تسجيل الدخول

View Full Version : ( نِـعـــــــمَ الـزوجـــــــة ....)


بو عبدالرحمن
20-09-2000, 08:12 PM
_
حين يكون الحب ملء القلب ، ينضح على سلوكيات الإنسان ولابد ..
وأعلى الحب وأرقاه وأزكاه وأحلاه : حب الله جل جلاله .. والحب فيه ، وله ..
- -
كانت فتاة كالزهرة ، وتزوجت رجلاً رأت أنه قادر أن يجمع لها الدنيا بين يديها ..!
وسارت حياتهما شوطاً ، وأخذ الرجل يتكشف لها عما لا يسر ،ـ
وسقطت أقنعته أكثر فأكثر حين مـنّ الله عليها وعرفت طريق الهداية من خلال صويحبات لها ..
الرجل مسرف على نفسه للغاية ، مفرط في جنب الله ، غير مكترث لتعاليم السماء ،
قد انجرف في مخالفات كثيرة ، تعرضه لغضب الله وسخطه ..
وضاقت عليها الدنيا بما رحبت ، ووقعت في حيرة من أمرها ،
لا سيما بعد أن فشلت كل محاولاتها معه ، ونصحها له ، ووعظها إياه ، وشجارها معه ..
وأشار إليها بعض أهلها بضرورة مفارقته ، وكذلك أشارت إليها بعض صويحباتها وتشددن في ذلك .
- -
لكنها رفضت في إباء ، وقالت في نفسها :
تزوجته طمعاً في الدنيا ، فلما عرفت طريق الهداية أهجره وأفارقه ،؟ كلا.. !
بل سأستعين بالله عز وجل عليه .. سأزيده حباً ، ورعاية ، وحناناً ، وسأعمد إلى تغيير أسلوبي معه ،
سأجتهد أن أقدم له ألواناً وضروباً من فن التعامل بما لم يشهده مني من قبل ،
وفي الوقت نفسه ساجتهد _ قدر استطاعتي _ أن أطرق باب السماء بقوة وبلا ملل ..
سأقوي علاقتي بالله عز وجل بإقبال أكثر ، ودعاء متصل ، وضراعة دائمة ، وصلوات ليل ، وصدقات ، وغير ذلك مما
أتوسل به إلى الله سبحانه ليعينني على ما أريد الوصول إليه ..
وسأتحمل سفاهته ، ولجاجته ، وما يمكن أن يفعله أو يقوله ، غير أني سأريه سلوكاً يرضي الله عز وجل
ومضت شهور قاحلة .. وسماء المرأة لا يبين فيها شروق ..!
غير أنها أصرت أن تواصل الطريق حتى نهايته ، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا ..
- -
تسير على خطين متوازيين :
غيّرت سياستها معه واستعاضت عن نصحه المباشر
بتسريب موضوعات مقروءة أو مسموعة لتصل إلى قلبه ،
أو تشير إليه من طرف خفي إلى ما انتهى إليه كثير من المعرضين عن الله ، ونحو هذا ..
والخط الآخر : الإكثار من نوافل الخيرات ، واضراعة والبكاء والدموع بين يدي اله تعالى
- -
قال الزوج بعد أن منّ الله عليه بالهداية ، وأنار الله بصيرته ، واشرق قلبه :
كان لزوجتي اليد الطولى في هدايتي ، وإخراجي من ظلمات الغفلة والانحراف ، لقد صبرت عليّ وصابرت ، وتحملت ،
واجتهدت معي اجتهاد طبيب متخصص ، مع مريض مدنف يوشك أن يموت ، وهو يجاهد أن يمسك عليه الحياة ..!
لقد أظهرت ألواناً من الصبر وهي تحاول أن تأخذ بيدي شيئاً فشيئاً ، حتى كانت اللحظة التي تفتح فيها قلبي لنور الله جل
جلاله ، فانخلعت من كل ما كنت فيه ، طلباً لتحصيل مرضاة الله عليّ .. والحمد لله رب العالمين .
[تم تعديل الموضوع بواسطة بو عبد الرحمن يوم 20-09-2000 في 09:09 PM]

طيبة
20-09-2000, 08:29 PM
لقد صبرت هذه المرأه ..
لأن قلبها عامر بالإيمان .. وباب التوبه مفتوح لزوجها ..
فقد حاولت إصلاح زوجها بالصبر .. عملا خالصا لوجه الله تعالى ..
ونالت ما تمنت .. فهنيئا لها...

جزاك الله ألف خير على هذه الإرشادات القيمة ..

ذكي مجتهد
20-09-2000, 11:33 PM
السلام ومحبة ، الأخ أبو عبدالرحمن
تلك قصة رائعة . ونموذج إسلامي .

ومقارنتها بقصة صاحبة الإنترنت مع
زوجها ، من أول أمس ، يظهر لنا
أن التربية على الدين مهمة و أن
العودة إليه و التمسك به يؤدي الى
النجاح في الحياة .

ليس فقط فى مضمار الزوجية ،
ولكن في كل شئون الحياة .
الإجتماعية و التعليمية والإقتصادية
والسياسية ، وكل ما يحتاج إليه الإنسان
لينجح في حياته . و حتى بعد وفاته .

بو عبدالرحمن
21-09-2000, 09:20 AM
_
الأخت الفاضلة / طيبة ... طيّـب الله أنفاس حياتك
جزاك الله خير الجزاء على هذه المتابعة الواعية جداً
وجزاك الله خير الجزاء أيضاً على هذا التعقيب الواعي
نعم .. صبرت هذه الزوجة ، ونالت ما تمنيت .. وهذا موعود الله
من اتقى الله فتح له أبواب التيسير :
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب )
وقد رزقها صبراً وحكمة وطول نفس ، حتى تحقق لها المراد ، بإذن ربها الكريم ..

بو عبدالرحمن
21-09-2000, 11:07 AM
_
أخي العزيز / ذكي ..... السلام عليكم ورحمة الله
فعــلاً أنت ذكي ولمًاح وصاحب ملاحظة دقيقة ، أسأل الله أن يبارك لك ، ويبارك فيك
وقد أعجبني تعقيببك ، لا سيما هذا الربط بين الموضوعين
مما يدل على متابعة واعية جداً .. جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ..