PDA

View Full Version : عندما نظرتُ من نافذة غرفتي في سكون الليل


البدوني
13-02-2006, 11:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فجأة أستيقظتُ من نومي

في حدود الساعة الرابعة من منتصف الليل وقد أرخى الليل سدوله

لا أدري ما شدّني للنظر حينها للنافذة

قمتُ عندئذ من مكاني وفتحتُ نافذت غرفتي

بدأ حينها الهواء البارد ينساب على وجهي

حاولت وضع أي شيئاً أمام وجهي من قماش وغيره حتى يخفف من لوعة الهواء البارد

وخوفاً أن تصبح أثاره غير حميدة

من مرض وغيره

وضعتُ مانعاً لظربات الهواء على وجهي ثم جلستُ حينها انظر يميناً وشمالاً

في سماء صافية

ونجم متوهّج

وفي هدووووء

و سكون

و صمت

بدأتُ أعيش خيالاً واسعاً

فلقد أقتادني ذلك الهدوء والأستقرار إلى التفكَّر في نعمة كبيرة بل عظيمة

نعمة فقدها الكثير والكثير من العالم

نعمة لا يعرف قدرها إلا من فقدها، أنها :

(((((((((( نــــعـــمـــة الأمــــن ))))))))))

هذه النعمة التي تنشدها الكثير من الدول

فمع الهدوء والسكون والصمت

اخذتُ أفكر في حال أخواننا في العراق وفي فلسطين

ماهي حالهم الآن

لا سكون

لا هدوء

لا راحة

لا طمأنينة

في هذا الليل البهيم

أصوات الانفجارات تصم الآذان

لا يعرفون للهدوء حالاً

ولا للصمتِ لغةً

ولا للسكون طعماً

نسال الله عز وجل ان يرفع عنهم ما هم فيه عاجلاً غير آجل

كما نسأله سبحانه ان يديم علينا نعمته ولا يهلكنا بما فعل السفهاء منا ولا يؤخذنا بذنوبنا، وأن يَرد كل من يريد زعزعة أمننا في نحره .. اللهم آمين

وبدأ الخوف ينتابني، فلقد خفتُ والله من فقدان هذه النعمة العظيمة من أثار ذنوبنا، واسألكم بالله ولنكن صريحين

ألسنا مقترفون لها ليلاً ونهاراً ؟؟؟!

ألسنا نرى ( الربا ) قد انتشر في كل بقعة الذي يؤذن بحرب من الله ورسوله ؟؟؟؟!!!!!!

ألسنا نرى البعض لا يعرفون للمسجد طريقاً ؟!

ألسنا نرى ممن يأكل ويشرف في نهار رمضان ؟ !! من بعض الشباب التايه !! خصوصاً في مناسباتهم ( التفحيطية )

ألسنا نرى بعضاً من النساء قد تفننت في إبراز مفاتنها في الأسواق وأماكن الاحتفال ؟؟!

ألسنا نرى بعضاً من الكتاب قد أخذ يلمز وهمز في أولياء الله ؟؟

إذن ما المانع ان يصبنا كما أصاب غيرنا من فقدان الأمن ؟؟!!؟؟

فلذلك وجب علينا أن ندرك أننا في خطر جسيم ما دمنا على ما نحن عليه من المعاصي المغضبة للرب عز وجل، فليكن ديدننا اللهم أغفر لنا ذنوبنا وأسرافنا في أمرنا مع الاعمال الموجبة ذلك، قبل أن يحل بنا مالا يحمد عقباه .

وبعد ذلك :

أقتادني التفكَّر إلى نعمة أخرى، ألا وهي نعمة :

المسكن والمبيت

فكنتُ أنظر للمساكن والبيوت، واتفكَّر كم هم من البشر الآن وفي هذه اللحظة لا مأوى لهم فالسماء هي لحافهم والأرض فراشهم

وأقرب مثالاً ضحايا الزلزال الذي حدثت مؤخرا من أمواج بحرية عالية عاتية، وكم خلّف وراءه من ( المشرديين )، وجعلهم بلا مأوى

وعملية تهديم منازل أخواننا في فلسطين سارية،

وكم وكم ... ألخ ،،

وبعد ذلك :

اغلقتُ نافذتي

وأنا أقول

اللهم أجعلنا من الشاكرين لنعمك والمثنيين بها عليك

اللهم أغفر لنا ذنوبنا وأسرافنا في أمرنا

وكلمة أخيرة أقولها :

هذه قطرة من بحار النعم التي نرفل في أثوابها

و نعمة الأمن من أعظم النعم العظيمة ونحن محسودون عليها

فيبقى السؤال الذي يطرح نفسه :

ماهي الطريقة للحفاظ عليها ؟؟؟؟؟ :

وأقول هي طريقة واحدة لا ثانية لها

أتباع أوامر الله عز وجل وأجتناب نواهية

فلنكن كذلك نبشر حينها بدوامها بإذن الله


====================

ملاحظة : ما قلته ليس بخاطرة ولكنه هو ما حصل

زهرة الكركديه
13-02-2006, 02:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الكريم البدوني
اسمح لي أن أهنئك أولا على براعتك وأسلوبك الجميل فى الكتابة

لولا ان لك قلبا كبيرا ما كنت شعرت بمثل هذه المشاعر الجياشة
صدقنى ما شعرت به مر على الكثيرين منا
فنعمه الأمن ونعمة المسكن لا يمكن ان يعوضا

عندما نرى ما حل بأخواننا في فلسطين والعراق وكشمير والكثير من البلدان المسلوبة والمنهوبة من قبل اعداء الله وأعداء الاسلام
لا نقدر سوى ان نتضرع إلى الله أن يهون عليهم مصابهم وأن يرحمهم برحمته وأن يديم علينا النعمة التى نحن فيها .



