الالم المهاجر
27-01-2001, 09:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
نرى في هذا الموضوع سقوط الشوعية والاشتراكية ورموزها في العالم(( بعد ما انهكت شعوبهم )) بينما العرب القوميين والاشتراكيين يتشبثون بها .
بمناسبة الذكرى الحادية عشر لإنهيار جدار برلين وسقوط المعقل الرئيس للاشتراكيين والشوعيين (( الاتحاد السوفيتي )) .
سقوط الشيوعية وما بعدها : وجوه المرحلة
كان انهيار جدار برلين في التاسع من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام تسعة وثمانين، إيذانا بانتهاء مرحلة من تاريخ دول شرقي أوروبا وبدء مرحلة جديدة
وكان طبيعيا أن تذوي رموز المرحلة المنتهية، في الوقت الذي أصبح فيه المسرح السياسي مهيئا لظهور رموز مرحلة قد ظلت في دائرة المعارضة والملاحقة لفترة طويلة. نتذكر في هذه الأوراق من طويت صفحتهم، ومن احتلوا مكانا جديدا
ألمانيا الشرقية
أريك هونيكر
سيظل اسم الزعيم الشيوعي الشرقي أريك هونيكر مرتبطا في سجلات التاريخ باسم جدار برلين. فقد انتهى حكمه قبل 22 يوما فقط من سقوط الجدار
حكم هونيكر ألمانيا الشرقية لمدة 14 عاما، تمتع خلالها بشعبية كبيرة داخل صفوف الحزب الشيوعي. كان هونيكر صاحب شخصية صارمة، وكان الرجل المقرب من السوفييت، ولذا صعد نجمه بسرعة كبيرة داخل صفوف الحزب
لكن حظوته في صفوف الحزب الشيوعي لم تقابلها شعبية مماثلة في الشارع الألماني الشرقي. فقد فشل نظامه في تحقيق مستوى معيشة ملائم للشرقيين مماثل لما حظي به إخوانهم الغربيين
وقد أدت المظاهرات التي اندلعت في عام تسعة وثمانين إلى عزل هونيكر، وفي العام التالي اتهم بالفساد والخيانة. لكنه لم يحاكم على ذلك. وبعد إتمام الوحدة الألمانية اتهم مجددا بالفساد وبإصدار أوامر قتل بحق الألمان الشرقيين الذين حاولوا الفرار عبر سور برلين
ولكي يتجنب هونيكر الملاحقة القضائية فر إلى الاتحاد السوفييتي السابق، لكنه أعيد إلى ألمانيا ليواجه المحاكمة في عام 1992. وتقرر إطلاق سراحه لتدهور صحته، فلجأ إلى شيلي التي مات فيها بالسرطان بعد عامين
إيجون كرينتس
لم يكن كرينتس من الزعماء المحظوظين في تاريخ ألمانيا الشرقية، فهو الرجل الذي تولى الحكم والبلاد في حالة انفلات من اسر الشيوعية بعد عزل أريك هونيكر
تقلد كرينتس مناصب بارزة في الحزب الشيوعي الألماني الشرقي، لكنه سيذكر دائما بالمرحلة التي كان فيها كل شيء في ألمانيا الشرقية خارج السيطرة
ويقول كرينتس في كتابه "عندما سقط السور"، إن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي لم تكن قادرة على التعامل مع المطالب المتزايدة للجماهير، وانها كانت تتخذ قرارات في الصباح لتتراجع عنها في المساء، بعد سقوط السور جُرد كرينتس من عضويته في الحزب الشيوعي
وفي عام 1997 حكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات ونصف، بتهمة إصدار أوامر إطلاق النار على الفارين عبر سور برلين. ومنذ ذلك الوقت حتى الآن لا يزال كرينتس من المسؤولين القلائل الذين يدافعون عن الدولة الشيوعية، كما عبر عن اعتقاده بان التاريخ لم يعامله بإنصاف
وقال في كتابه" منحت 50 يوما فقط لتغيير طبيعة الأشياء، بينما يمنح الساسة 100 يوم على الأقل "
المجر
إيمريه بوشجاي
أحد اعضاء المكتب السياسي لحزب العمال الشيوعي المجري، وواحد من قادة الدعوة إلى الديمقراطية. كان تقريره الجذري الذي حمل عنوان ّ "نقطة تحول وإصلاح" سببا في تفجر النقاش الذي قاد إلى الديمقراطية
