محب الشيخ العثيمين
14-05-2004, 05:49 PM
بعد الهجوم الإرهابي الذي وقع في ينبع وأودي بحياة أمريكيين وبريطانيين واسترالي في إحدي الشركات الصناعية, سأل رجال الأمن السعوديين الإرهابي الذي أصيب, من أنت ومن يقف وراءك ؟ فأجاب في هدوء: لن أقول من أنا, ولن أكشف عمن يقف ورائي.
ولم تمض سوي ساعات قليلة في اليوم نفسه حتي جاءت الإجابة علي لسان الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد, نائب رئيس مجلس الوزراء, حين قال جازما: إن%95 من الحوادث الإرهابية في السعودية تحركها أصابع صهيونية.
قبل أشهر قليلة وبالتحديد أثناء معايدته للقوات المسلحة أشار الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران إلي وجود أياد خفية أجنبية تحاول العبث بالأمن في السعودية, حينها وقف الكثيرون مذهولين, لكن العالمين بسير الأحداث كانوا علي قناعة بأن هذا الاستهداف اليومي لابد وأن تكون وراءه أياد صهيونية.
سيناريو الموساد
وإذا كان تنظيم القاعدة وأتباعه يتبنون هذه الهجمات, يبقي السؤال الكبير مطروحا بقوة, هل بن لادن عميل للموساد الإسرائيلي؟
يري الخبراء أنه ليس شرطا أن يكون الشخص عميلا مباشرا لأي جهاز مخابرات حتي يستفيد منه, لكن قد يكون في تنفيذ هذا الشخص أنشطة بعينها تماس مع مصالح هذا الجهاز الاستخباراتي أو الدولة بدون أن يكون هناك أي تعاون في الأساس, ويعود هؤلاء بالذاكرة إلي أيام الجهاد الإسلامي في أفغانستان حين كان بن لادن وأمريكا يحاربان عدوا مشتركا وبعد اكتمال المهمة بنجاح وخروج السوفيت حدث الاقتتال الداخلي بين الأفغان أنفسهم, كان تجنيد الأفراد في تنظيم القاعدة مفتوحا لمن يصل إلي مطار بيشاور وبالطبع لم يكن صعبا علي الموساد أن يدخل عناصر له ضمن أجهزة هذه المجموعات لتصل إلي مراكز متقدمة, وبالتالي تؤثر علي أنشطة القاعدة أو سياستها.
ومنها يمكن ترجيح السيناريو التالي, فيما يتعلق بعملية11 سبتمبر التي شارك في تنفيذها سعوديون, إذ ربما كانت مدعومة من الموساد الذي حذر أمريكا منها بمعلومات سطحية إبراء للذمة إذا كانت هناك ذمة في الأساس, ومن الدلائل علي ذلك دخول محمد عطا أمريكا بتأشيرة منتهية الصلاحية واكتشاف شبكة تجسس إسرائيلية بالقرب من الحادث, وكان الهدف الإسرائيلي من ذلك أن يقف العالم بأسره وفي صدارته أمريكا وأوروبا في صف واحد ضد المسلمين, وإعطاء أمريكا الفرصة للتدخل في الدول العربية والإسلامية تحت هذه الذريعة
ويتساءل أصحاب هذه النظرية: لماذا يصر تنظيم القاعدة علي عدم تنفيذ أي عمليات ضد إسرائيل ولماذا يتذرعون بأنه لا جهاد في فلسطين؟ لأن الغرض هو الأرض, ولماذا أيضا يتهمون الفلسطينيين بأنهم ليسوا صفاة العقيدة؟ وذلك علي الرغم من أن العديد من الأهداف الصهيونية يمكن النيل منها.
وقد نجح بن لادن في خلق حالة من المواجهة والعداء بين المسلمين ودول العالم خاصة أمريكا والغرب من خلال هذه العمليات التي ينفذها مشعلا بذلك الحرب الأيديولوجية بين الجانبين.
