الفرزدق
14-09-2000, 01:21 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله المحمود على كل حال ، و نعوذ بالله من حال أهل الضلال .
يقول الله تبارك و تعالى في وصف المؤمنين من عباده : " وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين " .
اللغو هو خوض في باطل ، و تشاغل بما لا يفيد . أمر الله سبحانه بالإعراض عنه ، و نهى عن الوقوع فيه ، ففيه مضيعة للعمر في غير ما خلق الإنسان لأجله . إنه مخلوق لعبادة ربه ، و الخلافة في هذه الأرض بالعمل المثمر الصالح ، و الحياة النافعة الجادة .
من أجل هذا كان البعد عن اللغو و الإعراض عنه من دلائل الكمال و الفلاح ، لقد ذكره الله سبحانه بين فريضتين من فرائض الإسلام المحكمة ، ذكره بين فريضتي الصلاة و الزكاة ، فقال عز شأنه : " قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون * والذين هم للزكاة فاعلون " .
اللغو في شتى صوره هو خوض في باطل ، و تحدث بالمعاصي ، و ترويج للفواحش ، و تتبع للعورات ، و تندر بالناس ، و انتقاص و سخرية بهم . فليتق الله كل مسلم ومسلمة ، فويل لكل همزة لمزة . وويل لكل حلاف مهين هماز مشاء بنميم .
و إن من أعظم ما تنشغل به الكافة من صنوف اللغو . . الكذب و النميمة و الغيبة ، و السباب ، و الشتائم ، و اللعن و القذف ، و التقعر في الكلام و التشدق فيه من أجل التعالي و استدرار المديح .
بل أن بعض من الناس من يعيش صفيق الوجه ، شرس الطبع ، لا تحجزه مروءة ، و لا يردعه دين أو أدب . . جرد لسانه مقراضاً للأعراض بكلمات تنضح فحشاً ، و ألفاظ تنهش نهشاً ، يسرف في التجني على عباد الله بالسخرية و اللمز . . فهذا طويل و ذاك قصير و هذا أحمق و ذاك جهول ،وهذا نصاب وهذا منافق و كأنه قد وكل إليه تجريح عباد الله .
أما سمع قول الله عز و جل : " سنكتب ما قالوا " .
و قوله عز وجل: " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " .
و يزداد الأمر و تعظم البلية حين ترى من عليه علامات الوقار ، و ملامح الاحتشام ، يسفر عن بذاء و ثرثرة .والتي نراها في كل صفحة من صفحات هذا المنتدى . يصم الخوض في الباطل أذني جليسه . . لا يدع لأصحاب فضل فضلاً . . يحمل عليهم الحملات الشعواء ، لزلة لسان أو سبق قلم . هلا حجزه عن عيوب الناس مال يعلم من عيوب نفسه ؟ لعله لا عيوب له.
وليكن في أذهاننا إن فضلاء الرجال و عظماءهم . . إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه ، فلا تبدر منهم لفظة نابية ولا عبارة ناشزة . و لا انتصار للنفس ، وإذا ضمه مجلس مع أمثال هؤلاء اللاغبين لا يفقد خلقه مع من لا خلاق له وكم نراهم ونتجاهلهم ، و لو أنه شغل بتأديب كل جهول لأعيته الحيل .
فلذلك ينبغي أخذ النفس بكظم الغيظ ، و العفو عن المسيء ، و الإعراض عن الجاهل . و كيف يكون الإنسان كريماً ذا خلق و هو لا يقيل عثرة ، و لا يدمح زلةً ، و لا يقبل معذرةً ؟ و لا بد من اجتناب الجدل ، و سد أبواب المراء ، و لو كان في حق ، فإن من كثر كلامه قل في الناس احترامه .
" سأل سفيان بن عبد الله الثقفي نبي الله محمداً صلى الله عليه و سلم ما أخوف ما تخاف علي ؟ فأخذ بلسانه و قال : هذا . "
" و قال عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل : ثكلتك أمك يا معاذ و هل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم" .
إن اللسان حبل مرخي في يد الشيطان يصرف صاحبه كيف يشاء ، و إن المرء مخبوء تحت لسانه فإذا تكلم بان حاله . فلا تكون عبداً للشيطان.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما " .
فالمداراة و الإعراض هي ضبط النفس أمام استفزازات الجهلاء ، وكفها عن الاستثارة لعوامل الغضب و الثأر . أما إحقاق الحق والرد على المبطلين فهو دعوة ومجادلة بالتي هي أحسن ، و إظهار لعزة أهل الحق ، و تجنب لبلادة النفس و استكانتها . و هذا النوع مما يسوغ الخوض فيه ، بل قد يكون منه ما يحرم السكوت عليه . و هو باب واسع يشمل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و تعليم الجاهل ، وتنبيه الغافل ، و الدعوة إلى الله ، و ذكره ، و شكره و في كل ذلك يقول سبحانه : " لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما " .
وقال تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) .
فلنسأل أنفسنا بكل صراحة لماذا نغلق عقولنا ، ونسد أذاننا ، ونغطي أبصارنا عن النهي عن المنكر والأمر بالمعروف؟
الحمد لله المحمود على كل حال ، و نعوذ بالله من حال أهل الضلال .
