PDA

View Full Version : ( تنويه ) + من تجاربهم نستفيد .....


بو عبدالرحمن
09-02-2005, 03:47 PM
تنــــويـــــه
انقطعتُ عن مواصلةِ الرحلةِ معكم ، بسبب مرضٍ ألمّ بي ،
ومعي نصف أسرتي ، ثم لحق بنا النصف الآخر بالتتابع ..!! والحمد لله رب العالمين ..
نعم ، الحمد لله كثيراً ، لقد كانت فترة بلاء ساقها الله إلينا
كرماً منه بنا ، وإحساناً منه إلينا ، فلله الحمد والمنة والفضل ..

ومع أني لازلت في طور النقاهة كما يقولون ، ولست في تمام الصحة كما تتصورون ،
غير أني أجد نفسي معافىً تماماً ، ذلك لأني خرجتُ من أتون الحمى والرِعدة وموجة السعال ،
خرجت منها بفضل الله ناجياً ، وكانت نيرانها برداً وسلاماً عليّ ، فلله الحمد رب العالمين ..

فكم أحصي لله من أيادٍ عليّ !! وهل أستطيع ..؟؟!
يعجز البيان والله عن حمد الله ..!
ويخرس اللسان عن ترجمة مشاعر الشكر لله رب العالمين ، على ما أعطى وأنعم ، وأخذ أيضاً ..!!

وأسوقُ إليكم بهذه المناسبةِ هذا الموضوع المميز ..
وأعرفُ مسبقاً أن من يقرأ المقال قراءة عابرة قد لا يجد فيه أية رابطة ، مع موضوع البلاء الذي تحدثت عنه آنفاً ..
غير أني على تمام الثقة أن من يقرأ الموضوع متأملاً سيجد أن هناك روابط وثيقة ، ووشائج متينة ،
وأحسبه سيطلق كلمات التسبيح والثناء والتمجيد والتحميد لله رب العالمين .. فتأمل ...!!

= =
سأعود _ إن شاء الله _ لاحقاً لمتابعة الرد على تعقيبات الموضوعات السابقة ..
أرجو أن لا تنسوا أخاكم من دعواتكم الطيبة المباركة ..
والآن إلى موضوع اليوم :
= =

بو عبدالرحمن
09-02-2005, 03:50 PM
أمام الموقف الواحد ، تجد الناس يتصرفون في الغالب على نحو متباعد ،
بل ومتضارب في كثير من الأحيان .. يدخل الصغير على أمه باكياً ، يشكو إليها ابن الجيران ،
وأنه فعل به كذا وكذا ، وأذاه ونحو هذه الشكاوى ..

وأمام هذا المشهد – الذي يكسر القلب – انظر كيف تتصرف الأم _ وأيضاً الأب في كثير من الأحيان _
إنك تجد نفسك أمام ألوان من التصرفات ..

فهذه أم تتنمّر لتحرض صغيرها على صديقه ، وتوغر قلبه عليه ، وتدله على ما يمكن أن يفعل به ،
وبدلاً من أن تطفئ النار ، إذا بها تبادر إلى صب البنزين فوق لهيبها !
وبدلاً من أن تصلح ، إذا بها تفسد ، حيث تزرع في قلب الصغير بذور العداوة والحقد والبغضاء ،
بل لعلك تجد بعض الأمهات تتجاوز هذه المنطقة المحظورة ، فلا تقنع بمجرد الكلام ،
لكنها تبادر إلى ضرب الصغير إنْ هو نسي _ كعادة الصغار ببراءة فطرتهم – وعاد ليلعب مع ذلك الصديق بعينه !

وتجد أم في صورة ثالثة :
لا تكلف نفسها عناء سماع المشكلة أصلاً ، بل تسارع لتصرفه من وجهها لتواصل ممارسة هوايتها المفضلة
أمام ‘إحدى جهات ثلاث : الهاتف ، أو التلفاز ، أو المرآة ..!!

