عابر99
13-10-2000, 12:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
هذه كلمات أحببت أن أذكر بها نفسي أولاً ثم إخوتي وأخواتي فأقول مستعيناً بالله :
إن الصمت خصلة من خصال الإيمان وسبب موجب لصاحبه إن كان مؤمنا لدخول الجنان فقد ورد عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قال: ((من صمت نجا)) وقال أيضا: ((من يضمن لي ما بين لحييه – يعني اللسان وما بين فخذيه أضمن له الجنة)).
ولهذا يقول ابن مسعود : (ما شيء أحوج إلى طول حبس من لسان) وقد كان أبوبكر الصديق يمسك بلسانه ويقول: (هذا الذي أوردني الموارد).
وقد ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم امرأة كانت تكثر من صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها فقال عليه الصلاة والسلام: ((هي في النار))، رواه أحمد والبيهقي.
وورد أيضا في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي أنه قال: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب))، وفي مسند الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة بسند صحيح عن بلال بن الحارث المزني قال: قال رسول الله : ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى، ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل له من رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله تعالى عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه))، فكان علقمة يقول: كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث.
وقال سلمان : (أكثر الناس ذنوبا يوم القيامة، أكثرهم كلاما في معصية الله)، فبالله عليكم كيف يكون حال المغنيين الذين يصدون الناس بالباطل عن الله، فمن تكلم بالباطل فهو شيطان ناطق.
ولهذا قال عبد الله : (أكثر الناس خطايا يوم القيامة، أكثرهم خوضا في الباطل)، وقال إبراهيم: (المؤمن إذا أراد أن يتكلم نظر، فإن كان كلامه له تكلم، وإلا أمسك عنه، والفاجر إنما لسانه رسلا رسلا).
وذكر ابن كثير رحمه الله عن ابن عباس في قوله تعالى: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد قال: يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر حتى إنه ليكتب قوله: أكلت، شربت، ذهبت، جئت، رأيت، وذكر أيضا عن الإمام أحمد أنه كان يئن في مرضه الذي مات فيه، فبلغه عن طاووس أنه قال: يكتب الملك كل شيء حتى الأنين، فلم يئن الإمام أحمد رحمه الله حتى مات.
وكان طاووس رحمه الله، يعتذر من طول السكوت، ويقول: إني جربت لساني، فوجدته لئيما وضيعا.
وقال أحد السلف: إن ترك فضول الكلام والطعن في الناس أشق على النفس من قيام الليل: وقال آخر: كثرة الكلام تذهب بالوقار، وقال عمر بن قيس: أن رجلا مر بلقمان الحكيم والناس مجتمعون حوله، فقال له: ألست عبد بني فلان؟ قال :بلى، قال: ألست الذي كنت ترعى عند جبل كذا وكذا؟ قال: بلى، قال: فما الذي بلغ بك ما أرى؟ قال: (بصدق الحديث وطول السكوت عما لا يعنيني) .
وأما ما ورد عن السلف في حفظهم لمنطقهم وكلامهم فمن ذلك يقول ميمون بن سياه: ما تكلمت بكلمة منذ عشرين سنة، لم أتدبرها قبل أن أتكلم بها، إلا ندمت عليها، إلا ما كان من ذكر الله) .
وعن أبي عبيد قال: (ما رأيت رجلا قط أشد تحفظا في منطقه من عمر بن عبد العزيز ))، وقال الفضيل بن عياض رحمه الله (كان بعض أصحابنا يحفظ كلامه من الجمعة إلى الجمعة).
وعن أرطأة بن المنذر قال: (تعلم رجل الصمت أربعين سنة، بحصاة يضعها في فمه، لا ينزعها إلا عند طعام أو شراب أو ذكر أو نوم).
وقال شداد بن أوس مرة لغلامه (إئتنا بسفرتنا فنعبث ببعض ما فيه فقال له بعض أصحابه: ما سمعت منك كلمة منذ صاحبتك، أرى أن يكون فيها شيء من هذه؟ قال: صدقت ما تكلمت بكلمة مذ بايعت رسول الله إلا ألزمها وأخطمها إلا هذه، وأيم الله لا تذهب مني هكذا، فجعل يسبح ويكبر ويحمد الله عز وجل) وقال سفيان الثوري رحمه الله (طول الصمت مفتاح العبادة)، وقال كعب (قلة المنطق حكم عظيم فعليكم بالصمت فإنه خلق حسن وقلة وزر، وخفة من الذنوب) وفي الحديث: ((المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه)).
أيها الأخوة والأخوات :
اعلموا أنه قد وكل بكل منكم ملك عن اليمين وعن الشمال فأما الذي عن يمين فيحفظ الحسنات وأما الذي عن الشمال فيحفظ السيئات، فاعملوا ما شئتم، أقلوا أو أكثروا، وحسبكم أن تستشعروا وأنتم تهموا بأية حركة أو بأية كلمة أن عن يمينكم وعن شمالكم من يسجل عليكم الحركة والكلمة، لتكون في سجل حسابكم بين يدي الله الذي لا يضيع عنده فتيل ولا قطمير، ولذلك فإن الإنسان منا يجد كتابه قد حوى كل شيء صدر منه، وعندما يرى الكل كتب أعمالهم يوم القيامة فإنهم يقولون:
" يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا "
فقولوا خيرا تغنموا وإلا فاعلموا أنكم ستندموون فهل بعد الذي سمعنا يكون هناك مطمع في كلام أو رغبة في ملام؟ فاحذروا رحمكم الله من ألسنتكم واعلموا أن قبل اللسان شفتان وأسنان فهل يحجزاكم عن الكلام؟ .
أرجو أن يكون كذلك اللهم انفعنا بما قرأنا ووفقنا لحسن القول ولزوم الصمت إنك على كل شيء قدير.
