PDA

View Full Version : النجمة الثالثة .. .. تابعه للنجمات السبعه


الهيكل
23-09-2000, 02:24 PM
قال عبد الله ابن المعتز في وصف القلم : القلم يخدم الإرادة ولا يمل الاستزادة .. يسكت واقفا وينطق ساكتا .. على ارض بياضها مظلم وسوادها مضيء …
وقال الجاحظ : إن الأشخاص كالأشجار والحركات كالأغصان والألفاظ كالثمار …

ها انذا افتح نوافذي واختار نجمة أخرى .. تبوح بما يعتمل في عقلي … افتح جمجمتي المملوءة بكلمات لم اقلها بعد .. وما زلت أجهلها …

ما هي الكتابة ؟؟؟ سؤال استوقفني كثيرا ؟؟ إنها ذلك التجرد الذي يزيل الغموض عن الأفكار .. الكتابة هي ذلك الشعور الذي لا يعترف بموعد ولا يهتم برأي خبراء الكلمة .. ولا يؤثر رغبات الأصدقاء اللذين تجد في صداقتهم ما يجعلك تحلم بأعدائك وتتوق إليهم ..

إنها تختمر داخل عقلك وتتجمع في عروق ذاكرتك .. الحقيقة إنني هنا أحاول أن اردم الهوة بين اللغة والفكر .. قد تخونني اللغة ولكن الفكر ينمو فوق آلامي .. ينتشر كالعشب … وتنمو سنابل غضبي يوما بعد يوم .. وها هو حصادها بيادر من الصراحة والفجيعة ..

الكلمة .. هي ديناميت الحياة ومحرك الجماهير والتاريخ والأحداث .. إنها رصاصة قد تقتل إذا أسيء استخدامها .. إن للكلمة قدسيتها ولكنها للأسف في زماننا هذا قد رخصت وأصبحت الأكاذيب الفكرية تدر نقودا اكثر .. انه اختفاء وموت للكلمة التي تضيء وتحرق وتفسر وتخطط ..

الكلمة مسؤولية إنها فكر ورأي والتزام .. هذه المسؤولية هي في أن تحمل كلماتك تلك حدا أدنى من القيم الجمالية .. والحقائق الإنسانية التي تؤهلها لتكون جسرا مضيئا يمتد بين أعماق الكاتب وأعماق أي قارئ وأي إنسان في أي زمان ومكان ..

إنها الحلم الجميل الذي تكون كثافته الإنسانية تفوق كل ما يستطيع الواقع المجرد أن يمنحه لك .. إنها تلك القدرة على الخلق بعفوية مذهلة الطاقات .. هي تلك الموهبة التي تضيء بين السطور كما تضيء عروق الماس في قطعة من الصخر البكر ..

إن إنسان العصر الحديث للأسف ينظر ولا يرى .. ويرى ولا يبصر .. انه للأسف فقد بصيرته .. عينه الداخلية بوصلة إحساسه ومؤشر الخطر داخله… وخير مثال على ذلك انه اصبح قادرا على قراءة جريدته كل صباح دون أن يحركه خبر .. أو يدمع مآقيه أي مأساة .. انه ميت لكن قلبه ما زال ينبض ..

ماذا حدث لنا ؟؟؟ هل فقدنا الجرأة في إبداء الرأي ؟؟؟ هل افتقارنا إلى الرأي اصبح يعجزنا عن تكوين قناعات ندافع عنها ؟؟؟ هل هي أنانيتنا ؟؟ عجزنا ؟؟ تضاءل إحساسنا بالمسؤولية تجاه عطاء الآخرين ؟؟ أم هو لا مبالاتنا وإطلاقنا الأحكام السطحية السريعة دون أن نكلف أنفسنا عناء التدقيق ؟؟؟ أم هي حاجتنا إلى موضوع ما نسكب فيه أحزاننا الشخصية ومخاوفنا ورغبتنا في البوح ؟؟

لقد استطعنا التحرر من الجاذبية الأرضية بسفينة فضاء .. لكننا لم نستطع التحرر من خوفنا في قول كلمة الحق .. خوفنا من نصرة الكلمة الصادقة الهادفة .. في أن نقول لا لكل من يشوه تاريخنا الأدبي ويسيء للكلمة ويقتل الفكر النير .. لم نستطع التحرر من عادة تقبيل الأيادي الفكرية التي أصبحت جزءا من تراثنا النقدي والفكري المهتريء بغض النظر عن قيمة الموضوع أو معناه ..

