PDA

View Full Version : السعودية وأمريكا


الطارق
25-10-2000, 03:40 PM
( من بين الكلمات التي لفتت انتباه المراقبين في القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة كلمة ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز
وذلك لأن ولي العهد السعودي اتخذ في كلمته موقفا حازما من العنف في الأراضي الفلسطينية محملا اللوم لحليف بلاده الرئيسي الولايات المتحدة الأمريكية في انهيار المساعي السلمية

وتعكس لهجة الأمير عبد الله خيبة الأمل التي يشعر بها العرب بسبب تأييد أمريكا الصارخ لإسرائيل على حساب الفلسطينيين

وكان الأمير عبد الله قد قال أمام القمة أمس السبت إن للولايات المتحدة باعتبارها راعية للسلام مسؤولية خاصة وراء فشل المساعي السلمية

وبعد الروح الإيجابية والالتزام اللذين أبدياه العرب تجاه السلام، فقد كان العرب يتوقعون إقناع إسرائيل بالتراجع عن تصلبها

ويرى المراقبون للسياسة السعودية أن مثل هذه التعليقات ليس له سابقة

وقال أحد المحللين السعوديين لوكالة رويترز للأنباء إنه حتى مع اعتقاد بعض السعوديين بأن الهدف وراء مثل هذه التعليقات هو الاستهلاك المحلي، فإنها ستثير قلق الأمريكيين

ويرى بعض الدبلوماسيين الغربيين أن الاتهام الذي وجهه الأمير عبد الله للولايات المتحدة يشير إلى أن العلاقات السعودية الأمريكية تواجه منعطفا جديدا

وكان ولي العهد السعودي قد حذر مرتين وكانت إحداهما خلال محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي كلينتون منذ بدء أحداث العنف في الأراضي الفلسطينية قبل ثلاثة أسابيع بأن الرياض ستتخذ إجراءات حاسمة إذا استمرت إسرائيل في هجماتها على الفلسطينيين

ولم يحدد ولي العهد السعودي نوع هذه الإجراءات، لكن كلماته أدت إلى موجة من الهلع في أسواق النفط مما أدى إلى زيادة أسعاره

ويعد الأمير عبد الله الذي يسير شؤون البلاد اليومية منذ اعتلال صحة الملك فهد في عام 1995 من أنصار القضايا العربية، ويقول الدبلوماسيون إن هذا المنحى أخذ يتضح في السياسة السعودية

الحث على مقاطعة إسرائيل

ولم تتوقف كلمة الأمير عبد الله أمام القادة العرب عند انتقاد الولايات المتحدة، بل تعدته إلى حث الزعماء العرب على قطع العلاقات مع إسرائيل

وتعهد ولي العهد السعودي بدفع مبلغ 250 مليون دولار من المملكة لإنشاء صندوقين لدعم الفلسطينيين

وقال الأمير عبد الله إن خيار العرب الآن هو الاستقلالية في الكلمات والأفعال

وكان الأمير عبد الله قد أشار في كلمته أيضا إلى أنه لن ينسى ملامح الخوف التي ارتسمت على وجه الطفل الفلسطيني محمد الدرة البالغ من العمر 12 عاما الذي قتله الإسرائيليون وهو يحتمي بأبيه

الكلمات والأفعال

ويقول المحللون إن علينا أن ننتظر لنرى إن كانت السعودية ستترجم الكلمات إلى أفعال، بينما يرى آخرون أن العلاقات السعودية الأمريكية وثيقة إلى حد كبير لا يتوقع معه أن تتخذ الرياض موقفا معاديا من واشنطن

لكن السؤال المهم هو هل يمكن أن تتخذ المملكة موقفا نحو تقليص الوجود العسكري الأمريكي فيها

ولا يتوقع البعض حدوث هذه الخطوة، إذ من المنتظر أن يعارضها وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي ينظر إليه على أنه أكثر ميلا إلى أمريكا )
نقلاً عن البي بي سي القسم العربي .