ويستغرب الخبراء تركيز القاعدة علي ما يزعمون أنه إخراج الأمريكيين من جزيرة العرب, فالهدف الحقيقي حسب هؤلاء الخبراء هو إضعاف العلاقة بين السعودية وأمريكا وتحقيق الصدام بين البلدين اللذين يرتبطان بمصالح قوية منذ أكثر من50 عاما, ويقول هؤلاء الخبراء أين كانت القاعدة من إسرائيل؟ ولماذا لم تطلق ضدها طلقة واحدة باتجاهها؟ ولماذا الصمت علي القوات الأمريكية في قطر إذا كان الهدف فعلا إخراج الأمريكيين من جزيرة العرب؟
وفي كل الأحوال يبقي توقيت العملية الإرهابية التي نفذت في ينبع لها أهدافها وتبعاتها أيضا, وعنها يقول لـ الأهرام العربي الكاتب مشاري الذايدي: هذه العملية يمكن النظر إليها كامتداد جغرافي للعمليات التي بدأت من المدن الرئيسية المعروفة مثل الرياض وجدة ومكة, بهدف سياسي وهو استهداف أجانب هذه المرة من أجل تحسين الصورة التي تشوهت كثيرا لهم بعد تفجير الوشم الذي استهدف مدنيين سعوديين, ويضيف: القاعدة لا تفرق بين أمريكي مدني وآخر عسكري, إذ لديها للأسف الشديد مسوغات فقهية مزعومة تبررها هذه الجرائم وهي بهذا الجرم تعتقد أنها يمكن أن تستعيد جزءا ولو بسيطا من رصيدها اعتمادا علي سخط الشارع العربي علي الأمريكيين والنسيان السريع للعرب اعتمادا علي ذاكرتهم المثقوبة, وينتقد الذايدي ما يصفه بضبابية الرؤية التي لا تزال تري أن استهداف الأجانب له ما يبرره ولو كانوا مدنيين مسالمين,
ويعتقد الكاتب أن الشحن النفسي للبسطاء ضد الغرب وأمريكا علي السواء يحتاج إلي سنوات للعلاج منه, ويعتقد الذايدي أنه ينبغي من أجل علاج الوضع الراهن تثبيت وإصلاح الثقافة الدينية السائدة وإجراء حوار مفتوح مع الذات نسأل فيه أنفسنا ماذا نريد بالضبط وأين يكمن الخلل؟ مع إعادة النظر في خطط التربية والتعليم.
أزمة فكر
ويضيف الدكتور محسن العواجي الذي بدا متأثرا للغاية بالصور التي بثت للعراقيين في سجن أبوغريب, إن العنف مرفوض ضد الأبرياء, لكننا يجب أن نجري مراجعة لفكر هؤلاء وتعريته علي الطاولة, حيث من الواضح أن الإشكالية الرئيسية فكرية بالأساس. ويجب أن يمضي العمل الأمني في تواز مع الفكر والإصلاحات من أجل إيقاف العنف.
ويستغرب العواجي موقف أمريكا والغرب عموما من ملف الإرهاب ويقول: لقد احتضنوهم طويلا وجاء الوقت لكي يكتووا من نار هذه العمليات التي دافعوا عنها في السابق, مشيرا إلي أن ما يحدث في العراق اليوم من الأمور المؤسفة لنا, ويتساءل عن الكرامة العربية اليوم ويقول: لقد حارب العرب قديما40 عاما من أجل كرامة ناقة في حرب البسوس, أما نحن اليوم فتنتهك كرامتنا وإنسانيتنا ولا أحد يتحرك.
ويبقي سؤال حائر يبحث عن إجابة واضحة كيف حصل الإرهابيون علي السلاح والمال الذي يمولون به عملياتهم الإجرامية خاصة أن الكميات التي تم ضبطها مما هو معلن فقط تكفي لتدمير دول وليس مجرد مبني, وعلي سبيل المثال, من أين أتي هؤلاء بجوال محشو بالأموال يتحركون به في صحراء العمارية بالرياض؟ إن المسئولين السعوديين يسعون إلي سد منافذ التهريب مع اليمن, لكن من المؤكد أن السلاح المكدس الذي تم ضبطه لا يستطيع أناس بسطاء لم يكملوا تعليمهم الثانوي أو الجامعي جمعه, وهذا ما يرجح مرة أخري سيناريو وقوف جهات مشبوهة وراء تلك العمليات ليس أقلها الموساد*
الأهرام العربي \ جدة- أمين رزق
ولم تمض سوي ساعات قليلة في اليوم نفسه حتي جاءت الإجابة علي لسان الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد, نائب رئيس مجلس الوزراء, حين قال جازما: إن%95 من الحوادث الإرهابية في السعودية تحركها أصابع صهيونية.
