درب العرب
10-01-2001, 11:55 PM
من أقوال الكاتب كساب العتيبي ...هام هام هام هام جدا
نرجو المتابعه حتى النهايه
(((((المملكه العربيه السعوديه لايوجد بها علمانين , الموجودين فقط اشباح لاتضر ولاتنفع "
" فلاوجود حقيقي لها في مجتمعنا وان اقر بعض الناس بها فهي علم كبير ومتفرع ويختلف الكثير فيه وليس كما يقال بكل بساطه فصل الدين عن السياسه "
" فلا حرب ضد العلمانيه قبل الحرب ضد الدكتاتوريه" )))))))
هذه المقولات أعلاه لأحد كتاب المسرح السياسي في منتدى الجزيره دفعتني لإعادة عرضه هنا في المسرح . فيبدو والله اعلم بأنه لا مفر من إعادة الموضوع الواحد لأكثر من مرة فالأسئلة ذاتها تتكرر!! أحقيقة لا يعلمون؟! وهل تقاطع مصالح ادوات مجتمعنا العفنة - ابن سعود, مشايخ سلطانه وماله , أدعياء السلفية, قاذورات المباحث, ضعاف النفوس ... - هو يا ترى السبب الأوحد جرّآء حالة اللاوعي واللاشعور التي يعيشها الكثير من "السعوديين" في جزيرة العرب؟ ربمــــا...
عموما لمن تسائل هنا ولغيره ممن سيتسائل نقول- وارجو ان يقرأ الكلام إلى آخره- بأن سطوة العلمانية على مؤسسات الدولة وغالب أجهزتها موجودة وقائمة في بلاد التوحيد" المملكة العربية السعودية" و ترجع إلى أسباب عديدة. بعضها واضحة ومفهومة, وبعضها الآخر أسباب تحتاج إلى شيء من الجهد لإيضاح أمرها.
أما المعروفة فلا تخرج عن نوعية الدولة وشكلها وطبيعة تركيبتها ومنهاج الأحكام فيها، وطبائع أهل الحكم وعلاقات السلطة وارتباطات الخارج، وهي كلها أسباب لا يمكن أن تجتمع أطرافها إلا في أيدي العلمانيين، وليس في حكم الإمكان أبدا أن تؤدى دولة مركبة على نمط دولة كدولتنا وظائفها إلا وفق المقتضيات والتعاليم العلمانية. ومن يرى غير ذلك فقد رأى صورة وجهه منعكسة على صفحات مرآة مصقولة في غرفة مظلمة لا بصيص لنور فيها!.
أما الأسباب الأخرى فعديدة لكن المقام لا يسمح بذكرها جميعاً وإنما سأكتفي بأخطر عاملين منها:
الأول: دولي المناخ والصنعة.
والثاني: مركب محلي محض.
أما الدولي: فإن العالم برمته, وبصورته الحالية, يرجع إلى فكر وتخطيط القوى العظمى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية. وهذا الفكر التخطيطي انتهى في مؤتمر "يالطا" بالاتفاق على النظام الدولي المتواجد حاليا على خريطة العالم. ولم يكن ضمن السادة المهيمنون على مفاتيح النصر والتخطيط أدنى وجود لوجه إسلامي واحد، وإنما كانوا جميعاً على ملتين لا ثالث لهما، مسيحيون متمسحون بالمسيح من عبدة الصلبان والأوثان "أمريكا، بريطانيا، فرنسا" أو شيوعيون ملاحدة لا يعرفون لله حقا "الاتحاد السوفيتي، روسيا حاليا، الصين" وتقاسموا العالم بينهم بالتراضي ووقعت قرعتنا في حيازة الجانب الغربي المسيحي! ووفق الملة المسيحية المتداولة ذهب الدين إلى الكنائس ولم يخرج منها وذهبت الدنيا إلى قياصرة الحكم بلا سلطان أو وازع ديني. وبنيت الدولة المسيحية على أساس هذا الفصل وسيطرت على حصتها من مقاليد العالم بعلمانية أنظمتها وبات من المألوف فيها ألا علاقة لدين بدنيا.
والسادة العملاء الخونة حكام المنطقة العربية من امثال عبد العزيز بن سعود في نجد ثم "السعودية" وحسين بن علي في مكة ومروراً بأبنائه من بعده عبد الله بن حسين في الأردن وفيصل بن حسين في العراق، ثم فاروق بن فؤاد في مصر، واحمد الجابرالصباح ومن أتوا بعده في الكويت، وسعيد بن تيمور في عمان، وادريس السنوسي في ليبيا، وبورقيبة في تونس، ومحمد الخامس في المغرب وغيرهم، كانوا على علم تام بالنظام الدولي ومقتضياته بل أن أركان النظام نفسه هم الذين اختاروا حكام المنطقة ودعموهم وثبتوا ملكهم ووقفوا ضد أية إرادة لتغييرهم أوالإنقلاب عليهم، ولم يكن ذلك من أجل التكحل بهم أو التوله بصورهم الجميلة وإنما لأنهم جميعاً قبلوا بالنمط المسيحي كأساس للتعامل الدولي وكاصل ثابت لإدارة شئون الحكم.