التحق بوشجاي بحزب العمال الشيوعي المجري، بعد تخرجه من معهد لينين في بودابست حاملا إجازة في اللغة الإنجليزية. عمل مع الحزب على المستويات المحلية والقومية حتى أصبح في درجة نائب وزير عام خمسة وسبعين
أدت دعواته المتكررة إلى الإصلاح إلى اختلافه مع زعيم الحزب الشيوعي، يانوس كادار. لكن إزاحة كادار من قيادة الحزب عام 1988 أدت إلى ترقية بوشجاي إلى منصب نائب رئيس الوزراء
وكان شغله لهذا المنصب وإشرافه على تسيير العمل السياسي والقانوني، عاملا مساعدا في تحول المجر إلى الإصلاح الديمقراطي على الطريقة الغربية
في عام 1989 غير الحزب اسمه ليصبح الحزب الاشتراكي المجري، ومع هذا التغيير اصبح بوشجاي نائبا لرئيس الحزب. استقال من الحزب عام 1991 أسس التحالف الوطني الديمقراطي، الذي ظل زعيما له حتى تفككه عام ستة وتسعين
بولندا
الجنرال فويتشيك ياروزلسكي
كان للجنرال ياروزلسكي الذي ساعد في وضع نهاية للحكم الشيوعي في بولندا، مقومات خاصة داخل الحزب الشيوعي. فقد شارك في الحرب العالمية الثانية، ورقي إلى رتبة جنرال عام ستة وخمسين، ثم انخرط بعد ذلك في صفوف الحزب خلال سنوات الستينيات
ومع اندلاع الأزمة مع منظمة تضامن العمالية عام واحد وثمانين، اصبح الجنرال رئيسا للوزراء وزعيما للحزب. وقد كان معروفا باعتداله، وحاول التوصل إلى حل وسط، لكنه فشل إقناع الجيش بالقمع العسكري وفرض الأحكام العرفية
في هذه الأثناء وبدعم من الاتحاد السوفييتي، فرض حظر منظمة تضامن العمالية والقي القبض على زعيمها ليخ فاليسا. ورغم نجاحه في قمع الاضطرابات، فقد فشل الجنرال في إصلاح الاقتصاد البولندي المتهاوي
وفي عام ثمانية وثمانين وافقت حكومته على الدخول في مفاوضات مع تضامن. وقد انتهت هذه المفاوضات في أبريل نيسان عام 1989 بالاتفاق على إصلاحات واسعة في النظام السياسي وإضفاء الشرعية على وجود منظمة تضامن
وقد انتخب الجنرال ياروزلسكي في العام نفسه بأغلبية برلمانية صغيرة رئيسا للبلاد، وتخلى عن كل مناصبه الحزبية. ثم استقال من الرئاسة في العام التالي ليخلفه ألد معارضيه في نفس المنصب
ليخ فاليسا
فاولسا سعى للتقارب مع الحزب
ولد الرئيس ال
بولندي السابق ليخ فاليسا في سبتمبر- أيلول عام 1943 . وفي منتصف الستينيات عمل فاولسا كفني كهربائي، في حوض لينين لبناء السفن في بمدينة جدانسك، لكنه طرد من وظيفته عام 1976 بعد مشاركته في احتجاجات مناوئة للحكومة
في عام 1980 عاد فاليسا لقيادة احتجاجات العمال في حوض بناء السفن، حيث كانوا يطالبون بظروف عمل أفضل، وبحقهم في الإضراب وتشكيل نقابات عمالية وخلال خمسمائة يوم التحق بهذه الحركة الاحتجاجية حوالي 10مليون عامل
لم تكن القيادة العمالية أمرا سهلا طوال الوقت بالنسبة لفاولسا، فقد سجن وتعرض للقمع العسكري عام 1981. ظل طوال قيادة حركته الاحتجاجية، وحتى بعدما اصبح رئيسا لبولندا، يؤكد أن هدف منظمة تضامن لم يكن الإطاحة بالنظام الشيوعي، بل العمل في شراكة مع الحزب الشيوعي
وقد نجحت أساليبه في العمل السياسي في أن تكسبه تعاطفا واهتماما دوليين، وفي عام 1983 فاز بجائزة نوبل للسلام. وقاد في عام 1989 حملة الاحتجاجات التي أفضت إلى الإصلاحات السياسية وتحول تضامن إلى حزب سياسي شرعي
تشيكوسلوفاكيا
جوستاف هوساك
زعيم الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي، التحق بالحزب الشيوعي في سلوفاكيا عندما كان في الجامعة عام 1933. كان محاميا وشارك في الحركات السرية التي قاومت الحكومة الموالية للنازية أثناء الحرب العالمية الثانية.