وأما الصورة الرابعة فهي العجب بعينه :
حيث نجد الأم تستغل ذلك المشهد نفسه لتزيد الجرح اتساعاً ، فلا تراها إلا وقد أمسكت بإذن صغيرها
تفركها بقوة ، وهي توبخه بأنه يستحق هذا وأكثر منه ، ثم تبدأ أسطوانتها المشروخة ،
لتغتاب عائلة ذلك الصبي ، وتصب عليهم أقذر الألفاظ ، وأحقر الأوصاف ،
ونسيت أن المشكلة بين صغيرين لا بين عائلتين !! كما نسيت أنها قدوة لهذا الصغير ، وأنها مدرسته الأولى !! ومنها يتعلم !!!!
ثم لا يمر وقت طويل حتى يراها الصغير تزور تلك العائلة وتزار ، وترحب بهم مبتسمة
ويرحبون بها معانقين ، وتثني عليهم وتمدح !!
تُـرى أي تشوهات نفسية تشترك هذه الأم في صنعها في نفس ذلك الصغير
الذي تنتظره الحياة على مفارق الطرق بمفاجآت لا حصر لها !؟

غير أن أعجب من هذه الصورة ، هو النموذج الخامس :
وفيه نرى الأم بمجرد أن ترى ما أصاب صغيرها وتسمع نصف شكواه الباكية ،
حتى تسارع لتستنفر زوجها لخوض معركة الثأر الكبرى !!
فإذا لم يكن الزوج متواجداً ، فما أسرع ما تضم ثيابها على نفسها ، وتخرج وقد تأبطت شراً !!

وبدون مقدمات ، وبلا سؤال ، ولا انتظار حوار ، ولا سلام ولا كلام ، تشن غاراتها على جيرانها ،
وتسلخهم بما تيسر لها من صواريخ الألفاظ ، وتشتبك معهم في معركة ضارية ضروس ،
تبدأ باللسان السليط ، والكلمة التي تلقحها كلمة مثلها ، ثم تمتد الأيدي وترتفع العصي ،
ويلتحم الطرفان .. !!
فإذا كان الزوج قليل العقل هو الآخر ، فبمجرد وصوله ، ورؤيته لزوجه وقد امتلأ وجهها بالكدمات
،يشمر عن ساق الجد ، ويهرول كالمجنون نحو بيت الجيران ليشن غاراته ،
ولتنتهي المعركة في مخفر الشرطة ..!!! وربما إلى المحاكم بعد ذلك !!!

كل ذلك ولعل الصغيرين – سبب المشكلة كلها – يلعبان معاً في ناحية ،
وهما يتضاحكان ،ولا يدريان بما سبباه من أحداث تبكي القلب ، وتدمع لها العين ..!!!

ولكن تعالوا لنرى صورة مشرقة ، نحسبها جديرة بالتوقف معها ، والاستفادة منها ،
لأنها صورة مثالية لأم عاقلة ، استطاعت بمنتهى الحكمة أن تستثمر المشهد نفسه ،
والقضية بعينها ، لتقرر في عقل الصغير قاعدة كبرى يواجه بها أحداث الحياة فيما بعد ..

والقصة غربية .. ولكن لا يجرمنكم شنآن قوم على أن تتعلموا منهم ما ينفعكم !!

يقول أحد رجال الأعمال _ وهي قصة قراءتها منذ زمن _ :
دخلت على أمي يوماً وأنا صغير ، أشكو ابن الجيران ، ساخطاً عليه ،
عاقداً العزم على عدم اللعب معه ، بل ألححت على أمي أن تثأر لي منه !!
فأصغت إليّ أمي حتى انتهيت ، ثم بادرت فأحضرت بين يدي مجموعة من المكعبات الخشبية ،
التي كنت ألعب بها أحياناً ،
ثم قالت لي وهي تبتسم وقد أمسكت بيدها مكعباً :
ألم تخبرني بأنه ساعدك في كذا ، يوم كذا ؟ فهذه حسنة لا ينبغي أن تنساها ،
ثم وضعت المكعب في ناحية ، وأخذت مكعباً آخر وقالت :
ألم يعطك يوماً لعبته المفضلة لتلعب بها ؟ فهذه حسنة أخرى .
ووضعت القطعة المكعبة فوق المكعب الأول ، ثم أخذت ثالثة وقالت :
ألم يسمح لك منذ يومين بركوب دراجته ؟ فهذه حسنة ثالثة ..
وهكذا ذهبت تعدد لي مناقب ابن الجيران ، حتى تكاثرت مكعبات الحسنات بشكل ملحوظ ،
وفي الأخير قالت في حزم :
وهذا المكعب يرمز إلى ما صنع بك صديقك هذا اليوم ..
فهل ترى أن تخاصمه لتخسر كل هذا الكوم من الحسنات في مقابل هذه السيئة ؟
إذن لن تكون رجلاً عاقلاً يا بني ..!

