PDA

View Full Version : شيخ الإسلام في معركة دمشق مع التتار,,, وبعض فوائد ابن القيم


USAMA LADEN
02-08-2007, 08:23 AM
الحمد لله الذي خلق خلقه أطوارا , وصرفهم في أطوار التخليق كيف شاء عزة واقتدارا , وأرسل الرسل إلى المكلفين إعذارا منه وإنذارا , فأتم بهم على من خالف منهاجهم حجته البالغة , فنصب الدليل , وأنار السبيل , وأزاح العلل وقطع المعاذير وأقام الحجة , وأوضح المحجة وقال تعالى متكلما حقيقا متحدثا بحروف ليسة بمخلوقه ( هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل) وهؤلاء رسلي( مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) فعمهم بالدعوة على ألسنة رسله حجة منه وعدلا , وخص بالهداية من سبقت له سابقة السعادة وتلقاها باليمين , وقال ( رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين) وردها من غلبت عليه الشقاوة ولم يرفع بها رأسا بين العالمين فهذا فضله وعطائه ( وما كان عطاء ربك محظورا) ولا فضله بممنون , وهذا عدله وقضاؤه فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون....
أحمده والتوفيق للحمد من نعمه , وأشكره والشكر كفيل بالمزيد من فضله وكرمه وقسمه , واستغفر وأتوب إليه من الذنوب التي توجب زوال نعمه وحلول نقمه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كلمة قامت بها الأرض والسماوات , وفطر الله عليها جميع المخلوقات وعليها أسست الملة ونصبت القبلة , ولأجلها جردت سيوف الجهاد وبها أمر الله_ سبحانه_ جميع العباد ; فهي فطرة الله التي فطر الناس عليها , ومفتاح عبوديته التي دعا الأمم على ألسنة رسله إليها , وهي كلمة الإسلام ومفتاح دار السلام وأساس الفرض والسنة ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخيرته من خلقه وحجته على عباده وأمينه على وحيه , أرسله رحمة للعالمين وقدوة للعالمين ومحجة للسالكين وحجة على المعاندين وحسرة على الكافرين , أرسله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا فاللهم صلي على محمد النبي الأمي وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى ذريته وأهل بيته وصحابته الطاهرين والتابعين لهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ورضى اللهم عنا معهم أجمعين ,,,,اللهم آمين

فهذه بعض الآثار والمناقب للإمامين شيخ الإسلام وتلميذه_ رحمهم الله ووالديهم والمسلمين.

جاء في كتاب ( العقود الدرية) لابن عبد الهادي ما نصه

وذلك في سنة 702 هجري بمرج الصفر قبلي دمشق_ وتسمى وقعة شقحب_ وفيها قتل من التتار نفر عظبم , وأسر منهم جماعة وكتب الله للمسلمين الغلب والظفر ( فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين)

وقد شارك في هذه المعركة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بلسانه ونفسه

فكان يوصي الناس بالثبات ويعدهم بالنصر ويبشرهم بالغنيمة والفوز بإحدى الحسنيين إلى أن صدق الله وعده وأعز جنده وهزم التتار وحده ونصر المؤمنين

وحدث بعض الأمراء الذين كانوا في المعركة أن شيخ الإسلام _رحمه الله_ قال للأمير في في يوم اللقاء وهم بمرج الصفر وقد تراءى الجمعان,,, قال:

أوقفني موقف الموت!

قال الأمير :

فسقته إلى مقابلة العدو وهم منحدرون كالسيل , ثم قلت له هذا موقف الموت , قال :

فرفع طرفه إلى السماء وأشخص ببصره وحرك شفتيه طويلا ثم انبعث وأقدم للقتال , ثم حال القتال بيننا والإلتحام وما عدت رأيته حتى فتح الله ونصر,,,انتهى

لقراءة المعركة مفصلة انظر الكتاب أعلاه ص 175 _ 194

ابن القيم

الفائدة الأولى:

ذكر ابن القيم_رحمه الله_ أقوال الطوائف كلها في اختلافهم في أفضلية القيام أم السجود؟ فذكر كل الأقوال وقال:

قال شيخ الإسلام _قدس الله روحة_ قولا وسط فذكر أن القيام أفضل بالذكر الذي يكون فيه والسجود أفضل للهيئة التي يكون عليها!!!

