MUSLIMAH
20-08-2000, 12:03 PM
السلام عليكم ..
اليكم الجزء الأخير من موضوعنا .. نفعكم الله به ..
7) خاطبه على قدر عقله ..
إن إدراكنا درجة نمو عقل الطفل التي وصل إليها يسهل علينا حل كثير من مشاكله ، إذ عندها نعرف متى نخاطبه و الكلمات التي نستعملها ، و الأفكار التي نقدمها . فالطفل كأي كائن حي له حدود لا يستطيع تجاوزها .. و عقله و فكره ما زال في ريعان النمو و التوسع .
و دليل هذا أنه قبل معركة بدر حينما قبض الصحابة على غلام راع لقريش .. سألوه عن عدد الجيش .. فإذا به لا يحسن الإجابة فضربوه ، حتى أقبل النبي – صلى الله عليه و سلم – و هو عالم النفس الحقيقي بلا منازع – فإذا به يسأل الغلام (( كم ينحر القوم من الإبل؟ )) قال الغلام : بين التسعة و العشرة ، فقال – صلى الله عليه وسلم – (( القوم بين التسعمائة و الألف ))
فعرف الرسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن هذا الغلام لا يعرف عدد الألوف و لكن طاقته العقلية تدرك عدد العشرات .. و عشرات أي شيء؟؟؟ عشرات الإبل التي يسهل عدها على كل طفل لما لها من الحجم الكبير .
و هنا استطاع النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يجعل الطفل يتجاوب معه و ذلك لأنه خاطبه على قدر طاقته العقلية .
و من الأمثلة كذلك أنه حينما كان يقصّر أنس رضي الله عنه في خدمة النبي – صلى الله عليه و سلم – أو ينسى أمرًا فيعاقبه أهل النبي – صلى الله عليه وسلم -، فإذا برسول الله – صلى الله عليه وسلم – المدرك لحدود طاقة الطفل يقول : (( دعوه فلو قدر لكان )) فهذا يعني أن الطفل ذو طاقة فكرية و جسمية محدودة فمطالبته بأعمال تفوق قدرته يعني استنبات البذور في الهواء .
و حتى في الممازحة كان – صلى الله عليه وسلم – يمازح الأطفال على قدر طاقتهم العقلية و الفكرية فيمازحهم بأشياء يحسونها و يدركونها و يعرفونها .. و هل ممازحته – صلى الله عليه وسلم – للطفل (( أبا عمير )) : (( يا أبا عمير ماذا يلعب به الطفل الصغير )) إلا دليل ذلك ، حيث كان هذا النغير طائرًا صغيرًا يلعب به الطفل الصغير ))
و لو تأملنا الجملة السابقة التي قالها الرسول – صلى الله عليه وسلم – للطفل لوجدناها قد تمتعت بصفات تربوية عظيمة و هي [ من أساليب الرسول في التربية ] :
* الجملة كانت قصيرة من حيث عدد الكلمات : حيث كان عدد الكلمات ست كلمات و عدد حروفها اثني عشر و تلك الكلمات مناسبة لسن صغير .
* الجملة سهلة النطق و خالية من الكلمات الصعبة : فمن السهل أن ينطق الصغير : يا أبا عمير ما فعل النغير .
* الجملة سهلة الاستيعاب و مضمونها معروف : من الامكان أن يستوعبها الطفل و يعرف مضمونها .
* الجملة سهل الحفظ لوجود السجع : الجملة فيها سجع ، و السجع محبب لنفس الطفل و يستجيب له استجابة نفسية يعبر عنها بابتسامة و ضحكة .
* فواصل الجملة مناسبة لنفس الطفل : نلاحظ في الجملة فواصلها مناسبة للوقت الزمني الذي يردده الطفل ، فالجملة تبدأ :
يا أبا عمير : هذا المقدار مناسب لنفس الطفل .
ما فعل النغير : هذا المقدار مناسب لنفس الطفل .
كما نلاحظ أن الجملة بدأت بنداء ثم سكتة ثم استراحة ثم استفهام على النحو التالي ..
يا أبا عمير ما فعل النغير ؟
8) شده إلى شخصية الرسول – صلى الله عليه وسلم – كقدوة ..