واللافت أن كثيراً من الناس عندنا في جهل مطبق من هذا الأمر. والغالب أنهم لا يرون ما نرى لأنهم في دولة عبد العزيز بن سعود - العميل البريطاني الراقي - وابنائه من بعده، يصلون في المساجد، ويصومون رمضان، ويعتمروا ويحجوا البيت وغالب شئون العبادة مباحة ومتاحة لهم فأين الفصل إذاَ؟
ومقام التساؤل مغاير للحقيقة, لأن الناس في الغرب المسيحي يفعلون بعض ما نفعل على ملتهم الشركية. فالكنائس مفتوحة للصلاة، والصيام جزء من ملتهم, والحج إلى القدس أمل يراود عجزتهم وبعض شبيبتهم, إنما مقام الفصل الحقيقي بين الدين والدنيا يكمن فيما صنعه الغرب بنفسه, ثم صنعته بنا أيادي رجالاته عندنا. ذلك أن الدين لا علاقة له بالدولة ولا يملك حق السلطان عليها. وليس للدين وأهله أدنى سلطة على شئون الدولة, ولا يحق لهم مساءلتها عما تفعل، أو محاسبتها على أية نهج أو سياسية. فمن أراد أن يعبد الله فليعبده, والعبادات مباحة، أما من أراد أن يعامل الدنيا فمرد ذلك إلى سلطان الملك وأنظمة دولته, والأصل فيها ألا تقحم الدين فيها, ولا تعتدي على سلطان أهلها فتقول هذا حلال وهذا حرام؟! وإلا فعلت بك الأفاعيل!.
وذلك هو المقام ووجب علينا أن نبينه لأهل الغفلة. ولعل استمرار أسر كلمة العلماء والمشايخ ومضايقتهم ومحاربتهم في أرزاقهم كـ- سفر وسلمان مثلا- بل وتركهم في غياهب السجون لسنوات عديدة في مهزلة قلّ ما تحدث في مجتمع يوصف اهله بالحياة !! كما هو حال الشيخ الفاضل الدكتور سعيد آل زعير فرّج الله عنه وغيره, يعطينا النموذج الحي لذلك!!
ويوم بدأ عبد العزيز بن سعود مشواره مع بريطانيا، بدأت دولته تظهر في الأفق على نقل وتنظير بريطاني، فلما انتقلت السيادة إلى أمريكا عقب لقائه "بالزفت" روزفلت، دخلت الخبرات الأمريكية لتكمل مسيرة البناء العلماني للدولة. فكانت المديريات فالوكالات ثم المؤسسات العامة والوزارات أشكالاً للتنظيم الإداري، وكانت الإرساليات إلى الخارج المسيحي واستقدام الخبرات المسيحية إلى الداخل عناصر حيوية لتعبئة البناء.
واستمرار هذا النمط العلماني إلى يومنا هذا، أشبع كافة أجهزة الدولة بعناصر من أهل المذاهب وجلعت لهم اليد الطولى ومن ثم الغلبة في كافة شؤنها، ومن هنا جاءت السطوة.
أما العامل الثاني: وهو المحلي البحت، فهو أشد عسراً من سابقه وأبلغ منه تأثيراً على الساحة، وهو في حقيقة الأمر مربط الفرس الحقيقي، وهذا العامل لا يخرج عن ضعف أهل العلوم الشرعية وضعف أثرهم وتأثيرهم على اتجاهات الدولة ومخزونات البيئة، ونتيجة هذا العامل ظهرت جلياً في الإنفجار المزلزل لدعائم الدولة والأفراد، وخروج مجموعة من أهل العلوم الشرعية، وأهل الفكر والدعوة والإصلاح بالتصدي للدولة والوقوف في مواجهة مدارس الليونة والميوعة والضعف والمسكنة الممسكة بدفة سلطان الشرع القويم.
وبداية هذا العامل كانت مع بداية عبد العزيز بن سعود أيضا , فقد صنع دولته على الفصل التام بين الدين والدولة، ولم يقف له أحد . وفعل بالدوله ما يحلو له أن يفعل ولم يجرؤ رجالات أهل الشرع أن يخطؤا له نهج أو سياسة، وباتت الأمور تتشكل على نحو ثابت المسلك أمسك فيها بكل المعاملات الحياتية وترك لأهل الشرع مسائل العبادات يسبحوا في بحارها وصار هذا الأمر منهجاً راسخاً لبه في عقول ومسالك كل من أتوا بعده.
و الشاهد المؤرخ بالأحداث والوقائع أن مدرسة هزيلة الفكر، ضعيفة الرؤية، قليلة الأثر تشكلت على ما ترك لها الحكام من مسائل شرعية بعينها كالصلاة والصيام والحج، والحديث عن الكبائر والكفارات وفضل العلم والعلماء، والطهارة والسواك، والأضاحي، وآداب المسجد والدعاء لأولى الأمر وعدم الخروج عليهم وما شابه ذلك، ونزلت إلى الساحة تعرض ما عندها, وتركت كل أمور الدنيا لولي الأمر وزمرته من العلمانين, يتصرفون فيها كيفما يشاؤا.
