PDA

View Full Version : ،، أصحاب الفيل ،،


كلاسيك
31-05-2000, 11:33 PM
بنى أبرهة كنيسة بصنعاء - وسماها القليس - لم ير مثلها في زمانها, وكتب إلى النجاشي: إني قد بنيت لك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك, ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب.

فلما تحدثت العرب بكتاب أبـرهة إلى النجـاشي, غضب رجـل من كنانـة فخرج حتى أتى القليس فأحدث فيهـا, حيث لا يراه أحد, ثم لحـق بأهـله, فأُخبر أبـرهة بذلك, فغضب وحـلف ليسيـرن إلى البيـت حتى يهدمه. ثم أمر الحبشة فتهيأت وتجهزت, ثم خرج معه الفيل, وسمعت العـرب برغبته في هدم الكعبـة فأعظموا ذلك.

بعث أبرهة رجل من الحبشة يقال له الأسـود بن مفصود على خيل له حتى انتهى إلى مكـة, فسـاق إليه أموال تهامة من قريش وغيرهم, وأصاب فيها مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشـم - وهو يومئذ كبير قريـش وسيدها - فهمت قريش وكنانة وهذيل ومن كان مجاورا للحرم بقتاله, ثم عرفـوا أنه لا طـاقة لهم به فتـركوا ذلـك, وبعث أبرهةُ حناطةَ الحميري إلى مكـة وقال له سل عن سيد أهـل هذا البلـد وشريفهـم, ثم قل له إن المـلك يقول إني لم آت لحربكم إنما جئت لهدم هذا البيت فإن لم تعرضـوا لنا دونه بحـرب فلا حاجة لي بدمائكم, فإن هو لم يرد حربي فائتني به فلما دخل حناطة مكـة سأل عن سيـد قريش وشريفـها فقيل له عبـد المطلب بن هاشم, فجاءه فقال له ما أمره به أبرهة. فقال له عبد المطلب واللـه ما نريد حربـه وما لنا بـذلك من طـاقة هـذا بيت اللـه الحـرام وبيت خليـله إبراهيم (عليه السلام) - أو كما قال - فإن يمنعـه منـه فهو حرمه وبيتـه وإن يخـل بينه وبينه فواللـه ما عندنا دفع عنه, فقال له حنـاطة فانطلق معي إليه فقـد أمرني أن آتيه بك, فانطلق مع عبد المطلـب ومعه بعض بنيه حتى أتى العسكر فسـأل عن ذي نفر وكان له صديقا - حتى دخل عليـه وهو في محبسـه فقال له يا ذا نفر هل عندك من غناء فيما نزل بنا. فقال له ذو نفر وما غناء رجـل أسير بيدي ملك ينتظر أن يقتله غدوا أو عشيا. وما عندي غناء في شيء مما نزل بك إلا أن أنيسا سائس الفيـل صديق لي, فسأرسـل إليه وأوصيـه بك وأعظم عليه حقك وأسأله أن يستأذن لك على المـلك فتكلمه بما بدا لك ويشفع لك عنده بخير إن قـدر على ذلك فقال حسبي, فبعث ذو نفـر إلى أنيس فقال له أن عبـد المطلـب سيد قريش وصـاحب عين مكـة يطعم الناس بالسهل والوحوش في رؤوس الجبال وقـد أصـاب له المـلك مائتي بعير فاستـأذن له عليـه وانفعـه عنـده بما استطعت, قال أفعل. فكلم أنيس أبرهة فقال له أيها المـلك هذا سيـد قريش ببابك يستأذن عليك وهو صاحـب عين مكة وهو الذي يطعم الناس بالسهـل والوحـوش في رؤوس الجبال فائـذن له عليك فليكلمك في حاجته فـأذن له أبرهة قال وكان عبد المطلب أوسـم الناس وأعظمهم وأجملهم فلما رآه أبـرهة أجله وأكرمه عن أن يجلسـه تحته وكره أن تراه الحبشة يجلسه معه على سرير ملكه, فنزل أبرهة عن سريره فجلس على بساطه وأجلسه معـه عليه إلى جانبه ثم قال لترجمانه قل له حاجتـك. فقال له ذلك الترجمان فقال حاجتي أن يرد عليَّ المـلك مائتي بعير أصابها لي فلما قال له ذلك قال أبـرهة لترجمانه قل له لقد كنـت أعجبتني حيـن رأيتك ثم قـد زهدت فيك حين كلمتني. أتكلمني في مائتي بعيـر أصبتـها لك وتتـرك بيتا هو دينـك ودين آبائـك قـد جئـت لأهدمه لا تكلمني فيه فقال له عبـد المطلب إني أنـا رب الإبـل وإن للبيـت ربـا سيمنعه فقال ما كـان ليمتنع مني, قال أنت وذاك, فرد على عبد المطلب إبله. ثم انصرف عبد المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر وأمرهم بالخـروج من مكـة والتحصـن في رؤوس الجبـال, ثـم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبـة وقـام معه نفـر من قـريش يدعـون اللـه ويستنصـرونه على أبـرهة وجنده, فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة وهيأ فيـله وعبى جيشه وكان اسـم الفيل محمـودا, فلما وجهـوا الفيل إلى مكة أقبل نفيل بن حبيب حتى قام إلى جنب الفيل ثم أخذ بأذنه فقال ابرك محمـود وارجـع راشـدا من حيث أتيت, فإنك في بلد الله الحرام وأرسل أذنه, فبرك الفيل. وضربوا الفيل ليقوم فأبى فوجهوه راجعـا إلى اليمـن فقام يهـرول, ووجهـوه إلى الشـام ففعل مثـل ذلـك ووجهوه إلى المشرق ففعل مثـل ذلك, ووجهـوه إلى مكـة فبرك, وأرسل اللـه عليهم طيـرا من البحـر أمثال الخطاطيف والبلسان مع كل طائر منها ثلاثة أحجـار يحملها حجر في منقاره وحجـران في رجليه أمثال الحمـص والعدس لا تصيب منهم أحدا إلا هلك وليس كلهم أصـابت, فخرجوا يتساقطـون بكل طريـق ويهلكـون بكل مهـلك وأصيب أبرهة في جسده وخرجوا به تسقط أصابعه حتى قدموا به صنعاء فمات بها.

صميدع
01-06-2000, 07:12 PM
جزاك الله كل خير يأأخي في الأسلام أرجو أن تدعوا لي بالهدايه

جيون
01-06-2000, 09:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا

سبحان الله القادر على كل شيء http://www.swalif.net/swalif1/ubb/smile.gif

كلاسيك
02-06-2000, 08:44 AM
جيون ،،

صميدع ،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

جزاكم الله كل خير على ما تفضلتم به ،،

ووفقكم الله لما يحب ويرضى ،،