نور بوظبي
30-06-2003, 06:17 AM
قابلتها ، تحدثت معها ، أحسست بالدموع ستنهمر من عينيها ، كانت تتحدث معي بنبرة حزن ، توقفت قليلاً عن الحديث ، ثم بدأت تخبرني ما سبب ضيقها ..
هي صديقة قديمة ، أعرفها منذ أيام الطفولة ، تزوجت قبل سنتان ونصف و لم يمضى على زواجها إلا شهر واحد ، حتى أعادها زوجها السابق إلى بيت أهلها ، و أثمر هذا الزواج السريع عن طفلة بريئة بقيت في أحضان والدتها مدة من الزمن ..
هذه الفتاة معروفه بحسن أخلاقها ، و فقها الله للزواج مرة أخرى بعد مضي سنة و نصف من طلاقها ، و أخذ الوالد ابنته إلى أحضانه بعد أن كانت في بيت جدها و جدتها لأمها ..
أخبرتني عن مصدر ضيقها ، في إحدى الولائم لدى إحدى المعارف ، انهمرت عليها الأسئلة من النساء عن ابنتها ، أسئلة ضايقتها و أشعرتها بالاختناق ، أشعروها بالذنب لماذا تركت ابنتها عند والدها ( زوجها السابق ) ، ولماذا تزوجت ، متى آخر مرة رأت ابنتها ، كيف أخذ زوجها السابق ابنتها منها ، و لماذا لم يتركها لدى الجد و الجدة ، و غيرها من الأسئلة التي تنبش جروحاً تحاول الالتئام ، العجيب أن هؤلاء النسوة لا يعرفنها جيداً و ربما تكون المرة الأولى التي تحدثن معها فيها ..
لا أعلم ما سبب الأسئلة الفضولية في المجالس العامة ، و لماذا يسأل الناس فيما لا يعنيهم ، و لماذا يحاولون التدخل فيما ليس لهم فيه شأن ، و المشكلة أن بعض هؤلاء يبحث عن الجروح والتي يحاول المرء أن يتعايش معها ، لينبشها من جديد و يوقع الطرف الآخر في حرج و ذهول من هذه الأسئلة ، فهذه تسأل هذه المرأة عن زوجها اللاهي عن عائلته كيف هو مع أبنائه ، هل يعطيهم مصروفاً و كم يعطيهم و هل يكفيهم المصروف أم أن هناك شخص آخر يصرف عليهم، و هذه تسأل عن ابن هذه المرأة و أنها سمعت أنه عاق و هذه تسأل عن سبب تأخر الحمل لدى المرأة و لماذا مضت عشر سنوات ولم ينجبوا إلى الآن و هل هي عقيم أم أن السبب زوجها و هذه تسأل عن سبب طلاقها من زوجها و غيرها الكثير الكثير ..
أعيد السؤال مرة أخرى ، ما سبب هذه الأسئلة الفضولية ، و هل يشعر أصحاب هذه الأسئلة ما يسببوه لمن يحدثهم من ضيق و ألم ، لدرجة يصل فيها الشخص تجنب الحديث معه نهائياً بل حتى قد يتجنب مقابلته و اللقاء معه . قال الله تعالى (..وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً.. ) ربما كان غرض البعض أن يجد ما يتحدثون به في مجالسهم فيتناقلون أخبار هذه المرأة أو هذا الشخص بينهم لتصبح فاكهة مجالسهم.
عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه * ( صحيح )، فمن صفات المؤمنين بأنهم لا يتدخلوا فيما لا يعنيهم ، و لا يدسوا أنفسهم في أمر لا يخصهم ، و هذا لا يمنع سؤالنا عن بعضنا البعض ، و هل يحتاج أخي مساعدة حتى أقف معه ، فوجب علينا مراعاة اختيار السؤال و غرض السؤال و المكان الذي يطرح فيه السؤال ، لا أسأل فلانه عن أمور تخصها أمام الملأ و أتدخل فيما لا يعنيني ، لا أسأل فلانه بغرض تتبع أخبارها و آخر التطوارت في المشكلة التي وقعت بينها و بين زوجها .
همسة ..
قال عليه أفضل الصلاة و السلام ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) فعامل الناس كما تحب أن تعامل ، و لا تجعل الناس يكرهوا الحديث معك من كثرة الإحراج والضيق الذي تسبب لهم ، ضع نفسك مكانهم ، و أسأل نفسك هل تحب أن يتدخل الآخرين في خصوصياتك .
