PDA

View Full Version : فن كتابة المقالة (1-2)


فتى دبي
25-01-2005, 12:28 PM
يعتبر فن المقالة من الفنون الأدبية المستقلة والمنفردة بخصوصيتها وقوانينها وكما أنها تعتبر من الفنون المهمة جداً في حياة الأدب سواء كان أدباً عربياً أم غربياً. وكما تري فعند ذكر كلمة مقالة يأتي في عقل القاريء تلك القطعة المكونة من مجموعة أفكار يطرحها كاتب المقالة ويعرض فيها قضية معينة يتم تداولها في هذه المقالة محاولاً الوصول إلي حل أو إبداء وجهة نظر خاصة به تجاه موضوع المقالة.

والمقالة قديمة يعود تاريخها حسب المصادر الأدبية والتاريخية إلي الكاتب الفروسي ميشييل دي مونتين ويعتبر هذا الرجل من أهم كتاب المقالة ورائد المقالة الحديثة في الآداب الأوروبية.

هذا لن يفيدنا كثيراً في دراسة المقالة ومعرفة مكوناتها وكيفية كتابتها بطريقة أدبية بسيطة لتسهيلها علي القاريء أو عاشق فن المقالة. ولكن سنبدأ من هنا لندخل في محور هذا الكتاب الإلكتروني عن فن المقالة:

تعريف المقالة:

قال الدكتور جونسون بتعريفه للمقالة: المقالة نزوة عقلية لا ينبغي أن يكون لها ضابط من نظام. هي قطعة لا تجري علي نسق معلوم ولم يتم هضمها في نفس صاحبها أو كاتبها، ولا بد من مراعاة أن هذا التعريف من الدكتور جونسون يعرف المقالة في عصره هو أن عصرها الأول وليس بالضرورة أن يكون تعريف المقالة لهذا العصر.

وكان تعريف أدموند جوس بأنه قال: هي قطعة إنشائية ذات طول معتدل تكتب نثراً تمس موضوعاً معيناً تحاول ملامسته من نواح عدّة .

ومن هذه التعريفات نستطيع أن نجعل تعريفنا للمقالة بأنها قعطة معتدلة الطول تخرج بعفوية وصدق من كاتبها لعلاج قضية معينة يحددها الكاتب ويفضل ألا تحمل من الكلفة ولا التعقيد شيئاً.

وللمقالة أنواع عدة ولكل نوع من هذه الأنواع ظروفه الخاصة به وأسلوبه الخاص أيضاً، فالكاتب إما أن يكتب مقالة تدل علي أفكاره هو أو عواطفه وميوله الخاصة ويكون محور الحديث فيها عن نفسه أو ذاته لذلك أطلقوا عليها اسم (المقالة الذاتية).

وإما أن تكون المقالة طرحاً لموضوع أو قضية ودراستها وتوضيحها أو بيان فحواها للقاريء بأسلوب علمي ودراسة واعية لا علاقة لميول الكاتب وعواطفه فيها لأنها تشترط أن يتخلي الكاتب عن عواطفه إذا أراد كتابة هذا النوع من المقالات ويسمي (المقالة الموضوعية).

إذا مما سبق نستطيع القول أن المقالة هي إما أن تكون ذاتية:

فتهتم بإظهار شخصية الكاتب.

وتهتم بالأسلوب الأدبي أو الجمالي.

وتكون ميول الكاتب وعواطفه حية في هذه المقالة.

وحرة في أسلوبها لا تحكمها ضوابط معينة.

واما الموضوعية:

فتطرح موضوعاً معيناً وتكشف عن خفاياه ليكون الموضوع واضحاً للقاريء.

ويكون الأسلوب فيها واضحاً وبسيطاً من غير غموض ولبس.

وتحرص المقالة الموضوعية علي استخراج النتائج وتقديم الأدلة والمقدمات والتقيد بالموضوع.

ولكنهما في الأخير يشتركان في أن كليهما آتٍ من رغبة تعبيرية لدي الكاتب عن قضية أو طرح معين.

المقالة النقدية الأدبية:

وهذا النوع من المقالات كثيراً ما تجده في عالم الأدب والفن، وتعتمد اعتماداً كبيراً علي التذوق وقدرة الكاتب علي فهم ودراسة العمل الأدبي وتحليله وتفصيله واستخراج النتائج وعرضها بأسلوب نقدي واضح للجمهور.

مقالة النقد الاجتماعي:

وقلنا أن المقالة هي قطعة معلومة الطول تطرح قضية معينة لذلك كان لا بد من وجود مثل هذا النوع من المقالات في كل مجتمع تتغير فيه عادات أو تدخل عليها أخري غريبة أو مستحدثة. فكان لا بد من وجود طريقة للتعبير عن الرأي الخاص في هذا التغيير. فكانت المقالة الاجتماعية النقدية هي الطريقة المثلي لذلك. وتعتبر هذه المقالة من المقالات الإصلاحية في المجتمعات فالكل يستطيع كتابتها ما دام قادراً علي الكتابة بصدق وملماً بفنون الكتابة.

مقالات الوصف :

ومن عنوانها تعرف مضمونها هي مقالات تحمل الوصف للقاريء عن بيئة أو أحداث مهمة.

وتحتاج إلي من يصفها لتصل إلي عقل القاريء بسهولة فكان لا بد من ظهور كاتب يحترف.

وهذا العمل الكتابي الجميل. تحتاج هذه المقالة والتي نسميها (المقالة الوصفية) إلي كاتب واع له القدرة علي الوصف بدقة وعبقرية ليكون مسيطراً علي عقل وذهن القاريء وبارعاً في التصوير للأحداث أو الصور التعبيرية الجميلة.

مقالة السيرة:

وربما تعتقد أن السيرة هنا هي سيرة القدماء من العصورر القديمة كامريء القيس أو عنترة العبسي ولكن لا، ليس هذا المطلوب منك إذا أردت كتابة مقالة سيرية أو سيرة مقالية. فهذا النوع من المقالات يتحدث عن موقف إنساني لشخص صدر منه موقف فآثر هذا الموقف بالكاتب وبدأ يترجم تأثره في صدر المقالة معبراً عن عواطفه وانفعالاته وانطباعاته الخاصة بالموقف.

ومقالة السيرة تعتبر سيرة قصيرة كما أن الأقصوصة هي أقصر من القصة القصيرة. فالسيرة الكبيرة تشمل عالماً بأكمله أما المقالة السيرية فلا تتعدي شخصية وموقفاً معيناً وإبداء رأي الكاتب.

المقالة التاريخية :

تعتمد هذه المقالة علي الأحداث التاريخية والروايات وجمعها من الخبر التاريخي وتنسيقها ثم عرضها بطريقة الكاتب ولكن يشترط علي الكاتب هنا الأمانة في الطرح وعدم إدخال ميوله في هذا النوع من المقالات لحساسيته مع التاريخ وأنت تعلم ما نعني.

المقالة العلمية :

ويهتم هذا النوع من المقالات بالعلوم والنظريات والعلماء وطرح المستجدات علي الساحة العلمية من أمور والبحوث والدراسات وغيرها من الأمور المتعلقة بالعلم.

من قراءاتي