PDA

View Full Version : درس تركي لحكام العرب


ابو الامير
09-07-2003, 05:01 AM
لا يمكننا ان نوجه اللوم الي شيخ احد العشائر العراقية عندما انفجر غاضبا ومتساءلا باعلي صوته امام عدسة احدي الفضائيات عن غياب العرب عما يجري في العراق، ومهددا في الوقت نفسه بالانسحاب من جامعة الدول العربية بعد تشكيل اول حكومة عراقية. فالعرب غائبون فعلا، حكومات وشعوبا، ليس فقط عما يجري في العراق، وانما في اي مكان آخر بما في ذلك بلدانهم.
العرب اصبحوا كما مهملا، وتابعا ذليلا للسيد الامريكي، لا احد يحسب حسابهم، أو يشاورهم في اي امر، دورهم انحصر في تلقي الاوامر والاملاءات والتنفيذ دون اي سؤال او مجرد الاعتراض.
ويصعب علينا فهم اسباب حال الموات العربي الراهن، وغياب كل انواع المبادرات، سواء من قبل الحكومات او الشعوب. فحتي الانتخابات الاخيرة، التي جرت في بلدين يحدان البركان العراقي ، وهما الاردن والكويت، لم تحدثا اي تغيير يذكر، بل صبت في مصلحة الجمود الراهن واستمراره.
الادارة الامريكية الحاكمة في العراق تطلب قواتا من جميع دول العالم، واختارت سبعين دولة علي وجه التحديد، من بينها الهند وباكستان، ولكننا لم نسمع او نقرأ ان مصر او المملكة العربية السعودية او المغرب او سورية او اليمن من بين هذه الدول، فهل هذا يعود الي قناعة هذه الادارة بان هذه ليست دولا ولا تتمتع بصفات الدول المحترمة؟!
يبدو ان الحال كذلك، فعندما نري الولايات المتحدة تفرج عن احد عشر جنديا تركيا اعتقلتهم بعد تسللهم الي كردستان العراق خوفا من غضب حكومة بلادهم وشعبها، نشعر بالخجل لاننا عرب. ونتمني لو اننا بقينا تحت مظلة الاتراك، لان وضعنا ربما يكون افضل من واقعنا الحالي تحت حكم انظمة تدعي الاستقلالية والبأس الشديد، والقرار المستقل.
فلم نعرف ان القوات الامريكية قصفت موقعا حدوديا في سورية، واعتقلت الجنود المتواجدين فيه، وعالجت من اصيب منهم في مستشفياتها الا بعد اسبوع، ومن الاعلام الامريكي نفسه، وكان هذا الاعلام اكثر وطنية وعروبة من الاعلام السوري عندما استغرب صمت الحكومة السورية، وعدم تقديمها اي احتجاج رسمي علي هذا الانتهاك الامريكي الفاضح لاراضيها وكرامتها الوطنية.
حتي مصر العظيمة ليست افضل حالا، فبينما رفضت اكثر من خمسين دولة طلبا امريكيا بتوقيع معاهدة تعطي الحصانة للجنود الامريكيين من اي محاكمة بتهمة جرائم الحرب، وتعرضت بسبب ذلك لتوقف المساعدات الامريكية اليها، نجد الحكومة المصرية، التي تملك سبعة آلاف سنة من الحضارة، توقع اتفاقا مع الحكومة الامريكية يعطي حصانة للجنود الامريكيين المتواجدين علي اراضيها ويحول دون مثولهم امام المحكمة الجنائية الدولية لجرائم الحرب، مقابل ان لا تقطع واشنطن مساعداتها.
كولومبيا الدولة الصغيرة، احدي جمهوريات الموز، التي لا تملك اي ارث حضاري، عميق او سطحي، وتستمد شهرتها العالمية من زراعة المخدرات، هذه الكولومبيا رفضت ان توقع هذا الاتفاق، وقالت للامريكان اذهبوا انتم ومساعداتكم الي الجحيم .
