تسجيل الدخول

View Full Version : فريق أبي جهل الفلسطيني!


USAMA LADEN
07-01-2007, 07:54 AM
المركز الفلسطيني للإعلام / جبلة الانسان وما فطر عليه من معرفة بالخير واستعداد للانحراف للشر بقراره الحر - "انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا" - أنتجت على مر عصور وأجيال البشرية نفس دعايات الخير ونفس دعايات الباطل. صحيح أن أدوات الخير وأدوات الشر تختلف باختلاف المكان والزمان والتقدم الذي يطرأ على البشرية؛ فيقتل أبو جهل سمية بنت خياط بحربة؛ ويقتلها بوش بالقصف السجادي؛ الا أن شعارات وأجندات وفلسفة عمل الخير من ناحية؛ وفلسفة عمل الشر من ناحية أخرى تبقى هي هي! والاطار العام لدساتير الفريقين يبقى واحدا! فانك لو قرأت قوله تعالى: "وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك"؛ ثم أتبعت ذلك تمعنا في رد فرعون: "قال سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون" لتذكرت من فورك أمريكا والمحافظين الجدد الذين قرروا - كما فعل فرعون - أن يقتلوا نساء وأطفال العراق منعا لافساد الارهابيين في الأرض! وكأن بعد قتل الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل فساد وجريمة وارهاب!

من هنا؛ فان من المفيد لنا كلما دهمتنا جولة معاصرة بين الحق والباطل أن نهرع لكتاب الله وسنة نبيه لنتدبر بين يدي حجج وأفاعيل فريق الباطل في حوادث مشابهة؛ ونتعلم من المعالجة الربانية المثلى لأباطيل المبطلين وكيد المفسدين؛ ونتقوى بها على من يلبسون الحق بالباطل؛ ويتوشحون بالفضيلة حماية للرذيلة؛ ويلبسون رداء مكارم الأخلاق على جسد تشبع خسة ونذالة وعمالة للشيطان الرجيم!

وفي واقعة لافتة تناسب ما نحن فيه الآن من عماية مدعاة ولبس مفتعل بين الفضيلة والرذيلة؛ وخلط خبيث بين بندقية المقاومة وبندقية أخرى عميلة لقمها الاحتلال رصاصا على عينه - يناسب ما نحن فيه قصة ذات مغاز من عهد ما بعيد الهجرة النبوية الشريفة؛ فقد نظر المشركون فاذا ديار بمكة كانت عامرة بأهلها قد أقفرت؛ واذا محال مؤنسة قد أمحلت...

ومر عتبة بن ربيعة والعباس وأبو جهل على دار قد غلقت بعد أن هاجر رب الدار وزوجه وأخوه ونظر عتبة الى الدار التي تخفق أبوابها يبابا؛ ليس بها ساكن! فلما رآها تصفر الريح في جنباتها قال:
"وكل دار وان طالت سلامتها * * * * يوما؛ ستدركها النكباء والحوب!"

ثم قال: "أصبحت الدار خلاء من أهلها"...فقال أبو جهل للعباس: "هذا من عمل ابن أخيك! فرق جماعتنا وشتت أمرنا وقطع بيننا!" - يريد فعل محمد صلى الله عليه وسلم!

هل قرأتم كلمة أبي جهل؟ هل ترون طبائع الطغاة وهي بارزة فيه بكل فجور ووضوح؟! هؤلاء الطغاة يجرمون ويفجرون ويفسقون ثم يرمون الوزر على أكتاف غيرهم؛ ويقهرون المستضعفين والمؤمنين بفجورهم ونفاقهم؛ فان أبى المستضعفون الاستكانة وقاوموا وثبتوا للطاغية فإباؤهم هو علة المشكلات ومصدر القلاقل ومصدر الأحزان والاضطراب! فليست المشكلة أبدا في قيام الوغد أبي بجهل بقتل سمية؛ بل كل العداون على الفضيلة في انحياز قوم سمية الى مكان آخر واعدادهم لحماية أنفسهم من طغيان قريش! هذا هو العدوان على الفضيلة من وجهة نظر صرعى بدر!