أشكرك كثيرا على كل كلمة كتبتها
انها كلمات نابعة من أعماق قلب ملتاع ومتألم

جزاك الله خيرا

زمردة
13-02-2006, 05:39 PM
( نسال الله عز وجل ان يرفع عنهم ما هم فيه عاجلاً غير آجل

كما نسأله سبحانه ان يديم علينا نعمته ولا يهلكنا بما فعل السفهاء منا ولا يؤخذنا بذنوبنا، وأن يَرد كل من يريد زعزعة أمننا في نحره .. اللهم آمين )

( اللهم أجعلنا من الشاكرين لنعمك والمثنيين بها عليك

اللهم أغفر لنا ذنوبنا وأسرافنا في أمرنا )



اللهم آميـــــــــــــن ..

جزاك الله خيراً .. أخي البدوني على هذا الموضوع

ميس الريم
13-02-2006, 10:35 PM
أخي البدوني ..أين أولئك الذين يسهرون ليلهم في ارتكاب المعاصي ..
ويتسترون فيه عن عيون الناس ...متجاهلين عيون الذي لاتنام ..
أين هم أولئك ...من ليلتك التي استيقضت فيها ...
فأحسست فيها بروعة وجمال ماحولك ..
ونعمة كثيرا ماتغفل القلوب عنها ...
فطافت روحك إلى حيث إخوان لك في الدين ...
ماناموا ولاتنعموا بوثير فرش أو هنيء رقاد...

سلمت يمينك واليراع

ميس الريم

أبوعبيدة
13-02-2006, 11:36 PM
الحمد لله على هذه النعمة

عقد الياسمين
15-02-2006, 10:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
لولا نعمة الآمن ما كان هناك مسكن ولولا المسكن ما شعرنا بالآمن
نعمه تعالى علينا كثيرة لا تعد و لا تحصى
وسنظل مقصرين في شكر النعم
وهناك نعم كثيرة ، تجري بأيدينا وتعودنا عليها وغفلنا عن شكر المولى عليها لم نعد نشعر بجمالها في حياتنا بل نلهث خلف نعم غيرها نريد توفيرها .
ورسولنا الكريم علمنا أنه من أصبح يجد قوت يومه و معافى في جسده وماله و أهله و عرضه فهو في نعيم .
ولكن أين من يدرك النعمة الحقيقية كثير يعتقد أن كثرة تملك الأشياء و الحصول عليها هي النعم ولكن هناك فرق بين أشياء أساسية مهمة في حياتنا وبين أشياء مكملة في حياتنا لا نحتاجها وهذه المكملات التي نلهث خلفها أنستنا أن نتمتع بالنعم الكثيرة في حياتنا فلم نعد نركز الا على المكملات للحياة .
فكم من ماء يهدر في اليوم ولا نراعي الله في ذلك علما بأن القطر محبوس عنا ولكنا مستمرين في العصيان و التبذير
وكم من طعام يرمى في المز ابل وما كان في المناسبات فحدث و لا حرج ،ونسمع عن الكثير ينامون بلا طعام
وكم من ملابس تشرى في غير مناسبات وعند المناسبات نشتري ما ينافي الحشمة و الستر
وكم من مكملات في الحياة ندفع فيها الكثير من المال قد يصل الى الآلاف وعند التصدق لا ندفع الا القليل او نبادر بالقول الله كريم
اننا نعصي الله بالنعم التي ننعم بها ونسينا أن هناك يوما سوف نسأل فيه عن كل شيء عن كل شيْ صغيرا كان او كبيرا ، إننا نعيش نعم كثيرة من كثرتها لم نعد نحس بغيرنا ولا نتألم لحال إخواننا ولا نتعلم من حالة الضيق التي تمر بنا فعند انقطاع الماء او الكهرباء لا نجلس مع أنفسنا و نستشعر انه كان معنا نعمة حرمنا منها دقائق فقط فكيف حال ممن لا يعرفها لو مع كل ضائقة نتأملها و نفكر في غيرنا والله لعرفنا معنى النعم ولكننا عندما نضيق لبعض الوقت نتأفف و نتضايق و نصرخ ونسارع الى حل المشكلة ونحن نعرف أنها سوف تنجلي و تنتهي ولكننا حرمنا أنفسنا ان نعلمها كيفية استشعار فقدان النعم وكيفية وجودها في حياتنا أفسدنا على أنفسنا لحظة ضيق فيها دروس كثيرة بعدم الرضاء بدقائق من الحرمان
فيا سبحان الله كم نحن عاجزين وغافلين ومقصرين .
اللهم ارحمنا و تولنا بعفوك ورضاك وعمر قلوبنا بحبك
وبالله التوفيق