هند
18-01-2001, 12:36 AM
http://dubaitourism.co.ae/dtcm/html/gal/sml/10.jpg
هذا الموضوع .. يرجع للكاتب الاماراتي .. مرعي الحليان
" على ما اظن "
و اتمنى ان ينال اعجابكم ..
فيما مضى كنا نبني بيوتنا بأيدينا و كنا نحبها اكثر.
كنا نبنيها من الطين و الحجارة و سعف النخيل
و من أشياء لا حصر لها نجمعها من كل مكان و كنا نشعر بالأمان كلما
ارتفعت الجدران قليلا و تلاقت لتشكل الحيز الذي يسمونه بيتا .
لم تكن بيوتنا مرتبة لكنها كانت دافئة ، لم تكن جدراننا ملساء لكنها كانت
كافية لنعلق عليها أشياؤنا القليلة ، لم تكن بيوتنا ممسوحة بالديتول و
بآلاف المعقمات و المبيدات و كانت مسكونة بالحشرات لكننا لم نكن
نمرض ، و لم نكن نخاف من لسعة البعوضة .
فيما مضى كانت البيوت متداخلة .. و كان الناس كذلك، و الحشمة كان
يكفيها الضمير ، و ليس كل هذه الأسوار العالية و الجدران السميكة كي
لا نرى وجوه الآخرين و لا نسمع أصواتهم حين يستغيثون .
اليوم اعتدنا أن يبني الغرباء منازلنا ، و أن يهدموها دون أن نفكر بالأمر
أو أن نلوث أصابعنا بترابها . اليوم اعتدنا على بيوت كبيرة بغرف
متباعدة ، اعتدنا على ألا نرى بعضنا البعض ، أن نعيش جماعات متفرقة
، اعتدنا على برودة الجدران ، رائحة المعقمات ، برودة الروح ، و
الخوف من كل شيء .
فيما مضى لم تكن لبيوتنا مفاتيح و أقفال و كنا ننام ، و اليوم نغلق
عشرات الأبواب خلف بعضها البعض ، ننصب حراسا ، و نربي كلابا ، و
تحمينا الشرطة ، و نجفل لأية حركة أو صوت .
من له أم كبيرة أو جدة على قيد الحياة فليسألها عن الدف و
الحب و الحميمية ، فليسألها عن تلك البيوت الوطيئة الآمنة ،
عن تلك الحياة ، و تلك السنوات التي داسها الغرباء بنعال
أفكارهم ، سنوات كان البحر
يركض خلفنا فنهرب منه ، نركض خلفه ليهرب منا ، سنوات كانت
الشمس تحرق وجوهنا و الأيام ترعى أمانينا الجميلة .
هذا الموضوع .. يرجع للكاتب الاماراتي .. مرعي الحليان
" على ما اظن "
و اتمنى ان ينال اعجابكم ..
فيما مضى كنا نبني بيوتنا بأيدينا و كنا نحبها اكثر.
كنا نبنيها من الطين و الحجارة و سعف النخيل
و من أشياء لا حصر لها نجمعها من كل مكان و كنا نشعر بالأمان كلما
ارتفعت الجدران قليلا و تلاقت لتشكل الحيز الذي يسمونه بيتا .
لم تكن بيوتنا مرتبة لكنها كانت دافئة ، لم تكن جدراننا ملساء لكنها كانت
كافية لنعلق عليها أشياؤنا القليلة ، لم تكن بيوتنا ممسوحة بالديتول و
بآلاف المعقمات و المبيدات و كانت مسكونة بالحشرات لكننا لم نكن
نمرض ، و لم نكن نخاف من لسعة البعوضة .
فيما مضى كانت البيوت متداخلة .. و كان الناس كذلك، و الحشمة كان
يكفيها الضمير ، و ليس كل هذه الأسوار العالية و الجدران السميكة كي
لا نرى وجوه الآخرين و لا نسمع أصواتهم حين يستغيثون .
اليوم اعتدنا أن يبني الغرباء منازلنا ، و أن يهدموها دون أن نفكر بالأمر
أو أن نلوث أصابعنا بترابها . اليوم اعتدنا على بيوت كبيرة بغرف
متباعدة ، اعتدنا على ألا نرى بعضنا البعض ، أن نعيش جماعات متفرقة
، اعتدنا على برودة الجدران ، رائحة المعقمات ، برودة الروح ، و
الخوف من كل شيء .
فيما مضى لم تكن لبيوتنا مفاتيح و أقفال و كنا ننام ، و اليوم نغلق
عشرات الأبواب خلف بعضها البعض ، ننصب حراسا ، و نربي كلابا ، و
تحمينا الشرطة ، و نجفل لأية حركة أو صوت .
من له أم كبيرة أو جدة على قيد الحياة فليسألها عن الدف و
الحب و الحميمية ، فليسألها عن تلك البيوت الوطيئة الآمنة ،
عن تلك الحياة ، و تلك السنوات التي داسها الغرباء بنعال
أفكارهم ، سنوات كان البحر
يركض خلفنا فنهرب منه ، نركض خلفه ليهرب منا ، سنوات كانت
الشمس تحرق وجوهنا و الأيام ترعى أمانينا الجميلة .