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( بت عند خالتي ميمونة ، فلما كان بعض الليل قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصلي ، فأتى شنًا معلقًا ، فتوضأ وضوءًا خفيفًا ، ثم قام فصلى ، فقمت فتوضأت ، وصنعت مثل الذي صنع ثم قمت عن يساره فحولني عن يمينه ، فصلى ما شاء الله ثم اضطجع فنام حتى نفخ ثم أتاه المؤذن يؤذن بالصلاة فخرج فصلى ) . رواه ابن خزيمة في صحيحه .
و في رواية أخرى لابن خزيمة : ( بت عند خالتي ميمونة فتتبعت كيف يصلي رسول الله – صلى الله عليه و سلم – ثم قام يصلي … )
إن ربط الطفل بشخص الرسول – صلى الله عليه و سلم – و الاقتداء به و غرس حبه ، اهتداءً بحديث النبي – صلى الله عليه وسلم – الذي أخرجه الطبراني و ابن النجار عن علي كرم الله وجهه : ( أدبوا أولادكم على ثلاث خصال : حب نبيكم و حب آل بيته و تلاوة القرآن ) يجعل منه إنسانًا سويًا و يفتح ذهنه على سيرة امام الرسل )
و من خلال غرس حب الرسول – صلى الله عليه وسلم – في نفس الطفل يمكن أن نشده إلى شخصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم – و ذلك باتباع الوسائل الآتية :
1) بيان فضل النبي – صلى الله عليه وسلم – على الأمة الإسلامية للأطفال بأسلوب مناسب لقدراتهم .
2) تعليمهم الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – عندما يسمعون اسمه عليه الصلاة و السلام .
3) سرد سيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – العطرة باستخدام الاثارة المشوقة و المحببة للنفوس .
4) تربيتهم على السلوكيات التي كان يتمثل بها عليه الصلاة و السلام .
5)تحفيظهم الأدعية اليومية التي يدعو بها عليه الصلاة و السلام و توجيههم و متابعتهم نحو حفظ أحاديثه عليه الصلاة و السلام .
تقبلوا تحياتي ..
أختكم ..
مسلمة.
اليكم الجزء الأخير من موضوعنا .. نفعكم الله به ..
7) خاطبه على قدر عقله ..
إن إدراكنا درجة نمو عقل الطفل التي وصل إليها يسهل علينا حل كثير من مشاكله ، إذ عندها نعرف متى نخاطبه و الكلمات التي نستعملها ، و الأفكار التي نقدمها . فالطفل كأي كائن حي له حدود لا يستطيع تجاوزها .. و عقله و فكره ما زال في ريعان النمو و التوسع .
و دليل هذا أنه قبل معركة بدر حينما قبض الصحابة على غلام راع لقريش .. سألوه عن عدد الجيش .. فإذا به لا يحسن الإجابة فضربوه ، حتى أقبل النبي – صلى الله عليه و سلم – و هو عالم النفس الحقيقي بلا منازع – فإذا به يسأل الغلام (( كم ينحر القوم من الإبل؟ )) قال الغلام : بين التسعة و العشرة ، فقال – صلى الله عليه وسلم – (( القوم بين التسعمائة و الألف ))
فعرف الرسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن هذا الغلام لا يعرف عدد الألوف و لكن طاقته العقلية تدرك عدد العشرات .. و عشرات أي شيء؟؟؟ عشرات الإبل التي يسهل عدها على كل طفل لما لها من الحجم الكبير .
و هنا استطاع النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يجعل الطفل يتجاوب معه و ذلك لأنه خاطبه على قدر طاقته العقلية .
و من الأمثلة كذلك أنه حينما كان يقصّر أنس رضي الله عنه في خدمة النبي – صلى الله عليه و سلم – أو ينسى أمرًا فيعاقبه أهل النبي – صلى الله عليه وسلم -، فإذا برسول الله – صلى الله عليه وسلم – المدرك لحدود طاقة الطفل يقول : (( دعوه فلو قدر لكان )) فهذا يعني أن الطفل ذو طاقة فكرية و جسمية محدودة فمطالبته بأعمال تفوق قدرته يعني استنبات البذور في الهواء .