انه العجز الفكري .. إنها الفوضى في حياتنا العربية الفكرية المعاصرة .. وما يسود مقاييسها من تهريج وما تلقى حرماتها من انتهاك وقيمها من لبس وانتهاك ..

إنني أتساءل : لماذا تكافح الحكومات والدول الأوبئة وتكافح الإدمان على الكحول والمخدرات ولا تكافح الكلمة الهابطة والأدب المسيء ؟؟؟ إن ما يحدث للكتابة هو مسؤولية القارئ .. انه المسؤول الأول عن تدني مستوى الكتابة وفقدان الجيد منها … لأنه ما زال يعامل الكتاب بكثير من الزيف والتملق .. وبكثير من عدم الفهم وبكثير من قلة الثقافة والاطلاع ..

ربما يتخذ هذا الموقف ليستريح من مسؤولية إعادة النظر في متابعتهم .. وقراءة نتاجهم .. وربما ليتنصل من واجبه في تتبع سموهم وسقطاتهم .. وهو يسمح بذلك لمن أبدعوا مرة يتيمه بان يمارسوا ديكتاتوريتهم الفكرية مؤبدا .. ليتهرب من مسؤولية إعادة التصويت مع صدور كل اثر جديد .. إذا فالقاتل هنا هو أنا وأنت !!!!

قد يختلف معي الكثيرين ولكنني اعتقد أن من حق الإنسان أن يخطئ بينما هو يكافح باحثا عن الحقيقة .. وجدت أن الإنسان لا يضيع ما دام يكافح .. هناك أمل في أن يهتدي ما دام يبحث ..

يحضرني قول شاعر : لا أرى ما نقول إلا معارا ………. أو معارا من قولنا مكرر وهذا صحيح لان الموضوعات الإنسانية لا تتبدل كالحب والموت والحزن الخ …. ولكن الجديد الذي يفترض أن يأتي به الكاتب هو أسلوب النظر إلى هذه الحقائق الإنسانية المشتركة وأسلوب التعبير عنها …… فقد يكتفي أحدنا بعادة موضوع قد تم طرحه قبلا ويكتفي بإجراء بعض التصحيحات فيه أو تغيير لبعض الكلمات أو الجمل أو العناوين وتكون النتيجة موضوعا كحذاء الطنبوري مليء بالرقع .. للأسف القارئ لا يقرأ … والكاتب يعلم أن القارئ نائم … وينام الجميع … وريثما يصحو الجميع سأظل اصرخ لالالالا

والى لقاء آخر … مع نجمه أخرى …

شجون المحبه
23-09-2000, 10:05 PM
مساء الخير اخي الكريم ......:)

بصراحه موضوعك رهيب جدا ...وصدقت في كل كلمه قلتها .,,,

بالفعل اصبح القارى في هذا العصر ..يقرا من غير ان يهتز
بخبر معين ...او ان يهتم من موضوع ما ..فقط يقرا ..
لانه تعود ان يقرا ..وهناك الكثر من القراء اللذين فقدوا
الذوق والطعم..فلا يستطيعون ان يحكموا على شيء ..ولا ان
يقولوا رايهم فيه,,اصبحت كل المقالات المواضيع الكلمات
متشابهه الشكل والاحرف لديهم ..


اما عن الجبن السائد في العرب من حيث قول كلمه الحق ...
فما اعتقد ان له حل ..لان ان وجد ترى الجكومه تنمع حريه
الراى,,,وتكبت المواهب والنفوس ...عشان جيه مافي امل ...


عجبني الموضوع يتكلم عن اشياء جدا راقيه ..وهادفه..

