ابو الامير
06-04-2003, 11:52 PM
سخرية من هتافات البعض لهتافهم لا لضرب امريكا وهجوم ضد التلفزيون وتنديد بالانهزاميين العرب
2003/04/05
نافع يدافع عن الاهرام وينفي مساندته للعدوان ويلمح لمهمة رسمية لبعثة الاهرام الصحافية بأمريكا ويتجنب الاشارة لحديثه مع تشيني
القاهرة ـ القدس العربي ـ من حسنين كروم:
كانت الموضوعات والاخبار والتحقيقات والمقالات والتعليقات في الصحف المصرية الصادرة امس الجمعة عن استمرار العدوان الامريكي ـ البريطاني ضد اشقائنا بالعراق، وتعرض اشقائنا الفلسطينيين لعدوان اسرائيلي جديد واستشهاد عدد منهم، وتعرض البلاد لموجة حرارة شديدة، ومباريات كرة القدم في الدوري العام وافتتاح منافذ حكومية جديدة لبيع السلع بأسعار نصف الجملة والجملة وما تسميه الحكومة الاسعار الاسترشادية.
ردود الافعال
وسنخصصها اليوم للقراء لا للكتاب والصحافيين والمعلقين، ففي وفد الثلاثاء قال محمود لطفي الدقن وكيل وزارة التربية والتعليم الأسبق: وان ما اختارته امريكا ليكون انتصارا، باذن الله تعالي سيكون انتحارا، فقد وقعت الآن في مستنقع الحرب ضد العراق من أجل فرض الارادة علي الآخرين وشهوة التوسع ايا كان شكله، نتيجة للشعور بالقوة المفرطة والغرور الأعمي، وهذا ما حدث لها في فيتنام واذا كانت هزيمة امريكا في فيتنام سنة 1968 هي بداية النهاية، فان هزيمتها في العراق سنة 2003 ستكون نهاية النهاية.. وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون صدق الله العظيم .
ومنه الي سيما أونطة وهو عنوان تعليق بهجت فرج وقوله فيه: صدق الامريكيون افلامهم، صدقوا انهم شعب من الكاوبوي وطرزان وسوبرمان وباتمان ورامبو، ذهب الجنود الامريكيون الي العراق متصورين انهم سيقابلون بالورود والقبلات والموسيقي واصطحبوا الكاميرات والمراسلين وجهزوا الاقمار الصناعية ليبهروا العالم بفيلم جديد ينتهون من تصويره في 48 ساعة علي الاكثر. ان الاعلانات الامريكية الهابطة التي صاحبت بدء العمليات عن استسلام فرقة مدرعة عراقية ومقتل صدام وثلاثة من معاونيه واستسلام الجنود طواعية علي الحدود الكويتية لم تنجح في التأثير لا علي الرأي العام العالمي ولا العربي ولا علي العراقيين، انكشفت اللعبة الاعلامية، وظهر الجندي الامريكي علي حقيقته جبانا ـ خائفا ـ مرعوبا ـ مرتجفا لا يجيد الحرب الا امام كاميرات السينما وبتوجيه المخرجين، وخيرا فعل شعب العراق بأن حول الفيلم الماسخ الي حقيقة مثيرة وقلبها علي المعتدين. مزيد من الصمود يا شعب العراق في مواجهة احفاد القراصنة والكاوبوي وتجار العبيد. مزيد من الصمود يا شعب العراق حتي تنكشف الغمة وينكشف معها كل سفراء امريكا لدي الدول العربية الذين يختفون تحت اسماء لا يستحقونها والي نصر أكيد وان لم يكن قريبا .