بعد الحرب اصبح هوساك أحد كبار المسؤولين في الحزب الشيوعي لكنه كان ضحية للتدخل الستاليني في عام واحد وخمسين واعتقل في الفترة من عام 1954 حتى 1960
وفي عام 1963 أعيد النظر في الحكم بسجنه وردت إليه عضويته في الحزب الشيوعي. وفي عام 1968 وتحت قيادة الكسندر دوبتشيك، اصبح هوساك نائبا للرئيس
بعد الغزو السوفييتي لبلاده في عام 1968تولى هوساك قيادة الحزب الشيوعي، وألغى الإصلاحات التي ادخلها دوبتشيك. ثم أعاد تأسيس علاقات متينة مع الاتحاد السوفييتي وعزل الأعضاء الليبراليين في الحزب
استقال من منصبه كسكرتير عام للحزب في عام 1987 عندما أدرك أن معارضته لأفكار إعادة البناء " البيروسترويكا" التي يطرحها الزعيم السوفييتي ميخائيل جورباتشوف غير مؤثرة، ثم اعتزل العمل السياسي في عام 1989 ليفتح الباب أمام معارضه الكاتب المسرحي فاتسلاف هافل
فاتسلاف هافل
كان هافل في ظل النظام الشيوعي كاتبا مسرحيا وشاعرا تشيكيا بارزا، اضافة الى كونه احد المنشقين السياسيين. وبعد سقوط الشوعية اصبح رئيسا لتشيكوسلوفاكيا في عام 1989 ثم رئيسا لجمهورية التشيك اعتبارا من اول عام 1993 بعد تقسيم الدولة الاتحادية
وقد اصبحت مسرحيات هافل التي يهاجم فيها النظام الشمولي ذات شعبية كبيرة، وكان اكثرها شهرة تلك التي كتبها في عام 1965 باسم المذكرة
شارك هافل بقوة مع الحركة الليبرالية في ربيع براغ عام 1968، لكن اعماله حظرت بعد الغزو السوفييتي في ذلك العام
وعندما تصاعد المد المناهض للحكم في مظاهرات اكتوبر- تشرين الاول عام 1989 اصبح هافل متحدثا باسم مجموعة المعارضة التي عرفت باسم " المنتدى المدني". وساعد في اجبار الحكم الشيوعي على اقتسام السلطة مع معارضية، فيما اعتبر ثورة مخملية
عارض انفصال التشيك والسلوفاك عن بعضهما، واستقال من رئاسة الدولة الموحدة عام 1992 احتجاجا على الانفصال، لكنه عاد ورشح نفسه لئاسة جمهورية التشيك عام 1993، ولا يزال رئيسا لها حتى الآن
رومانيا
نيكولاي شاوشيسكو
كانت نهاية الديكتاتور الروماني نيوكلاي شاوشيسكو وزوجته إيلينا، درامية ومفجعة بكل المقاييس. ففي ليلة عيد الميلاد لعام 1989 اقتيد الزوجان معصوبي الأعين إلى أحد معسكرات الجيش الروماني خارج العاصمة بوخارست، وهناك أُعدما
قبل أسبوع واحد من هذه النهاية المأساوية كان شاوشيسكو هو الديكتاتور الذي لا ينازعه أحد. وبلغت درجة الكراهية له، درجة أن تطوع 300 روماني لتنفيذ حكم الإعدام به وزوجته رميا بالرصاص بينما كان العدد المطلوب ثلاثة فقط
كان الدافع لهذه النهاية اقتصاديا في الأساس، فمن أجل سداد ديون بلاده التي كانت تبلغ عشرة مليارات دولار، خصص شاوشيسكو كل المنتجات الرومانية للتصدير. وكانت النتيجة جوعا عارما ومتاجر خاوية
ظل شاوشيسكو متمسكا بخط شيوعي متشدد حتى بعد انهيار سور برلين. وانتقد رفاقه في الأحزاب الشيوعية بشرق اوروبا لأنهم أضعفوا حلف وارسو. وظل رغم كل الاضطرابات مقتنعا بأنه يمكنه النجاة بنظامه دون تغيير
وصلى الله على محمد
نرى في هذا الموضوع سقوط الشوعية والاشتراكية ورموزها في العالم(( بعد ما انهكت شعوبهم )) بينما العرب القوميين والاشتراكيين يتشبثون بها .