يقول الله تبارك و تعالى في وصف المؤمنين من عباده : " وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين " .
اللغو هو خوض في باطل ، و تشاغل بما لا يفيد . أمر الله سبحانه بالإعراض عنه ، و نهى عن الوقوع فيه ، ففيه مضيعة للعمر في غير ما خلق الإنسان لأجله . إنه مخلوق لعبادة ربه ، و الخلافة في هذه الأرض بالعمل المثمر الصالح ، و الحياة النافعة الجادة .
من أجل هذا كان البعد عن اللغو و الإعراض عنه من دلائل الكمال و الفلاح ، لقد ذكره الله سبحانه بين فريضتين من فرائض الإسلام المحكمة ، ذكره بين فريضتي الصلاة و الزكاة ، فقال عز شأنه : " قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون * والذين هم للزكاة فاعلون " .
اللغو في شتى صوره هو خوض في باطل ، و تحدث بالمعاصي ، و ترويج للفواحش ، و تتبع للعورات ، و تندر بالناس ، و انتقاص و سخرية بهم . فليتق الله كل مسلم ومسلمة ، فويل لكل همزة لمزة . وويل لكل حلاف مهين هماز مشاء بنميم .
و إن من أعظم ما تنشغل به الكافة من صنوف اللغو . . الكذب و النميمة و الغيبة ، و السباب ، و الشتائم ، و اللعن و القذف ، و التقعر في الكلام و التشدق فيه من أجل التعالي و استدرار المديح .
بل أن بعض من الناس من يعيش صفيق الوجه ، شرس الطبع ، لا تحجزه مروءة ، و لا يردعه دين أو أدب . . جرد لسانه مقراضاً للأعراض بكلمات تنضح فحشاً ، و ألفاظ تنهش نهشاً ، يسرف في التجني على عباد الله بالسخرية و اللمز . . فهذا طويل و ذاك قصير و هذا أحمق و ذاك جهول ،وهذا نصاب وهذا منافق و كأنه قد وكل إليه تجريح عباد الله .
أما سمع قول الله عز و جل : " سنكتب ما قالوا " .
و قوله عز وجل: " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " .
و يزداد الأمر و تعظم البلية حين ترى من عليه علامات الوقار ، و ملامح الاحتشام ، يسفر عن بذاء و ثرثرة .والتي نراها في كل صفحة من صفحات هذا المنتدى . يصم الخوض في الباطل أذني جليسه . . لا يدع لأصحاب فضل فضلاً . . يحمل عليهم الحملات الشعواء ، لزلة لسان أو سبق قلم . هلا حجزه عن عيوب الناس مال يعلم من عيوب نفسه ؟ لعله لا عيوب له.
وليكن في أذهاننا إن فضلاء الرجال و عظماءهم . . إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه ، فلا تبدر منهم لفظة نابية ولا عبارة ناشزة . و لا انتصار للنفس ، وإذا ضمه مجلس مع أمثال هؤلاء اللاغبين لا يفقد خلقه مع من لا خلاق له وكم نراهم ونتجاهلهم ، و لو أنه شغل بتأديب كل جهول لأعيته الحيل .
فلذلك ينبغي أخذ النفس بكظم الغيظ ، و العفو عن المسيء ، و الإعراض عن الجاهل . و كيف يكون الإنسان كريماً ذا خلق و هو لا يقيل عثرة ، و لا يدمح زلةً ، و لا يقبل معذرةً ؟ و لا بد من اجتناب الجدل ، و سد أبواب المراء ، و لو كان في حق ، فإن من كثر كلامه قل في الناس احترامه .
" سأل سفيان بن عبد الله الثقفي نبي الله محمداً صلى الله عليه و سلم ما أخوف ما تخاف علي ؟ فأخذ بلسانه و قال : هذا . "
" و قال عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل : ثكلتك أمك يا معاذ و هل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم" .
إن اللسان حبل مرخي في يد الشيطان يصرف صاحبه كيف يشاء ، و إن المرء مخبوء تحت لسانه فإذا تكلم بان حاله . فلا تكون عبداً للشيطان.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما " .
فالمداراة و الإعراض هي ضبط النفس أمام استفزازات الجهلاء ، وكفها عن الاستثارة لعوامل الغضب و الثأر . أما إحقاق الحق والرد على المبطلين فهو دعوة ومجادلة بالتي هي أحسن ، و إظهار لعزة أهل الحق ، و تجنب لبلادة النفس و استكانتها . و هذا النوع مما يسوغ الخوض فيه ، بل قد يكون منه ما يحرم السكوت عليه . و هو باب واسع يشمل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و تعليم الجاهل ، وتنبيه الغافل ، و الدعوة إلى الله ، و ذكره ، و شكره و في كل ذلك يقول سبحانه : " لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما " .
وقال تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) .
فلنسأل أنفسنا بكل صراحة لماذا نغلق عقولنا ، ونسد أذاننا ، ونغطي أبصارنا عن النهي عن المنكر والأمر بالمعروف؟