PDA

View Full Version : بلْ لكم في الحرق سلف


USAMA LADEN
12-04-2004, 03:26 PM
بلْ لكم في الحرق سلف

بلْ لكم في الحرق سلف

الحمد لله القائل في كتابه " إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ" (الأنفال : 12) .

ثم الصلاة والسلام على المبعوث بالحسام المفتخر من بين الأنام بقوله " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر ، ...." (متفق عليه) .

أما بعد ..

فيعجب الإنسان من أناس يخرجون على شاشات التلفاز ليُفتوا الناس ويدّعوا الإجماع في مسائل أظهر من أن تخفى على طويلب العلم ، فضلاً عن العلماء !!

يدعي أحدهم بأن حرق الناس لا يقره دين ولا شرع ولا عقل !!

هكذا ، وبكل بساطة يفتأتون على الدين !!

لو لم يكن من النصوص والأخبار إلا قول الله تعالى "وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ ..." (النحل : 126) لكفى : فهذه القنابل العنقودية والصواريخ الثقيلة والمواد المشعّة التي يطلقها الأمريكيون على المسلمين ، أليست حارقة !! ألا تحرق الأجساد وتقطّع الأطراف وتهشّم الرؤوس !! فلماذا لا يعاملهم المجاهدون بالمثل !! (وستأتي الأدلة على بطلان قولهم) ..

أما قضية تعليق الجثث على جسر الفلوجة الشمّاء ، فقد قال تعالى في أهل الحرابة "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " (المائدة : 33)

فإذا كان هذا في أهل الحرابة (وإن كانوا مسلمين مصلين) فكيف بالكفار المحاربين الصائلين المعتدين على الدماء والأعراض والأموال !!

جاء في أحكام القرآن لابن العربي: قال القاضي رضي الله عنه : ولقد كنت أيام تولية القضاء قد رُفع إليّ قوم خرجوا محاربين رفقة ، فأخذوا منهم امرأة مغالبة على نفسها من زوجها ومن جملة المسلمين معه فيها فاحتملوها ، ثم جد فيهم الطلب فأُخذوا وجيء بهم ، فسألت من كان ابتلاني الله به من المفتين ، فقالوا : ليسوا محاربين ، لأن الحرابة إنما تكون في الأموال لا في الفروج. فقلت لهم : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ألم تعلموا أن الحرابة في الفروج أفحش منها في الأموال ، وأن الناس كلهم ليَرضون أن تذهب أموالهم وتُحرب من أيديهم ولا يُحرب المرء من زوجته وبنته ، ولو كان فوق ما قال الله عقوبة لكانت لمن يسلب الفرج ، وحسبكم من بلاء صحبة الجهّال ، وخصوصاً في الفتيا والقضاء !!" .. (انتهى) ..

فانظر إلى قول القاضي رحمه الله " ولو كان فوق ما قال الله عقوبة لكانت لمن يسلب الفرج" .. أقول : هذا في أهل الحرابة ممن يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فكيف بمن يهتك عرض المسلمات في سجون بغداد وغيرها من النصارى الكفار واليهود الفجّار والمرتدّين ، ألا يستحق هؤلاء الحرق والتقطيع والصلب والتعليق !!

ولكنه كما قال القاضي رحمه الله "وحسبكم من بلاء صحبة الجهّال ، وخصوصاً في الفتيا والقضاء" ..

إن الإرهاب وإلقاء الرعب في قلوب الأعداء أمر مطلوب شرعاً وعقلاً : قال تعالى "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ" (الأنفال : 60)

وقال تعالى " سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ" (آل عمران : 151)

وقال تعالى "وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا " (الأحزاب : 26)

وإرهاب العدو محمود في كل الأوقات ، وآكد ما يكون الإرهاب في وقت الحرب .. وهذه أمريكا الآن تحاول إرهاب المسلمين في العراق عن طريق تدمير الفلّوجة بحجّة تمثيلهم بجثث أربعة من الأمريكان ، وهي رسالة مفادها أنه من يتجرأ ويفعل هذا بالأمريكان فإننا نقتله ونقتل أهله وندمر مدينته ونهدم دور عبادته ولا تأخذنا فيه رأفة ولا شفقة !!

أمريكا التي جاء في كتابها الذي تقدّسه "من صفعك على خدّك الأيمن فأدر له خدّك الأيسر" وعت هذا ، وأما من جاء في كتابهم " فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ" ... فأخلف الله علينا !!

نحن لا نلوم الأمريكان إن فعلوا كل ذلك ، فهم أعداء محاربون صائلون لهم أطماعهم وعداواتهم ، أما أن يخرج علينا من يُنكر على المسلمين فعل ما يفعله الأمريكان ، بل وأقل منه بكثير ، فهذا هو الذي ننكره أشد الإنكار ..

لا ينبغي لأحد أن يتكلم في هذا ويُفتي فيه من غير المجاهدين في الثغور ، ومن أراد أن يُفتي فليأخذ رشاشه وليذهب إلى الجبهة وليرى ما يفعله الكفار بالمسلمين والمسلمات هناك ، وليرى صنيع القنابل بأشلاء أطفال المسلمين ثم يخرج لنا بفتوى ..

أما ما فعله إخواننا في الفلوجة فهو تحقيق قوله تعالى في الكفار "وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ... " (الحشر : 2) ، فلله در أسدو الفلوجة الذين رفعوا رأس الأمة بصمودهم التاريخي العظيم .. نسأل الله أن يمكنهم من مزيد من رقاب الكفار والمنافقين ..


أما مسألة الحرق :

فإنه لما أتى قوم من أصحاب عبد الله بن سبأ الحميري - لعنه الله - أتوا إلى علي بن بي طالب رضي الله عنه ،
قال أحدهه : "أنت هو" .
فقال لهم : "ومن هو" !!
قال : أنت الله ،
فاستعظم رضي الله عنه الأمر ، وأمر بنار فاججت وأحرقهم بالنار
وفي ذلك يقول رضي الله عنه ‏:‏
لما رأيت الأمر أمراً منكراً .... أججت ناراً ودعوت قنبرا
يريد قنبراً مولاه وهو الذي تولى طرحهم في النار (الملل والنحل للشهرستاني)

فهذا الخليفة الراشد رضي الله عنه أحرق أناس بالنار ..

وقد ذكر ابن كثير في تاريخه أنه :استدعى خالد مالك بن نويرة فأنَّبه على ما صدر منه من متابعة سجاح، وعلى منعه الزَّكاة ، وقال‏:‏ ألم تعلم أنها قرينة الصَّلاة ‏؟‏
فقال مالك‏:‏ إنَّ صاحبكم كان يزعم ذلك‏.‏
فقال‏:‏ أهو صاحبنا وليس بصاحبك يا ضرار إضرب عنقه، فضربت عنقه، وأمر برأسه فجعل مع حجرين وطبخ على الثَّلاثة قدرا فأكل منها خالد تلك اللَّيلة ليرهب بذلك الأعراب من المرتدَّة وغيرهم‏.‏
ويقال‏:‏ إنَّ شعر مالك جعلت النَّار تعمل فيه إلى أن نضج لحم القدر، ولم تفرغ الشَّعر لكثرته‏.‏
وقد تكلَّم أبو قتادة مع خالد فيما صنع وتقاولا في ذلك حتى ذهب أبو قتادة فشكاه إلى الصِّديق، وتكلَّم عمر مع أبي قتادة في خالد وقال للصِّديق‏:‏ إعزله فإنَّ في سيفه رهقاً‏.‏
فقال أبو بكر‏:‏ لا أشيم سيفاً سلَّه الله على الكفَّار .‏.‏ ‏(‏البداية والنهاية : 6/355‏)‏

وقد قال عمر رضي الله عنه بعد عزل خالد ورؤية ما فعله بالأعداء بكتيبته التي كانت تتقدم جيش أبا عبيدة في الشام "رحم الله أبا بكر ، كان أعلم بالرجال مني" ..

وسيف الله أبي سليمان رضي الله عنه أستاذ فن الإرهاب الإسلامي وقيّم مدرسته بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وله في الإرهاب صولات وجولات تحكي خبرته العجيبة ومعرفته الدقيقة بأساليب الحرب النفسية ، فقد قال رضي الله عنه في وقعة ألّيس (كما جاء في البداية والنهاية) : "‏اللَّهم لك عليّ إن منحتنا أكتافهم أن لا أستبقي منهم أحداً أقدر عليه حتى أجري نهرهم بدمائهم" ثمَّ إنَّ الله عزَّ وجلَّ منح المسلمين أكتافهم، فنادى منادي خالد الأسر الأسر لا تقتلوا إلا من امتنع من الأسر، فأقبلت الخيول بهم أفواجاً يساقون سوقاً، وقد وكَّل بهم رجالاً يضربون أعناقهم في النَّهر، ففعل ذلك بهم يوماً وليلة ويطلبهم في الغد ومن بعد الغد، وكلَّما حضر منهم أحد ضربت عنقه في النَّهر وقد صرف ماء النَّهر إلى موضع آخر، فقال له بعض الأمراء‏:‏ إنَّ النَّهر لا يجري بدمائهم حتى ترسل الماء على الدَّم فيجري معه فتبرَّ بيمينك، فأرسله فسال النَّهر دماً عبيطاً فلذلك سمِّي نهر الدَّم إلى اليوم، فدارت الطَّواحين بذلك الماء المختلط بالدَّم العبيط ما كفى العسكر بكماله ثلاثة أيَّام، وبلغ عدد القتلى سبعين ألفاً .."

ومعركة ألّيس هي ذاتها التي قال بعدها الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه "‏ يا معشر قريش إنَّ أسدكم قد عدا على الأسد فغلبه على خراذيله ، عجزت النِّساء أن يلدن مثل خالد بن الوليد" ..

وكان من نتيجة هذا الإرهاب الخالدي أن قال الأكيدر يوم دومة الجندل لقومه : "‏ أنا أعلم النَّاس بخالد، لا أحد أيمن طائر منه في حرب ولا أحدَّ منه، ولا يرى وجه خالد قوم أبداً قلُّوا أم كثروا إلا انهزموا عنه، فأطيعوني وصالحوا القوم‏" .

أما كتب الفقه والحديث فقد ذكرت مسألة حرق الكفار في كتب الجهاد والسير ، فقد جاء في نيل الأوطار للشوكاني (باب الكف عن المثلة والتحريق وقطع الشجر وهدم العمران إلا لحاجة ومصلحة) في شرح حديث أبي هريرة ، أنه قال " ‏بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم في بعث فقال‏:‏ إن وجدتم فلانًا وفلانًا لرجلين فأحرقوهما بالنار ثم قال حين أردنا الخروج إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانًا وفلانًا وإن النار لا يعذب بها إلا اللّه فإن وجدتموهما فاقتلوهما" (رواه أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي) ‏.‏

قال الشوكاني رحمه الله ، قوله‏:‏ "‏وإن النار لا يعذب بها إلا اللّه"‏ هو خبر بمعنى النهي وقد اختلف السلف في التحريق فكره ذلك عمر وابن عباس وغيرهما مطلقًا سواء كان في سبب كفر أو في حال مقاتلة أو في قصاص وأجازه علي وخالد بن الوليد وغيرهما‏.‏

وفي كتاب الحدود (نيل الأوطار) : وأخرج البيهقي أيضًا عن أبي بكر أنه جمع الناس في حق رجل ينكح كما ينكح النساء فسأل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن ذلك فكان أشدهم يومئذ قولًا علي بن أبي طالب عليه السلام قال‏:‏ هذا ذنب لم تعص به أمة من الأمم إلا أمة واحدة صنع اللّه بها ما قد علمتم نرى أن نحرقه بالنار فاجتمع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على أن يحرقه بالنار فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد يأمره أن يحرقه بالنار‏.‏ (قال الشوكاني : وفي إسناده إرسال وروي من وجه آخر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي في هذه القصة قال يرجم ويحرق بالنار)

أليس قوله " فاجتمع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على أن يحرقه بالنار" دليلاً على عدم وجود إجماع (على عدم جواز الحرق) !!

وجاء في نيل الأوطار أيظا ، نقلا عن المنذري‏:‏ حرق اللوطية بالنار أبو بكر وعلي وعبد اللّه بن الزبير وهشام بن عبد الملك ..

وفي فتح الباري " قال المهلب : ليس هذا النهي على التحريم بل على سبيل التواضع ، ويدل على جواز التحريق فعل الصحابة ، وقد سمل النبي صلى الله عليه وسلم أعين العرنيين بالحديد المحمي ، وقد حرق أبو بكر البغاة بالنار بحضرة الصحابة ، وحرق خالد بن الوليد بالنار ناسا من أهل الردة ، وأكثر علماء المدينة يجيزون تحريق الحصون والمراكب على أهلها قاله النووي والأوزاعي" ..

وفي عون المعبود " قال القسطلاني : قد اختلف السلف في التحريق فكرهه عمر وابن عباس وغيرهما مطلقا سواء كان بسبب كفر أو قصاصا , وأجازه علي وخالد بن الوليد ."

أقول: هذا إذا كان الكفار لا يفعلون هذا بالمسلمين ، أما وهم يفعلونه فالأمر يختلف ..
فهذه المسألة مما اختلف فيها الصحابة وسلف الأمة ، وقد فعله صدّيق هذه الأمة والخليفة الراشد علي بن أبي طالب وجماعهة من الصحابة ، فلا إجماع في المسألة كما زعم البعض ..

إن ما فعله المجاهدون في الفلوجة هو نقطة في بحر ما يفعله الأمريكان منذ سنة في العراق ، ولكننا تعودنا أن لا نسمع صوت القوم إلا إذا مات أمريكي ، أما قتل المسلمين وسحقهم تحت الدبابات وحرقهم بالصواريت والقاذفات فعليه سكوت الأموات !!

أقول للمجاهدين في العراق :

إن أحرقتم فلكم في خلفاء الأمة وصحابة نبيكم سلف ، فافعلوا في هؤلاء الكفار ما يزرع في قلوبهم الرعب والهلع ولا يرَونّ فيكم خوراً ولا خوفاً ولا تردداً .. أرهبوهم وزلزلوا الأرض تحت أقدامهم واخلعوا قلوبهم من صدورهم لتقر أعين المؤمنين ..

أما الأسرى اليابانيين : فاليابان بمساعدتها للأمريكان أصبحت دولة حربية شأنها شأن بريطانيا وأسبانيا وأستراليا وغيرها من الدول ، وهي الجانية على نفسها ، وقد أنذرها المسلمون فلم تسمع ، فللمجاهدين قتل أسراهم وقطع رؤوسهم ، ولا يُلتفت لمن يدعي بأن الأسرى "مدنيين" ، فلا وجود لهذا المصطلح في شرعنا وإنما هو من المصطلحات الغربية الدخيلة على الأمة ، فكل رجل ياباني كافر قادر على القتال : محارب يجوز قتله وسلب ماله ..

أما المرأة اليابانية الأسيرة : فلا أعلم من العلماء من يُجيز قتلها إن لم تكن محاربة أو ذات نكاية بالمسلمين (كتجسس أو رأي أو غيره) ، ولكنها تُعتبر سبيّة من السبايا : إن شاء المجاهدون استرقونها أو بادلوها بأسرى أو بغيره أو يمنوا عليها بالإطلاق (على خلاف في جواز المن بالسبي) ..

للمجاهدين أن يقيسوا المصالح والمفاسد المترتبة على قتل هؤلاء اليابانيين ، ولعلهم – إن اختاروا قتلهم – أن يبينوا للناس سبب ذلك ويلوموا الحكومة اليابانية التي زجّت بجيوشها في حرب لا تعنيها لتعادي الأمة الإسلامية التي لم تتعرض لها بسوء قط ، فالجيوش المتحالفة تقتل أطفال العراقيين وتهشّم رؤوسهم ، والجزاء من جنس العمل !!

ينبغي – إن اختار المجاهدون قتل اليابانيين – أن يُقتلوا بالسيف أو بطريقة أخرى سريعة (خروجاً عن الخلاف) وأن يُحسنوا القتلة ..

إن أمريكا ما كانت لتجترؤ على الأمة الإسلامية إن علمت أن في هذه الأمة من يرد عليها الصاع صاعين .. لما علمت أنها تغزونا ولا نغزوها ، وتقتلنا ولا نقتلها ، وتدمّر بيوتنا ولا نجرؤ عليها أتتنا بحدها وحديدها لتحتل ديارنا وتهتك أعراضنا وتسرق أموالنا وتحاربنا في ديننا ..

والله لو كان سيف الله خالد بن الوليد حياً لمات من شدة الكمد مما آل إليه حال أكثر ذكور الأمة الذين لا يُحسنون إلا البكاء وانتظار الموت في البيوت..

لن يخرج الكفار من أراضي المسلمين إلا بالقتل والإرهاب والرعب كما حدث في أفغانستان والصومال .. لا ينبغي لأحد من المسلمين أن يتكلم قبل أن يثخن في الأعداء القتل ، وينبغي للمجاهدين في العراق عدم وقوعهم في الشباك السياسية والألاعيب القذرة التي يلعبها أعضاء الحكم المنافق ..

إنما جزاء هؤلاء المرتدين المرتزقة الكرزائية "ضربة بسيف" كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ، فكل من وقف وأعان الأمريكان على احتلاهم لبلاد المسلمين من أعضاء هذا المجلس أو من شرطة عراقية أو جيش أو غيره ، فهؤلاء إن لم يكونوا عيون وأعوان للمجاهدين فهم مرتدون ينبغي قتلهم وتخليص المسلمين من شرّهم ، وكذا الجاثمين على بلاد المسلمين من عبيد أمريكا ويهود ، فهؤلاء أشد كفراً من إخوانهم لأنه من بلادهم وبمباركتهم وعلى نفقتهم تنطلق الطائرات الحربية الصليبية لتدك معاقل المجاهدين في الفلوجة وبغداد وغيرها ، فلا شك في كفر هؤلاء ، ومن يشكك في كفرهم فقد خالف إجماعاً معلوماً مشهوراً وتقوّل على الله زوراً وبهتاناً ، فقد ظهر الحق وانتشرت الفتاوى ورأى الناس الخيانات جهاراً نهارا فلا مجال لقول متقوّل أو تأويل متأوّل ..


وأوجه نداء إلى أسود العراق الأشاوس :

أحبتي في الله : لقد سائنا والله لجوء بعضكم إلى الأمم المتحدة !! كيف تلجأون إلى النصارى واليهود لتخليصكم من النصارى واليهود !! وبعضكم لجأ إلى المرتدين من حكام العرب والدول المجاورة !! العقل العقل ، فوالله "إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ" (الجاثية : 19) ، فلا تلتفتوا لأحد غير الله ، ولا تسألوا غير الله "وَكَفَى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللهِ نَصِيرًا " (النساء : 45)

لقد رأيتم وخبرتم صمت الحكام ، ورأيتم وخبرتم موقف الأمم المتحدة (المتحدة : على حرب الإسلام) ، فلا تُكثروا من الكلام ، ولا تمدوا يد الضراعة إلا إلى الله ، فأنتم والله بين خيارات ثلاثة لا رابع لها :

1- إما أن تستسلموا فتكونوا خدماً وعبيداً للنصارى واليهود ، حالكم كحال حكام الدول العربية الخونة فتصبح أعراضكم لقمة سائغة لهؤلاء الأنجاس.
2- أو تقاتلوا فتظفروا ويظهركم الله على عدوكم فيكون لكم عز الدنيا والآخرة (نسأل الله لكم النصر والتمكين) ..
3- أو تُقتَلوا فتكونوا في الشهداء (بإذن الله) وذلك والله الفوز الكبير والربح العظيم الذي لا يناله إلا المخلصين من أبناء هذه الأمة الذين ينتقيهم الله من بين مئات الملايين ..

"قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ" (التوبة : 52)

ثم أقول لكم أيها الأحبة : إن وجدتم من يهود وأعوانهم في العراق أحد ، فهؤلاء لا يرضينا فيهم إلا القتل والصلب .. هؤلاء لا تسألوا فيهم أحد ، اقتلوهم حيث وجدتموهم واشفو غليل صدورنا بمنظرهم ، ولتكن مناظر إخوانكم المسلمين في فلسطين نصب أعينكم ، وتذكّروا كرسيّ شيخ المجاهدين أحمد ياسين رحمه الله وتقبله في الشهداء ، واعلموا إخواني أن الطائرات لا تخرج من الدول العربية فقط : بل كثير من الطائرات تنطلق من فلسطين بطيارين يهود تقصف العراق حقداً وغلاً ..