وقطعا للطريق على المتردية والنطيحة , فليس ثمـت اعتراض أبداً على مسائل هذه المدرسة ونزولها إلى الساحة لأن ذلك هو الأصل والواجب وهي مسائل ضرورية لكل فرد وزاد يحتاجه كل مسلم. لكن باب الاعتراض الواسع تفتحه شمولية الإسلام بأنه نظام كامل لم يفصل بين الدين والدنيا وإنما وضعها سوياً في سلة واحدة " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" والنيل من جانب وإهمال الآخر تماماً أضر أسمى ضرر بالإسلام وأهله. ولم يكن في سجل المعقول أن يكون الدين في جانب وتكون الدنيا في جانب آخر وتستقر أحوال الأمة، بل شواهد التاريخ تثبت العكس تماماً وتحذر من مغبته. وذكرى الأمويين والعباسيين وأيام الأندلس ودول المماليك والصعاليك وانتهاءاً بانتهاء الدولة العثمانية في تركيا، أنين تئن به الصدور, وخواتيم دول سادت ثم بادت لأنها منعت الدين من تقويم الدولة، وقيدت أياديه وعطلت حركته الطبيعة حتى نخر الفساد في عظامها وتفتت أعمدتها ومشدات الصلب فيها فتهاوت وأصبحت أطلالاً وتاريخاً.
وليس من الإنصاف أبداً لأفراد أمة مسلمة كأمتنا ولمذهب عظيم كمذهب أحمد أن تعطل فيه غالب جوانب الفقه في شتى مسائل المعلومات عن الحركة والفعل ويكتفي منه بالعبادات وبعض جوانب شكليات البيعة ووجوب طاعة ولي الأمر, وتترك جل شؤون الدنيا لعبة في يد الحاكم وزمرته يتصرفون فيها وفق ما يقرروا ويختاروا. وهي شئون فيها حياة الأمة وقوتها.
والشيخ محمد عبد الوهاب لمن يعرفوه ولمن لا يعرفوه، وقف أمام هذه المسألة بعينها واتخذ سبيله المؤرخ بضرب عرض الحائط بالسلطان العثماني في إستمبول وإعتبار بيعته الصورية لا قيمة لها ولا مقام للأخذ بها وتعليقها في الرقاب ما دامت دنيا المسلمين قد وصلت تحت سلطانه إلى حد الشرك ورتع البهائم!
وليس إنصافا ً أيضا للإسلام أن تمشي الدنيا على هواها ويقف الشرع منها بعيداً ومحتبساً بقيود السلطان ثم يعلن على الملأ أن الدولة إسلامية المنهج والتطبيق، كما أنه ليس من الإنصاف للإسلام وأهله أن تعطل الشرائع الربانية ويضرب عرض الحائط بالسنن المطهرة ويئن أنين الحجر والمدر ثم يتهم الإسلام وأهله بالانحطاط والتخلف لأن ظاهر الدولة في مواجهة العالم تلقي بها إلى أسفله. والمدرسة الشرعية التي أمسكت بتلابيب الأمة، وفرضت عليها منهجها الاستضعافي المميت، جمدت كل حركة فيها وشلت أعظم طاقاتها المبدعة، وأرادت لها نومة لا يقظة منها.
ومنذ أكثر من سبعين عاماً، وهذه المدرسة تقف وحدها في ساحة الأمة تمسك بتلابيب الرقاب وتقف في مواجهة كل فكر إصلاحي أو دعوة شمولية للإسلام . وإذا ما إقتضت سبل الدفاع عن نفسها كرة من الهجوم، هاجمت أهل الشمول بإحداث الفتن وفتح أبواب المحن على أفراد الأمة، ناسية وأيم الله أن أصل البلاء يرجع إليها، وإلى فرض نفسها على الجميع، وكأن الإسلام هو مبلغ ما تحمله وماعداه بدع متلفة وأراء عقول خرفة!
وفي خلال العقود الماضية حكمت الأمة عقول شتى على غالب ألوان وحروف الرغبة والهوى وانفتحت مصارع الربا في البنوك والشركات وغالب اشكال التجارة ووالي رجالات الدولة اليهود والنصارى ونهبت أموال وثروات الأمة نهباً وسلطت العيون والجواسيس على مفكري الأمة وأهل العلم والرأي فيها، واعطيت الأمور للتحوت والرويبضة وكل من ليس أهلها، ودقت أسافين الفرقة والتمزق بين افراد الشعب الواحد وقضى على نسائج وحدته وقوته، وارتفعت الجاهلية، وتركت غالب شئون الأمة على العوز والحاجة والضعف، فلا زراعة تكفيها طعاماً ولا صناعة حقيقية تستقوي ولا جيش قوي- يبيّض الوجه يدافع عنها وقت الحرب ويرهب جوانب أعدائها وقت الهدنة أو السلم، وإنما مسخرة تجلت بكل معانيها إبان حرب الخليج!!وأهملت شخصية المسلم بلا بناء لها، ولا توجيه لطاقتها، ولا انتفاع بمكامن الخير والنفع فيها ….. وختاماً كممت الأفواه، وألجمت الألسن، وفتحت السجون والمعتقلات، وجارى الأمر على إذلال ابناء الأمة المسلمة!!