وفي بريد آفاق عربية يوم الاربعاء قال حمدي محمد الكحلاوي من السنطة بمحافظة الغربية في رسالة له: اذا كنا نري الخونة قد باعوا لطليعة الشر في العالم امريكا دارا او ساحة او ملعب امجاد فانهم لم يستطيعوا ان يبيعوا لهم تاريخا وشعبا وأمة، واذا كنا نراهم يخونون العراق اليوم فانهم خانوا بالأمس القدس وخانوا امانة الشهادة لهذا الدين فلم يكن في نفوسهم ترجمة حية للاسلام وايضا شعورهم وسلوكهم وقلوبهم واصبحوا مستنقعا لنفوس أثيمة لئيمة (وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ اليهم علي سواء) (الانفال: 58)، ومهما نبكي وندمع ونحزن فاننا باسلامنا وايماننا وقرآننا وسنة نبينا ندرك جيدا انها ابتلاءات وظواهر عارضة لكنها لا تحول بيننا وبين رضا ربنا، وان شاء الله سنري المجد حولنا، ولقد اشتاقت الامة لنصرة الله وصبرا يا مسلمي العراق وفلسطين كما صبر آل ياسر فان موعدكم الجنة (ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز) (الحج: 40) .
والي جمهورية الخميس وبابها الاسبوعي الذي يستحوذ علي صفحتي 20 و21، عن رسائل القراء وتعليقاتهم مع نشر صورهم، وهو بعنوان مع الجماهير وسنختار ابرزها، وهي رسالة من منير مراد السيد من مدينة فاقوس بمحافظة الشرقية قال فيها: في حرب الكويت 1990 غني الفنان الكويتي عبد الله الرويشد اللهم لا اعتراض لماذا لم نسمع صوت كاظم الساهر عن صمود العراق حتي الآن؟! .
ورسالة ثانية من حسن ابو لمونة من مدينة بني مزار بمحافظة المنيا قال فيها: لوح الدكتور محمد البرادعي بانه قد يستقيل من منصبه كمدير للوكالة الدولية للطاقة الذرية اذا شنت امريكا حربا ضد العراق دون ترخيص من مجلس الامن وها هي امريكا قد فعلت فهل يفعل هو؟ .
ورسالة اخري من سمير سيد بكر سكرتير نيابة بكفر الزيات قال فيها اقوي من كل القرارات اغنية شعبان عبد الرحيم الجديدة عن العراق واسلحة الدمار الشامل واسرائيل . ورسالة من ابراهيم محمد شريف من جت الكبري بمحافظة الدقهلية جاء فيها: كانت امريكا تعاملنا بأسلوب العصا والجزرة، الآن وجدت اننا لا نستحق الجزرة .
ومن الاقصر ارسل ابو النجا عرابي يقول: عواقب وخيمة هددت بها امريكا وبريطانيا العراق، فاذاقتهما المقاومة العراقية للدولتين . ورسالة اخيرة من سهام شعبان من كفر الدوار بمحافظة البحيرة قالت فيها: امريكا تقول انها تريد تخليص العراقيين من صدام حسين ونظامه لكن ما تفعله الآن يؤكد انها تريد التخليص علي العراق والعراقيين .
والي قراء صحف يوم الجمعة ـ امس ـ حيث نشرت الوفد احدي عشرة رسالة منها ثمان عبارة عن قصائد اولها للمحامي مجدي محمد العيسوي قال فيها:
ابناء العراق الاحرار
كانوا مفاجأة للامريكان
قدروا يشعلوها نار
دول كلهم اسود شجعان
والثانية للطبيب شحاتة محمد شحاتة وقال فيها:
ست من شعب العراق
العريق الصامد
قالت من القلب الكلام
طلع الكلام جامد
لو في الجتال تغني الرجال
تخرج حريم وتحارب
والثالثة لمصطفي الكحكي الذي قال حزينا:
فلتمت بالسعدون ليلي
وبسمراء تلحق بها سلمي
وعلي دجلة يؤخذ كاظم عنوة
وبالفرات يضرب فارس علي حين غفلة
وبتلك النهايات الحزينة
تنتهي قصص الحب السعيدة.
وترحل بلاد العز المجيدة
بمآذنها الفريدة
وحدائقها العتيقة
اما محمود عبد الحليم من قرية لقانة بمحافظة البحيرة فأشاد بصدام حسين قائلا:
قالوا ما تقولش اي حاجة غير صمود صدام حسين
قالوا فيه بترول لحرق الطامعين
نفسي اشوف مرة العرب متوحدين
والتحية في النهاية للبطل صدام حسين
وبدلا من قول صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة كانت قصيدة محمد الأمير علي العزب من مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ عنوانها صبر آل بغداد قال فيها:
صبرا آل بغداد صبرا
فالنصر آت عن قريب
اني اري بالافق فجرا
ذا شموس لا تغيب
آل بغداد فقط؟ واين آل البصرة وآل المدن والمراقد المقدسة وكل بقعة من ارض هذا البلد العزيز؟!
