PDA

View Full Version : المجلس الأخير لفاكهة المجالس ( 9)


مصعب
09-02-2001, 11:10 PM
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله ……… أما بعد ،،،،،


الأمور التي تباح فيها الغيبة :

أولا التظلم : يجوز للمظلوم أن يتظلم عند القاضي ، ويقول : ظلمني فلان بكذا ، أو أكل حقي ، أو أغتصب أرضي .

ثانيا : الاستعانة على تغيير المنكر : وذلك بذكر معاصي عند من يقدر على ردعه ورده إلى الصواب ، كمن يرى شابا لا يصلي فيخبر أباه ، أو وجده يعاكس الفتيات فيذكر هذه المساوئ لأبيه شريطة أن يكون هدفه رده إلى الصواب لا التشهير به وفضيحته ، وإن تمكن من نصيحته في السر فهو أفضل ، أو من يرى موظفا يرتشي فأخبر مديره ليرده عن أخذ الرشوة … وهكذا .

ثالثا : الاستفتاء : كمن يقول للمفتي ظلمني أبي أو أخي أو عمي ، فما هو الطريق الشرعي في أخذ حقي منه ، أو إن أرحامي يسيؤن معاملتي في كذا وكذا ، فما موقفي منهم وكيف أصلهم ، ولكن الأفضل أن يذكر السؤال بدون ذكر أسماء ، فيقول مثلا : ما الحكم في رجل له خال فعل معه كذا وكذا ؟ ..

فإن سمى كان ذلك جائزا كما ثبت في البخاري ومسلم عن عائشة – رشي الله عنها – قالت : قالت هند امرأة أبي سفيان للنبي – صلى الله عليه وسلم – (( إن أبا سفيان رجل شحيح (1) ، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم ، فقال : خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف )) .

ولم ينهها عن الغيبة في هذه الحالة ، والنبي – صلى الله عليه وسلم – لا يقر باطلا .

رابعا : تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم ، وذلك من وجوه :
منها : جرح المجروحين من الرواة والشهود ، وذلك جائز بإجماع المسلمين ، بل واجب للحاجة .
ومنها : المشاورة في مصاهرة إنسان ، أو مشاركته ، أو إبداعه ، أو معاملته ، أو مجاورته ، فلو جاءك رجل يسألك عن إنسان تقدم للزواج من ابنته ، وقال لك : ما رأيك فيه ؟ ، جاز لك بل وجب عليك أن تذكر عيوبه إن كنت تعلمها ، فتقول مثلا : هذا إنسان بخيل جدا ، أو تقول : هذا إنسان متهاون في الصلاة ، أو مخادع .
ولو جاءك من يستشيرك في إنسان أراد أن يشاركه في تجارة ، وأنت تعلم عن هذا الإنسان أنه يأكل أموال الناس ، وجب عليك بيان ذلك نصيحة للمسلمين .
ولو جاءك من يستشيرك في شراء بيت بجوار فلان ، فإن كنت تعلم أن فلانا هذا سيئ الخلق ، أو يسئ معاملة الجيران ، وجب عليك بيان ذلك ، ولكن ينبغي في ذلك كله أن تكون نيتك النصيحة لله ولعباده ولا يكون هدفك التشفي وذكر العيوب ، فإن الغيبة محرمة أصلا ، ولكنها أبيحت هنا للحاجة فانتبه .

ومنها : إذا رأيت طالب علم يتردد إلى مبتدع ليأخذ عنه العلم ، فيجب عليك أن تنصحه ، وتبين لهحال هذا المبتدع ، بشرط أن تقصد النصيحة وهذا مما يغلط فيه كثير من الناس ، وقد يحمل المتكلم بذلك الحسد ، ويلبس عليه الشيطان ، ويخيل إليه أنه فليتفطن لذلك .

ومنها : أن يكون له منصب لا يستطيع أن يقوم به خير مقام ، أو يهمل بأداء الواجب .. أو غير ذلك مما يضر بمصالح المسلمين ، فحينئذ يجوز أن تذكره بهذا العيب عن الحاكم ليزيله ويولي من يصلح .

خامسا : التعريف : أن يكون الإنسان معروفا بلقب كالأعرج ، والأعمى ، والأعمش ، حتى صار علما عليه لا يعرف إلا به ، فلا إثم على من يقول : روى أبو الزناد عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، فهذا لا بأس به في الرواية وغيرها بشرط ألا يقصد الانتقاص ولكن يقصد التعريف .

سادسا : المجاهر بالفسق : أن يكون مجاهرا بالفسق كالمخنث ، والمجاهر بشرب الخمر ، والمجاهر بأكل أموال الناس ، والمجاهر بفعل الفاحشة ، وما شابه ذلك ، فيجوز أن تذكره بما فيه نصيحة للمسلمين .

قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - : ليس لفاجر حرمة – وأراد به المجاهر بفسقه دون المستتر .

قال الصلت بن طريف : قلت للحسن : الرجل الفاسق المعلن بفجوره ، ذكري له بما فيه غيبة ؟ قال الحسن : لا ، ولا كرامة .

نسأل الله تعالى أن ينفعنا بما كتبناه ونقلناه وأن يجعله حجة لنا لا علينا وأ، يهدينا إلى سواء السبيل .



من كتاب فاكهة المجالس للشيخ وحيد عبدالسلام بالي .