وعلى مدار هذه السنوات أيضاً انزلقت الأمة على ايادي حكامها وألزمت بقبول كافة الأحكام والأنظمة الإقليمية والدولية المخالف أغلبها لشريعة الإسلام، فبتنا أعضاءاً في كل منطقة ومجلس ووكالة إقليمية ودولية وفرضت على الأمة مسالك الإحتكام إلى كل ذي ملة مناهضة لملة الإسلام، وفرض عليها الانصياع والتنفيذ.
وفي نهاية الأمر وجدنا أنفسنا وبعد سبعين عاماً من البلاء المتواصل نعاني من الإفلاس المالي ونحن من أغنى الدول ثروة وعلى شفا الإنهيار الاقتصادي وغالب شباب الأمة على انحراف سلوكي، وضياع فكري وتفريط عقائدي، والدولة باتت محتلة بقوات صليبية تحمل في دواخلها ألافاً من أخوة القردة والخنازير، وقادنا أهل "الحكم الرشيد" إلى علاقات وارتباطات وتحالفات وعقود ومواثيق مضيعة للعقيدة، متلفة للأمة، مدمرة لكل مشاعر رجولتها وعزتها الإسلامية. وبالإجمال اصبحنا ثوباً مرقعاً بكل خرقة ولون وبات من الصعب معرفة حقيقة أمره.
كل هذا تم تحت سمع وبصر ودعم وتأييد المدرسة المتمسكة بمنهجها الاحباطي، الإذلالي، القارع، المثبط لكل صاحب عزيمة وقوة تسعى إلى ايقاظ الأمة من رقدتها وسباتها العميق وكأن الليل أرخى بها سدوله.
وشواهد الحق الذي لا غضب إلا فيه تثبت حقائق لا مجال لعاطفة فيها. ونحن بهذه الشواهد لم نسمع بتاتاً بخروج أهل هذه المدرسة المتلفة، تطالب بإحقاق الحق وازهاق الباطل المتفشي! أو تجاهر بحقوق الأمة ومطالبة الحاكم تلو الحاكم بايفائها! أو تناصح ولاة الأمور وفق ما أنزل الله والإحتكام إلى الشرع المطهر! وإنما صمت مطبق وسكوت تام ورضاء بالأمر الواقع وإظهار مشروعية أحكامه, وربما نصيحة هنا أو هناك وعلى" أستحياء" حتى استفحل الأمر عقب ذلك بالوقوف والمناهضة لكل ذي أمانة وبصيرة! والمنصف سيلمس هذا بنفسه!
والحق أن ما صنع بالأمة على آيادي أهل المدرسة كان عين الخيانة لها، وعين الذلة والمهانة لأفرادها.
ولقد كان الناتج الطبيعي من وراء الأمر كله أن يسطوا بماضي الأمة وحاضرها أهل العلم المدني القائم على النسخ العلماني، فيقرر فيها بهواهم ويصنعوا بها ما يشاؤن!
وهم على علمانيتهم الممسوخة في ظل المدرسة الهزيلة لم يجدوا من يقومهم أو يقف دونهم حارساً على الأمة وعقيدتها وغالب شؤونها فنفردوا بالساحة الفعلية المحركة لقدرات الأمة وباتوا سادة الواقع المفروض. بل إنه مما يستوجب طيلة النظر أنك كنت ترى وجوه أهل المدرسة الهزيلة القابضة، في قصور ومجالس ومكاتب العلمانيين يستديرون عواطفهم ويستجلبون محبتهم لمطامع شخصية ومآرب دنيوية عفنة.
وتختيماً القول فإن المدرسة المتلفة للشرع طوقت نفسها بمسؤوليات مايلي:
1-قبول سلطان المنهج العلماني والانضواء تحت لوائه.
2- تعطيل غالب قوانين الشرع المطهر في معظم ما يمس حياة الأمة
3- الوقوف ضد كل فكر شمولي أو دعوة اصلاحية.
4- الانتهاء بالأمة إلى واقع الذلة والمهانة.
ونعلم أخيرا بأن أفراد هذه المدرسة الهزيلة سيقفون على أطراف اصابعهم وسيرغدون ويزبدون انفعالاً لانفسهم غير مقرين بحقيقة الأمر وخطورة صنائعهم ونعلم تماماً أنهم لا يملكون غير هذا المسلك العاطفي الاسترضائي لذوات أنفسهم ونعلم تماماً أن بعضهم قد يشطح شطحاته ويتهمنا بالانحراف والفساد وربما بالردة وهم أحرار في شطحاتهم ونحن أحرار في الطرق على رؤوسهم حتى لا يعبد في أرضنا معبوداً إلا الله، ولا طاعة عندنا لمخلوق في معصية الخالق.
