إرث أحزان
24-03-2005, 11:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
مرحبا .. عزيزي العضو ... شكرا لك على متابعة القراءة في مذكراتي ..
وإنه لكرم منك تحمل الجفاف السردي في التاريخ الإشرافي ..
أقدر موقفك .. وأكرر شكري..
للمواضيع ... السابقة :
استراحة محارب (http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?t=205306)
ميلاد (http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?t=205504)
الأزمة ... (http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?t=207048)
لقد أسلفت أن سوالف تطورت تطوراً إدارياً فذّاً على أيدي سردال ... الذي اتخذ أيام غيابي محمد بن عبد العزيز مساعداً له .. فلله هذا الأخير .. كم يزيد فضولي شأنه ...
لقد استعمل سردال سرّاً معرّف المشرف 103 وصار يتكلم به في أحيان معينة ... إنه شيء مريح حقيقةً أن الإنسان يتعامل مع أناس بطريقة مخفية .. ذلك أنه ينزع عنه ثياب العلائق .. والمجاملات ..
ولهذه الطريقة مساوئ ... كبناء حاجز بين المشرفين .. ربما ينعكس سلباً على فهمهم لبعض .. وتعاونهم .
بعد عودتي صرح الأخ سردال بأن المشرف 103 هو أبو عبد الملك .. وتفاجأت بأن محمد بن عبد العزيز تفاجأ بهذه المعلومة .. ولم أعلم أي المفاجأتين أشد .. :)
بعد رجوعي ... كان القسم الأدبي ... هو محط رحالي .. كنت أعشق هذا القسم من قبل ... وكان عليه ثلة من المشرفين .. كما أذكر ..
بنت العرب
هند
الناقد ..
وكان القسم حيوي بهم وبأصحابهم .. مثل .. العطاء بن الشمس .. ولايزال هذا هو أفضل شاعر قرأت له في النت .. مثل وهج .. أوراق .. نزار بن سليمان .. وكان خبيرا في اللغة والأوزان .. فيما اعتقد كانت لمياء تشارك في القسم .. ومتاهة .. بشكل قليل .. .. روح الليل .. قطر الندى .. وكثير من نسيت ..
وكنت أساجل الشاعر الرائع .. انتي فايروس .. فلله دره .. ولكن عتبي عليه انه شحيح الحضور ... مقل الانتاج ..
حسبي من تلك الأيام أن انثني على كبدي من خشية أن تصدعا .. " فليست عشيات الحمى برواجع ... عليك ولكن خل عينيك تدمعا "
اعتذر المشرفون الثلاثة معاً وأصبح القسم في حيرة ... اذكر من الذين تولوا عليه .. ابن الرومي .. ذلك الشقي .. الذي مثل السراب .. نرى طيفه ويغيب اذا حضرنا .. ;) ..
الاخت الفاضلة كهرمانة العين .. ربما اذا لم تخني الذاكرة .. خد القمر .. ثم تُرك القسم بلا مشرف ...
وكان ذلك مزامناً لاستقالة الأخ سردال من الإشراف العام ... واستخلافه الأخ محمد بن عبدالعزيز . ..
وقفة مع سردال :
كشخص .. كان يعجبني ولازال ... أكثر عضو اتمنى رؤيته .. كنت اتابع مقالاته .. أدخل موقعه بين الحين والحين .. فأرى ما يبتهج قلبي به ..
إن لم أبالغ .. فآراءه تجيئ من داخلي لتنبعث في صفحات المنتدى ... وكأنه سارقي .. كنت أجد قبولها بعفوية وببساطة .. إنني أرى فيه الإصرار والعزيمة .. المبدأ والفضيلة ..
اذكر اني ارسلت له مرة عندما عزمت زيارة الأمارات .. أنني ارغب في رؤيته ... لم يرد علي :( ..
صحيح اني كنت اختلف معه في بعض الأمور الإدارية .. ولكن يعجبني أسلوبه .. ومنطقه ..
ربما يكون حكمي على سردال بدون أن أراه فيه مجازفة ... ولكن .... علامات الرجولة بينه في حديثه ..
لازلت اتمنى أن يجمعني به يوم .. " ..والجايات أكثر .."