بمناسبة الذكرى الحادية عشر لإنهيار جدار برلين وسقوط المعقل الرئيس للاشتراكيين والشوعيين (( الاتحاد السوفيتي )) .
سقوط الشيوعية وما بعدها : وجوه المرحلة
كان انهيار جدار برلين في التاسع من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام تسعة وثمانين، إيذانا بانتهاء مرحلة من تاريخ دول شرقي أوروبا وبدء مرحلة جديدة
وكان طبيعيا أن تذوي رموز المرحلة المنتهية، في الوقت الذي أصبح فيه المسرح السياسي مهيئا لظهور رموز مرحلة قد ظلت في دائرة المعارضة والملاحقة لفترة طويلة. نتذكر في هذه الأوراق من طويت صفحتهم، ومن احتلوا مكانا جديدا
ألمانيا الشرقية
أريك هونيكر
سيظل اسم الزعيم الشيوعي الشرقي أريك هونيكر مرتبطا في سجلات التاريخ باسم جدار برلين. فقد انتهى حكمه قبل 22 يوما فقط من سقوط الجدار
حكم هونيكر ألمانيا الشرقية لمدة 14 عاما، تمتع خلالها بشعبية كبيرة داخل صفوف الحزب الشيوعي. كان هونيكر صاحب شخصية صارمة، وكان الرجل المقرب من السوفييت، ولذا صعد نجمه بسرعة كبيرة داخل صفوف الحزب
لكن حظوته في صفوف الحزب الشيوعي لم تقابلها شعبية مماثلة في الشارع الألماني الشرقي. فقد فشل نظامه في تحقيق مستوى معيشة ملائم للشرقيين مماثل لما حظي به إخوانهم الغربيين
وقد أدت المظاهرات التي اندلعت في عام تسعة وثمانين إلى عزل هونيكر، وفي العام التالي اتهم بالفساد والخيانة. لكنه لم يحاكم على ذلك. وبعد إتمام الوحدة الألمانية اتهم مجددا بالفساد وبإصدار أوامر قتل بحق الألمان الشرقيين الذين حاولوا الفرار عبر سور برلين
ولكي يتجنب هونيكر الملاحقة القضائية فر إلى الاتحاد السوفييتي السابق، لكنه أعيد إلى ألمانيا ليواجه المحاكمة في عام 1992. وتقرر إطلاق سراحه لتدهور صحته، فلجأ إلى شيلي التي مات فيها بالسرطان بعد عامين
إيجون كرينتس
لم يكن كرينتس من الزعماء المحظوظين في تاريخ ألمانيا الشرقية، فهو الرجل الذي تولى الحكم والبلاد في حالة انفلات من اسر الشيوعية بعد عزل أريك هونيكر
تقلد كرينتس مناصب بارزة في الحزب الشيوعي الألماني الشرقي، لكنه سيذكر دائما بالمرحلة التي كان فيها كل شيء في ألمانيا الشرقية خارج السيطرة
ويقول كرينتس في كتابه "عندما سقط السور"، إن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي لم تكن قادرة على التعامل مع المطالب المتزايدة للجماهير، وانها كانت تتخذ قرارات في الصباح لتتراجع عنها في المساء، بعد سقوط السور جُرد كرينتس من عضويته في الحزب الشيوعي
وفي عام 1997 حكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات ونصف، بتهمة إصدار أوامر إطلاق النار على الفارين عبر سور برلين. ومنذ ذلك الوقت حتى الآن لا يزال كرينتس من المسؤولين القلائل الذين يدافعون عن الدولة الشيوعية، كما عبر عن اعتقاده بان التاريخ لم يعامله بإنصاف
وقال في كتابه" منحت 50 يوما فقط لتغيير طبيعة الأشياء، بينما يمنح الساسة 100 يوم على الأقل "
المجر
إيمريه بوشجاي
أحد اعضاء المكتب السياسي لحزب العمال الشيوعي المجري، وواحد من قادة الدعوة إلى الديمقراطية. كان تقريره الجذري الذي حمل عنوان ّ "نقطة تحول وإصلاح" سببا في تفجر النقاش الذي قاد إلى الديمقراطية
التحق بوشجاي بحزب العمال الشيوعي المجري، بعد تخرجه من معهد لينين في بودابست حاملا إجازة في اللغة الإنجليزية. عمل مع الحزب على المستويات المحلية والقومية حتى أصبح في درجة نائب وزير عام خمسة وسبعين