إلى الجماعات الإسلامية وأبناء الحركات الإسلامية خارج العراق :

كفاكم ضحكاً على أنفسكم وغشّاً لها !! إلى متى وأنتم تُضْحِكون الناس عليكم !! كفاكم كلاماً وابدأوا بإرسال المجاهدين إلى العراق وفلسطين زرافات ووحداناً ، فلا والله لا ينزع الله هذا الذل عن الأمة بالمناورات السياسية والتصريحات الهزلية العقيمة ، والله لا يزول هذا الذل إلا بالجهاد في سبيل الله وإراقة الدماء ..


أيها المسلمون :

جاء في الحديث الصحيح أن الصحابة كانوا في صلاة الليل : يلعنون الكفرة في النصف [ب] :

"اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذّبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك وخالف بين كلمتهم وألق في قلوبهم الرعب وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق" (صحيح ابن خزيمة) ..


وأذكّر المسلمين بفتوى أسد الإسلام أسامة حفظه الله :

"أما الأمريكي ، فهذا اقتله حيث وجدته ولا تستفتِ فيه أحد ..."

" فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ"


والله أعلم .. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..






كتبه الراجي عفو ربه
حسين بن محمود
20 صفر 1425 هـ

المجاهد عمر
13-04-2004, 05:45 AM
الأخ أسامة بن لادن...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ، ،

هذا الموضوع تم وضع إسم كاتبه في نهايته...

كتبه الراجي عفو ربه
حسين بن محمود
20 صفر 1425 هـ

وقد تحدث الأخ بإسهاب عما يحدث من وجهة نظر شرعية ، وقال وأفتى ورد بعض أقوال أهل العلم...

أريد أن أعرف شيئاً واحداً فقط ، حتى أرد عليه بعد ذلك....

ما هي مكانته العلمية ؟

هل هو شيخ ؟ وعلى يد من درس ؟ ومن الذي أجازه من المشايخ للإفتاء ؟ أم هي مجرد أراء شخصية ؟؟


أنتظر إجابتك .



المجاهد عمر

مسدد
13-04-2004, 10:19 AM
لا حكومات تصلاح ولا علماء يصلحون ولا جماعات إسلامية تصلح ، واتهام للجميع ، وهذا اتهام مرفوض ، لا يمكن أن يكون كل هلاء على باطل (الحكام والعلماء والجماعات الإسلامية) وأسامة بن لادن فقط هو الحق المطلق.

زمردة
21-04-2004, 11:50 PM
جزاك الله خيراً .. على ما تنقله لنا مما يبين حقيقة كثير من الأمور التي يشوهها الإعلام ..

وهذا موضوع يشيد بأهل الفلوجة وجهادهم :

ولتعلمن نبأه بعد حين..حديث الفلوجة =


أ.د.ناصر بن سليمان العمر




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين، وقائد الغر المحجلين، نبي الهدى والرحمة، المبعوث بالسيف والكتاب والحكمة، وبعد: أبدأ بقول الله: "إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون" فرعون هذا الزمان دولة طغت وبغت، أفسدت في الأرض وأهلكت الحرث والنسل، وذبّحت الولدان والنساء، وعتت عتواً كبيراً، إنها الولايات المتحدة.



الولايات المتحدة التي لا تكتفي باستضعاف المسلمين وتقتيلهم بل تؤلب الأمم عليهم، وتساند أعدى أعدائهم سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

هاهي قبل أيام تعلن دعمها للصهاينة بعشرة مليار دولار، وتبارك اغتيالهم للشيخ أحمد يس -رحمه الله- وأخيراً هي ذي بكل قوتها وجبروتها تحاصر مدينة صغيرة، تُهَدِّم مساجدها، وتقصف بيوتها، وما نقمت منها إلاّ كونها معقل من معاقل العزة والإسلام والجهاد.
ومهما تذرعت به أمريكا من ذرائع وزعمت أنها إنما تنتقم لبعض أفراد مثل بهم أو أحرقوا، فليس ذلك هو الدافع الوحيد إن صح أنهم من فعلوا ذلك.



ثم هنا سؤال عارض يطرح نفسه، ماذا ينتظر الأمريكان من سلاح صنعوه، وعرفوا خصائصه! هل خلت انفجارات قنابلهم، وقذائف صواريخهم من إحراق وتمزيق وبعثرة لأشلاء المؤمنين؟

لست أدري ماذا كانوا يتوقعون من حادث استعملت فيه المتفجرات التي ابتكروها، هل كانوا يتوقعون أن يهب شعب العراق لإطفاء المركبات، وإخراج الجنود سالمين!

إن الإسلام ينهى عن التمثيل وفي الحديث الصحيح "لا تمثلوا"، ولكن الرد بالمثل حق من حقوق المعتدى عليهم "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم ولئن صبرتم لهو خير للصابرين"، والولايات المتحدة تحت سمع وبصر العالم تستعمل القنابل الحارقة والمحرمة دولياً.




ومع ذلك فليس السبب هو مهلك نفر منهم، ولكن لأن الفلوجة التي يسكنها 700.000 من أهل السنة، استطاعوا طوال السنة الماضية أن يدخلوا الرعب في نفوس الأمريكان بعملياتهم اليومية التي تصطاد الغزاة جماعات ووحداناً، فكانت غصة في حلق الأمريكان قبل هذه الأحداث.

لقد خدعت الولايات المتحدة بالمظاهر المفتعلة عند سقوط بغداد، عندما استقبلهم بعض السذج والرافضة بإيحاء أمريكي في بعض الأحوال، فظنوا أن العراق قد دان لهم، وأن مقاوموهم متفرقون هنا وهناك لن يصمدوا أمام بأسهم طويلاً، ولكن يبدو أن درس الفلوجة سيكون واحداً من الدروس القاسية التي تتلقاها أمريكا، والله _تعالى_ سيري هؤلاء البغاة المستكبرين من مجاهدي الفلوجة ما كانوا يحذرون، ولعل أولى بشريات النصر أن الأمريكان هم من طلب الهدنة ورفض المجاهدون ذلك، فلنتفاءل بالفلوجة، بمجاهديها وباسمها، وما لنا لا نتفاءل وقد تفاءل رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ باسم سهيل الكافر يومها.