الفائدة الثانية:

قال في قوله تعالى ( إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور) قال:

وشبه _سبحانه_ من لا يستجيب لرسوله بأصحاب القبور , وهذا أحسن التشبيه : فإن أبدانهم قبور قلوبهم فقد ماتت قلوبهم وقبرت في أبدانهم ,,,,, وأنشد

وفي الجهل قبل الموت موت لأهله,,,,,,,,,,وأجسامهم قبل القبور قبور

وأرواحهم في وحشة من جسومهم,,,,,,,,,,,,,,وليس لهم حتى النشور نشور

الفائدة الأخيرة:

قال رحمه الله
ومن الصبر المحظور صبر الإنسان على ما يقصد هلاكه من سبع أو حيات أو حريق أو ماء أو كافر يريد قتله

بخلاف استسلامه وصبره في الفتن وقتال المسلمين فإنه مباح له بل مستحب كما دلت عليه النصوص الكثيرة وقد سئل النبي _صلى الله تعالى عليه وآله وسلم_ عن هذه المسألة بعينعا فقال كن خير ابني آدم,, وفي لفظ آخر فإن بهرك شعاع السيف فضع يدك على مجهك

وقد حكى الله استسلام خير ابني آدم وأثنى عليه بذلك وهذا بخلاف قتال الكافر فإنه يجب الدفع عن نفسه لأن من مقصود الجهاد أن يدفع عن نفسه وعن المسلمين.. وبالجملة

فالصبر على الواجب واجب وعن الواجب حرام

والصبر عن الحرام واجب وعليه حرام

والصبر على المستحب مستحب وعنه مكروه

والصبر عن المكروه مستحب وعليه مكروه

والصبر عن المباح مباح ,,,والله أعلم

وأنشد

وإذا عرتك بلية فاصبر لها ,,,, صبر الكريم فإنه بك أعلم

وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما,,,, تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