صراحةً حسب هذه الوقفة الإشارة فقط الى جهود سردال ... وإلا فإن ساعد قلمي يقصر عن الإحاطة بها ..
----------
بعد سردال كانت سياسة المنتدى قد بنيت وقدمت على طبق من ذهب إلى محمد عبدالعزيز .. محمد بن عبد العزيز الذي كان جزء من سياستها ... لم يكن بمعزل عن أهم المنعطفات التي مرت بها سوالف بعد تكليف سردال .. لقد كان يمسك الدفة أحياناً وكان جديراً بأن ينفرد بها ...
بحكم خبرة محمد بن عبدالعزيز في الأمور الفنية ... كان اتجاهه في تطوير المنتدى فنياً .. ورغم قلة الموارد والإمكانات ... استطاع محمد أن يضع بصمة واضحة على جبين سوالف ..
على سبيل المثال فقط : خاصية الرد السريع ... العبارات الشائعة " البسملة والسلام ورد السلام " وستايلات المنتدى ..
ومن يعرف تعقيد لوحة التحكم وتشعبها .. يعرف كم كلفت هذه الإنجازات من وقت وجهد .. نسأل الله ألا يضيع أجل المحسنين ..
لقد كانت ولازالت سوالف مضرب المثل في الثبات ... حتى قال قائل ... لقد دخلت سوالف 98 ورأيتها الآن فما تغيرت في وجهي إلا كما تغيرت جبال طويق .. في أعين أهلها ..
وربما يكون غياب المالك . الاستاذ عادل .. هو أهم سبب في هذا الثبات .. إذ إن المتغيرات الأساس في يده ..
رغم هذا ... ورغم كل شيء ... صير أبو عبدالعزيز جهوده إلى أشياء ملموسة .. ابتكر طريقة رائعة في الإعلان لأميز المواضيع .. وكسى المنتدى بمساعدة المصمم سلفر -إن لم تخني الذاكرة - ثوباً قشيباً رائعاً ... كذا صمم ستايل رمضاني .. لاشك أن الأعضاء يذكرونه ..
أذكر عندما تسلمت لوحة التحكم ... كانت آثار وجهود محمد واضحة .. لقد وجدت أكثر من 7 ستايلات كانت مشاريع غير مكتملة تماماً مثل بعض مشاريع الحكومة .. :)
المهم ..أني رجعت إلى سوالف .. وكنت أقلب صفحات الأقسام .. كان اهتمامي مرتكز على السياسية والإدارة حيث لم تكن تحت إشراف ... ولكني أغازل الأدب بين حين وحين ..
لقد كانت جرأتي في مراسلة سردال أكثر بكثير من محمد بن عبدالعزيز .. وهو -اقصد محمد- أعرف شخص بسبب ذلك .. لقد كان غامضاً صعباً .. لا تستطيع توقع ردة فعله ..
لكني تجرأت يوما ما وأرسلت له طلباً في إشرافي على قسم الأدب .. فكان موقفه رجولي استحييت منه وسجلت ذلك في قلبي .. كانت كلمته " أبشر .. " من أوقع الكلمات التي جعلتي أقرأ الرسالة بنفس منشرحة ... كانت سبباً في موافقتي على اقتراحاته بعفوية تامة ..
وهنا فائدة .. إذا أردت أن تقبل اقتراحاتك وآراؤك .. فقدّمها بما يبهج قلب المتلقي ... وهو منهج فريد في الدعوة نسأل الله أن يستعين به الأخوة والأخوات في الخير ..
كان محمد يقترح علي معرف جديد " المشرف الأدبي " .. وأن يتم ذلك بمعرفة المشرفين فقط .. ومن هنا بدأ التمرد على قاعدة سوالف في إخفاء الشخصيات .. وعقبال أصحاب الأرقام .. :)
تقريباً في مثل هذا الوقت .. سلّمت المعرف أبو عبد الملك إلى صاحبه الأول .. إن كنتم تذكرون .. وهو يكتب به بين الحين والحين ..
إنني أعد بداية تسلمي للقسم الأدبي .. هي البداية الحقيقية لإرث أحزان .. الشاعر الفيلسوف .. وكانت بداية أخرى في فهمي لطبيعة إدارة القسم ومداراة الأعضاء واكتساب حبهم .. وتطبيق القوانين بهدوء واتزان .. مما اكسبني جرأة على قبول منصب المشرف العام ..