وفي باب اخبار الناس اليومي بالصفحة الثانية من الاخبار نشرت اربع برقيات مرسلة اليه من احمد الفضالي الأمين العام لجمعيات الشبان المسلمين ومن نرمين اسماعيل الخبيرة التعليمية ومن سعد مهلل بادارة تعليم شرق مدينة الاسكندرية ومن الاذاعي سعد القاضي، وكلها اشادة بصمود العراقيين والفخر به. كما نشر زميلنا سعيد سنبل في بابه اليومي ـ صباح الخير ـ اربع رسائل واردة اليه من احمد مختار شرف الدين وهو رجل اعمال ومن المحاسب بالقاهرة سمير عبد الفتاح بدر ومن المهندس عزيز نوار ومن محمود عبد المنعم القيسوني وفيها اقتراحات لحل المشكلة سلميا. ورسائل القراء هي المقياس الحقيقي لاتجاهات الرأي العام المصري، ومنها سننتقل الي المثقفين.
معارك الحرب
والي معارك الحرب وخاصة المثقفين ومواقفهم وقول زميلنا حلمي النمنم وهو من كبار محرري وكتاب مجلة المصور عن فريق منهم: واذا كانت بريطانيا صاحبة اعرق ديمقراطية وامريكا التي تتمتع بـ اوسع ديمقراطية في عالمنا اليوم تسلكان علي هذا النحو، فماذا يتبقي بعد ذلك من مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان؟! لقد تصرفت كل منهما بمنطق لا تنحدر اليه اي دولة ديكتاتورية من تلك التي يطلقون عليها دول العالم الثالث، بل ان هذا التصرف ابشع كثيرا من اجتياح الدبابات السوفييتية للمجر سنة 1956. بل ان الديمقراطية يمكن ان تكون كلمة مشبوهة لدي قطاعات معينة في مجتمعنا، ولدي فصيل من النخبة ذاتها، فهي لديهم قيمة غربية وليست قيمة انسانية عامة واداة من ادوات التغريب في مجتمعنا يجب ان نتجنبها او علي الاقل نتشكك فيها، ويضاف الي ذلك اليوم انها صارت غطاء سياسيا للاحتلال وذريعة للغزو العسكري وقتل المدنيين الابرياء، وبالتأكيد فان الديمقراطية موضع رفض ومصدر قلق وازعاج للكثير من الحكومات، وهكذا فان البدايات والهوامش الديمقراطية مرشحة للتراجع والانقراض، اما اولئك الذين ظلوا طوال العقد الماضي يرددون شعارات الديمقراطية ومقولات حقوق الانسان فسوف يجدون صعوبة كبيرة في ان يواصلوا ترديد تلك الشعارات والمقولات، وعلي اولئك المبشرين بالنموذج والحلم الامريكي ان يكفوا او يتوقفوا .
ومن فريق معين من المثقفين المصريين الي فريق من المثقفين السعوديين قال عنهم صديقنا وزميلنا احمد عبد الغني من الاهالي : رفض مئة وعشرون من المثقفين السعوديين دعوة من السفير الامريكي في السعودية للالتقاء بهم ومناقشتهم حول الحرب علي العراق، وهذا موقف يستحق التحية، فالمثقفون السعوديون لا يرفضون بالتأكيد الحوار حول اي شيء، لكنهم يرفضون تلويث آذانهم بالاكاذيب الامريكية .
