تسجيل الدخول

View Full Version : خصوصيتنا الثقافية ( مشاركة اولى بعد التوقف )


(+_+)
27-06-2003, 05:30 AM
اعزائي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من اسعد ايامي ان اعود واتواصل معكم بعد فترة غيلب وانقطاع وان كانت ظروفي هي هي ولكن آثرت ان اعود جزئيا هذه المره

هذا مقال نشرته في اكثر من جريدة سعوديه احببت ان اشارك به وانتظر تعليقكم


المقال


لا شك أن مصطلح الخصوصية يحمل في طياته الكثير من الابعاد والكثير من المعاني المختلفة والتي يختلف تفسيرها وفق المجتمعات والأفراد التي يكون لمشاربها ومصادرها التثقيفية بعدا كبيرا في تحديد تصوره وماهيته
ولكن لهذا المصطلح معاني كلية ورئيسية لا يمكن الاختلاف عليها عند قطاع عريض من أفراد مجتمعنا المحلي , وان كانت تفاصيله وجزئياته وتطبيقاته محل نزاع بين الكثيرين منا كعادة النظريات والأفكار عند تطبيقها في الواقع العملي

وقد تباينت النظرة من قبلنا نحو هذا المصطلح نحن أفراد هذا المجتمع فمن منغلق أحادي الرأي يزعم ويريد لنا شكلا وطريقة محددة في التلقي والتثقيف ولا يقبل ولا يسمح لنا باعمال اذهاننا ولا عقولنا فيما نتلقاه منه ومن آرائه الغير معصومة والغير معقولة احيانا

وعلى الطرف المقابل نجد من يرفض هذه الخصوصية رفضا تاما أو جزئيا و يقلل منها ويرى أنها اطروحات وأدبيات تجاوزتها المرحلة الحالية فعلى هذا يجب طرحا أو تضييقها أو تحديدها وعدم تقديمها كتراث أصيل ومستقبل حضاري يفاخر به ويصر هؤلاء على أن نقدم مشروعنا التنموي التنويري الثقافي بعيدا عن هذه الخصوصية المزعومة من وجهة نظرهم , بل ذهب بعضهم الى أبعد من هذا فرفض خصوصية هذه البلاد المكانية والمتمثلة طبعا بكونها مهبط الوحي ووجود الحرمين الشريفين بها !!!

ولا شك أن هذين الاتجاهين يمارسان نوعا من الاقصاء والتحامل والظلم على مجتمعاتهم بالدرجة الأولى ومن ثم على بعضهم البعض فأصبح كل طرف يدير كفة الصراع فيما بينه وبين الآخروفق نظرية الأقوى فتارة عبر صوت العقل والحكمة وتارة عبر مظلة الحوار والرأي الآخر وتارات أخرى بممارس الارهاب والتجني واستعداء السلطة واتهام القصد والنية

وقد اختلفت آراء المحايدين والمنصفين حول هذين الاتجاهين فكل اتجاه يحمل في طياته الكثير من الصواب والكثير من الخطأ وسوء التقدير
فهل يعني وجود الصواب عند هذا أن نقبله كليا مع ما فيه من الخطأ وهل يعني وجود الخطأ ان اطرحه كليا وهل يعني أن أوافق تيارا معينا أن أقصي الآخر وأهمشه وأذهب بكل حسنة وصواب لأجل أني فضلت الآخر علية
اننا جميعا بحاجة الى منهج العدل والانصاف في تعاملاتنا وفي احكامنا مع انفسنا في المقام الأول ومع من حولنا في المقام الثاني فلا يحملنا الحب على التغاضي عن الهفوات ولا يحملنا الكره على نسيان الحسنات
وهذا ما نريده كمنهج اسلامي أصيل يضعنا كلنا تحت مظلة الدين الواحد والوطن الواحد وهذا من ابجديات وأهم قضايا المجتمع المدني المثالي والذي جاءت آيات القران وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم تؤكدة وتحرص عليه بينما فشلت كل النظريات الأفلاطونية والفارابية من تحقيق حلمها الجميل بالمدينة الفاضلة والتي وان نجحت بعض اطروحاتها الفلسفية على المستوى التنضيري فانها فشلت كليا أو جزئيا عند الجانب التطبيقي