وهذا هو حالنا مع فريق أبي جهل الفلسطيني؛ فهم فجروا في المقاومة والمجاهدين مرات ومرات لا تحصى؛ فقتلوا المجاهدين وأسروهم وسلموهم للصهاينة؛ فصبر المجاهدون عليهم أكثر من عقد من الزمان؛ حتى اذا ما فجرت فتح أكثر وكان عود المجاهدين قد قوي بحيث صاروا يردون الضربة التي تكال لهم بضربة؛ ويكفون اليد التي تتعرض لهم ويقصفون أظافرها ان لزم الأمر شقت فتح جيوبها وخرجت تردح وتبكي وتمزق شعرها على الفضيلة الضائعة والدم المسفوك! وتماما كما ينسى أبو جهل أو يتناسى بكل استكبار مقدمات الأفعال التي قادت لهجران مكة وهجران بيوتها؛ فان فتح تنسى أن عناصرها المارقين وقادة أجهزتها الذين اجتباهم الشاباك؛ وساستها العملاء للصهاينة تحقيقا لا مجازا وبلاغة هم من قدم أسباب القتال الحاصل بين حماس وفتح وهم من يزرع بذور الفتنة ويغذوها باستمرا!

تريد فتح أن تقلب الحكومة المنتخبة؛ وتستهدف العناصر المقاومة الشريفة التي يستهدفها الاحتلال؛ وتريد ببندقية عميلة مرت من تحت ناظري الضابط الصهيوني فسر لها وسر لنوع الجهة التي تقصد - تريد أن تقتل المجاهدين ولا تريد أن تسمع منهم ردا! تريد فتح أن تنفذ فجرات الخونة من قادتها وترى أن داعي الفضيلة يلزم المجاهدين بتلقي الضربات وعد الصفعات واحصاء الطعنات وكظم الغضب والسكوت على الجراح!

تريد فتح أن ينادي خونة أراذل من كتائب تدنيس اسم المسجد الأقصى بالموت على أبي خالد الزهار ولا تتوقع من المجاهدين أن لا يسارعوا الى نزع حدقات عيونهم! أنا لا أفهم كيف يمكن لعصابة أبي جهل هذه أن تسوغ مقالات بنادق خؤونة جبانة تختبيء في الاجتياحات ولا تخرج الا للاستعراض والتخريب؛ وتبرر انفلاتها المنسعر ضد سلاح المقاومة وسلاح الأجهزة الشريفة المقاومة؟!

لتعلم القيادة العميلة في أجهزة فتح السياسية والعسكرية أن المقاومة هي رأس مال فلسطين؛ وأن السلاح الذي سيتعرض للمقاومة ولا يزال يختبيء عندما تدهمنا قوات الاحتلال هو سلاح عميل منافق لا خلاق له ولا ذمة ولا اعتبار؛ وأن الشعب الفلسطيني لن يرحم من يريد اكمال مهام اسرائيل فيقوم بالنيابة عنها في حراستها وهدم أجهزة المقاومة! الحرص على هذه المقاومة وهؤلاء المقاومين وقادتهم العسكريين والسياسيين يتجاوز الحالة الفصائلية وهو شأن وطني بحت يفرق بين مخلص حريص على فلسطين وخائن حقير اختار عن علم أو عن جهل واستكبار - لا فرق - أن يكون غرزة في ثوب العهر الفتحاوي المقرف!

تخيلوا لو أن صحافيا ذهب الى مرابع يأجوج ومأجوج عشية قيام ذي القرنين بانقاذ القوم الساكنين في منطقة بين السدين؛ فهل كان سيعدم تخرصا منهم بما يصح وما لا يصح من معاملتهم بخصوص افسادهم؟ هل كنا سنعدم شهادات ادانة من هؤلاء الأراذل ضد السد وضد القطر وضد الحديد والفولاذ الذي يسبكه ذو القرنين لانقاذ شعب مسكين مستضعف من تطاول شرذمة ضالة؟! فهل كنا سنرق لهؤلاء الفجار ولحججهم في رفض اقامة السد واعتباره عدوانا صارخا على انسانيتهم المكذوبة؟!

ستبقى هذه الحقائق والثوابت نصب أعيننا؛ ولن نسمح لذئاب الفضيلة الغبراء أن تبيع علينا مشاعر مكذوبة وكلمات حق يراد بها باطل! فان كان سفك الدم حراما؛ فدم المقاومين والمجاهدين هو الأولى بالعصمة؛ واليد التي تتعرض لسفحه يجب أن تقطع والسياسة التي تقف خلف هذه الأيدي العابثة يجب أن تداس بالأقدام؛ وكلا لن نذعن لأباطيل وأسمار داعية الفضيلة الفتحاوي لأن رحمه بأبي جهل وفضيلته المزعومة واضحة منسوبة أوضح النسب؛ ولن نصدق أكاذيبهم؛ فنحن يمنعنا عن ذلك واقعهم الخياني؛ وسلاح يأتيهم من الصهاينة؛ وأجندات ترسمها لهم أمريكا وأولمرت؛ وتاريخ لهم مخزٍ يقطر سما حتى اللحظة!