PDA

View Full Version : قصيدة "بين الحقيقـــة والأمــل"


USAMA LADEN
18-04-2004, 06:05 PM
قصيدة "بين الحقيقـــة والأمــل"


يا أمة في خضم الذل تعتذر***بأنه الواقع المحتوم والقدر


قد كنت في الأمس سيلاً جارفاً***عرماً ماض بمجراه لا تعتاقه الجدر


ففرقتك المجاري الضيقات إلى***جداول تتلاشى حين تنحدر


حتى تبخرت في قيعانها وبقى***منك الغثاء فلا نفع ولا ضرر


وللعروبة حبل قد وهى وهوى***فكلما أمسكت العرب ينبتر


ومنزل دون دين الله قام له***على شفى هوة بنيانه النخر


وعروة أصبحت جوفاء فارغة***لاتجمع الشمل لا ينأى بها الخطر


إذ لم تعد عروة الإسلام تعضدها***تكاد تقضي عليها النار والسعر


من نحن لولا أتى الإسلام يخرجنا***من جاهليتنا من أنت يا عمر


أعراب كنا رعاء الشاة نسأل ما***تلقي يد الفرسان والرومان أو تذر


حتى أتانا رسول الله يرشدنا***إلى قياد به انقادت به البشر


وكم تعالت بدين الله قلتنا حتى***تركناه فاكتضت بنا الحفر


ها نحن مليار صفر باستكانتنا***بل نحن سالب مليار بما نزر


نحيا على الأرض لا وزن ولا***صفة مثل الهلام ولا ظل ولا أثر


ومالنا قيمة إذا ما بقت قيم***أبخص بأهل المعاصي كلما كثروا


ولا غرابة في أن يستبد بنا جنس***اليهود وهم من عشرنا العشر


ما استأسد القط كي يحني النمور***له لكنه ساد لما استفأر النمر


وما طغى فوقنا الأعداء عن كبر***لكننا نحن من هانوا ومن صغروا


ليسو ا الأعزة لولا أن عزتنا***باتت وراء قناع الذل تستتر


مال الأسود الضواري غير مخلبها***ونابها وزئير ما به خور


فإن هي احتقرت أسباب قوتها في***الغاب صارت من الأثعال تحتقر


* * * *


يا ليل قد طلت وازدادت هزائمنا***لكن أنفسنا هيهات تنكسر


فحسبنا أن في أعماقنا قبساً ترى***القلوب به ما لا يرى البصر


وحسبنا في انتكاسات الدجى ثقة***بالله تخبرنا أنا سننتصر


والقدس إن خذلتها الناس قاطبة***فحسبها أن يظل الطفل والحجر


وأن فيها سلاحاً ليس يملكه***أعدائنا رغم ما شادوا وما عمروا


في فتية وهبوا للناس أنفسهم***فالعيش عندهم والموت محتقر


رمى بهم في خضم الموت علمهم***أن الشهادة درب النصر تختصر


وبين راحاتهم أرواحهم لهفت***توقاً متى بجوار الله تفتخر



أما أتاكم حديث عن بطولتهم***من ناقم مل أ الدنيا به الخبر


مضى وحزمة ألغام تحيط به ***ليلاً وتحرسه الآيات والسور


وظل يدنو من الأعداء في ثقة***كأنه شبح أو أنهم سحروا


حتى إذا دق ناقوس الشهادة في ***فؤاده ودعته الحور والسور


أجاب ، فانفجرت اشلائه ودوت***الله أكبر في الآفاق تنتصر


ورفرفت روحه فكهاء ضاحكة*** في الأفق ساخرة منهم كما سخروا


وخلطت دمه الغالي دمائهم ***كما تخالط مسك العنبر البعر


كذلك النصر إقدام وتضحية***كذا وإلا فلا نصر ولا طفر


فلا موائد مدريد ستنصرنا***ولن يعيد الينا الحق مؤتمر


بل اشتعال انتفاضات مؤججة***وثورة ليس فيها للخنا بؤر


بجحفل عربي مسلم شرس***غضبان يقدح من خطواته الشرر


القدس أيتها الدنيا قضيتنا***مادام يجثم فيها الغاصب القذر


ولن نساوم في شبر ولو وضعت***يوماً على راحتينا الشمس والقمر


يا كل أكناف بيت المقدس انتظري***فإننا بعزاء الصبر ننتظر


ونكتم الغيظ في أحلام أفئدة يوماً***ستوقد من أحقادنا سقر


ونضمر الغضب القدسي قنبلة ***موقوتة ذات ميعاد ستنفجر


ونحمل الأمل المنشود في دمنا***ذخراً ليوم به نقوى ونقتدر


فأبلغن علوج العجل أن لهم***لموعداً و عبيدالله ينتظر


و أنذرنهم من شر يومئذ***يا يوم خيبر إن أغنتهم النذر