عابر99
13-03-2000, 11:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" إن سبب الأمر بمخالفة المغضوب عليهم والضالين في الهدي الظاهر لأمور منها : إن المشاركة في الظاهر تورث تناسباً بين المتشابهين يقود إلى الموافقة في الأخلاق والأعمال
وقد بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالحكمة التي هي سنته ، وهي الشرعة والمنهاج الذي شرعه له فكان من هذه الحكمة أن شرع له من الأعمال والأقوال ما يباين سبيل المغضوب عليهم ، والضالين ، فأمر بمخالفتهم في الهدي الظاهر ، وإن لم يظهر لكثير من الخلق في ذلك مفسدة لأمور : -
منها : أن المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسباً وتشاكلاً بين المتشابهين ، يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال ، وهذا أمر محسوس ، فإن اللابس ثياب أهل العلم يجد من نفسه نوع انضمام إليهم ، واللابس لثياب الجند المقاتلة - مثلاً - يجد من نفسه نوع تخلق بأخلاقهم ، ويصير طبعه متقاضياً لذلك ، إلا أن يمنعه مانع .
ومنها :- أن المخالفة في الهدي الظاهر توجب مباينة ومفارقة توجب الإنقطاع عن موجبات الغضب ، وأسباب الضلال والإنعطاف على أهل الهدى ، والرضوان ، وتحقق ما قطع الله من الموالاة بين جنده المفلحين وأعدائه الخاسرين .
وكلما كان القلب أتم حياة ، وأعرف بالإسلام - الذي هو الإسلام ، لست أعني مجرد التوسم به ظاهراً ، أو باطناً بمجرد الأعتقادات ، ومن حيث الجملة - كان إحساسه بمفارقة اليهود والنصارى باطناً وظاهراً أتم ، وبعده عن أخلاقهم الموجودة في بعض المسلمين ، أشد .
ومنها :- أن مشاركتهم في الهدي الظاهر ، توجب الإختلاط الظاهر ، حتى يرتفع التميز ظاهراً ، بين المهديين المرضيين ، وبين المغضوب عليهم والضالين إلى غير ذلك من الأسباب الحكمية .
هذا ، إذا لم يكن ذلك الهدى الظاهر إلا مباحاً محضاً لو تجرد عن مشابهتهم فأما إن كان من موجبات كفرهم كان شعبة من شعب الكفر ، فموافقتهم فيه موافقة في نوع من أنواع معاصيهم . فهذا أصل ينبغي أن يتفطن له .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" إن سبب الأمر بمخالفة المغضوب عليهم والضالين في الهدي الظاهر لأمور منها : إن المشاركة في الظاهر تورث تناسباً بين المتشابهين يقود إلى الموافقة في الأخلاق والأعمال
وقد بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالحكمة التي هي سنته ، وهي الشرعة والمنهاج الذي شرعه له فكان من هذه الحكمة أن شرع له من الأعمال والأقوال ما يباين سبيل المغضوب عليهم ، والضالين ، فأمر بمخالفتهم في الهدي الظاهر ، وإن لم يظهر لكثير من الخلق في ذلك مفسدة لأمور : -
منها : أن المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسباً وتشاكلاً بين المتشابهين ، يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال ، وهذا أمر محسوس ، فإن اللابس ثياب أهل العلم يجد من نفسه نوع انضمام إليهم ، واللابس لثياب الجند المقاتلة - مثلاً - يجد من نفسه نوع تخلق بأخلاقهم ، ويصير طبعه متقاضياً لذلك ، إلا أن يمنعه مانع .
ومنها :- أن المخالفة في الهدي الظاهر توجب مباينة ومفارقة توجب الإنقطاع عن موجبات الغضب ، وأسباب الضلال والإنعطاف على أهل الهدى ، والرضوان ، وتحقق ما قطع الله من الموالاة بين جنده المفلحين وأعدائه الخاسرين .
وكلما كان القلب أتم حياة ، وأعرف بالإسلام - الذي هو الإسلام ، لست أعني مجرد التوسم به ظاهراً ، أو باطناً بمجرد الأعتقادات ، ومن حيث الجملة - كان إحساسه بمفارقة اليهود والنصارى باطناً وظاهراً أتم ، وبعده عن أخلاقهم الموجودة في بعض المسلمين ، أشد .
ومنها :- أن مشاركتهم في الهدي الظاهر ، توجب الإختلاط الظاهر ، حتى يرتفع التميز ظاهراً ، بين المهديين المرضيين ، وبين المغضوب عليهم والضالين إلى غير ذلك من الأسباب الحكمية .
هذا ، إذا لم يكن ذلك الهدى الظاهر إلا مباحاً محضاً لو تجرد عن مشابهتهم فأما إن كان من موجبات كفرهم كان شعبة من شعب الكفر ، فموافقتهم فيه موافقة في نوع من أنواع معاصيهم . فهذا أصل ينبغي أن يتفطن له .