قبل أشهر قليلة وبالتحديد أثناء معايدته للقوات المسلحة أشار الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران إلي وجود أياد خفية أجنبية تحاول العبث بالأمن في السعودية, حينها وقف الكثيرون مذهولين, لكن العالمين بسير الأحداث كانوا علي قناعة بأن هذا الاستهداف اليومي لابد وأن تكون وراءه أياد صهيونية.
سيناريو الموساد
وإذا كان تنظيم القاعدة وأتباعه يتبنون هذه الهجمات, يبقي السؤال الكبير مطروحا بقوة, هل بن لادن عميل للموساد الإسرائيلي؟
يري الخبراء أنه ليس شرطا أن يكون الشخص عميلا مباشرا لأي جهاز مخابرات حتي يستفيد منه, لكن قد يكون في تنفيذ هذا الشخص أنشطة بعينها تماس مع مصالح هذا الجهاز الاستخباراتي أو الدولة بدون أن يكون هناك أي تعاون في الأساس, ويعود هؤلاء بالذاكرة إلي أيام الجهاد الإسلامي في أفغانستان حين كان بن لادن وأمريكا يحاربان عدوا مشتركا وبعد اكتمال المهمة بنجاح وخروج السوفيت حدث الاقتتال الداخلي بين الأفغان أنفسهم, كان تجنيد الأفراد في تنظيم القاعدة مفتوحا لمن يصل إلي مطار بيشاور وبالطبع لم يكن صعبا علي الموساد أن يدخل عناصر له ضمن أجهزة هذه المجموعات لتصل إلي مراكز متقدمة, وبالتالي تؤثر علي أنشطة القاعدة أو سياستها.
ومنها يمكن ترجيح السيناريو التالي, فيما يتعلق بعملية11 سبتمبر التي شارك في تنفيذها سعوديون, إذ ربما كانت مدعومة من الموساد الذي حذر أمريكا منها بمعلومات سطحية إبراء للذمة إذا كانت هناك ذمة في الأساس, ومن الدلائل علي ذلك دخول محمد عطا أمريكا بتأشيرة منتهية الصلاحية واكتشاف شبكة تجسس إسرائيلية بالقرب من الحادث, وكان الهدف الإسرائيلي من ذلك أن يقف العالم بأسره وفي صدارته أمريكا وأوروبا في صف واحد ضد المسلمين, وإعطاء أمريكا الفرصة للتدخل في الدول العربية والإسلامية تحت هذه الذريعة
ويتساءل أصحاب هذه النظرية: لماذا يصر تنظيم القاعدة علي عدم تنفيذ أي عمليات ضد إسرائيل ولماذا يتذرعون بأنه لا جهاد في فلسطين؟ لأن الغرض هو الأرض, ولماذا أيضا يتهمون الفلسطينيين بأنهم ليسوا صفاة العقيدة؟ وذلك علي الرغم من أن العديد من الأهداف الصهيونية يمكن النيل منها.
وقد نجح بن لادن في خلق حالة من المواجهة والعداء بين المسلمين ودول العالم خاصة أمريكا والغرب من خلال هذه العمليات التي ينفذها مشعلا بذلك الحرب الأيديولوجية بين الجانبين.