وقد ذكر أهل العلم أن "الأسماء قوالب للمعاني ، دالة عليها، اقتضتِ الحكمة أن يكون بينها وبينها ارتباطٌ وتناسب، وألا يكون المعنى معها بمنزلة الأجنبي المحض الذي لا تَعَلُّقَ له بها، فإنَّ حكمة الحكيم تأبى ذلك، والواقع يشهد بخلافه؛ بل للأسماء تأثيرٌ في المسميات، وللمسميات تأثرٌ عن أسمائها في الحُسن والقبح، والخِفة والثقل، واللطافة والكثافة، ولعل من هذا القبيل التفاؤل بالفلوجة فهي من فلج، وفلج الأرض شقها وحرثها وقلبها وفلج بحاجته، أي: ظفر بها وفلج بحجته، أي: أحسن أداءها فغلب خصمه، والفلج، هو: الظفر والفوز.



لقد كان الناس يظنون أن أهل الفلوجة سيفرون منها وهي تحاصر، ولكنهم فوجئوا بالعراقيين من غيرها يأتون لمناصرة إخوانهم فيها وأكثرهم عزل. الجميع يشارك في الجهاد كل حسب طاقته، حتى النساء يساهمن بإيواء المجاهدين ويرسلن الطعام والكساء، مما اضطر الأمريكان لتهديدهن وتحذيرهن من إيواء المجاهدين. لقد أعيتهم الحيلة فعلاً فأخذوا يستغلون فقر الناس وحاجتهم ويعدونهم بـ2500 دولار لكل من يدل على مجاهد، ومع ذلك فلا مجيب إلاّ لسان الحال: لن نرقع دنيانا بتمزيق ديننا.
إن أحداث الفلوجة ستدفع أمريكا لإعادة حساباتها ألف مرة قبل أن تقدم على حماقة جديدة.



لقد هزمت أمريكا يوم سقطت شعاراتها ودعاوى الحرية والديمقراطية فأصبحت تضيق على وسائل الإعلام وتزور أخباراً وتتستر على أخرى.
لقد هزمت أمريكا حين انتهكت القوانين بل وانقلبت حتى على القوانين التي وضعتها بدعوى محاربة الإرهاب وهي صاحبة إرهاب الدولة المنظم وداعمة الارهابيين في العالم كله، يهوداً ونصارى ومنافقين.

هزمت أمريكا يوم خدعت شعبها بقصة أسلحة الدمار الشاملة الكاذبة ودعاوى تحرير الشعوب من قبضة الديكتاتوريين.
وهزمت أمريكا يوم تهاوت صورة جنديها، وملأ الذعر قلبه فصاروا بين منتحر ومهووس يطلق النار على كل ما تقع عليه عينه، حتى اضطر وزارة الدفاع لتغيير مواقعهم وتبديلهم.



لقد سقطت أمريكا وستسقط سقوطا حسياً مدوياً كما سقطت الشيوعية وهي في قمة جبروتها ولديها من وسائل الردع النووية والتقليدية ما لديها، ولكن أخذها الله أخذ عزيز مقتدر.
لقد استطاع بوش أن يفي بوعد واحد؛ أن يشعلها حرباً صليبية لا هوادة فيها، لقد كان يعني ذلك، وأخذ بعض منهزمينا يدعي أنه أخطأ في الترجمة، والحروب تستعر هنا وهناك أمام أنظارهم.إنهم الصليبيون الجدد، تتار العصر مهما زخرفوا القول ليخدعوا المساكين
إن الأفاعي وإن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها العطب

والواجب علينا أن نستفيد من العراق دروساً وعبراً، وأن نعمل على محاور شتى، ومما يتعين علينا مايلي:




علينا أن ندرك حقيقة القوم، فليس فيهم صقور وحمائم بل كلهم وحوش. لقد وصل بوش إلى البيت الأبيض بسبب أصوات المسلمين بفارق بسيط عن منافسه، ولعل في هذه العقوبة درساً لهم، فعلينا ألا ننتظر من نتيجة الانتخابات الأمريكية شيئاً فكلهم عدو للإسلام والمسلمين "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"، "قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر". علينا أن ندرك حقيقة صنائعهم من حكام ومنظمات، فكلهم يؤدي دوراً مرسوماً.
علينا أن نوقن بأن الحل يكمن في الإسلام، لا القوميات .. العرب مشغولون بالسفاسف، ولا يستطيعون أن يعقدوا قمة فهل ننتظر منهم أن ينقذوا أمة؟! منذ خمسين سنة ماذا فعلوا؟ إن القوة الحقيقية حسية ومعنوية في الإسلام والجهاد، فالأقوياء هم الذين يرسمون خارطة العالم، أما التعلق بالأوهام، والدبلوماسية الخانعة فليس وراءه إلا السراب.



علينا أن نعرف عدونا الحقيقي، وأن نحيي عقيدة الولاء و البراء التي يسعى المنافقون لإلغائها ولن يفلحوا؛لأنها في القرآن الذي تعهد الله _تعالى_ بحفظه "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء" "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم".

علينا أن نعلم أن مشكلة الأمة لن تحل إلاّ بالجهاد باللسان والسنان والمال، ولكن علينا ألا نندفع ونستغرق في اللحظة الحاضرة، وألا نتعامل بردة الفعل.
حذار حذار من التنازع والخلاف، وحذار حذار من تخذيل المجاهدين، فليسعك السكوت إن لم يسعك قول الحق، فكف شرك عن الناس صدقة منك على نفسك.



وعلى المخذلين أن يتقوا الله وأن يراعوا مصلحة البلاد وألا يفتعلوا المعارك ليشغلونا بها عن أعدائنا مؤدين بذلك دوراً مرسوماً.
إلى متى يشغلون المسلمين بستار أكاديمي وسوبر ستار، وإلى متى تشرع المقاهي أبوابها، لأي هدف ولصالح من؟

علينا أن ندرك فائدة الصبر وعاقبته الحميدة، فعليكم بالصبر وعدم الاستعجال، الصبر الإيجابي الذي يبني ولا يهدم ويعد الأمة ويقدمها، لا الصبر السلبي الذي يخذل ويؤخر، ويعقد عن الجهاد بغير طائل.
علينا أن نثبت على الدين ونمسك به، وألا نقدم التنازلات تلو التنازلات باسم المصلحة، فتكون النتيجة تمييع المبادئ، فيزداد إلى الوهن الحسي وهن معنوي يكفل للأعداء الظهور والغلبة.



وبالمقابل علينا ألانفتح جبهات في غير محلها، تعود على المجاهدين الحقيقيين بالضرر، كإحداث الشغب والتفجير في بلاد المسلمين، والتي يتضرر منها الآمنون والمجاهدون في فلسطين والعراق وغيرها، كما تتضرر منها الدعوة في بلاد المسلمين، و لا تعود بخير حتى على المستعجلين.
علينا كذلك واجب النصرة بالنسبة من كان في العراق بالمال والنفس والسلاح، ومن كان خارجها بالمال والدعاء والدعم، ولا أرى أن الجهاد فرض عين على من كان خارج العراق؛ لأن إخوانكم لا يعوزهم الرجال، ومن ذهب فقتل فنرجو له الشهادة، وإن كنا نعتقد أن الأصلح والأنفع أن يُدعم المجاهدون من خارج أرض العراق بما يعينهم على جهادهم، معنوياً وحسياً.