الاعلام العربي يتحمل مسؤولية كبري في حال الموات هذه، كما ان المثقفين العرب لهم دور اساسي في هذا الانحدار الذي يبدو بلا قاع. فالقضية الوحيدة التي يكتب فيها هؤلاء بحرية هي قضية فلسطين، والشخص الوحيد المسموح بنقده هو شارون بالدرجة الأولي وياسر عرفات بالدرجة الثانية، اما بقية رموز الفساد والقمع العربي فممنوع التطرق اليهم، وحتي انتقاد شارون ربما يصبح متعذرا في المستقبل القريب، تماما مثلما اصبح انتقاد امريكا في الاعلام العراقي الحر نوعا من التحريض يجب ان يواجه اصحابه العقاب الشديد: غرامة وسجنا.
المثقفون العرب، والعراقيون منهم خاصة (بعضهم لا يعترف انه عربي) يكتبون باسهاب عن المذابح الجماعية التي ارتكبها النظام العراقي، وينتقدوننا لأننا لم نكتب عنها بالشكل الكافي، نحن كتبنا وما زلنا، وندين هذه المجازر بكل الكلمات القوية، ولكننا نسأل هؤلاء عما اذا كانوا كتبوا كلمة واحدة عن المجازر الجماعية في سورية عندما كانوا يتمتعون بكل مميزات الضيافة الفارهة في دمشق؟ ثم هل كتبوا او سيكتبون عن الاعدامات التي تتم بدون محاكمات في المملكة العربية السعودية ومصر وغيرهما من الدول العربية؟
نعم تحرك المثقفون اخيرا في بعض دول الخليج، وخاصة السعودية، وكتبوا العرائض التي تحدثوا فيها عن الفساد وطالبوا باصلاحات ديمقراطية وحقوق للمرأة والمساواة في الوظائف، ولكن ماذا حدث بعد تقديم هذه العرائض؟ لا شيء علي الاطلاق.
سمعنا احد هؤلاء المثقفين الاصلاحيين يعاير المعارضة السعودية الخارجية، ويقول انهم اي الاصلاحيين في الداخل يزأرون مثل الاسود، ويعارضون بكل قوة وشجاعة، ونحن نسأل هذا الأسد المزمجر عما اذا كان غير اميرا نافذا، او حاكما مسؤولا فاسدا، او ادخل وزيرا اصلاحيا الي الوزارة، او حتي عين نائبا من العاصمة لأي امير منطقة في بلاده؟
نحن المثقفين والكتاب والاعلاميين نتحمل مسؤولية كبري في حال الانهيار الحالية لأننا سايرنا انظمتنا، ولم نكشف الستار عن فسادها وظلمها، واكتفينا بانتقاد الآخر فقط، او من هو مسموح بانتقاده.
ويبلغ النفاق أعلي درجاته في صفوفنا عندما يعتبر البعض منا، او المحسوبون علي الثقافة والفكر، الاحتلال الامريكي الحالي للعراق بأنه تحرير ، ويري في مقاومته تخريبا، لأن من يتولي هذه المقاومة هو من بقايا الديكتاتور.
ويبلغ الهوان مداه عندما يجتمع كتاب ومثقفون عرب في القاهرة لمناقشة الأوضاع المتدهورة تحت مظلة أحد الانظمة القائدة والمتبحرة في تكريس هذا الهوان، اي في القاهرة، وتحت مظلة وزارة ثقافتها.
المقاومة في العراق هي قبس من نور في حال الظلام العربي الراهن، وهي بداية الصحوة والاصلاح خاصة عندما تتعانق مع شقيقتها في فلسطين المحتلة، في مواجهة هذا الظلم الامريكي الفاحش. ومن يعارض هذه المقاومة، او يشكك فيها، انما يعارض التاريخ وقيم الشرف والكرامة في كل القواميس البشرية.
القدس العربي

عاشقة الغروب
09-07-2003, 01:39 PM
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟:help:

حفيد حمزة
09-07-2003, 04:34 PM
ياأخوة العرب منهمكين في تسليم الأوسمة لفرانكس واللقاء به
وبريمر زميل جديد في جامعة الدول العربية
وجنسيته أمريكي من بلد العراق:headshak:

ابو الامير
10-07-2003, 12:16 AM
حفيد حمزة. عاشقة الغروب


شكرا لكما على التواصل
حسبي الله ونعم الوكيل
اللهم عليك بالامريكان ومن والاهم ومن تبعهم