نرجو المتابعه حتى النهايه
(((((المملكه العربيه السعوديه لايوجد بها علمانين , الموجودين فقط اشباح لاتضر ولاتنفع "
" فلاوجود حقيقي لها في مجتمعنا وان اقر بعض الناس بها فهي علم كبير ومتفرع ويختلف الكثير فيه وليس كما يقال بكل بساطه فصل الدين عن السياسه "
" فلا حرب ضد العلمانيه قبل الحرب ضد الدكتاتوريه" )))))))
هذه المقولات أعلاه لأحد كتاب المسرح السياسي في منتدى الجزيره دفعتني لإعادة عرضه هنا في المسرح . فيبدو والله اعلم بأنه لا مفر من إعادة الموضوع الواحد لأكثر من مرة فالأسئلة ذاتها تتكرر!! أحقيقة لا يعلمون؟! وهل تقاطع مصالح ادوات مجتمعنا العفنة - ابن سعود, مشايخ سلطانه وماله , أدعياء السلفية, قاذورات المباحث, ضعاف النفوس ... - هو يا ترى السبب الأوحد جرّآء حالة اللاوعي واللاشعور التي يعيشها الكثير من "السعوديين" في جزيرة العرب؟ ربمــــا...
عموما لمن تسائل هنا ولغيره ممن سيتسائل نقول- وارجو ان يقرأ الكلام إلى آخره- بأن سطوة العلمانية على مؤسسات الدولة وغالب أجهزتها موجودة وقائمة في بلاد التوحيد" المملكة العربية السعودية" و ترجع إلى أسباب عديدة. بعضها واضحة ومفهومة, وبعضها الآخر أسباب تحتاج إلى شيء من الجهد لإيضاح أمرها.
أما المعروفة فلا تخرج عن نوعية الدولة وشكلها وطبيعة تركيبتها ومنهاج الأحكام فيها، وطبائع أهل الحكم وعلاقات السلطة وارتباطات الخارج، وهي كلها أسباب لا يمكن أن تجتمع أطرافها إلا في أيدي العلمانيين، وليس في حكم الإمكان أبدا أن تؤدى دولة مركبة على نمط دولة كدولتنا وظائفها إلا وفق المقتضيات والتعاليم العلمانية. ومن يرى غير ذلك فقد رأى صورة وجهه منعكسة على صفحات مرآة مصقولة في غرفة مظلمة لا بصيص لنور فيها!.
أما الأسباب الأخرى فعديدة لكن المقام لا يسمح بذكرها جميعاً وإنما سأكتفي بأخطر عاملين منها:
الأول: دولي المناخ والصنعة.
والثاني: مركب محلي محض.
أما الدولي: فإن العالم برمته, وبصورته الحالية, يرجع إلى فكر وتخطيط القوى العظمى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية. وهذا الفكر التخطيطي انتهى في مؤتمر "يالطا" بالاتفاق على النظام الدولي المتواجد حاليا على خريطة العالم. ولم يكن ضمن السادة المهيمنون على مفاتيح النصر والتخطيط أدنى وجود لوجه إسلامي واحد، وإنما كانوا جميعاً على ملتين لا ثالث لهما، مسيحيون متمسحون بالمسيح من عبدة الصلبان والأوثان "أمريكا، بريطانيا، فرنسا" أو شيوعيون ملاحدة لا يعرفون لله حقا "الاتحاد السوفيتي، روسيا حاليا، الصين" وتقاسموا العالم بينهم بالتراضي ووقعت قرعتنا في حيازة الجانب الغربي المسيحي! ووفق الملة المسيحية المتداولة ذهب الدين إلى الكنائس ولم يخرج منها وذهبت الدنيا إلى قياصرة الحكم بلا سلطان أو وازع ديني. وبنيت الدولة المسيحية على أساس هذا الفصل وسيطرت على حصتها من مقاليد العالم بعلمانية أنظمتها وبات من المألوف فيها ألا علاقة لدين بدنيا.
والسادة العملاء الخونة حكام المنطقة العربية من امثال عبد العزيز بن سعود في نجد ثم "السعودية" وحسين بن علي في مكة ومروراً بأبنائه من بعده عبد الله بن حسين في الأردن وفيصل بن حسين في العراق، ثم فاروق بن فؤاد في مصر، واحمد الجابرالصباح ومن أتوا بعده في الكويت، وسعيد بن تيمور في عمان، وادريس السنوسي في ليبيا، وبورقيبة في تونس، ومحمد الخامس في المغرب وغيرهم، كانوا على علم تام بالنظام الدولي ومقتضياته بل أن أركان النظام نفسه هم الذين اختاروا حكام المنطقة ودعموهم وثبتوا ملكهم ووقفوا ضد أية إرادة لتغييرهم أوالإنقلاب عليهم، ولم يكن ذلك من أجل التكحل بهم أو التوله بصورهم الجميلة وإنما لأنهم جميعاً قبلوا بالنمط المسيحي كأساس للتعامل الدولي وكاصل ثابت لإدارة شئون الحكم.