وختاماً علينا الإكثار من الدعاء والتوبة "وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ" " وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ * إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"



علينا أن نستثمر ما في الأحداث من إيجابيات وبشائر، ونخفف من المفاسد ما استطعنا، وأن نوقن بنصر الله الآت، وعد الله ولن يخلف الله وعده "ولتعلمن نبأه بعد حين".

أسأل الله العلي القدير أن يعلي كتابه وسنة نبيه وعباده الصالحين، وأن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يزلزل أركان الكافرين المعتدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. =

ابن غالب
22-04-2004, 06:31 AM
قال الإمام الجليل محمّد بن سيرين :

إنّ هذا الأمر دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم

والبركة ـ كما قال النبيّ صلى الله عله وسلم ـ مع أكابركم ..

فالرجوع الرجوع إلى منهج أكابر هذه الأمة أئمة السنة :

الألباني

وابن باز

والعثيمين

وغيرهم ممّن حذا حذوهم واقتفى أثرهم ..

أمّا أن نأخذ ديننا عن المجاهيل ممّن لا يُعرفون بعلم أو دين

فإيايّ وإيّاكم .. وبخاصّة في المسائل الكبار ..

وأضمّ صوتي إلى صوت مشرفنا الفاضل : المجاهد عمر وأقول بقوله :

أريد أن أعرف شيئاً واحداً فقط ، حتى أرد عليه بعد ذلك....

ما هي مكانته العلمية ؟

هل هو شيخ ؟ وعلى يد من درس ؟ ومن الذي أجازه من المشايخ للإفتاء ؟ أم هي مجرد أراء شخصية ؟؟

والله الهادي ..

غير شكل
22-04-2004, 07:04 AM
القولُ المبينُ في حكمِ التحريقِ والمُثْلةِ بالكفارِ المعتدين





الحمدُ للهِ وبعدُ ؛

كثرَ الكلامُ والأخذُ والردُ فيما حصل في " الفلوجة " من سحبٍ وتعليقٍ لجثثِ بعضِ العلوجِ الذين قتلوا من قِبلِ المقاومةِ العراقيةِ ، وقرأتُ كثيراً من الردودِ وكثيرٌ منها تكلمت بطريقةٍ عاطفيةٍ غيرِ تأصليةٍ شرعيةٍ ، وكانت بعضُ الردودِ علميةً ولكنها لم تفِ بالمقصودِ ولم تعطِ الموضوعَ حقهُ من البحثِ .

ورأيتُ أنهُ لا بد من الكتابةِ في هذا الأمرِ بشيءٍ من التفصيلِ والتأصيلِ لكي يكون الأمرُ مبنياً على قال اللهُ وقال الرسولُ ، وليس مجرد عواطف لا تقدمُ ولا تؤخرُ .

وسيكونُ لنا وقفاتٌ مع البحثِ :




الوقفةُ الأولى : تعريفُ المثلةِ :


قال ابنُ فارس في " معجم المقاييس في اللغة " ( ص 974 ) عند مادة " مثل " : الميمُ والثاءُ واللامُ أصلٌ صحيحٌ يدلُ على مناظرةِ الشيءِ للشيءِ ... وقولهم : " مَثَّل به " إذا نَكَّل ، هو من هذا أيضاً ، لأن المعنى فيه أنه إذا نُكِّل بهِ جُعل ذلك مثالاً لكل من صنع ذلك الصنيعَ أو أراد صنعه ، ويقولون : " مَثَل بالقتيلِ " جَدَعه " .ا.هـ.

وقال ابنُ الأثير في " النهاية " : " يقال : مَثَلْتُ بالحيوان أمْثُل به مَثْلاً ، إذا قَطَعْتَ أطرافه وشَوّهْتَ به ، ومَثَلْت بالقَتيل ، إذا جَدَعْت أنفه ، أو أذُنَه ، أو مَذاكِيرَه ، أو شيئاً من أطرافِه . والاسم : المُثْلة . فأمَّا مَثَّل ، بالتشديد ، فهو للمبالَغة . ومنه الحديث " نَهى أن يُمَثّلَ بالدَّواب " أي تُنْصَب فترْمَى ، أو تُقْطَع أطرافُها وهي حَيَّة " .ا.هـ.

فالمُثْلةُ فصلُ أي عضوٍ من الجثةِ ويدخل في ذلك فصلُ رؤوسِ بعضِ القتلى ، وإرسالها أو العبث بها .

وبعد هذا التعريفِ المختصرِ من بعضِ كتب اللغةِ يتبينُ أن ما قام به أهلُ الفلوجةِ لا ينطبقُ على التعريفِ اللغوي ، فهم لم يمثلوا بجثث الكفرةِ ، وإنما أخذوها وقد حُرقت وطافوا بها في الشوارعِ ، فلا يقالُ أنهم مثلوا بهم ، واللهُ أعلم .

وأما التحريقُ سنأتي عليه إن شاء اللهُ تعالى .




الوقفةُ الثانيةُ : حكمُ المُثْلةِ :


جاءت نصوصٌ تتعلقُ بالمُثْلةِ والتمثيلِ بالجثثِ ، ومن خلالِ هذه النصوصِ اختلف أهلُ العلمِ في حكمِ المُثْلةِ على ثلاثةِ أقوالٍ :




القولُ الأولُ :


أن المُثْلةَ حرامٌ بعد القدرةِ عليهم سواءٌ بالحي أو الميتِ ، أما قبل القدرةِ فلا بأس به ، بل ذهب بعضهم إلى أنهُ لا خلاف في تحريمهِ كالزمخشري في تفسيره (2/503) فقال : " لا خلاف في تحريمِ المُثْلةِ " ، وحكى الصنعاني الإجماعَ في " سبل السلامِ " (4/200) فقال : " ثُمَّ يُخْبِرُهُ بِتَحْرِيمِ الْغُلُولِ مِنْ الْغَنِيمَةِ وَتَحْرِيمِ الْغَدْرِ وَتَحْرِيمِ الْمُثْلَةِ وَتَحْرِيمِ قَتْلِ صِبْيَانِ الْمُشْرِكِينَ وَهَذِهِ مُحَرَّمَاتٌ بِالْإِجْمَاعِ " .ا.هـ.

ولا يُسلمُ للإمامِ الصنعاني بالإجماعِ لأن المسألةَ خلافيةٌ كما سيأتي .

واستدل أصحاب هذا القول بما يلي :

1 - عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ ، أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَبِمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا . ثُمَّ قَالَ : اُغْزُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ ، فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاَللَّهِ ، اُغْزُوا ، وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا ، وَلَا تُمَثِّلُوا ، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا ... الحديث " .