ويستغرب الخبراء تركيز القاعدة علي ما يزعمون أنه إخراج الأمريكيين من جزيرة العرب, فالهدف الحقيقي حسب هؤلاء الخبراء هو إضعاف العلاقة بين السعودية وأمريكا وتحقيق الصدام بين البلدين اللذين يرتبطان بمصالح قوية منذ أكثر من50 عاما, ويقول هؤلاء الخبراء أين كانت القاعدة من إسرائيل؟ ولماذا لم تطلق ضدها طلقة واحدة باتجاهها؟ ولماذا الصمت علي القوات الأمريكية في قطر إذا كان الهدف فعلا إخراج الأمريكيين من جزيرة العرب؟
وفي كل الأحوال يبقي توقيت العملية الإرهابية التي نفذت في ينبع لها أهدافها وتبعاتها أيضا, وعنها يقول لـ الأهرام العربي الكاتب مشاري الذايدي: هذه العملية يمكن النظر إليها كامتداد جغرافي للعمليات التي بدأت من المدن الرئيسية المعروفة مثل الرياض وجدة ومكة, بهدف سياسي وهو استهداف أجانب هذه المرة من أجل تحسين الصورة التي تشوهت كثيرا لهم بعد تفجير الوشم الذي استهدف مدنيين سعوديين, ويضيف: القاعدة لا تفرق بين أمريكي مدني وآخر عسكري, إذ لديها للأسف الشديد مسوغات فقهية مزعومة تبررها هذه الجرائم وهي بهذا الجرم تعتقد أنها يمكن أن تستعيد جزءا ولو بسيطا من رصيدها اعتمادا علي سخط الشارع العربي علي الأمريكيين والنسيان السريع للعرب اعتمادا علي ذاكرتهم المثقوبة, وينتقد الذايدي ما يصفه بضبابية الرؤية التي لا تزال تري أن استهداف الأجانب له ما يبرره ولو كانوا مدنيين مسالمين,
ويعتقد الكاتب أن الشحن النفسي للبسطاء ضد الغرب وأمريكا علي السواء يحتاج إلي سنوات للعلاج منه, ويعتقد الذايدي أنه ينبغي من أجل علاج الوضع الراهن تثبيت وإصلاح الثقافة الدينية السائدة وإجراء حوار مفتوح مع الذات نسأل فيه أنفسنا ماذا نريد بالضبط وأين يكمن الخلل؟ مع إعادة النظر في خطط التربية والتعليم.
أزمة فكر
ويضيف الدكتور محسن العواجي الذي بدا متأثرا للغاية بالصور التي بثت للعراقيين في سجن أبوغريب, إن العنف مرفوض ضد الأبرياء, لكننا يجب أن نجري مراجعة لفكر هؤلاء وتعريته علي الطاولة, حيث من الواضح أن الإشكالية الرئيسية فكرية بالأساس. ويجب أن يمضي العمل الأمني في تواز مع الفكر والإصلاحات من أجل إيقاف العنف.
ويستغرب العواجي موقف أمريكا والغرب عموما من ملف الإرهاب ويقول: لقد احتضنوهم طويلا وجاء الوقت لكي يكتووا من نار هذه العمليات التي دافعوا عنها في السابق, مشيرا إلي أن ما يحدث في العراق اليوم من الأمور المؤسفة لنا, ويتساءل عن الكرامة العربية اليوم ويقول: لقد حارب العرب قديما40 عاما من أجل كرامة ناقة في حرب البسوس, أما نحن اليوم فتنتهك كرامتنا وإنسانيتنا ولا أحد يتحرك.
ويبقي سؤال حائر يبحث عن إجابة واضحة كيف حصل الإرهابيون علي السلاح والمال الذي يمولون به عملياتهم الإجرامية خاصة أن الكميات التي تم ضبطها مما هو معلن فقط تكفي لتدمير دول وليس مجرد مبني, وعلي سبيل المثال, من أين أتي هؤلاء بجوال محشو بالأموال يتحركون به في صحراء العمارية بالرياض؟ إن المسئولين السعوديين يسعون إلي سد منافذ التهريب مع اليمن, لكن من المؤكد أن السلاح المكدس الذي تم ضبطه لا يستطيع أناس بسطاء لم يكملوا تعليمهم الثانوي أو الجامعي جمعه, وهذا ما يرجح مرة أخري سيناريو وقوف جهات مشبوهة وراء تلك العمليات ليس أقلها الموساد*
الأهرام العربي \ جدة- أمين رزق