انسجمت مع الأعضاء وتفاعلت معهم .. وكنت اقول في نفسي .. هذا مكاني الحقيقي ... نظمت مسابقة أفضل تعليق وأظن انها لم تكن الأولى ... وبدأت أبحر في سفينة وردية ... كما يقول أهل الشام .." غير شكل .."
من أهم الحوادث التي يسجلها التاريخ القلبي بماء الذهب .. هي وجود الشقي حروف الحب في صفحات القسم .. لقد كان إنتاجه ملفت للنظر من ناحيتان ... الكم .. والفكرة .. وكان الكيف يحتاج إلى تكييف .. بل وتكييف مركزي .. ولعلنا نستعين بأبو غادة في هذه المهمة :)
كان يكتب بأفكار متناثرة مثل حبات العقد المنطلق ... أفكار متناهضة .. مبعثرة .. تماماً مثل مرايا أم بدر .. أفكار تحتاج إلى بلورة وتشطيب وتلميع ... مثل المعدن الخام ..
ثم إن الرجل جذبني بأسلوبه الأريحي في تقبل النقد .. والرغبة العارمة في التطوير .. لا أظن أن ذاكرة سوالف تحتفظ بمثل هذا الكاتب حتى إن الأعضاء كانوا يستغربون منه ... فليست أسواط النقد بهينة على الكتّاب ..
دخلت أنا وأياه في دائرة من النقاشات والمجاملات .. ودخل معنا العضو الرائع " شرود " الذي فلت مني وإلا كنت تعرفت عليه شخصياً .. شرود شخصية مرنة لعوبة أكثر ما يذكرني به هو روتي السياسي الساخر .. ولكن شرود كان أكثر هدوء وإلى الأدب ليس إلى السياسة ..
تضائل شرود واختفى وربما كان يدخل زائراً أو باسم آخر .. لكنني بقيت أنا وحروف سوالف في تلك الدائرة حتى انعطفنا إلى الرسائل الخاصة ... ثم اللقاء ..
كان حروف هو أول عضو التقي به عن طريق النت ... وكنت ولا شك متخوف من طبيعة اللقاء إلا أن أخلاقه العالية في المنتدى كانت تقلل من تخوفي .. التقيت به وناقشنا قضايا أدبية كثيرة .. لقد كان يكلمني بطريقة رسمية لا أحبها .. وكأنه يكلم أفلاطون .. -ولم يعلم أنني " ..من جنبها .." :) -قال لي كنت اعتقد أنك أكبر بكثير .. لكنه تفاجأ بأنه يكبرني بـ5 سنوات وأكثر ... ولو كنا بنات لما كان يرضيه إذ بحت بهذه الحقيقة أمام الأعضاء أن أذبح له ناقة.. كناقة صالح .. ولكن الله سلّم :)
لا شك أن الأنفس جنود مجنده ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ... وأرى بأن نفسينا تعارفت وكأني أعرفه من زمن بعيد .. مع أن من يرانا يرى اختلاف كبير في طريقة الحياة .. فهو مرتب وحازم وجدّي وأنا حوسة ومطنش ومزوح .. هو عاطفي جداً وأنا بارد جداً أنا عيناي عينا حرامي وهو عيناه عينا ضابط ... الغريب أن المفترض أن يكون هو الشاعر الطبيب وأنا المهندس الكاتب ... و ربما تكون الأخيرة هي مربط الفرس ..
إنني أفكر أحياناً أن رتابته في حياته انعكست بعثره في أفكاره ... وتبعثري في حياتي انعكست رتابة في شعري .. أنا أكتب الموزون المقفى وهو يكتب المنثور المرسل ...
وحتى لا استطرد في قضية حروف ... فكرت في أنه ربما تكون هذه هي الفائدة الحقيقية التي ورثتها من المنتدى .. معرفة الرجال ..
هناك مشاكل عديدة واجهتها أيام إشرافي .. الحمد لله ليس بالكبيرة .. لعلي اسردها لكم وتكون نهاية حديثنا هذه المرة ..
