PDA

View Full Version : الجزاء من جنس العمل


فتى دبي
24-01-2005, 01:10 PM
لقد جعل رب العزة سبحانه وتعالي المؤمنين اخوة، وزادهم بالتعاون والاخلاص قوة وامرهم بالصفح والوفاء، ونهي عن التمسك بأسباب العداوة والبغضاء.

ان القيام بحقوق المسلمين، وحسن الصحبة معهم، وادخال السرور عليهم، من فضائل الدين، حث علي ذلك القرآن الكريم واوصي بها الرسول الأمين.

لقد شبه - الرسول صلي الله عليه وسلم - المسلمين في توادهم وتراحمهم بالجسد الواحد اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي، كذلك قال صلي الله عليه وسلم: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر علي معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه) كما قال - صلي الله عليه وسلم: ( من أدخل علي أهل بيت من المسلمين سرورا لم يرض الله له ثوابا دون الجنة).

وجاء رجل وقال: يارسول الله أي الناس احب الي الله تعالي: فقال: احب الناس الي الله انفعهم للناس. واحب الاعمال الي الله عز وجل سرور تدخله علي مسلم تكشف عنه كربة. أو تقضي عنه دينا. أو تطرد عنه جوعا، ولان امشي مع اخ في حاجة احب الي من ان اعتكف في هذا المسجد شهرا - يعني مسجد المدينة - ومن كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه لامضاه، ملأ الله قلبه رضا، ومن مشي مع اخيه في حاجة حتي يقضيها له ثبت الله قدميه يوم تزول الاقدام).

ولقد منَّ العلي العظيم - سبحانه وتعالي - علي من يمشي في حاجة اخيه بالامن والامان يوم القيامة، تصديقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم (ان لله خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع اليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله تعالي). وقال صلي الله عليه وسلم (من أغاث ملهوفا له ثلاث وسبعون مغفرة. واحدة فيها صلاح امره كله. وثنتان وسبعون له درجات يوم القيامة.

ان الجزاء من جنس العمل، وما اعظم واكرم هذا الجزاء من الكريم سبحانه وتعالي لعباده المخلصين ذوي العطاء الجميل، لذا روي الترمذي ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: (أيما مؤمن أطعم مؤمنا علي جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمر الجنة، وأيما مؤمن سقي مؤمنا علي ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم وأيما مؤمن كسا مؤمنا علي عري كساه الله من خضر الجنة).

لقد عرف المسلمون في الصدر الأول الاسلامي قيمة هذه الاخوة، وصدق تلك المودة، وما ينتج عنهما من منافع دينية واخروية. وعرفوا ان الخير لا يأتيهم كاملا الا بتآخيهم، وفهموا ان انكماش الانسان علي نفسه، وعدم شعوره بشعور غيره يؤدي الي تفكك هذه الرابطة، وانحلال هذه المجموعة، فهؤلاء المهاجرون والانصار بعد ان آخي الرسول بينهم يتقاسمون اموالهم عن طيب خاطر، وسماحة نفس، يواسي الانصار اخوانهم المهاجرين ويحبون من هاجر اليهم وسجل الله لهم هذا الايثار ومدحهم بذلك في كتابه العزيز والذين تبوءُوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولايجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون .

والله تعالي خلق المعروف. وخلق له اهلا فحببه اليهم. وحبب اليهم فعاله ووجه اليهم طلابه، كما وجه الماء الي الارض الجدبة لتحيا به وليحيا به اهلها قال صلي الله عليه وسلم: (ان لهذا الخير خزائن. ولتلك الخزائن مفاتيح فطوبي لعبد جعله الله عز وجل مفتاحا للخير مغلاقا للشر، وويل لعبد جعله الله مفتاحاً للشر مغلاقا للخير).

وقال - صلي الله عليه وسلم: (صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة الخفية تطفيء غضب الرب. وصلة الرحم تزيد العمر. وكل معروف صدقة. واهل المعروف في الدنيا هم اهل المعروف في الآخرة. واهل المنكر في الدنيا هم اهل المنكر في الآخرة، واول من يدخل الجنة هم اهل المعروف).

وقيل: اصنع المعروف في اهله وفي غير اهله فان اصبت اهله فهو اهله، وان لم تصب اهله فأنت من اهله. وصدق من قال: من يفعل الخير لا يعدم جوازيه.

لا يذهب العرف بين الله والناس..

قيل لحكيم: ما أعظم المصائب عندكم؟ قال ان تقدر علي المعروف فلا تصنعه حتي يفوت.

فهنيئا للذين يسر الله لهم خدمة الناس. والسعي في مصالح العامة، فهذه الحاجات التي توجه اليهم من الخلق، نعم قد انعم الله بها عليهم وشكر النعم يستوجب منهم ان يبذلوا كل جهد في قضاء ما جعلهم الله له مفاتيح واسبابا.. وصدق من قال:

لا تقطعن عادة الاحسان الي احد

ما دمت تقدر فالايام تارات

واشكر فضيلة صنع الله اذ جعلت

اليك لا لك عند الناس حاجات

أما من منع مساعدة الناس وهو قادر وتخلي عن استغاثة الملهوف نزع الله منه تلك النعم، فحولها الي غيره. قال احد الحكماء: من كثرت نعم الله عليه كثرت حوائح الناس اليه، فإن قام بما يجب لله فيها عرضها للدوام والبقاء وان لم يقم بما يجب لله فيها عرضها للزوال.

لقد اخرج رسول الله صلي الله عليه وسلم المهملين في حقوق المسلمين من زمرة الاسلام والمسلمين قال صلي الله عليه وسلم (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم).

فلنخلص في العمل، ولنحافظ علي حقوق اخواننا، ولنسع في قضاء مصالحهم ابتغاء مرضات الله تعالي واحتسابا لاجره الجزيل، وليكن شعارنا في حياتنا قول الحق سبحانه وتعالي: (وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الاثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب).

زمردة
29-01-2005, 01:07 AM
فتى دبي ..

نسأل الله أن يوفقنا إلى ما أرشدتنا إليه ..

جزاك الله خيراً ..

ندى الكويت
29-01-2005, 01:30 PM
جــــــــزاك الله خيــــــــراً وبارك الله فيـــــــــك :rolleyes:

ليلك الامارات
30-01-2005, 03:51 PM
جزاك الله ألف خير

مسك الختام
31-01-2005, 03:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم على قدمت00

قال الشاعر:-

وأفضل الناس من بين الورى رجل

تقضى على يده للناس حاجات

لاتمنعن يد المعروف عن أحد

مادمت مقتدراً00فالسعد تارات

واشكر فضائل صنع الله إذ جعلت

إليك00 لا لك عند الناس حاجات