أخوكم في الله ( مصعب )

الواوي
13-02-2001, 09:37 PM
جزاك الله خير اخوي ونبي موضوع عن الفاكهه الثانيه الي هي الجدال اوالمراء

فوز
15-02-2001, 07:43 PM
جزاك الله خيرا يا مصعب

مصعب
16-02-2001, 10:44 PM
^1
أما بعد

أخي في الله ( الواو ) :)

جزاك الله خير الجزاء على متابعتك للموضوع وسأحاول أن ألبي لك طلبك في القريب العاجل إن شاء الله تعالى .

أختي في الله ( فوز ) :D

لقد فرحت كثيرا حين وجدت لك ردا على موضوعي فجزاك الله خير الجزاء على هذا الدعاء وأنا ما زلت بانتظار مواضيعك القيمة .

أسأل الله تعالى أن يوفقكم إلى ما يحبه ويرضى وأن يهدينا إلى سواء الصراط ، وللعلم حبذا لو تشاركونا في قسم المنتدى الإسلامي .

أخوكم في الله ( مصعب )

ذكي مجتهد
16-02-2001, 11:01 PM
^1
ونعم المجلس مجلسك يا مصعب ..
إنك كحامل الطيب ..
دخلت مجلسك فصابني من طيبك الشيء الطيب ..
زادك الله من فضله ..
شكرا .

مصعب
16-02-2001, 11:16 PM
^2
جزيت الخير يا أخي في الله ( ذكي مجتهد ) فهذا الكلام الطيب العطر فهو من طيب نفسك ، فالفضل كله لله ثم لأمثالك فإن زرتنا فلضلك وإن زرناك فلضلك فلك الفضل زائرا ومزورا ، لقد أثلجت صدري بردك .

أخي أشهد الله إني أحبك في الله وأسأل الله تعالى أن يجمعمنا في دار كرامته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .


أخوك في الله ( مصعب )

ذكي مجتهد
17-02-2001, 12:00 AM
:)
لكن ..

أخي ..
أبث إليك شــجني ..

أخشـــى أن زللي كثير في هذا الشارع السياسي ..
أقصد النجاح و الفشل في الوصول الى الدّقّة
المتناهية في طروحاتي (شخصيا) أمام الله تعالى ..

إن ولاية الأمر تســتوجب السمع و الطّاعة و العون ..
لكن .. ما نرى يجعلني أعمل بقاعدة من رأى منكم
منكرا فليغيّره بيده ...... .. فإن ......

الله المســتعان .

مصعب
17-02-2001, 01:02 PM
^1
أخي في الله ( ذكي مجتهد ) أحب فيك هذه الغيرة على دين الله تعالى فإن القلب يحترق والعين لتدمع مما نراه في واقعنا المؤلم ، ولكن الإنسان حين يتعلم أمور دينه وينضبظ بضوابط شريعته ويحكم شرع ربه لا شك أن النفس الأمارة بالسوء ستنضبط ولكن إذا تركنا عواطفنا وأحاسيسنا ومشاعرنا وقلوبنا تلعب بنا كيف شائت لا شك إن في ذلك الهلاك واسمع هديت إلى صراط المستقيم قول الله تعالى لخير الخلق " " فلعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين " " وقوله تعالى " " لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فسيعذبه الله العذاب الأكبر إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابه " " فالقصد من هذا كله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بين لنا مرات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال : (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيد فإن لم يستطع بلسانه فإن لم يستطع فبقلبه )) فعلى هذا الحديث تنبني قواعد وأمور عظيمة يجهلها كثير من عباد إلا من رحم ربك :
أولا أن قضية الإنكار المنكر باليد لا تكون إلا لمن ولاه الله على خلقه مثال ذلك ( الحاكم على رعيته ، الأب على أبنائه ، الزوج على زوجته إلى آخره ) من باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام راع وهو مسؤول غن رعيته ، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، والخادم راع في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته ، والرجل راع في ما أبيه وهو مسؤول عن رعيته ، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )) .

وهذا باليد وباختصار

أما باللسان فالكلمة الطيبة صدقة ولنا في رسول الله أسوة حسنة لما جاءه الأعربي وشده من عنقه وقال له أعطني من مال الله فإنه ليس من مالك ولا من مال أبيك فقام إليه الصحابة لكي يضربوا عنقه فأوقفهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأعطاه لا لأنه خائف منه فكان يستطيع أن يأمر أحدا من الصحابة فيقطع عنقه ولكن يتمنى ويأمل أن يهديه الله ليدخل الجنة ، فلا أحد يمنعك يا أخي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللسان والحمد لله ولكن لا بد أن يكون الإنسان متسلحا بالعلم ثم يكون حكيما يعرف كيف يوصل هذا العلم للآخرين وهذا يعتمد على حسب علاقة العبد مع الله تعالى وإخلاصه لربه فلا بد أنك حين تدعوا إنسانا أن تتذكر أنك كنت يوما ما في حاله من الغفلة فيجب عليك أن تكون رحيما رؤوفا .

وأما بالقلب فلابد منه في جميع الأحوال فذلك أضعف الإيمان فإن الإنسان إذا لم ينكر بالقلب فما بعد ذلك خردلة من الإيمان .

وعذرا يا أخي على الإطالة فإن أردت المزيد فارجع لكتب أهل العلم المشهود لهم بالخير فستجد عندهم زاد أكثر من زاد .

أخوك في الله ( مصعب )