كان هناك عضو .. وأظن أنه رجع منذ فترة إلى المنتدى .. يكتب الشعر العامي .. وكان يضع في نهاية موضوعاته رابط إلى منتداه والذي يكون كتب فيه القصيدة ذاتها ولكن بخلفية موسيقية .. وتبعاً للقوانين التي وضعها ثلة من المشرفين وعلى رأسهم سردال .. أن الموسيقى ممنوعة في المنتدى .. وكذلك كانت هناك تعليمات بمنع الإعلان لمنتديات أخرى ولكن كانت مرنة نوعاً ما ..
وبغض النظر عن قصائدة المستغرقة في الغزل وعن اسلوبه المريب في الرد على عضوات المنتدى ... نبهته إلى أن المنتدى يمنع الموسيقى ونتمنى منك عدم وضع الرابط في مواضيعك القادمة .. ولم أشأ أن احذف الروابط من المواضيع السابقة .. احتراماً للعضو ..
والعضو لم يمانع في البداية ورد علي رد جيد .. ثم تفاجأت بموضوع جديد فيه رابط .. قمت بالتلميح له في ردي عليه .. وقال بأنها آخر مرة ..
وتتكرر المرة والمرة .. حتى اضطررت إلى القيام بتعديل المواضيع وحذف الرابط .. فلم أر إلا وقد شن حملة حربية علي .. وعندما لم يجد تجاوب من الإدارة والأعضاء .. حلف وقرر عدم الكتابة في المنتدى مادمت أنا مشرفاً ... والغريب أنه نقض عهده في أيام قليلة ..وكتب موضوع أو موضوعين .. ثم تجرأ في قراره وغاب ... ورأيته يعود مرة أخرى أيام إشرافي العام .. واظنه لازال موجوداً ..
الفائدة من القضية أننا نحن المشرفين على اختلافنا .. نعطي العضو فرصة حتى يتراجع عن قراره لكنه حينما يتخذ معه إجراء صارم .. ينزع كل شيء ويقول " يحذفون المواضيع بهواهم ... ولا يخبروننا .. " ويشهد الله أني أخبرته أكثر من مرة ..
القضية الأخرى .. مع عضو آخر .. كان يضع أبيات غزل فاحش وفاحش جدا .. ويتعذر بحرية الشعراء ... طبعاً هذا العضو لم يجد تجاوباً ولله الحمد من الأعضاء ولا من الإدارة .. فغادر مشكوراً ..
القضية الكبرى في قسم الشعر هي المجاملات ... أو النقد اللاذع الذي يصل إلى حد السب أحياناً ..
شخص يضع قصيدة .. سيئة جداً .. ومكسرة .. فيلقى ردود إعجاب لأنه بدوره يضع ردود إعجاب للجميع ..
شاعر موهوب يضع قصيدة رائعة .. لا يرد أحد ... لأنه غير معروف .. ولا يرد على أحد ..
قصيدة عادية .. أو قصة .. فيها عيوب عادية مثل أي قصة .. يأتي شخص لا نعلم رصيده الثقافي .. فيجرد القصة أو القصيدة من كل جمالية .. ويصف صاحبها بأبشع الأوصاف ...
هناك قضايا أدبية كثيرة .. أخشى إن طرحتها أن تشن علي حرب . .. مثل : قصيدة النثر .. وقصيدة الرمز .. والرومنسيات الزائفة .. والزخارف الشعرية .. والتصنّع .. وهلم جراً ..
وكل شخص يكتب بطريقة معينة .. يظن أنه شاعر .. حتى إذا ناقشت طريقته يذود عنها حتى لا يفقد لقبه .. وأصبحت ترى كل شخص لديه رصيد معين من الكلمات الجميلة .. يصفها ويقول قصيدة .. وأنا بهذا لا أنفي أن يكون الشخص لديه مشاعر وأحاسيس ..ليس هناك شخص بدون مشاعر وأحاسيس إلا في السينما المصرية... لكن لماذا لا يكتب النثر ويكون كاتب رائع .. لأن الشعر ركنان حس وتركيب إذا فقد أحدهما لم يكن شعراً ... وليس عيباً أن يكون الشخص ليس بشاعر ولكن العيب أن يعيش الوهم .. حتى إذا انقضت فترة المراهقة .. وجد نفسه صفراً ..
لا أريد أن أطيل أكثر.. أستودعكم الله ..
مذكرات .. إرث أحزان ..