USAMA LADEN
04-08-2007, 05:35 AM
شيخ الإسلام ابن تيمية.. والآخر / جمال سلطان
أكثر ما أضر بالحالة السلفية في العالم الإسلامي هو أولويات الكتابة وسوء اختيار المداخل إلى العقل الإسلامي الجديد ، مما أوقع الالتباس لدى قطاعات من التيار الإسلامي نفسه ناهيك عن الالتباس الذي وقع لدى التيارات الفكرية الأخرى في فهم واستيعاب الكثير من الحقائق عن أهل السنة والجماعة والتيار السلفي بشكل عام ، ولذلك يكون من الأهمية بمكان أن تظهر كتابات سلفية جديدة تحسن اختيار مداخل الحديث ، وتحسن اختيار الأفكار ذات الأولوية وتحسن التعامل مع هواجس العقل الإسلامي الجديد ، وتلقي بالضوء على جوانب من تراثنا العلمي يحتاجها الجيل الإسلامي الجديد أو تغيب عن إدراكه ، لذلك كانت سعادتي كبيرة بمطالعة كتاب الباحث الإسلامي عائض بن سعد الدوسري عن شيخ الإسلام ابن تيمية ، والذي جعل عنوانه "ابن تيمية والآخر" ، والمفارقة المذهلة في الكتاب ليس فقط الذكاء في اختيار الموضوع وحسن اختيار المدخل الفكري والعلمي ، وإنما أيضا اختيار المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة لكي يقدم لهذا الكتاب ، حيث كتب مقدمة فكرية من أجمل وأهم ما كتب عن ابن تيمية في الفكر الإسلامي الحديث ، كشف فيها عن عمق عقلانية ابن تيمية ، وهي العقلانية المنبثقة عن عمق وعيه بالوحي الإلهي ، والتي تدرك اكتمال المعرفة بين العقل والنقل ، وكلاهما هبة الخالق لخلقه ، كما كشف عن الاحترام الكبير الذي حظي به ابن تيمية عند المتأخرين بعدما عرفوا فضله ووقفوا على آثاره ، ولخص عمارة انبهاره بتراث ابن تيمية في قوله حرفيا (ولو أن المشروع التجديدي لابن تيمية قد وجد الدولة والسياسة التي تنهض به ، لتغير وجه العالم الإسلامي ووجهته ، ولاختصرت الأمة من عصور التراجع الحضاري عدة قرون) ، في كتابه الجديد والمهم ، كشف عائض الدوسري عن لمحات رائعة من سيرة ابن تيمية في تعامله مع خصومه في الفكر أو الرأي ، أو "الآخر" بالتعبير الجديد ، رغم أنه تحفظ على دقة هذا التعبير وفق المعايير الإسلامية ، فبالتوازي مع صلابة ابن تيمية العقدية والفكرية وثقته العظيمة بالله ، وهي التي جعلته يستعصي على التطويع من قبل السلطة ، مما أدى إلى سجنه أكثر من مرة ، حتى أنه مات في آخر مرة اعتقل فيها ، إلا أنه كان واسع الصدر مع مخالفيه ووافر الاتزان في موقفه من خصومه ، فعندما شنع عليه غلاة المتصوفة وخدم السلطان ووشوا به وكفروه وفسقوه ، رفض أن يشنع عليهم أو أن يكفرهم ، بل اعتبر موقفهم منه "اجتهاد" يرجو أن يثابوا عليه حتى ولو أخطأوا ، ويستحضر المؤلف عبارات قالها ابن تيمية وتكتب بماء الذهب من روعة الموقف من المخالف في الرأي مهما تمادى في ظلمه ، حيث يقول رحمه الله (وأنا في سعة صدر لمن يخالفني ، فإنه وإن تعدى حدود الله في بتكفير أو تفسيق أو افتراء أو عصبية جاهلية ، فأنا لا أتعدى حدود الله فيه )، وفي موقف آخر يقول شيخ الإسلام (فلا أحب أن ينتصر من أحد بسبب كذبه علي أو ظلمه وعدوانه ، فإني قد أحللت كل مسلم ، وأنا أحب الخير لكل المسلمين ، وأريد بكل مؤمن من الخير ما أحبه لنفسي ، والذين كذبوا وظلموا فهم في حل من جهتي) ، كتاب الدوسري جمع الكثير من مواقف ابن تيمية التي تكشف عن معدنه النادر ، فهو شديد التواضع ، قريب من الفقراء والمساكين ، مجاهد صلب ضد الصليبيين والتتار ، عف اللسان ، وعفيف النفس ، لم يزاحم أبدا على منصب أو قرب من سلطان ، رغم هيبته وانتشار علمه وإقبال الناس عليه ، وعندما اعتقلته السلطة ظلما بوشاية من خصومه رفض أن يدعو عليهم بل دعا لهم ، واستثمر وجوده في السجن في التأليف والعبادة فأخرج العديد من المجلدات ، حتى أن خصومه حسدوه في سجنه وضيقوا عليه فجعلوا السلطان يحظر عليه الأوراق والأقلام ، فكان يستعمل الفحم في تسريب رسائله إلى تلاميذه ومحبيه ، وعندما دارت الدائرة على خصومه من المتصوفة وبعض القضاة عندما أطيح بالسلطان بيبرس على يد السلطان محمد بن قلاوون الذي تآمر عليه بيبرس من قبل ، أراد بن قلاوون أن يصفي حساباته مع كل الفقهاء وشيوخ المتصوفة والقضاة الذين ساروا في ركب بيبرس ، فأخرج ابن تيمية من السجن وأكرمه واجتمع به في قصره طالبا منه فتوى بتكفير خصومه هؤلاء والتصريح بقتلهم ، وذكره بما فعلوه فيه وتكفيرهم له ليوغر صدره ويستثمر الموقف لتبرير المذبحة التي ينوي الإقدام عليها ، إلا أن ابن تيمية رفض بروح عالية مطلب السلطان ، وناشده أن يعفو عنهم وأن يكرم نزلهم لأنهم أهل العلم الباقون ، بل قال له كلمته الرائعة "إذا قتلت هؤلاء لا تجد بعدهم مثلهم من العلماء الأفاضل" ، ولم يزل به يسترحمه عليهم حتى أصدر قرارا بالعفو عنهم جميعا ، بل إن أشد خصومه وهو الشيخ البكري الصوفي ، والذي اعتدى عليه بالضرب وهيج عليه العامة وكفره وفسقه وشنع عليه ، عندما انقلب عليه السلطان وطلبه للتنكيل به ، لم يجد مكانا يهرب فيه ، بعد أن ضاقت عليه الدنيا ، سوى بيت ابن تيمية نفسه ، يحميه ويشفع له عند السلطان ، وعندما كاتب ابن تيمية ملك التتار ليفتدي أسرى بيت المقدس عنده أجابه إلى طلبه غير أنه أخبره بأن هناك بينهم نصارى لا يدخلون في الاتفاق ، فرفض ابن تيمية وطالبه بإطلاق الجميع وكتب له يقول (بل جميع من معك من اليهود والنصارى هم أهل ذمتنا فإنا نفتكهم ولا ندع أسيرا لا من أهل الملة ولا من أهل الذمة) فأطلق ملك التتار الجميع ، وقد عقد الكتاب مقارنات بين هذه الروح الإنسانية الرائعة عند ابن تيمية وبين مواقف خصومه وبعض المذاهب المغالية وضرب نماذج منها لعل أهمها في الشيعة الإثنا عشرية وكيف استسهلوا تكفير المخالف بصورة عجيبة بل كفروا ابن تيمية نفسه ، واستدل الباحث على هذه الروح الأقصائية بنصوص مستفيضة من مؤلفات مرجعيات شيعية كبيرة في القديم والحديث ، كتاب عائض الدوسري عمل فكري ممتع ورائع ، وتمنيت لو أن المساحة هنا مبسوطة لكي أشرك القارئ معي في اقتباسات ونصوص ، تجعلنا أمام علم من أعلام الأمة ، لم يظلمه معاصروه فقط ، حتى مات وهو في سجنه يدعو بالرحمة والهداية حتى للسلطان الذي ظلمه ، بل ظلمه كثير من المعاصرين أيضا ، وإن كان الله تعالى قد حفظ علمه وبارك في تراثه حتى طبق الآفاق ، يرحمه الله