واللافت أن كثيراً من الناس عندنا في جهل مطبق من هذا الأمر. والغالب أنهم لا يرون ما نرى لأنهم في دولة عبد العزيز بن سعود - العميل البريطاني الراقي - وابنائه من بعده، يصلون في المساجد، ويصومون رمضان، ويعتمروا ويحجوا البيت وغالب شئون العبادة مباحة ومتاحة لهم فأين الفصل إذاَ؟
ومقام التساؤل مغاير للحقيقة, لأن الناس في الغرب المسيحي يفعلون بعض ما نفعل على ملتهم الشركية. فالكنائس مفتوحة للصلاة، والصيام جزء من ملتهم, والحج إلى القدس أمل يراود عجزتهم وبعض شبيبتهم, إنما مقام الفصل الحقيقي بين الدين والدنيا يكمن فيما صنعه الغرب بنفسه, ثم صنعته بنا أيادي رجالاته عندنا. ذلك أن الدين لا علاقة له بالدولة ولا يملك حق السلطان عليها. وليس للدين وأهله أدنى سلطة على شئون الدولة, ولا يحق لهم مساءلتها عما تفعل، أو محاسبتها على أية نهج أو سياسية. فمن أراد أن يعبد الله فليعبده, والعبادات مباحة، أما من أراد أن يعامل الدنيا فمرد ذلك إلى سلطان الملك وأنظمة دولته, والأصل فيها ألا تقحم الدين فيها, ولا تعتدي على سلطان أهلها فتقول هذا حلال وهذا حرام؟! وإلا فعلت بك الأفاعيل!.
وذلك هو المقام ووجب علينا أن نبينه لأهل الغفلة. ولعل استمرار أسر كلمة العلماء والمشايخ ومضايقتهم ومحاربتهم في أرزاقهم كـ- سفر وسلمان مثلا- بل وتركهم في غياهب السجون لسنوات عديدة في مهزلة قلّ ما تحدث في مجتمع يوصف اهله بالحياة !! كما هو حال الشيخ الفاضل الدكتور سعيد آل زعير فرّج الله عنه وغيره, يعطينا النموذج الحي لذلك!!
ويوم بدأ عبد العزيز بن سعود مشواره مع بريطانيا، بدأت دولته تظهر في الأفق على نقل وتنظير بريطاني، فلما انتقلت السيادة إلى أمريكا عقب لقائه "بالزفت" روزفلت، دخلت الخبرات الأمريكية لتكمل مسيرة البناء العلماني للدولة. فكانت المديريات فالوكالات ثم المؤسسات العامة والوزارات أشكالاً للتنظيم الإداري، وكانت الإرساليات إلى الخارج المسيحي واستقدام الخبرات المسيحية إلى الداخل عناصر حيوية لتعبئة البناء.
واستمرار هذا النمط العلماني إلى يومنا هذا، أشبع كافة أجهزة الدولة بعناصر من أهل المذاهب وجلعت لهم اليد الطولى ومن ثم الغلبة في كافة شؤنها، ومن هنا جاءت السطوة.
أما العامل الثاني: وهو المحلي البحت، فهو أشد عسراً من سابقه وأبلغ منه تأثيراً على الساحة، وهو في حقيقة الأمر مربط الفرس الحقيقي، وهذا العامل لا يخرج عن ضعف أهل العلوم الشرعية وضعف أثرهم وتأثيرهم على اتجاهات الدولة ومخزونات البيئة، ونتيجة هذا العامل ظهرت جلياً في الإنفجار المزلزل لدعائم الدولة والأفراد، وخروج مجموعة من أهل العلوم الشرعية، وأهل الفكر والدعوة والإصلاح بالتصدي للدولة والوقوف في مواجهة مدارس الليونة والميوعة والضعف والمسكنة الممسكة بدفة سلطان الشرع القويم.
وبداية هذا العامل كانت مع بداية عبد العزيز بن سعود أيضا , فقد صنع دولته على الفصل التام بين الدين والدولة، ولم يقف له أحد . وفعل بالدوله ما يحلو له أن يفعل ولم يجرؤ رجالات أهل الشرع أن يخطؤا له نهج أو سياسة، وباتت الأمور تتشكل على نحو ثابت المسلك أمسك فيها بكل المعاملات الحياتية وترك لأهل الشرع مسائل العبادات يسبحوا في بحارها وصار هذا الأمر منهجاً راسخاً لبه في عقول ومسالك كل من أتوا بعده.
و الشاهد المؤرخ بالأحداث والوقائع أن مدرسة هزيلة الفكر، ضعيفة الرؤية، قليلة الأثر تشكلت على ما ترك لها الحكام من مسائل شرعية بعينها كالصلاة والصيام والحج، والحديث عن الكبائر والكفارات وفضل العلم والعلماء، والطهارة والسواك، والأضاحي، وآداب المسجد والدعاء لأولى الأمر وعدم الخروج عليهم وما شابه ذلك، ونزلت إلى الساحة تعرض ما عندها, وتركت كل أمور الدنيا لولي الأمر وزمرته من العلمانين, يتصرفون فيها كيفما يشاؤا.