يتبع
مرحبا .. عزيزي العضو ... شكرا لك على متابعة القراءة في مذكراتي ..
وإنه لكرم منك تحمل الجفاف السردي في التاريخ الإشرافي ..
أقدر موقفك .. وأكرر شكري..
للمواضيع ... السابقة :
استراحة محارب (http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?t=205306)
ميلاد (http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?t=205504)
الأزمة ... (http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?t=207048)
لقد أسلفت أن سوالف تطورت تطوراً إدارياً فذّاً على أيدي سردال ... الذي اتخذ أيام غيابي محمد بن عبد العزيز مساعداً له .. فلله هذا الأخير .. كم يزيد فضولي شأنه ...
لقد استعمل سردال سرّاً معرّف المشرف 103 وصار يتكلم به في أحيان معينة ... إنه شيء مريح حقيقةً أن الإنسان يتعامل مع أناس بطريقة مخفية .. ذلك أنه ينزع عنه ثياب العلائق .. والمجاملات ..
ولهذه الطريقة مساوئ ... كبناء حاجز بين المشرفين .. ربما ينعكس سلباً على فهمهم لبعض .. وتعاونهم .
بعد عودتي صرح الأخ سردال بأن المشرف 103 هو أبو عبد الملك .. وتفاجأت بأن محمد بن عبد العزيز تفاجأ بهذه المعلومة .. ولم أعلم أي المفاجأتين أشد .. :)
بعد رجوعي ... كان القسم الأدبي ... هو محط رحالي .. كنت أعشق هذا القسم من قبل ... وكان عليه ثلة من المشرفين .. كما أذكر ..
بنت العرب
هند
الناقد ..
وكان القسم حيوي بهم وبأصحابهم .. مثل .. العطاء بن الشمس .. ولايزال هذا هو أفضل شاعر قرأت له في النت .. مثل وهج .. أوراق .. نزار بن سليمان .. وكان خبيرا في اللغة والأوزان .. فيما اعتقد كانت لمياء تشارك في القسم .. ومتاهة .. بشكل قليل .. .. روح الليل .. قطر الندى .. وكثير من نسيت ..
وكنت أساجل الشاعر الرائع .. انتي فايروس .. فلله دره .. ولكن عتبي عليه انه شحيح الحضور ... مقل الانتاج ..
حسبي من تلك الأيام أن انثني على كبدي من خشية أن تصدعا .. " فليست عشيات الحمى برواجع ... عليك ولكن خل عينيك تدمعا "
اعتذر المشرفون الثلاثة معاً وأصبح القسم في حيرة ... اذكر من الذين تولوا عليه .. ابن الرومي .. ذلك الشقي .. الذي مثل السراب .. نرى طيفه ويغيب اذا حضرنا .. ;) ..
الاخت الفاضلة كهرمانة العين .. ربما اذا لم تخني الذاكرة .. خد القمر .. ثم تُرك القسم بلا مشرف ...
وكان ذلك مزامناً لاستقالة الأخ سردال من الإشراف العام ... واستخلافه الأخ محمد بن عبدالعزيز . ..
وقفة مع سردال :
كشخص .. كان يعجبني ولازال ... أكثر عضو اتمنى رؤيته .. كنت اتابع مقالاته .. أدخل موقعه بين الحين والحين .. فأرى ما يبتهج قلبي به ..
إن لم أبالغ .. فآراءه تجيئ من داخلي لتنبعث في صفحات المنتدى ... وكأنه سارقي .. كنت أجد قبولها بعفوية وببساطة .. إنني أرى فيه الإصرار والعزيمة .. المبدأ والفضيلة ..
اذكر اني ارسلت له مرة عندما عزمت زيارة الأمارات .. أنني ارغب في رؤيته ... لم يرد علي :( ..
صحيح اني كنت اختلف معه في بعض الأمور الإدارية .. ولكن يعجبني أسلوبه .. ومنطقه ..
ربما يكون حكمي على سردال بدون أن أراه فيه مجازفة ... ولكن .... علامات الرجولة بينه في حديثه ..
لازلت اتمنى أن يجمعني به يوم .. " ..والجايات أكثر .."
صراحةً حسب هذه الوقفة الإشارة فقط الى جهود سردال ... وإلا فإن ساعد قلمي يقصر عن الإحاطة بها ..