وهذه النظرة المتوازنة ان شاء الله لخصوصيتنا الثقافية لا تجعلنا فوق مستوى النقد وفوق مستوى الشبهات فنحن مجتمع مسلم محافظ ونحن مجتمع تحكمه روح العشائرية والقبيلية في اغلبه وهذه الخصائص الثقافية بل والمكانية هي من أهم العوامل التي تساعدنا على التميز وعلى تجاوز خلافياتنا ومشاكلنا لكنها وبنفس القدرة الايجابية التي تؤهلنا للنجاح قد توظف لتصبح معول هدم وتخريب وتقديم صورة ممسوخة شوهاء لديننا وصورتنا وهويتنا أمام الأمم الأخرى وذلك بالغلو في هذه الخصوصية أو استغلالها لأغراض وأهداف تبعدها عن غايتها السامية أو تجاوزها واعمالها وفق ما يراه الطرف الأقوى وصاحب الحظوة من الجانب الرسمي والسلطوي

وأخيرا اؤكد أننا بتوازننا من حيث النظرة الوسطية لهذه الخصوصية نكون بعون الله سبحانه قادرين على أن نصنع جيلا واعيا يملك من المقومات والثوابت التي يمده بها دينه وقيمه ويكون بنفس الوقت يملك آراء جريئة ومتفتحة ومتوثبة نحو الأفضل بعيدة عن أخطاء الماضي وبعيدة عن تأثير أحد الأطراف السابقة الذكر والتي تمارس جلدا لذواتها ولمجتمعاتها دون ادنى مسؤولية ذاتية ودون أن تحمل مشروعا حضاريا يملك مقومات النجاح ويملك رؤية واضحة تملك الاليات التي تقبل الآخر وتستطيع أن تتعامل معه سواء من موقع الموافق او المراقب او المقابل

فيا ترى متى نرى هذه الافكار التي نوقن بأصالتها ونضجها متى نراها واقعا ملموسا وتطبيقا حيا في سلوك وعقول شبابنا وشيوخنا ومثقفينا وكل مؤسساتنا الثقافية ومتى نرى ذلك الفكر الأحادي الاقصائي قد وئدت مؤسساته وانضمت الى بناء الذات والمجتمع بناء مؤسسا على اليقين والحب بعيدا عن التشكيك والعداء . اللهم أرنا هذا قريبا انك على كل شي قدير

كهرمانة العين
29-06-2003, 04:15 AM
عودا حميدا أخي الكريم(+_+) ..وجزاك الله خيرا لطرحك لهذا الموضوع الطيب ..:)

حروف سوالف
29-06-2003, 03:58 PM
لي عوده للموضوع ..ولكني احببت ان ارحب بعودتك اولا ..يا ابو زياد :)
وحياك يالغالي .....
اخوك حروف سوالف

(+_+)
29-06-2003, 08:56 PM
اشكرك اختي كهرمانه واخي حروف الحب


شرفتموني بردكم والله لا يحرمني منكم:D :D

andalusya
01-07-2003, 05:54 PM
شكرا لك اخي الكاتب على هذا المقال الرائع...

وقد تبادل لذهني سؤال لم أجد له إجابة وأنا أقرأ مقالك حول خصوصيتنا الثقافية ...وهو
هل بات لدينا خصوصية ثقافية واضحة تميزنا عن الآخرين ؟؟؟
ولأنك عنيت المجتمع السعودي في مقالك تحديدا ... غير أنني سأتحدث عن المجتمع الإماراتي الذي أعيش فيه وأنتمي له

قبل أن نتحدث عن وجود الخصوصية الثقافية في مجتمعاتنا ...ينبغي لنا أن نتعرف على ملامح تلك الثقافة ...ومكوناتها ..بمفرداتها البسيطة وممارساتها المعتادة في حياتنا اليومية ....إن الثقافة طريقة في التفكير وأسلوب في الحياة ...ومفردات لغوية ..وموروثات قديمة تعتبر كنوزا وجواهر من المعارف والقيم والأخلاقيات التي تحدد أسلوب حياتنا ...فهل هذا الأسلوب من السهولة بمكان أن يلمسه الزائر لدولتنا فتتكون لديه صورة واضحة عن خلفياتنا الثقافية ..؟؟؟
للأسف الشديد أن لا ..حيث فقدنا الكثير من تلك الأنماط الثقافية واستبدلناها بأخرى غربية الصنع ...نعم فالمستورد الأجنبي ..سيطر على جميع جوانب حياتنا ...حتى انه لم يعد من تلك الخصوصية شيء واضح ومميز ..ولم يعد للكثير من مكونات وعناصر ثقافتنا متسع مكاني أو زمني لممارسته ...

