ثابت الجنان
05-01-2005, 04:21 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من زمان ... قال عمّنا فولتر : " أختلف معك في الرأي ... لكنني على استعداد للدفاع عن رأيك حتى
الموت " ... كلمات جميلة أليس كذلك؟؟؟
وفي الأربعينات قال أخونا جوبلز " كلما سمعت كلمة ثقافة تحسّس مسدسي " كلمات تصف عهد
نازي زائل .
واليوم ... ولأننا أكثر ذكاء ومهارة من الجميع ... فقد عملنا توليفة جامدة جداً من عمّنا فولتر وأخونا
جوبلز ... فنحن نختلف معك في الرأي ... وعلى استعداد للدفاع عن رأينا حتى الموت ... موتك طبعاً
أنت وبقية العائلة الكريمة ... وكلما سمعنا كلمة ثقافة وفن وحرية تحسّسنا المطواة قرن الغزال، ثم
وضعناها في عينك أو في كرشك ...
فنحن لا نحب الحوار ... ولا الرأي الآخر ... فما نراه نحن هو الصحيح الوحيد والمطلق في العالم ... وما
يراه الآخرون هو الخطأ المطلق والسقطة الكبرى والفضيحة التي لا قبلها ولا بعدها ...
كلنا نعرف ... عندما يناقش الغرب قضاياه، يناقشها بمنتهى الحرية ... جميع الأطراف تتحاور ... لا أحد
ينط في كرش الآخر ... ولا أحد يتّهم الآخر بالانحلال أو الجنون أو حتى الغباء ... ولذلك يتخلصون من
مشاكلهم وأمراضهم النفسية والاجتماعية ... يصبحون بشراً يحبون الحياة دون عقد ... ودون مهاترات
فارغة .
ونحن بالطبع عندما نشاهد ذلك نصاب بالانهيار والدهشة والعجب، ونصفق لهم على هذه الحرية،
والحوار الممتع الذي يصل في النهاية إلى المواجهة الحادة القوية ... والسليمة أيضاً ...
ولكن المصيبة الكبرى ... أننا عندما نحاول، أو حتى نفكر مجرد التفكير في تقديم ومناقشة قضايانا
العربية ... تقوم الدنيا ولا تقعد ... فكل واحد لا يريد أن يسمع الآخر ... وكل واحد يريد أن يفقع
الآخر مطواة في كرشه، أو يرشه بماء النار حتى لا تقوم له قائمة بعد ذلك، والأكثر مرارة ... أننا نصرخ
بأعلى أصواتنا، أن ما يحدث عيب ... كيف يا إخوانا ؟! علينا بالتأني... وما هو التأني ... الأفضل أن تقولوا
لنا ما هو الصحيح لنعمل به ؟! سكوت رهيب لا أحد يعرف الجواب ... المهم أن تفضوا هذا السامر
بالذوق، قبل أن نقلب على رأسه الدنيا .
وتستمر المناقشة ... آسف ... أقصد المذبحة ... والتي لا بد أن تنتهي بأحد الطرفين ملقى على
الأرض، بينما الطرف الآخر يقف منتصراً رافعاً يديه ... ملوحاً بقبضته في وجه المعترضين الصارخين ...
وتستمر هذه المجزرة حتى يستسلم الخصوم ... وينسحبوا بعد هزيمة ساخنة ... حاملين قتلاهم
وأسراهم .
لقد أصبح الحوار في هذا الزمن الصعب مثل مصارعة الديكة ... أو مصارعة الثيران ... حسب الموضوع
المطروح للحوار ... وحسب الأطراف والقوات المشتركة في المناقشة، ولذلك ... احترسوا أيها
السادة ... ولا تفتحوا أفواهكم إلا بكلمة نعم نعم ... فهي في عالمنا العربي بوابة الدخول للسلامة .
ثابت الجنان
من زمان ... قال عمّنا فولتر : " أختلف معك في الرأي ... لكنني على استعداد للدفاع عن رأيك حتى
الموت " ... كلمات جميلة أليس كذلك؟؟؟
وفي الأربعينات قال أخونا جوبلز " كلما سمعت كلمة ثقافة تحسّس مسدسي " كلمات تصف عهد
نازي زائل .
واليوم ... ولأننا أكثر ذكاء ومهارة من الجميع ... فقد عملنا توليفة جامدة جداً من عمّنا فولتر وأخونا
جوبلز ... فنحن نختلف معك في الرأي ... وعلى استعداد للدفاع عن رأينا حتى الموت ... موتك طبعاً
أنت وبقية العائلة الكريمة ... وكلما سمعنا كلمة ثقافة وفن وحرية تحسّسنا المطواة قرن الغزال، ثم
وضعناها في عينك أو في كرشك ...
فنحن لا نحب الحوار ... ولا الرأي الآخر ... فما نراه نحن هو الصحيح الوحيد والمطلق في العالم ... وما
يراه الآخرون هو الخطأ المطلق والسقطة الكبرى والفضيحة التي لا قبلها ولا بعدها ...
كلنا نعرف ... عندما يناقش الغرب قضاياه، يناقشها بمنتهى الحرية ... جميع الأطراف تتحاور ... لا أحد
ينط في كرش الآخر ... ولا أحد يتّهم الآخر بالانحلال أو الجنون أو حتى الغباء ... ولذلك يتخلصون من
مشاكلهم وأمراضهم النفسية والاجتماعية ... يصبحون بشراً يحبون الحياة دون عقد ... ودون مهاترات
فارغة .
ونحن بالطبع عندما نشاهد ذلك نصاب بالانهيار والدهشة والعجب، ونصفق لهم على هذه الحرية،
والحوار الممتع الذي يصل في النهاية إلى المواجهة الحادة القوية ... والسليمة أيضاً ...
ولكن المصيبة الكبرى ... أننا عندما نحاول، أو حتى نفكر مجرد التفكير في تقديم ومناقشة قضايانا
العربية ... تقوم الدنيا ولا تقعد ... فكل واحد لا يريد أن يسمع الآخر ... وكل واحد يريد أن يفقع
الآخر مطواة في كرشه، أو يرشه بماء النار حتى لا تقوم له قائمة بعد ذلك، والأكثر مرارة ... أننا نصرخ
بأعلى أصواتنا، أن ما يحدث عيب ... كيف يا إخوانا ؟! علينا بالتأني... وما هو التأني ... الأفضل أن تقولوا
لنا ما هو الصحيح لنعمل به ؟! سكوت رهيب لا أحد يعرف الجواب ... المهم أن تفضوا هذا السامر
بالذوق، قبل أن نقلب على رأسه الدنيا .
وتستمر المناقشة ... آسف ... أقصد المذبحة ... والتي لا بد أن تنتهي بأحد الطرفين ملقى على
الأرض، بينما الطرف الآخر يقف منتصراً رافعاً يديه ... ملوحاً بقبضته في وجه المعترضين الصارخين ...
وتستمر هذه المجزرة حتى يستسلم الخصوم ... وينسحبوا بعد هزيمة ساخنة ... حاملين قتلاهم
وأسراهم .
لقد أصبح الحوار في هذا الزمن الصعب مثل مصارعة الديكة ... أو مصارعة الثيران ... حسب الموضوع
المطروح للحوار ... وحسب الأطراف والقوات المشتركة في المناقشة، ولذلك ... احترسوا أيها
السادة ... ولا تفتحوا أفواهكم إلا بكلمة نعم نعم ... فهي في عالمنا العربي بوابة الدخول للسلامة .
ثابت الجنان