رواهُ مسلم (1731) .

قال الإمام الترمذي : ‏وَكَرِهَ أَهْلُ الْعِلْمِ ‏‏الْمُثْلَةَ .

وعلق المباركفوري على عبارةِ الترمذي فقال : " ‏أَيْ حَرَّمُوهَا فَالْمُرَادُ بِالْكَرَاهَةِ التَّحْرِيمُ وَقَدْ عَرَفْت فِي الْمُقَدِّمَةِ أَنَّ السَّلَفَ رَحِمَهُمْ اللَّهُ يُطْلِقُونَ الْكَرَاهَةَ وَيُرِيدُونَ بِهَا الْحُرْمَةَ " .ا.هـ.

قال الإمامُ الشوكاني في " النيل " (8/263) : قَوْلُهُ : " وَلَا تُمَثِّلُوا " فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى تَحْرِيمِ الْمُثْلَةِ .ا.هـ. 2 - ‏ عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ ،‏ عَنْ النَّبِيِّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏أَنَّهُ نَهَى عَنْ ‏‏النُّهْبَةِ ،‏‏ وَالْمُثْلَةِ .

رواهُ البخاري (2474) .

النُّهْبَى : أَيْ أَخْذ مَال الْمُسْلِم قَهْرًا جَهْرًا .




القولُ الثاني :


أن المُثْلةَ مكروهةٌ .

واستدل أصحابُ بما استدل به أصحابُ القولِ الأولِ ولكنهم حملوا حديثَ بُرَيْدَةَ عَنْ عَائِشَةَ الآنف على الكراهةِ وليس على التحريمِ .

قال الإمامُ النووي في " شرح مسلم " (7/177) : " قال بعضُهم : النهي عن المثلةِ نهي تنزيهٍ ، وليس بحرامٍ " .ا.هـ.

وقال ابنُ قدامةَ في " المغني " (10/565) : " يُكْرَهُ نَقْل رُءُوسِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ بَلَدٍ إلَى بَلَدٍ ، وَالْمُثْلَةُ بِقَتْلَاهُمْ وَتَعْذِيبُهُمْ " .ا.هـ.




القولُ الثالثُ :


يمثلُ بالكفارِ إذا مثلوا بالمسلمين معاملةً بالمثلِ .

واستدلوا بقولهِ تعالى : " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ " [ النحل : 126 ] .

قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في " الفتاوى " (28/314) : " فَأَمَّا التَّمْثِيلُ فِي الْقَتْلِ فَلَا يَجُوزُ إلَّا عَلَى وَجْهِ الْقِصَاصِ وَقَدْ قَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : " مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً إلَّا أَمَرَنَا بِالصَّدَقَةِ وَنَهَانَا عَنْ الْمُثْلَةِ حَتَّى الْكُفَّارُ إذَا قَتَلْنَاهُمْ فَإِنَّا لَا نُمَثِّلُ بِهِمْ بَعْدَ الْقَتْلِ وَلَا نَجْدَعُ آذَانَهُمْ وَأُنُوفَهُمْ وَلَا نَبْقُرُ بُطُونَهُمْ إلَّا إنْ يَكُونُوا فَعَلُوا ذَلِكَ بِنَا فَنَفْعَلُ بِهِمْ مِثْلَ مَا فَعَلُوا " . وَالتَّرْكُ أَفْضَلُ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ . وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إلَّا بِاللَّهِ " .ا.هـ.

وقال ابنُ مفلح في " الفروعِ " (6/218) : " وَيُكْرَهُ نَقْلُ رَأْسٍ ، وَرَمْيُهُ بِمَنْجَنِيقٍ بِلَا مَصْلَحَةٍ ، وَنَقَلَ ابْنُ هَانِئٍ فِي رَمْيِهِ : لَا يَفْعَلُ وَلَا يُحَرِّقُهُ . قَالَ أَحْمَدُ : وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبُوهُ ، وَعَنْهُ إنْ مَثَّلُوا مُثِّلَ بِهِمْ ، ذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ . قَالَ شَيْخُنَا " يعني ابنَ تيميةَ " : الْمُثْلَةُ حَقٌّ لَهُمْ ، فَلَهُمْ فِعْلُهَا لِلِاسْتِيفَاءِ وَأَخْذِ الثَّأْرِ ، وَلَهُمْ تَرْكُهَا وَالصَّبْرُ أَفْضَلُ ، وَهَذَا حَيْثُ لَا يَكُونُ فِي التَّمْثِيلِ بِهِمْ زِيَادَةٌ فِي الْجِهَادِ ، وَلَا يَكُونُ نَكَالًا لَهُمْ عَنْ نَظِيرِهَا ، فَأَمَّا إذَا كَانَ فِي التَّمْثِيلِ الشَّائِعِ دُعَاءٌ لَهُمْ إلَى الْإِيمَانِ ، أَوْ زَجْرٌ لَهُمْ عَنْ الْعُدْوَانِ ، فَإِنَّهُ هُنَا مِنْ إقَامَةِ الْحُدُودِ ، وَالْجِهَادِ الْمَشْرُوعِ ، وَلَمْ تَكُنْ الْقِصَّةُ فِي أُحُدٍ كَذَلِكَ ، فَلِهَذَا كَانَ الصَّبْرُ أَفْضَلَ ، فَأَمَّا إذَا كَانَ الْمُغَلَّبُ حَقَّ اللَّهِ تَعَالَى فَالصَّبْرُ هُنَاكَ وَاجِبٌ ، كَمَا يَجِبُ حَيْثُ لَا يُمْكِنُ الِانْتِصَارُ ، وَيَحْرُمُ الْجَزَعُ ، هَذَا كَلَامُهُ وَكَذَا قَالَ الْخَطَّابِيُّ : إنْ مَثَّلَ الْكَافِرُ بِالْمَقْتُولِ جَازَ أَنْ يُمَثَّلَ بِهِ . وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ فِي الْإِجْمَاعِ قَبْلَ السَّبْقِ وَالرَّمْيِ : اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ خِصَاءَ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ وَالْعَبِيدِ وَغَيْرِهِمْ فِي غَيْرِ الْقِصَاصِ وَالتَّمْثِيلَ بِهِمْ حَرَامٌ " .ا.هـ.

وقال الإمامُ ابنُ القيمِ في حاشيته على سنن أبي داود (12/278) : ‏وَقَدْ أَبَاحَ اللَّه تَعَالَى لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يُمَثِّلُوا بِالْكَفَّارِ إِذَا مَثَّلُوا بِهِمْ , وَإِنْ كَانَتْ الْمُثْلَة مَنْهِيًّا عَنْهَا . فَقَالَ تَعَالَى : " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ " [ النحل : 126 ] وَهَذَا دَلِيل عَلَى أَنَّ الْعُقُوبَة بِجَدْعِ الْأَنْف وَقَطْع الْأُذُن , وَبَقْر الْبَطْن وَنَحْو ذَلِكَ هِيَ عُقُوبَة بِالْمِثْلِ لَيْسَتْ بِعُدْوَانٍ , وَالْمِثْل هُوَ الْعَدْل " .ا.هـ.