هل تتخيل أن دولا قامت بهدم الكثير من معالمها الحضارية وبنت فوقها المنشئات الإسمنتية ..باسم التقدم والرقي ...ولا عجب أن لاتجد عدة أجيال متلاحقة ...شيئا يدل على وجود بيئة معمارية تمثل البيئة الإماراتية ...((أعني في المدن الرئيسية ))..فالزحف العمراني قضى على كل أوجه من وجوه ثقافتنا المكانية ...

أما عن الثقافة كمفردات وكنمط حياة نعيشه ...فلا يوجد في حياتنا سوى كل غربي ...ومستعار من مزيج من الثقافات ...لوجود خليط غريب ومعقد من الجنسيات الأجنبية والعربية أيضا ...


مقارنة بسيطة بين الثقافة الغربية وثقافتنا المركبة

في مجتمع غربي كأمريكا مثلا ...نجد أنهم يصيغون مفردات ثقافتهم لأطفالهم في كل شيء ...فكلمة ثلج تذكرهم برجل الثلج ..وكلمة بطل تعني لهم روبن هود أو زورو مثلا ...وقوي تعني سوبر مان والكثير من الموز المستمدة من ثقافتهم ..والبقرة تذكرهم برعاة البقر ومسابقات الخيل ..وتجدهم يحملون تلك المفردات معهم ..في حقائبهم المدرسية ...في أقلامهم ...وعلى أغلفة دفاترهم ...وحتى غرف نومهم وأثاثهم ...فالطفل يعيش ثقافته ويمارسها باعتيادية وسلاسة ودون دخول رموز وعناصر غربية أخرى ...

أما نحن فيعيش طفلنا ذات النمط الذي يعيشه الطفل الغربي..يتذكر السوبر مان ..ويلعب بلعبة البلاي ستيشن التي لا يوجد لها ألعابا تحتوي على رموز وشخصيات عربية ...يطالع التلفاز فلا يبصر سوى شخصيات كرتونية أجنبية الصنع ...غربية الأفكار..وهي ذاتها التي تكون ثقافة الطفل الغربي ...يخرج للملاهي فيركب قطارا يحمل تمثالا لبابا نويل وهو يحمل كيس الهدايا في أعياد الكريسماس ...
وفي غرفة نومه علقت له أمه .. صورا لميكي وميني ماوس وأفراد عائلتهما ...والفتاة لا تلعب إلا بلعبة باربي الجميلة...
هل يوجد أحمد بن ماجد كبطل في كراسات صغارنا ...وهل استبدلنا بابا نويل ..بشخصية كحاتم الطائي .مثلا..الذي سيعلم صغارنا معان للكرم وجود الأخلاق ..هذا عداك عن الكثير والكثير من الشخصيات الإسلامية التي نهضت بنا كأمة بدءا من الصحابة رضوان الله عليهم ...ومرورا بقادة المعارك والحروب الجهادية ...ثم العلماء والمفكرين ..ممن كان لهم دور على تقدم الغرب أنفسهم .والكثير الكثير مما لا يتسع الكلام لذكره....
وحتى قصصنا الشعبية القديمة لماذا لانحول أبطالها إلى رموز تعيش مع صغارنا وتشاركهم في طريقة تكوين خيالاتهم وأفكارهم

للأسف نمارس مسخا من الثقافات الدخيلة التي لم تفرضها علينا سوى الفوضى والعشوائية المنظمة ...بينما لا يوجد في المقابل جهات تهتم بإعادة رموز ثقافتنا لأذهان صغارنا ...فتكسبهم خصوصية ثقافية واضحة المعالم والتفاصيل.


عذرا منك إن كنت قد ركزت على هذا الجانب من الثقافة ...لكن الطفل برأيي ومن وجهة نظري هو الأساس الذي يجب أن يعاد بناؤه ...وقبل كل شيء

وحتى لا تصبح خصوصيتنا الثقافية ..تتمثل في لبس عباءة أو عقال فقط ...فلابد من توجيه المجتمع بأكمله لتنمية تلك الثقافة واستعادتها بكامل عناصرها ومفرداتها ..من جديد

عندئذ سنفاخر بأننا من الشعوب التي تمتلك خصوصية ثقافية

مرة أخرى أخي الكريم أ لتمس عذرا منك على الإطالة والتفرع في الموضوع ...لكنه من المواضيع التي لا يمكن اختزالها في سطرين .



أندلسية


****ملاحظة
لم أعني بالمقارنة مع الشعب الأمريكي لتصويره بالمثالية ..وإنما في الجانب الذي تحدثت فيه فقط ..