PDA

View Full Version : الاستراتيجية الجديدة في العراق : بوش 'الشيعي' وبلير 'السني'؟


غير شكل
22-11-2003, 10:49 AM
اتفق المراقبون على أن زيارة الرئيس الأمريكي بوش إلى بريطانيا (وهي أول زيارة دولة يقوم بها رئيس أمريكي لبريطانيا منذ قرن كامل تقريبا) تركزت حول مناقشة استراتيجية جديدة تسعى بريطانيا إلى تطبيقها في العراق. فقد قالت صحيفة الديلي تلجراف إن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سيحاول إقناع الرئيس الأمريكي أثناء مناقشاته بانتهاج استراتيجية جديدة في العراق تقوم على منح دور أكبر السنة، وتقديم حوافز اقتصادية وسياسية، بدلا من التركيز على دعم الشيعة، وذلك في محاولة للحد من تأييد السنة للنظام السابق على حد زعم الصحيفة.

وينقل المصدر ذاته عن المبعوث البريطاني في العراق جيرمي جرينستوك قوله إن الوضع الأمني في العراق قد يتحول إلى ما هو أسوأ مما عليه حاليا، مؤكدا أن تزايد استخدام القوة العسكرية من جانب القوات الأمريكية لن يحل المشكلة.

كما تشمل الاستراتيجية المقترحة السماح لحزب البعث السابق بالعودة إلى الحياة السياسية والمشاركة في الانتخابات.

وقد أفاد تقرير استخباري بأن الهجمات على قوات التحالف في العراق لن تتوقف في المستقبل المنظور، وذكر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن الذي أصدر التقرير استبعاده للمزاعم الأمريكية التي تقول إن صدام حسين والمقربين منه هم الذين ينسقون عمليات المقاومة.

ومن المؤكد أن رئيس الحكومة البريطانية حث الرئيس الأمريكي على اعتماد خطة سياسية أكثر حزما في العراق تتماشى مع الإجراءات الأمنية المشددة التي قرر الأمريكيون اتخاذها مؤخرا، وإحدى دعائم السياسة الجديدة هو التوجه نحو السنة بموجب ما أصبح يطلق عليه بالاستراتيجية السنية التي تستهدف الظفر بدعم وتأييد المسلمين السنة في العراق. وتعتقد لندن أن الخطة التي أعلن عنها مؤخرا لتسليم السلطة للعراقيين بحلول شهر يونيو حزيران المقبل قد تمنى بالفشل ما لم يدعمها السنة في البلاد. وقال جرينستوك (المبعوث البريطاني في العراق) إن الخطة الجديدة تتضمن محاولة إقناع السنة العراقيين بأنه سيكون لهم صوت مسموع في العراق الجديد، إضافة إلى شمول مناطقهم بنسبة أكبر من عقود إعادة الإعمار في محاولة لتوفير فرص عمل جديدة. وقال جرينستوك: "تعتقد لندن أنه يجب اعتماد سياسة شاملة من أجل تغيير الأوضاع الراهنة في العراق تغييرا جذريا.

يجب أن نتجاوز منطق استخدام القوة العسكرية ونعتمد توجها سياسيا". وقال مسئولون بريطانيون رفيعو المستوى إن الأمريكيين "ليست لديهم خبرة في عمليات توطيد السلام". ويقول جرينستوك إن بلير سيحصل على تنازل واحد على الأقل من الرئيس الأمريكي، حيث سيسمح للشركات البريطانية بالتقدم على قدم المساواة مع الشركات الأمريكية للفوز بعقود إعادة إعمار العراق!. وفي هذا الصدد، قال مسئول بريطاني: "أخيرا لاحظوا أننا جزء من التحالف".
وهناك قضايا أخرى، يعتبر المراقبون طريقة تعامل الجانبين معها امتحانا للنفوذ المزعوم الذي يتمتع به بلير لدى الإدارة الأمريكية. ومن هذه القضايا:

* المحتجزون في جوانتانامو: حيث كانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت أن اثنين من المحتجزين البريطانيين الستة سيحالان إلى محكمة عسكرية لمحاكمتهما، وقد جمدت هاتان القضيتان بعد احتجاج بريطانيا. ويقول الرئيس بوش إنه يريد أن يجعل بلير يشعر "بالارتياح" إزاء الإجراءات التي تتخذها إدارته بصدد المحتجزين البريطانيين، ولكنه رفض أن يحيل قضاياهم إلى محاكم مدنية أو إحالتهم إلى المحاكم البريطانية. وستختبر هذه القضية فعالية بلير في التعاطي مع إدارة بوش.

* قضية الصلب: خسرت الولايات المتحدة مؤخرا القضية التي رفعت ضدها لدى منظمة التجارة العالمية حول الضرائب التي قررت الإدارة الأمريكية فرضها على الصلب المستورد في مارس من العام الماضي. وما لم تلغ الولايات المتحدة هذه الضرائب الإضافية بحلول الشهر المقبل، سيكون للإتحاد الأوروبي وغيره من الدول الحق في فرض ضرائب مساوية على وارداتها الأمريكية. وقد تشمل هذه الضرائب الفواكه المستوردة من ولاية فلوريدا، وهي ولاية مهمة جدا بالنسبة للانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجرى في العام المقبل.

* خارطة الطريق: تمكن بلير من إقناع الرئيس الأمريكي على نشر خارطة الطريق كثمن لتأييد بريطانيا للغزو الأمريكي للعراق. ولكن خارطة الطريق تواجه الآن طريقا مسدودا، بينما يرغب الروس في أن يصدق عليها مجلس الأمن. فكيف ينوي بوش إعادة الحياة إلى الخارطة؟ .
ومهما يكن، فإن الرئيسين يتفقان في نظرتهما إلى العالم، كما أنه يبدو إعجاب بلير بالرئيس بوش لا يزال على حاله؟.

مجلة العصر (http://www.alasr.ws/index.cfm?fuseaction=content&contentid=4737&categoryID=17)