----------
بعد سردال كانت سياسة المنتدى قد بنيت وقدمت على طبق من ذهب إلى محمد عبدالعزيز .. محمد بن عبد العزيز الذي كان جزء من سياستها ... لم يكن بمعزل عن أهم المنعطفات التي مرت بها سوالف بعد تكليف سردال .. لقد كان يمسك الدفة أحياناً وكان جديراً بأن ينفرد بها ...
بحكم خبرة محمد بن عبدالعزيز في الأمور الفنية ... كان اتجاهه في تطوير المنتدى فنياً .. ورغم قلة الموارد والإمكانات ... استطاع محمد أن يضع بصمة واضحة على جبين سوالف ..
على سبيل المثال فقط : خاصية الرد السريع ... العبارات الشائعة " البسملة والسلام ورد السلام " وستايلات المنتدى ..
ومن يعرف تعقيد لوحة التحكم وتشعبها .. يعرف كم كلفت هذه الإنجازات من وقت وجهد .. نسأل الله ألا يضيع أجل المحسنين ..
لقد كانت ولازالت سوالف مضرب المثل في الثبات ... حتى قال قائل ... لقد دخلت سوالف 98 ورأيتها الآن فما تغيرت في وجهي إلا كما تغيرت جبال طويق .. في أعين أهلها ..
وربما يكون غياب المالك . الاستاذ عادل .. هو أهم سبب في هذا الثبات .. إذ إن المتغيرات الأساس في يده ..
رغم هذا ... ورغم كل شيء ... صير أبو عبدالعزيز جهوده إلى أشياء ملموسة .. ابتكر طريقة رائعة في الإعلان لأميز المواضيع .. وكسى المنتدى بمساعدة المصمم سلفر -إن لم تخني الذاكرة - ثوباً قشيباً رائعاً ... كذا صمم ستايل رمضاني .. لاشك أن الأعضاء يذكرونه ..
أذكر عندما تسلمت لوحة التحكم ... كانت آثار وجهود محمد واضحة .. لقد وجدت أكثر من 7 ستايلات كانت مشاريع غير مكتملة تماماً مثل بعض مشاريع الحكومة .. :)
المهم ..أني رجعت إلى سوالف .. وكنت أقلب صفحات الأقسام .. كان اهتمامي مرتكز على السياسية والإدارة حيث لم تكن تحت إشراف ... ولكني أغازل الأدب بين حين وحين ..
لقد كانت جرأتي في مراسلة سردال أكثر بكثير من محمد بن عبدالعزيز .. وهو -اقصد محمد- أعرف شخص بسبب ذلك .. لقد كان غامضاً صعباً .. لا تستطيع توقع ردة فعله ..
لكني تجرأت يوما ما وأرسلت له طلباً في إشرافي على قسم الأدب .. فكان موقفه رجولي استحييت منه وسجلت ذلك في قلبي .. كانت كلمته " أبشر .. " من أوقع الكلمات التي جعلتي أقرأ الرسالة بنفس منشرحة ... كانت سبباً في موافقتي على اقتراحاته بعفوية تامة ..
وهنا فائدة .. إذا أردت أن تقبل اقتراحاتك وآراؤك .. فقدّمها بما يبهج قلب المتلقي ... وهو منهج فريد في الدعوة نسأل الله أن يستعين به الأخوة والأخوات في الخير ..
كان محمد يقترح علي معرف جديد " المشرف الأدبي " .. وأن يتم ذلك بمعرفة المشرفين فقط .. ومن هنا بدأ التمرد على قاعدة سوالف في إخفاء الشخصيات .. وعقبال أصحاب الأرقام .. :)
تقريباً في مثل هذا الوقت .. سلّمت المعرف أبو عبد الملك إلى صاحبه الأول .. إن كنتم تذكرون .. وهو يكتب به بين الحين والحين ..
إنني أعد بداية تسلمي للقسم الأدبي .. هي البداية الحقيقية لإرث أحزان .. الشاعر الفيلسوف .. وكانت بداية أخرى في فهمي لطبيعة إدارة القسم ومداراة الأعضاء واكتساب حبهم .. وتطبيق القوانين بهدوء واتزان .. مما اكسبني جرأة على قبول منصب المشرف العام ..