و حتى في الممازحة كان – صلى الله عليه وسلم – يمازح الأطفال على قدر طاقتهم العقلية و الفكرية فيمازحهم بأشياء يحسونها و يدركونها و يعرفونها .. و هل ممازحته – صلى الله عليه وسلم – للطفل (( أبا عمير )) : (( يا أبا عمير ماذا يلعب به الطفل الصغير )) إلا دليل ذلك ، حيث كان هذا النغير طائرًا صغيرًا يلعب به الطفل الصغير ))
و لو تأملنا الجملة السابقة التي قالها الرسول – صلى الله عليه وسلم – للطفل لوجدناها قد تمتعت بصفات تربوية عظيمة و هي [ من أساليب الرسول في التربية ] :
* الجملة كانت قصيرة من حيث عدد الكلمات : حيث كان عدد الكلمات ست كلمات و عدد حروفها اثني عشر و تلك الكلمات مناسبة لسن صغير .
* الجملة سهلة النطق و خالية من الكلمات الصعبة : فمن السهل أن ينطق الصغير : يا أبا عمير ما فعل النغير .
* الجملة سهلة الاستيعاب و مضمونها معروف : من الامكان أن يستوعبها الطفل و يعرف مضمونها .
* الجملة سهل الحفظ لوجود السجع : الجملة فيها سجع ، و السجع محبب لنفس الطفل و يستجيب له استجابة نفسية يعبر عنها بابتسامة و ضحكة .
* فواصل الجملة مناسبة لنفس الطفل : نلاحظ في الجملة فواصلها مناسبة للوقت الزمني الذي يردده الطفل ، فالجملة تبدأ :
يا أبا عمير : هذا المقدار مناسب لنفس الطفل .
ما فعل النغير : هذا المقدار مناسب لنفس الطفل .
كما نلاحظ أن الجملة بدأت بنداء ثم سكتة ثم استراحة ثم استفهام على النحو التالي ..
يا أبا عمير ما فعل النغير ؟
8) شده إلى شخصية الرسول – صلى الله عليه وسلم – كقدوة ..
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( بت عند خالتي ميمونة ، فلما كان بعض الليل قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصلي ، فأتى شنًا معلقًا ، فتوضأ وضوءًا خفيفًا ، ثم قام فصلى ، فقمت فتوضأت ، وصنعت مثل الذي صنع ثم قمت عن يساره فحولني عن يمينه ، فصلى ما شاء الله ثم اضطجع فنام حتى نفخ ثم أتاه المؤذن يؤذن بالصلاة فخرج فصلى ) . رواه ابن خزيمة في صحيحه .
و في رواية أخرى لابن خزيمة : ( بت عند خالتي ميمونة فتتبعت كيف يصلي رسول الله – صلى الله عليه و سلم – ثم قام يصلي … )
إن ربط الطفل بشخص الرسول – صلى الله عليه و سلم – و الاقتداء به و غرس حبه ، اهتداءً بحديث النبي – صلى الله عليه وسلم – الذي أخرجه الطبراني و ابن النجار عن علي كرم الله وجهه : ( أدبوا أولادكم على ثلاث خصال : حب نبيكم و حب آل بيته و تلاوة القرآن ) يجعل منه إنسانًا سويًا و يفتح ذهنه على سيرة امام الرسل )
و من خلال غرس حب الرسول – صلى الله عليه وسلم – في نفس الطفل يمكن أن نشده إلى شخصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم – و ذلك باتباع الوسائل الآتية :
1) بيان فضل النبي – صلى الله عليه وسلم – على الأمة الإسلامية للأطفال بأسلوب مناسب لقدراتهم .
2) تعليمهم الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – عندما يسمعون اسمه عليه الصلاة و السلام .
3) سرد سيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – العطرة باستخدام الاثارة المشوقة و المحببة للنفوس .
4) تربيتهم على السلوكيات التي كان يتمثل بها عليه الصلاة و السلام .
5)تحفيظهم الأدعية اليومية التي يدعو بها عليه الصلاة و السلام و توجيههم و متابعتهم نحو حفظ أحاديثه عليه الصلاة و السلام .
تقبلوا تحياتي ..
أختكم ..
مسلمة.