وشعرت أنها بكلماتها تلك غسلت قلبي تماماً ، مما كان فيه ،
وسرعان ما قررت أن أذهب إليه لأصالحه ..
وظلت تلك القصة عالقة في ذهني ، ونفعني الله بها كثيراً في حياتي العملية ،
وكلما واجهتني أحداث جديدة قد لا تسرني مع أصناف من الناس ،
فإنني لا أتسرع في الحكم ، ولكني أبادر إلى استحضار قصة المكعبات تلك ..
وهكذا عشت نقي الصدر ، لا أحمل إلا الحب للآخرين ..!!

والآن ، انظر ما أعظم هذا الدرس ، الذي استطاعت تلك الأم في جلسة خاطفة أن تغرسه ،
في قلب ولدها لينتفع به طوال حياته ..!!
فهل نستطيع أن نقول :
أن هذه الأم نموذج واضح لروعة ما يمكن أن تقوم به الأم من دور خطير في حياة أبنائها ؟

حقا لقد صدق والله من قال :
الأم مدرسة إذا أعددتها ** أعددت شعباً طيب الأعراق

MUSLIMAH
09-02-2005, 04:03 PM
السلام عليكم ..

لا بأس طهور إن شاء الله :)

تجربة مفيدة جدًا .. اسأل الله ينفع بها من قرأها ..

جزاك الله خيرًا

هايدي
09-02-2005, 04:04 PM
أخي وأستاذي الفاضل .. بو عبدالرحمن

لا بأس طهور إن شاء الله ..
وعوداً حميداً بين أخوتك هنا ..


أما عن تجارب الأمهات في تربية أبنائهم في موقف كهذا ترى العجب العجاب ..
قد ينتج عنه القطيعة والطلاق بين الكبار ..
في حين أن الأطفال قد عادوا لتتمة بقية لعبهم في صفاء نفس ..

فقصة هذه الأم الفاضلة التي علمت طفلها أن كما للناس مساوئ لهم محاسن قد تفوق عن مساوئهم .. !!


أتطلب صاحباً من الأخطاء لن تلقى ... لإاي الناس معصوم وللكمال لن ترقى


-------------------

جزاك الله خيراً أخي الفاضل على ما أفدت ..
أسأل الله أن يكون ما أصابك كفارة لكل ذنوبك ..

بو عبدالرحمن
10-02-2005, 03:47 PM
الأخت الفاضلة / مسلمة
....... سلم الله قلبك من كل شر وسوء

جزاك الله خير الجزاء .. وبارك الله فيك وفي أهلك جميعا

وثبتنا وإياكم على الهداية حتى نلقى الله وهو راضٍ عنا

اللهم آمين ..

إرث أحزان
10-02-2005, 05:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي الكريم بو عبدالرحمن ..

لا بأس طهور ان شاء الله .. والله يرزقك الاجر على صبرك انت وأسرتك ..

وعجبا لأمر المؤمن ..

أجمل تحية على المواضيع المتميزة

بو عبدالرحمن
13-02-2005, 05:48 PM
الأخت الفاضلة / هايدي
........ رحم الله والديك ، ورفع الله قدرك

جزاك الله خير الجزاء على المتابعة الواعية الرائعة

أسأل الله سبحانه أن ينفعك وينفع بك حيثما كنتِ

وأسأله سبحانه أن يجعلك مباركة أينما نزلتِ وحللتِ

اللهم آمين .. اللهم آمين

زمردة
14-02-2005, 03:17 PM
طهور بإذن الله شيخنا الفاضل أبو عبدالرحمن .

ودرس عظيم .. نسأل الله أن يوفقنا إلى تمثله دائماً ..

ونسأله أن يهبنا الحلم والأناة والحكمة .. لننال رضاه ومحبته ..

جزاك الله عنا خير الجزاء ..

وبانتظار دروسك المميزة دائماً ..