انسجمت مع الأعضاء وتفاعلت معهم .. وكنت اقول في نفسي .. هذا مكاني الحقيقي ... نظمت مسابقة أفضل تعليق وأظن انها لم تكن الأولى ... وبدأت أبحر في سفينة وردية ... كما يقول أهل الشام .." غير شكل .."
من أهم الحوادث التي يسجلها التاريخ القلبي بماء الذهب .. هي وجود الشقي حروف الحب في صفحات القسم .. لقد كان إنتاجه ملفت للنظر من ناحيتان ... الكم .. والفكرة .. وكان الكيف يحتاج إلى تكييف .. بل وتكييف مركزي .. ولعلنا نستعين بأبو غادة في هذه المهمة :)
كان يكتب بأفكار متناثرة مثل حبات العقد المنطلق ... أفكار متناهضة .. مبعثرة .. تماماً مثل مرايا أم بدر .. أفكار تحتاج إلى بلورة وتشطيب وتلميع ... مثل المعدن الخام ..
ثم إن الرجل جذبني بأسلوبه الأريحي في تقبل النقد .. والرغبة العارمة في التطوير .. لا أظن أن ذاكرة سوالف تحتفظ بمثل هذا الكاتب حتى إن الأعضاء كانوا يستغربون منه ... فليست أسواط النقد بهينة على الكتّاب ..
دخلت أنا وأياه في دائرة من النقاشات والمجاملات .. ودخل معنا العضو الرائع " شرود " الذي فلت مني وإلا كنت تعرفت عليه شخصياً .. شرود شخصية مرنة لعوبة أكثر ما يذكرني به هو روتي السياسي الساخر .. ولكن شرود كان أكثر هدوء وإلى الأدب ليس إلى السياسة ..
تضائل شرود واختفى وربما كان يدخل زائراً أو باسم آخر .. لكنني بقيت أنا وحروف سوالف في تلك الدائرة حتى انعطفنا إلى الرسائل الخاصة ... ثم اللقاء ..
كان حروف هو أول عضو التقي به عن طريق النت ... وكنت ولا شك متخوف من طبيعة اللقاء إلا أن أخلاقه العالية في المنتدى كانت تقلل من تخوفي .. التقيت به وناقشنا قضايا أدبية كثيرة .. لقد كان يكلمني بطريقة رسمية لا أحبها .. وكأنه يكلم أفلاطون .. -ولم يعلم أنني " ..من جنبها .." :) -قال لي كنت اعتقد أنك أكبر بكثير .. لكنه تفاجأ بأنه يكبرني بـ5 سنوات وأكثر ... ولو كنا بنات لما كان يرضيه إذ بحت بهذه الحقيقة أمام الأعضاء أن أذبح له ناقة.. كناقة صالح .. ولكن الله سلّم :)
لا شك أن الأنفس جنود مجنده ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ... وأرى بأن نفسينا تعارفت وكأني أعرفه من زمن بعيد .. مع أن من يرانا يرى اختلاف كبير في طريقة الحياة .. فهو مرتب وحازم وجدّي وأنا حوسة ومطنش ومزوح .. هو عاطفي جداً وأنا بارد جداً أنا عيناي عينا حرامي وهو عيناه عينا ضابط ... الغريب أن المفترض أن يكون هو الشاعر الطبيب وأنا المهندس الكاتب ... و ربما تكون الأخيرة هي مربط الفرس ..
إنني أفكر أحياناً أن رتابته في حياته انعكست بعثره في أفكاره ... وتبعثري في حياتي انعكست رتابة في شعري .. أنا أكتب الموزون المقفى وهو يكتب المنثور المرسل ...
وحتى لا استطرد في قضية حروف ... فكرت في أنه ربما تكون هذه هي الفائدة الحقيقية التي ورثتها من المنتدى .. معرفة الرجال ..
هناك مشاكل عديدة واجهتها أيام إشرافي .. الحمد لله ليس بالكبيرة .. لعلي اسردها لكم وتكون نهاية حديثنا هذه المرة ..