وقطعا للطريق على المتردية والنطيحة , فليس ثمـت اعتراض أبداً على مسائل هذه المدرسة ونزولها إلى الساحة لأن ذلك هو الأصل والواجب وهي مسائل ضرورية لكل فرد وزاد يحتاجه كل مسلم. لكن باب الاعتراض الواسع تفتحه شمولية الإسلام بأنه نظام كامل لم يفصل بين الدين والدنيا وإنما وضعها سوياً في سلة واحدة " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" والنيل من جانب وإهمال الآخر تماماً أضر أسمى ضرر بالإسلام وأهله. ولم يكن في سجل المعقول أن يكون الدين في جانب وتكون الدنيا في جانب آخر وتستقر أحوال الأمة، بل شواهد التاريخ تثبت العكس تماماً وتحذر من مغبته. وذكرى الأمويين والعباسيين وأيام الأندلس ودول المماليك والصعاليك وانتهاءاً بانتهاء الدولة العثمانية في تركيا، أنين تئن به الصدور, وخواتيم دول سادت ثم بادت لأنها منعت الدين من تقويم الدولة، وقيدت أياديه وعطلت حركته الطبيعة حتى نخر الفساد في عظامها وتفتت أعمدتها ومشدات الصلب فيها فتهاوت وأصبحت أطلالاً وتاريخاً.
وليس من الإنصاف أبداً لأفراد أمة مسلمة كأمتنا ولمذهب عظيم كمذهب أحمد أن تعطل فيه غالب جوانب الفقه في شتى مسائل المعلومات عن الحركة والفعل ويكتفي منه بالعبادات وبعض جوانب شكليات البيعة ووجوب طاعة ولي الأمر, وتترك جل شؤون الدنيا لعبة في يد الحاكم وزمرته يتصرفون فيها وفق ما يقرروا ويختاروا. وهي شئون فيها حياة الأمة وقوتها.
والشيخ محمد عبد الوهاب لمن يعرفوه ولمن لا يعرفوه، وقف أمام هذه المسألة بعينها واتخذ سبيله المؤرخ بضرب عرض الحائط بالسلطان العثماني في إستمبول وإعتبار بيعته الصورية لا قيمة لها ولا مقام للأخذ بها وتعليقها في الرقاب ما دامت دنيا المسلمين قد وصلت تحت سلطانه إلى حد الشرك ورتع البهائم!
وليس إنصافا ً أيضا للإسلام أن تمشي الدنيا على هواها ويقف الشرع منها بعيداً ومحتبساً بقيود السلطان ثم يعلن على الملأ أن الدولة إسلامية المنهج والتطبيق، كما أنه ليس من الإنصاف للإسلام وأهله أن تعطل الشرائع الربانية ويضرب عرض الحائط بالسنن المطهرة ويئن أنين الحجر والمدر ثم يتهم الإسلام وأهله بالانحطاط والتخلف لأن ظاهر الدولة في مواجهة العالم تلقي بها إلى أسفله. والمدرسة الشرعية التي أمسكت بتلابيب الأمة، وفرضت عليها منهجها الاستضعافي المميت، جمدت كل حركة فيها وشلت أعظم طاقاتها المبدعة، وأرادت لها نومة لا يقظة منها.
ومنذ أكثر من سبعين عاماً، وهذه المدرسة تقف وحدها في ساحة الأمة تمسك بتلابيب الرقاب وتقف في مواجهة كل فكر إصلاحي أو دعوة شمولية للإسلام . وإذا ما إقتضت سبل الدفاع عن نفسها كرة من الهجوم، هاجمت أهل الشمول بإحداث الفتن وفتح أبواب المحن على أفراد الأمة، ناسية وأيم الله أن أصل البلاء يرجع إليها، وإلى فرض نفسها على الجميع، وكأن الإسلام هو مبلغ ما تحمله وماعداه بدع متلفة وأراء عقول خرفة!
وفي خلال العقود الماضية حكمت الأمة عقول شتى على غالب ألوان وحروف الرغبة والهوى وانفتحت مصارع الربا في البنوك والشركات وغالب اشكال التجارة ووالي رجالات الدولة اليهود والنصارى ونهبت أموال وثروات الأمة نهباً وسلطت العيون والجواسيس على مفكري الأمة وأهل العلم والرأي فيها، واعطيت الأمور للتحوت والرويبضة وكل من ليس أهلها، ودقت أسافين الفرقة والتمزق بين افراد الشعب الواحد وقضى على نسائج وحدته وقوته، وارتفعت الجاهلية، وتركت غالب شئون الأمة على العوز والحاجة والضعف، فلا زراعة تكفيها طعاماً ولا صناعة حقيقية تستقوي ولا جيش قوي- يبيّض الوجه يدافع عنها وقت الحرب ويرهب جوانب أعدائها وقت الهدنة أو السلم، وإنما مسخرة تجلت بكل معانيها إبان حرب الخليج!!وأهملت شخصية المسلم بلا بناء لها، ولا توجيه لطاقتها، ولا انتفاع بمكامن الخير والنفع فيها ….. وختاماً كممت الأفواه، وألجمت الألسن، وفتحت السجون والمعتقلات، وجارى الأمر على إذلال ابناء الأمة المسلمة!!