بشاير
15-02-2005, 07:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا بأس طهور بإذن الله ... جعل الله ما أصابك كفارة لك أخي أبو عبدالرحمن

وما أخالك سردت القصة التي ذكرت إلا لنضع دائما نصب أعيننا فضل الله علينا وكرمه اللامحدود معنا

لنظل دائما راضين بقضائه وصابرين على أقداره

اللهم قنا واصرف عنا برحمتك شر ما قضيت

متعك الله أخي الفاضل بالصحة والعافية وجزاك الفردوس الأعلى من الجنة

بو عبدالرحمن
19-02-2005, 05:55 PM
أخي الفاضل / أرث أفراح ..
......... رعاك الله وحفظك حيثما كنت

شكر الله لك هذه المتابعة ، وأسأل الله أن يجزل لك الثواب

كما أسأله أن يجعلك نافعا منتفعا ، هاديا مهديا حيثما كنت

اللهم آمين ..

بو عبدالرحمن
20-02-2005, 04:46 PM
الأخت الجليلة / زمردة
........ رعاك الله وحفظك وبارك فيك

شكر الله لك هذه المتابعة الواعية

وأسأل الله الكريم المنان أن ينفعك بما تقرأين ،

وأن يعينك على تطبيق ما انتفعتِ به ..

وأن يتقبل منك جهدك وجهادك .. ودعواتك ..

نعم ودعواتك أيضا التي لا نشك أن لنا نصيب فيها :-)

بارك الله فيك حيثما كنتِ ..

زهرة الندى
20-02-2005, 05:23 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
طهورا أخي الكريم أبو عبد الرحمن
و هنيئا لك الإبتلاء
و دفع الله ما كان أعظم

أما الطهور فأدعو الله أن يكون طهورا لجسدك من الأسقام
و طهورا لك من الدنوب و الخطايا

و أما التهنئة فهي لأن الإبتلاء نعمة من الله يؤتيها لأناس يختارهم و يصطفيهم ليرفع له الدرجات و نسأل الله و ندعوه عز و جل أن تكون منهم
فمن أحبه الله إبتلاه ليزيده قربا إليه و يذكره بفضله عليه
و أنا اقل من ان أذكركم أخي الكريم بالأحاديث التي تذكر لنا ذلك

و أما الثالثة فحمدا لله و ثناء يليق بجلال وجهه أن كان إبتلاؤك في جسدك و لم يكن في دينك الذي هو عصمة أمرك
و الحمد لله أن دفع ما كان أعظم من هذا الإبتلاء

نسأل أن يكون خروجك منه بنفس طاهرة طهارة الثوب الأبيض من الدنس

بو عبدالرحمن
23-02-2005, 06:26 AM
الأخت الفاضلة / بشاير
......... بشرك الله بالجنة ورضوان من الله أكبر

أسأل الله سبحانه كما ملأ وجه هذا النهار

بالضياء والإشراق أن يملأ قلبك كله بنور معرفته ونور محبته سبحانه

حتى يتوهج قلبك بمحبته جل جلاله ...

فلا يلتفت إلا إليه سبحانه
.. ولا يتعلق إلا به وحده .. اللهم آمين

شكر الله لك هذه المتابعة الواعية ، التي أسأل الله سبحانه أن تجدي بركتها في حياتك ..

أرجو أن تواصلي دعواتك الطيبة لأخيك لعل الله ينفعني بها برحمته

بارك الله فيك حيثما حللت ورحلتِ ، ونزلتِ وظعنتِ ..

بو عبدالرحمن
24-02-2005, 06:57 AM
الأخت الفاضلة / زهرة الندى
............ رحم الله والديك الكريمين ورفع الله قدرك في الدارين

شكر الله لك هذه المتابعة الواعية ،

والتي أسأل المولى الكريم أن تجدي صداها وبركتها في حياتك

وجزاك الله خير الجزاء على كلماتك الطيبة المعطرة

وأهنئك على هذا الطرح الجميل ،

وابارك لك هذا الفهم الرائع الذي يغيب عن كثير جدات من الناس

وأدعو الله أن يزيدك من فضله العظيم ، فإنه رب العرش العظيم ذو الفضل العظيم ..

لا تنسي أخاك من دعواتك الطيبة المباركة ، لعل الله أن ينفعني بها