كان هناك عضو .. وأظن أنه رجع منذ فترة إلى المنتدى .. يكتب الشعر العامي .. وكان يضع في نهاية موضوعاته رابط إلى منتداه والذي يكون كتب فيه القصيدة ذاتها ولكن بخلفية موسيقية .. وتبعاً للقوانين التي وضعها ثلة من المشرفين وعلى رأسهم سردال .. أن الموسيقى ممنوعة في المنتدى .. وكذلك كانت هناك تعليمات بمنع الإعلان لمنتديات أخرى ولكن كانت مرنة نوعاً ما ..
وبغض النظر عن قصائدة المستغرقة في الغزل وعن اسلوبه المريب في الرد على عضوات المنتدى ... نبهته إلى أن المنتدى يمنع الموسيقى ونتمنى منك عدم وضع الرابط في مواضيعك القادمة .. ولم أشأ أن احذف الروابط من المواضيع السابقة .. احتراماً للعضو ..
والعضو لم يمانع في البداية ورد علي رد جيد .. ثم تفاجأت بموضوع جديد فيه رابط .. قمت بالتلميح له في ردي عليه .. وقال بأنها آخر مرة ..
وتتكرر المرة والمرة .. حتى اضطررت إلى القيام بتعديل المواضيع وحذف الرابط .. فلم أر إلا وقد شن حملة حربية علي .. وعندما لم يجد تجاوب من الإدارة والأعضاء .. حلف وقرر عدم الكتابة في المنتدى مادمت أنا مشرفاً ... والغريب أنه نقض عهده في أيام قليلة ..وكتب موضوع أو موضوعين .. ثم تجرأ في قراره وغاب ... ورأيته يعود مرة أخرى أيام إشرافي العام .. واظنه لازال موجوداً ..
الفائدة من القضية أننا نحن المشرفين على اختلافنا .. نعطي العضو فرصة حتى يتراجع عن قراره لكنه حينما يتخذ معه إجراء صارم .. ينزع كل شيء ويقول " يحذفون المواضيع بهواهم ... ولا يخبروننا .. " ويشهد الله أني أخبرته أكثر من مرة ..
القضية الأخرى .. مع عضو آخر .. كان يضع أبيات غزل فاحش وفاحش جدا .. ويتعذر بحرية الشعراء ... طبعاً هذا العضو لم يجد تجاوباً ولله الحمد من الأعضاء ولا من الإدارة .. فغادر مشكوراً ..
القضية الكبرى في قسم الشعر هي المجاملات ... أو النقد اللاذع الذي يصل إلى حد السب أحياناً ..
شخص يضع قصيدة .. سيئة جداً .. ومكسرة .. فيلقى ردود إعجاب لأنه بدوره يضع ردود إعجاب للجميع ..
شاعر موهوب يضع قصيدة رائعة .. لا يرد أحد ... لأنه غير معروف .. ولا يرد على أحد ..
قصيدة عادية .. أو قصة .. فيها عيوب عادية مثل أي قصة .. يأتي شخص لا نعلم رصيده الثقافي .. فيجرد القصة أو القصيدة من كل جمالية .. ويصف صاحبها بأبشع الأوصاف ...
هناك قضايا أدبية كثيرة .. أخشى إن طرحتها أن تشن علي حرب . .. مثل : قصيدة النثر .. وقصيدة الرمز .. والرومنسيات الزائفة .. والزخارف الشعرية .. والتصنّع .. وهلم جراً ..
وكل شخص يكتب بطريقة معينة .. يظن أنه شاعر .. حتى إذا ناقشت طريقته يذود عنها حتى لا يفقد لقبه .. وأصبحت ترى كل شخص لديه رصيد معين من الكلمات الجميلة .. يصفها ويقول قصيدة .. وأنا بهذا لا أنفي أن يكون الشخص لديه مشاعر وأحاسيس ..ليس هناك شخص بدون مشاعر وأحاسيس إلا في السينما المصرية... لكن لماذا لا يكتب النثر ويكون كاتب رائع .. لأن الشعر ركنان حس وتركيب إذا فقد أحدهما لم يكن شعراً ... وليس عيباً أن يكون الشخص ليس بشاعر ولكن العيب أن يعيش الوهم .. حتى إذا انقضت فترة المراهقة .. وجد نفسه صفراً ..
لا أريد أن أطيل أكثر.. أستودعكم الله ..
مذكرات .. إرث أحزان ..
يتبع