قال الشيخ أبو عمر محمد السيف -حفظه الله- في (هداية الحيارى في قتل الأسارى ) : "وقد وصلنا عندما كنا في أفغانستان فتوى لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله مفادها ، عندما سئل عن التمثيل بجثث العدو ، فقال إذا كانوا يمثلون بقتلاكم فمثلوا بقتلاهم لا سيما إذا كان ذلك يوقع الرعب في قلوبهم ويردعهم والله تعالى يقول : " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " . اهـ

وقد جاء في سببِ نزولِ قولهِ تعالى : "

‏ عَنْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ‏قَالَ :‏ ‏" لَمَّا كَانَ يَوْمُ‏ ‏أُحُدٍ ‏‏أُصِيبَ مِنْ ‏‏الْأَنْصَارِ ‏‏أَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ رَجُلًا ، وَمِنْ ‏ ‏الْمُهَاجِرِينَ ‏‏سِتَّةٌ فِيهِمْ ‏: ‏حَمْزَةُ ‏؛ ‏فَمَثَّلُوا ‏‏بِهِمْ فَقَالَتْ ‏‏الْأَنْصَارُ :‏ " ‏لَئِنْ أَصَبْنَا مِنْهُمْ يَوْمًا مِثْلَ هَذَا ‏ ‏لَنُرْبِيَنَّ ‏عَلَيْهِمْ ، قَالَ : فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ ‏‏مَكَّةَ ‏فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ " ‏فَقَالَ رَجُلٌ : " لَا ‏‏قُرَيْشَ ‏‏بَعْدَ الْيَوْمِ " ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :‏ " ‏كُفُّوا عَنْ الْقَوْمِ إِلَّا أَرْبَعَةً " .

رواه الترمذي (3129) وقال : " ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ‏‏مِنْ حَدِيثِ ‏‏أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ " ، وأحمد (5/135) من زوائدِ عبد الله ، وأوردهُ الشيخُ مقبل الوادعي في " الصحيحِ المسندِ من أسبابِ النزول " ( ص 91 ) .




الترجيح :


وبعد عرضِ الأقوالِ في المسألةِ ، الذي تميلُ إليهِ النفس – واللهُ أعلم – ما قررهُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ ، وتلميذهُ ابنُ القيم ، والشيخُ ابنُ عثيمين رحمهم الله .




وقفاتٌ مهمةٌ :



الوقفةُ الأولى :


تبقى المسألةُ مجردَ أقوالٍ سردتها وجمعتها يُرجعُ الأخذُ بأيها إلى علماءِ العراقِ ومن يعايشون واقعَ الأحداثِ وذلك لأن تقريرَ المسألةِ يختلفُ عن تنزيلها في الواقعِ ، إلى جانبِ إعمالِ المصالحِ والمفاسدِ ، وكذلك القواعدُ الكليةُ في الشريعةِ ، هذا إذا سلمنا أنهم مثلوا بجثثِ العلوجِ ، ولكن الواقع لا يدلُ على ذلك وعلى أقلِ تقديرٍ فيما ظهر لي .




الوقفةُ الثانيةُ :


لا ينبغي الإنكارُ على من ترجح لهُ أحدُ الأقوالِ ، أو رميهُ بالتهمِ ، فليستِ المسألةُ مسألةَ عواطفٍ ، وإنما هو دينٌ ، فلا بد أن نزنَ أمورنا بميزان الشرعِ لا بالعاطفةِ ، وفي المقابلِ يرفعُ بعضُ المساكين عقيرتهم إذا قام أهلُ الإسلامِ بمثل هذه الأفعالِ ، ولكنك لا تجده يرفعها إذا قتل مسلمٌ واحدٌ بدمٍ باردٍ في أي بلدٍ من بلادِ العالم ، والله المستعان .




الوقفةُ الثالثةُ :


وهناك أمرٌ مهمٌ جداً ؛ ففيما قام به أهلُ الفلوجةِ بجثثِ العلوجِ وظهورهُ في وسائلِ الإعلام العالميةِ قد يكونُ لفعلهم تأثيرٌ على شعوبِ الدولِ المعتديةِ على العراقِ وعلى رأسهم أمريكا - دولة عاد – للضغطِ على حكوماتهم والإسراعِ بالرحيل والانسحابِ منها كما حصل في الصومال ، وكما تعلمون ويعلمُ الجميعُ أن لوسائلِ الإعلامِ في تلك البلادِ أثرٌ عظيمٌ على الرأي العامِ ، وهذا بحدِ ذاته سلاحٌ يخدم القضية ولا شك ، ولعله في هذا المقام يستأنس بقولِ اللهِ تعالى : " فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ " [ الأنفال : 57 ] .

قال ابنُ كثيرٍ عند تفسيرِ الآيةِ : " " فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْب " أَيْ تَغْلِبهُمْ وَتَظْفَر بِهِمْ فِي حَرْب " فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ " أَيْ نَكِّلْ بِهِمْ . قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ وَالضَّحَّاك وَالسُّدِّيّ وَعَطَاء الْخُرَاسَانِيّ وَابْن عُيَيْنَةَ وَمَعْنَاهُ غَلِّظْ عُقُوبَتهمْ وَأَثْخِنْهُمْ قَتْلًا لِيَخَافَ مَنْ سِوَاهُمْ مِنْ الْأَعْدَاء مِنْ الْعَرَب وَغَيْرهمْ وَيَصِيرُوا لَهُمْ عِبْرَة " لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ " .ا.هـ.

فيكون هذا من بابِ التنكيلِ بهم الذي يخدمُ القضيةَ إعلامياً ، والله أعلم .

كتبه

عبد الله زُقَيْل

14 صفر 1425 هـ

مسدد
22-04-2004, 07:52 AM
هيئة كبار العلماء التي تعتبر الموجه الرئيسي للعراقين افتت بعدم جواز هذا ، وهي التي أفتت بأن للعراقين رفع السلاح في وجه المحتل الأمريكي ، وبارك الله في جهودهم في فك الأسرى المدنيين من الذين اءوا لنقل فضائح الأمريكان وفضحهم ، فأطلب من الأخوة رفع أيديهم عن العراق فلديهم علماءهم الذين لا يخضعون لسلطة ولا لراقبة مباشرة ولا غير مباشرة ، وأسأل الله أن يبقون على هذه الاستقلالية.

همم أعلم بالوقائع في العراق ، وكون بعض السلف قال بالجواز والبعض منع ، يترك الموضوع للعراقيين ليختاروا الأنسب لهم.