أدت دعواته المتكررة إلى الإصلاح إلى اختلافه مع زعيم الحزب الشيوعي، يانوس كادار. لكن إزاحة كادار من قيادة الحزب عام 1988 أدت إلى ترقية بوشجاي إلى منصب نائب رئيس الوزراء
وكان شغله لهذا المنصب وإشرافه على تسيير العمل السياسي والقانوني، عاملا مساعدا في تحول المجر إلى الإصلاح الديمقراطي على الطريقة الغربية
في عام 1989 غير الحزب اسمه ليصبح الحزب الاشتراكي المجري، ومع هذا التغيير اصبح بوشجاي نائبا لرئيس الحزب. استقال من الحزب عام 1991 أسس التحالف الوطني الديمقراطي، الذي ظل زعيما له حتى تفككه عام ستة وتسعين
بولندا
الجنرال فويتشيك ياروزلسكي
كان للجنرال ياروزلسكي الذي ساعد في وضع نهاية للحكم الشيوعي في بولندا، مقومات خاصة داخل الحزب الشيوعي. فقد شارك في الحرب العالمية الثانية، ورقي إلى رتبة جنرال عام ستة وخمسين، ثم انخرط بعد ذلك في صفوف الحزب خلال سنوات الستينيات
ومع اندلاع الأزمة مع منظمة تضامن العمالية عام واحد وثمانين، اصبح الجنرال رئيسا للوزراء وزعيما للحزب. وقد كان معروفا باعتداله، وحاول التوصل إلى حل وسط، لكنه فشل إقناع الجيش بالقمع العسكري وفرض الأحكام العرفية
في هذه الأثناء وبدعم من الاتحاد السوفييتي، فرض حظر منظمة تضامن العمالية والقي القبض على زعيمها ليخ فاليسا. ورغم نجاحه في قمع الاضطرابات، فقد فشل الجنرال في إصلاح الاقتصاد البولندي المتهاوي
وفي عام ثمانية وثمانين وافقت حكومته على الدخول في مفاوضات مع تضامن. وقد انتهت هذه المفاوضات في أبريل نيسان عام 1989 بالاتفاق على إصلاحات واسعة في النظام السياسي وإضفاء الشرعية على وجود منظمة تضامن
وقد انتخب الجنرال ياروزلسكي في العام نفسه بأغلبية برلمانية صغيرة رئيسا للبلاد، وتخلى عن كل مناصبه الحزبية. ثم استقال من الرئاسة في العام التالي ليخلفه ألد معارضيه في نفس المنصب
ليخ فاليسا
فاولسا سعى للتقارب مع الحزب
ولد الرئيس ال
بولندي السابق ليخ فاليسا في سبتمبر- أيلول عام 1943 . وفي منتصف الستينيات عمل فاولسا كفني كهربائي، في حوض لينين لبناء السفن في بمدينة جدانسك، لكنه طرد من وظيفته عام 1976 بعد مشاركته في احتجاجات مناوئة للحكومة
في عام 1980 عاد فاليسا لقيادة احتجاجات العمال في حوض بناء السفن، حيث كانوا يطالبون بظروف عمل أفضل، وبحقهم في الإضراب وتشكيل نقابات عمالية وخلال خمسمائة يوم التحق بهذه الحركة الاحتجاجية حوالي 10مليون عامل
لم تكن القيادة العمالية أمرا سهلا طوال الوقت بالنسبة لفاولسا، فقد سجن وتعرض للقمع العسكري عام 1981. ظل طوال قيادة حركته الاحتجاجية، وحتى بعدما اصبح رئيسا لبولندا، يؤكد أن هدف منظمة تضامن لم يكن الإطاحة بالنظام الشيوعي، بل العمل في شراكة مع الحزب الشيوعي
وقد نجحت أساليبه في العمل السياسي في أن تكسبه تعاطفا واهتماما دوليين، وفي عام 1983 فاز بجائزة نوبل للسلام. وقاد في عام 1989 حملة الاحتجاجات التي أفضت إلى الإصلاحات السياسية وتحول تضامن إلى حزب سياسي شرعي
تشيكوسلوفاكيا
جوستاف هوساك
زعيم الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي، التحق بالحزب الشيوعي في سلوفاكيا عندما كان في الجامعة عام 1933. كان محاميا وشارك في الحركات السرية التي قاومت الحكومة الموالية للنازية أثناء الحرب العالمية الثانية.