"إنني أتساءل : لماذا تكافح الحكومات والدول الأوبئة وتكافح
الإدمان على الكحول والمخدرات ولا تكافح الكلمة الهابطة والأدب
المسيء ؟؟؟ إن ما يحدث للكتابة هو مسؤولية القارئ .. انه
المسؤول الأول عن تدني مستوى الكتابة وفقدان الجيد منها …
لأنه ما زال يعامل الكتاب بكثير من الزيف والتملق ..
وبكثير من عدم الفهم وبكثير من قلة الثقافة والاطلاع .."

بالفعل القارئ اصبح مو مهتم باي شيء نهائيا ...يقول ترا هو كلام ينكتب والسلام ....


.. للأسف القارئ لا يقرأ … والكاتب يعلم أن القارئ نائم …
وينام الجميع … وريثما يصحو الجميع سأظل اصرخ لالالالا لالالالا

شكلنا لو صرخنا لين سنه محد بيسمع .........:(:(


احتراماتي لك وتقديرى على موضوع مثل جيييييه ...:)

قطر الندى
23-09-2000, 10:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي .. كلماتك قوية وصادقة..تتسائل عن غياب الكلمة الصادقة أو عن غياب الحق في الكلمات..أما ترى أن الحق غائب في جميع الساحات وليس فقط في ساحة القلم..أصبح الهروب هو سمة المجتمع ..الهروب من الواقع..الهروب إلى عالم ضيق..عالم صنعه غيرنا ليتسلى بنا لنصبح ضعفاء لا نستطيع أن نواجه الحقائق..ولا يزال العرض مستمر..أفلام هابطة..برامج سخيفة..روايات مقززة..مخدرات للضمير حتى لا تحس بوخزه حتى تنام مطمئنناً وأنت تنحدر..حتى تسمع أصوات النحيب فتحسبها أصوات ضحك..حتى يخيل إليك أن الفقير غنياً وأن التخلف تقدماً..فأنت لست بحاجة إلى وجع الدماغ فلتنام بخير ما دامت بطنك متخمة وجيبك
مليء..حال مؤسفة مبكية..ولكنها مؤسفة لك ولي ولمن أراد أن يرى الحقيقة أما من أعميت أعينهم فلا يزالون في سبات عميق..
ولكن مهما ساءت الأحوال لا تزال تقع على عواتقنا مسئولية جسيمة في إعلان تلك الكلمات مهما لاقينا من متاعب وتحديات..أو اتهمنا بالتخلف والجمود..والله المستعان.

الهيكل
24-09-2000, 09:39 AM
شكرا لكي

بالفعل يا اختي اصبح القاري والكاتب اجوفان لا يحتويهما شيئا في الداخل الكاتب يكتب من اجل شخصي او من اجل الشهر وليس من اجل كلمة الحق ترا هيبته عندما يمسك القلم وجلوسة وتفكيره العميق بس لحظة ما يكتب سطر احد تكتشف جهله بالموضوع وتكتشف انه تمثال اجوف الصدر ... اصبح القراء لا يهتمون الى في مواضيع تافه ليس لها معنى او مقوى حتى نلاحظها في كتابة الشعر مثلا من قصائد حب وا عزل او كره اصبح ليس لها معنى مفيد ولا تستطيع ان تقيم الشاعر .. واسلوب الجرايد كل يوم نفس الخبر بس تغيير بسط في الاسلوب ... واذا اكتشف شخص طريقه معينه في الاسلوب ذهب جميع الناس وقلدوه بس مع تغيير بسيط ...


اما بالنسبة للجبن فالجبن في داخل الانسان صدقيني اذا اراد شخص ان يقول كلمه سوف يقولها بس الخوف في صدور الناس .. او نقول مثلا كثرة انشغالهم بامور الدنيا ونسيهم للاخره ...




احترامي لكي :)

الهيكل
24-09-2000, 09:44 AM
صباح الخير قطر الندي اسم مره جميل



صدقتي يا اختي قطر الندى اصبحنا في دائره نلف حول انفسنا اتى الغزو الفكري ودمر عقولنا وعقول مفكرينا وشبابنا وفتياتنا ...

شكر لكي :)

الهيكل
25-09-2000, 11:29 AM
رفع للمشاركه