تحياتي ..
أختكم .. نــــــ:)ــور بوظبي
هي صديقة قديمة ، أعرفها منذ أيام الطفولة ، تزوجت قبل سنتان ونصف و لم يمضى على زواجها إلا شهر واحد ، حتى أعادها زوجها السابق إلى بيت أهلها ، و أثمر هذا الزواج السريع عن طفلة بريئة بقيت في أحضان والدتها مدة من الزمن ..
هذه الفتاة معروفه بحسن أخلاقها ، و فقها الله للزواج مرة أخرى بعد مضي سنة و نصف من طلاقها ، و أخذ الوالد ابنته إلى أحضانه بعد أن كانت في بيت جدها و جدتها لأمها ..
أخبرتني عن مصدر ضيقها ، في إحدى الولائم لدى إحدى المعارف ، انهمرت عليها الأسئلة من النساء عن ابنتها ، أسئلة ضايقتها و أشعرتها بالاختناق ، أشعروها بالذنب لماذا تركت ابنتها عند والدها ( زوجها السابق ) ، ولماذا تزوجت ، متى آخر مرة رأت ابنتها ، كيف أخذ زوجها السابق ابنتها منها ، و لماذا لم يتركها لدى الجد و الجدة ، و غيرها من الأسئلة التي تنبش جروحاً تحاول الالتئام ، العجيب أن هؤلاء النسوة لا يعرفنها جيداً و ربما تكون المرة الأولى التي تحدثن معها فيها ..
لا أعلم ما سبب الأسئلة الفضولية في المجالس العامة ، و لماذا يسأل الناس فيما لا يعنيهم ، و لماذا يحاولون التدخل فيما ليس لهم فيه شأن ، و المشكلة أن بعض هؤلاء يبحث عن الجروح والتي يحاول المرء أن يتعايش معها ، لينبشها من جديد و يوقع الطرف الآخر في حرج و ذهول من هذه الأسئلة ، فهذه تسأل هذه المرأة عن زوجها اللاهي عن عائلته كيف هو مع أبنائه ، هل يعطيهم مصروفاً و كم يعطيهم و هل يكفيهم المصروف أم أن هناك شخص آخر يصرف عليهم، و هذه تسأل عن ابن هذه المرأة و أنها سمعت أنه عاق و هذه تسأل عن سبب تأخر الحمل لدى المرأة و لماذا مضت عشر سنوات ولم ينجبوا إلى الآن و هل هي عقيم أم أن السبب زوجها و هذه تسأل عن سبب طلاقها من زوجها و غيرها الكثير الكثير ..
أعيد السؤال مرة أخرى ، ما سبب هذه الأسئلة الفضولية ، و هل يشعر أصحاب هذه الأسئلة ما يسببوه لمن يحدثهم من ضيق و ألم ، لدرجة يصل فيها الشخص تجنب الحديث معه نهائياً بل حتى قد يتجنب مقابلته و اللقاء معه . قال الله تعالى (..وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً.. ) ربما كان غرض البعض أن يجد ما يتحدثون به في مجالسهم فيتناقلون أخبار هذه المرأة أو هذا الشخص بينهم لتصبح فاكهة مجالسهم.
عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه * ( صحيح )، فمن صفات المؤمنين بأنهم لا يتدخلوا فيما لا يعنيهم ، و لا يدسوا أنفسهم في أمر لا يخصهم ، و هذا لا يمنع سؤالنا عن بعضنا البعض ، و هل يحتاج أخي مساعدة حتى أقف معه ، فوجب علينا مراعاة اختيار السؤال و غرض السؤال و المكان الذي يطرح فيه السؤال ، لا أسأل فلانه عن أمور تخصها أمام الملأ و أتدخل فيما لا يعنيني ، لا أسأل فلانه بغرض تتبع أخبارها و آخر التطوارت في المشكلة التي وقعت بينها و بين زوجها .
همسة ..
قال عليه أفضل الصلاة و السلام ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) فعامل الناس كما تحب أن تعامل ، و لا تجعل الناس يكرهوا الحديث معك من كثرة الإحراج والضيق الذي تسبب لهم ، ضع نفسك مكانهم ، و أسأل نفسك هل تحب أن يتدخل الآخرين في خصوصياتك .
تحياتي ..
أختكم .. نــــــ:)ــور بوظبي