ..
آية واحدة فقط .. ترسم للحياة صورة جديدة ، وتنشئ في الشعور قيما لهذه الحياة ثابتة ..
وموازين لا تهتز ولا تتأرجح ، ولا تتأثر بالمؤثرات كلها .. ذهبت أم جاءت .. كبرت أم صغرت .. جلت أم هانت .. كان مصدرها الناس أو الأحداث أو الأشياء ....
صورة واحدة فقـط ..
لو استقرت في قلب إنسان :
لصمد كالطود للأحداث والأشياء ، والأشخاص والقوى ، والقيم والاعتبارات ..
ولو تضافر عليه الإنس والجن .. فهم لا يفتحون رحمة الله حين يمسكها ، ولا يمسكونها حين يفتحها....... " وهو العزيز الحكيم ".
- - -
- بمثل هذه الآية وهذه الصورة ..
أنشأ القرآن تلك الفئة العجيبة من البشر في صدر الإسلام ..
وتلك الفئة التي لم تكن تتعامل مع ألفاظ هذا القرآن ولا المعاني الجميلة التي تصورها .. وكفى .. ولكنها كانت تتعامل مع الحقيقة التي تمثلها آيات القرآن .. وتعيش في واقعها بها ولها .
- - -
و ما يزال القرآن قادرا على أن ينشئ بآياته تلك ، أفرادا وفئات تمحو وتثبت في الأرض بإذن الله .. ما يشاء الله ..
ذلك حين تستقر هذه الصورة في القلوب .. فتأخذها جدا .. وتتمثلها حقا ..
حقا تحسه .. كأنها تلمسه بالأيدي وتراه بالأبصار .
- - -
- إنها لنعمة ضخمة أن يتفتح القلب لحقيقة كبرى من حقائق هذا الوجود ..
كالحقيقة الكبرى التي تتضمنها هذه الآية ..
نعمة يتذوقها الإنسان ويعيشها ..
ولكن قلما يقدر على تصويرها .. أو نقلها للآخرين عن طريق الكتابة .
- إنها رحمة من الله ..
رحمة يفتح الله بابها ويسكب فيضها في آية من آياته ..
آية واحدة من القرآن تفتح كوة من النور .. وتفجر ينبوعا من الرحمة .. وتشق طريقا ممهودا .. إلى الرضا والثقة والطمأنينة. .والراحة في ومضة عين ، وفي نبضة قلب، وفي خفقة جنان.
أسأل الله تعالى أن يرحمنا برحمته ..
وفقك الله أخي الكريم .. إلى ما يحبه ويرضاه وأطعمك الله وسقاك من جنته .. وزينك بالخلق الحسن في الدنيا والآخرة ..
.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( أرجو أن لا تنسني .. من دعائك فأنا بحاجة إلى دعواتك ) ..
وأنا أقول أيضاً : أرجو منكم أن لا تنسوني من دعواتكم المباركة . رحمكم الله تعالى ..