وعلى مدار هذه السنوات أيضاً انزلقت الأمة على ايادي حكامها وألزمت بقبول كافة الأحكام والأنظمة الإقليمية والدولية المخالف أغلبها لشريعة الإسلام، فبتنا أعضاءاً في كل منطقة ومجلس ووكالة إقليمية ودولية وفرضت على الأمة مسالك الإحتكام إلى كل ذي ملة مناهضة لملة الإسلام، وفرض عليها الانصياع والتنفيذ.
وفي نهاية الأمر وجدنا أنفسنا وبعد سبعين عاماً من البلاء المتواصل نعاني من الإفلاس المالي ونحن من أغنى الدول ثروة وعلى شفا الإنهيار الاقتصادي وغالب شباب الأمة على انحراف سلوكي، وضياع فكري وتفريط عقائدي، والدولة باتت محتلة بقوات صليبية تحمل في دواخلها ألافاً من أخوة القردة والخنازير، وقادنا أهل "الحكم الرشيد" إلى علاقات وارتباطات وتحالفات وعقود ومواثيق مضيعة للعقيدة، متلفة للأمة، مدمرة لكل مشاعر رجولتها وعزتها الإسلامية. وبالإجمال اصبحنا ثوباً مرقعاً بكل خرقة ولون وبات من الصعب معرفة حقيقة أمره.
كل هذا تم تحت سمع وبصر ودعم وتأييد المدرسة المتمسكة بمنهجها الاحباطي، الإذلالي، القارع، المثبط لكل صاحب عزيمة وقوة تسعى إلى ايقاظ الأمة من رقدتها وسباتها العميق وكأن الليل أرخى بها سدوله.
وشواهد الحق الذي لا غضب إلا فيه تثبت حقائق لا مجال لعاطفة فيها. ونحن بهذه الشواهد لم نسمع بتاتاً بخروج أهل هذه المدرسة المتلفة، تطالب بإحقاق الحق وازهاق الباطل المتفشي! أو تجاهر بحقوق الأمة ومطالبة الحاكم تلو الحاكم بايفائها! أو تناصح ولاة الأمور وفق ما أنزل الله والإحتكام إلى الشرع المطهر! وإنما صمت مطبق وسكوت تام ورضاء بالأمر الواقع وإظهار مشروعية أحكامه, وربما نصيحة هنا أو هناك وعلى" أستحياء" حتى استفحل الأمر عقب ذلك بالوقوف والمناهضة لكل ذي أمانة وبصيرة! والمنصف سيلمس هذا بنفسه!
والحق أن ما صنع بالأمة على آيادي أهل المدرسة كان عين الخيانة لها، وعين الذلة والمهانة لأفرادها.
ولقد كان الناتج الطبيعي من وراء الأمر كله أن يسطوا بماضي الأمة وحاضرها أهل العلم المدني القائم على النسخ العلماني، فيقرر فيها بهواهم ويصنعوا بها ما يشاؤن!
وهم على علمانيتهم الممسوخة في ظل المدرسة الهزيلة لم يجدوا من يقومهم أو يقف دونهم حارساً على الأمة وعقيدتها وغالب شؤونها فنفردوا بالساحة الفعلية المحركة لقدرات الأمة وباتوا سادة الواقع المفروض. بل إنه مما يستوجب طيلة النظر أنك كنت ترى وجوه أهل المدرسة الهزيلة القابضة، في قصور ومجالس ومكاتب العلمانيين يستديرون عواطفهم ويستجلبون محبتهم لمطامع شخصية ومآرب دنيوية عفنة.
وتختيماً القول فإن المدرسة المتلفة للشرع طوقت نفسها بمسؤوليات مايلي:
1-قبول سلطان المنهج العلماني والانضواء تحت لوائه.
2- تعطيل غالب قوانين الشرع المطهر في معظم ما يمس حياة الأمة
3- الوقوف ضد كل فكر شمولي أو دعوة اصلاحية.
4- الانتهاء بالأمة إلى واقع الذلة والمهانة.
ونعلم أخيرا بأن أفراد هذه المدرسة الهزيلة سيقفون على أطراف اصابعهم وسيرغدون ويزبدون انفعالاً لانفسهم غير مقرين بحقيقة الأمر وخطورة صنائعهم ونعلم تماماً أنهم لا يملكون غير هذا المسلك العاطفي الاسترضائي لذوات أنفسهم ونعلم تماماً أن بعضهم قد يشطح شطحاته ويتهمنا بالانحراف والفساد وربما بالردة وهم أحرار في شطحاتهم ونحن أحرار في الطرق على رؤوسهم حتى لا يعبد في أرضنا معبوداً إلا الله، ولا طاعة عندنا لمخلوق في معصية الخالق.