بعد الحرب اصبح هوساك أحد كبار المسؤولين في الحزب الشيوعي لكنه كان ضحية للتدخل الستاليني في عام واحد وخمسين واعتقل في الفترة من عام 1954 حتى 1960
وفي عام 1963 أعيد النظر في الحكم بسجنه وردت إليه عضويته في الحزب الشيوعي. وفي عام 1968 وتحت قيادة الكسندر دوبتشيك، اصبح هوساك نائبا للرئيس
بعد الغزو السوفييتي لبلاده في عام 1968تولى هوساك قيادة الحزب الشيوعي، وألغى الإصلاحات التي ادخلها دوبتشيك. ثم أعاد تأسيس علاقات متينة مع الاتحاد السوفييتي وعزل الأعضاء الليبراليين في الحزب
استقال من منصبه كسكرتير عام للحزب في عام 1987 عندما أدرك أن معارضته لأفكار إعادة البناء " البيروسترويكا" التي يطرحها الزعيم السوفييتي ميخائيل جورباتشوف غير مؤثرة، ثم اعتزل العمل السياسي في عام 1989 ليفتح الباب أمام معارضه الكاتب المسرحي فاتسلاف هافل
فاتسلاف هافل
كان هافل في ظل النظام الشيوعي كاتبا مسرحيا وشاعرا تشيكيا بارزا، اضافة الى كونه احد المنشقين السياسيين. وبعد سقوط الشوعية اصبح رئيسا لتشيكوسلوفاكيا في عام 1989 ثم رئيسا لجمهورية التشيك اعتبارا من اول عام 1993 بعد تقسيم الدولة الاتحادية
وقد اصبحت مسرحيات هافل التي يهاجم فيها النظام الشمولي ذات شعبية كبيرة، وكان اكثرها شهرة تلك التي كتبها في عام 1965 باسم المذكرة
شارك هافل بقوة مع الحركة الليبرالية في ربيع براغ عام 1968، لكن اعماله حظرت بعد الغزو السوفييتي في ذلك العام
وعندما تصاعد المد المناهض للحكم في مظاهرات اكتوبر- تشرين الاول عام 1989 اصبح هافل متحدثا باسم مجموعة المعارضة التي عرفت باسم " المنتدى المدني". وساعد في اجبار الحكم الشيوعي على اقتسام السلطة مع معارضية، فيما اعتبر ثورة مخملية
عارض انفصال التشيك والسلوفاك عن بعضهما، واستقال من رئاسة الدولة الموحدة عام 1992 احتجاجا على الانفصال، لكنه عاد ورشح نفسه لئاسة جمهورية التشيك عام 1993، ولا يزال رئيسا لها حتى الآن
رومانيا
نيكولاي شاوشيسكو
كانت نهاية الديكتاتور الروماني نيوكلاي شاوشيسكو وزوجته إيلينا، درامية ومفجعة بكل المقاييس. ففي ليلة عيد الميلاد لعام 1989 اقتيد الزوجان معصوبي الأعين إلى أحد معسكرات الجيش الروماني خارج العاصمة بوخارست، وهناك أُعدما
قبل أسبوع واحد من هذه النهاية المأساوية كان شاوشيسكو هو الديكتاتور الذي لا ينازعه أحد. وبلغت درجة الكراهية له، درجة أن تطوع 300 روماني لتنفيذ حكم الإعدام به وزوجته رميا بالرصاص بينما كان العدد المطلوب ثلاثة فقط
كان الدافع لهذه النهاية اقتصاديا في الأساس، فمن أجل سداد ديون بلاده التي كانت تبلغ عشرة مليارات دولار، خصص شاوشيسكو كل المنتجات الرومانية للتصدير. وكانت النتيجة جوعا عارما ومتاجر خاوية
ظل شاوشيسكو متمسكا بخط شيوعي متشدد حتى بعد انهيار سور برلين. وانتقد رفاقه في الأحزاب الشيوعية بشرق اوروبا لأنهم أضعفوا حلف وارسو. وظل رغم كل الاضطرابات مقتنعا بأنه يمكنه النجاة بنظامه دون تغيير
وصلى الله على محمد