هذه كلمات أحببت أن أذكر بها نفسي أولاً ثم إخوتي وأخواتي فأقول مستعيناً بالله :
إن الصمت خصلة من خصال الإيمان وسبب موجب لصاحبه إن كان مؤمنا لدخول الجنان فقد ورد عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قال: ((من صمت نجا)) وقال أيضا: ((من يضمن لي ما بين لحييه – يعني اللسان وما بين فخذيه أضمن له الجنة)).
ولهذا يقول ابن مسعود : (ما شيء أحوج إلى طول حبس من لسان) وقد كان أبوبكر الصديق يمسك بلسانه ويقول: (هذا الذي أوردني الموارد).
وقد ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم امرأة كانت تكثر من صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها فقال عليه الصلاة والسلام: ((هي في النار))، رواه أحمد والبيهقي.
وورد أيضا في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي أنه قال: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب))، وفي مسند الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة بسند صحيح عن بلال بن الحارث المزني قال: قال رسول الله : ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى، ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل له من رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله تعالى عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه))، فكان علقمة يقول: كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث.
وقال سلمان : (أكثر الناس ذنوبا يوم القيامة، أكثرهم كلاما في معصية الله)، فبالله عليكم كيف يكون حال المغنيين الذين يصدون الناس بالباطل عن الله، فمن تكلم بالباطل فهو شيطان ناطق.
ولهذا قال عبد الله : (أكثر الناس خطايا يوم القيامة، أكثرهم خوضا في الباطل)، وقال إبراهيم: (المؤمن إذا أراد أن يتكلم نظر، فإن كان كلامه له تكلم، وإلا أمسك عنه، والفاجر إنما لسانه رسلا رسلا).
وذكر ابن كثير رحمه الله عن ابن عباس في قوله تعالى: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد قال: يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر حتى إنه ليكتب قوله: أكلت، شربت، ذهبت، جئت، رأيت، وذكر أيضا عن الإمام أحمد أنه كان يئن في مرضه الذي مات فيه، فبلغه عن طاووس أنه قال: يكتب الملك كل شيء حتى الأنين، فلم يئن الإمام أحمد رحمه الله حتى مات.
وكان طاووس رحمه الله، يعتذر من طول السكوت، ويقول: إني جربت لساني، فوجدته لئيما وضيعا.
وقال أحد السلف: إن ترك فضول الكلام والطعن في الناس أشق على النفس من قيام الليل: وقال آخر: كثرة الكلام تذهب بالوقار، وقال عمر بن قيس: أن رجلا مر بلقمان الحكيم والناس مجتمعون حوله، فقال له: ألست عبد بني فلان؟ قال :بلى، قال: ألست الذي كنت ترعى عند جبل كذا وكذا؟ قال: بلى، قال: فما الذي بلغ بك ما أرى؟ قال: (بصدق الحديث وطول السكوت عما لا يعنيني) .
وأما ما ورد عن السلف في حفظهم لمنطقهم وكلامهم فمن ذلك يقول ميمون بن سياه: ما تكلمت بكلمة منذ عشرين سنة، لم أتدبرها قبل أن أتكلم بها، إلا ندمت عليها، إلا ما كان من ذكر الله) .
وعن أبي عبيد قال: (ما رأيت رجلا قط أشد تحفظا في منطقه من عمر بن عبد العزيز ))، وقال الفضيل بن عياض رحمه الله (كان بعض أصحابنا يحفظ كلامه من الجمعة إلى الجمعة).
وعن أرطأة بن المنذر قال: (تعلم رجل الصمت أربعين سنة، بحصاة يضعها في فمه، لا ينزعها إلا عند طعام أو شراب أو ذكر أو نوم).
وقال شداد بن أوس مرة لغلامه (إئتنا بسفرتنا فنعبث ببعض ما فيه فقال له بعض أصحابه: ما سمعت منك كلمة منذ صاحبتك، أرى أن يكون فيها شيء من هذه؟ قال: صدقت ما تكلمت بكلمة مذ بايعت رسول الله إلا ألزمها وأخطمها إلا هذه، وأيم الله لا تذهب مني هكذا، فجعل يسبح ويكبر ويحمد الله عز وجل) وقال سفيان الثوري رحمه الله (طول الصمت مفتاح العبادة)، وقال كعب (قلة المنطق حكم عظيم فعليكم بالصمت فإنه خلق حسن وقلة وزر، وخفة من الذنوب) وفي الحديث: ((المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه)).
أيها الأخوة والأخوات :
اعلموا أنه قد وكل بكل منكم ملك عن اليمين وعن الشمال فأما الذي عن يمين فيحفظ الحسنات وأما الذي عن الشمال فيحفظ السيئات، فاعملوا ما شئتم، أقلوا أو أكثروا، وحسبكم أن تستشعروا وأنتم تهموا بأية حركة أو بأية كلمة أن عن يمينكم وعن شمالكم من يسجل عليكم الحركة والكلمة، لتكون في سجل حسابكم بين يدي الله الذي لا يضيع عنده فتيل ولا قطمير، ولذلك فإن الإنسان منا يجد كتابه قد حوى كل شيء صدر منه، وعندما يرى الكل كتب أعمالهم يوم القيامة فإنهم يقولون:
" يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا "
فقولوا خيرا تغنموا وإلا فاعلموا أنكم ستندموون فهل بعد الذي سمعنا يكون هناك مطمع في كلام أو رغبة في ملام؟ فاحذروا رحمكم الله من ألسنتكم واعلموا أن قبل اللسان شفتان وأسنان فهل يحجزاكم عن الكلام؟ .
أرجو أن يكون كذلك اللهم انفعنا بما قرأنا ووفقنا لحسن القول ولزوم الصمت إنك على كل شيء قدير.