وننتقل لـ الاهرام اول امس مع السيد يسين الذي اخذ يسهب في حيرته في اي الموضوعات والقضايا يتناولها عن الحرب الاجرامية الامريكية ـ كما سماها ـ هذا الشعب العراقي، وقد شغلته حادثة الفلاح العراقي الذي اسقط ببندقية قديمة احدث طائرات امريكا الاباتشي وتكذيب الاعلام الامريكي في البداية علي اساس ان الطائرة سقطت لخلل فني، وهو ما فعلته المعارضة العراقية الضالعة مع المخابرات الامريكية ـ علي حد قوله، واضاف: وبعيدا عن هذه الاسئلة الفلسفية، فقد حسمت الموضوع معركة فيتنام التي استطاع فيها الشعب الفيتنامي البطل ان يهزم الجيش الامريكي هزيمة ساحقة، بالرغم من تقدمه التكنولوجي الساحق وذلك تم ببساطة لأن الارادة الانسانية الفاعلة تستطيع ان تقف ضد اي تكنولوجيا مهما صعدت في مدارج التقدم. ومن هنا من حق الشعب العربي ليس فقط ان يصدق قصة الفلاح والاباتشي، بل ان يدعم بذلك ايمانه العميق في ضوء الانجازات العراقية الخارقة في الميدان ان العواصم العربية ليست ميدانا مستباحا للغزاة الامريكيين او غيرهم، وان المقاومة ينبغي ان تستمر حتي اخر لخطة، علي عكس ما ينادي به بعض الانهزاميين العرب ـ وان الخسائر الجسيمة لا بد ان تصيب اكبر عدد من القوات الغازية حتي يكونوا ودولهم عبرة لمن يعتبر. وكيف استطيع ان امارس التحليل التاريخي او السياسي للحرب الامريكية ضد العراق، واترك قصة الرئيس بوش المسيحي المؤمن الذي يبدأ كل صباح بصلاة عميقة، قبل ان يأمر بشن مزيد من صواريخ كروز والقنابل العنقودية علي الشعب العراقي؟ .
وكان احمد عبد المعطي حجازي في الاهرام الاربعاء قد ركز مقاله علي استعراض تاريخ العلاقة بين الحكام الطغاة وبين المثقفين منذ ايام ارسطو لينتهي الي حيرة المثقفين بين اقتلاع حكم الطاغية صدام حسين وبين القلق من اهداف امريكا.
ولم يحدد حجازي اي مثقفين يعني ومن هم، لأن من يقرأ كلامه يعتقد انه يتحدث عن جموع المثقفين العرب ومنهم المصريون، وما لا صلة له بالمرة بالواقع ولا اعرف من اين جاء بهذه المعلومات التي يكذبها الواقع المعلن للكافة، اللهم الا اذا كان يتحدث عن حلقة ضيقة من المثقفين.
وفي جمهورية الخميس استعرض صديقنا وزميلنا الدكتور فتحي عبد الفتاح، نضال المثقفين والكتاب والفنانين ضد القادة الاستعماريين وتجار الحروب وهم يمثلون ضمير العالم. واشار للحرب الاهلية الاسبانية والادباء الذدين قاتلوا ضد القوات الغاشية بزعامة فرانكو ونضال المثقفين طوال الحرب العدوانية، الامريكية وفيتنام. ثم اضاف: واليوم وفي خضم معارك هذه الحرب العدوانية الظالمة علي شعب العراق والشعوب العربية بل وعلي شعوب العالم اجمع، وفي مواجهة تحالف الاشرار الجدد مثل ادولف بوش وبنيتو بلير، وفرانكو ازنار وسالازار البرتغالي الجديد.
في مواجهة هذا الجيل الشرير الجديد من الاستعماريين والامبرياليين يقف الكتاب والفنانون في جميع انحاء العالم يشجبون ويلعنون ويقودون المظاهرات، الانكليزي هارولد بنتر والالماني جو شيز غراس والبرتغالي ساراماغو، والكتاب والفنانون الامريكيون من امثال تومي بانكس ومادونا ومايكل مور الذين حولوا حفلة الاوسكار هذا العام الي ادانة صارخة لادارة بوش، ووصف بوش بأنه رئيس وهمي يخوض حربا وهمية من اجل اغراض وهمية، وكأنه لا يعبر عن الشعب الامريكي . وفتحي يعني بأدولف بوش، تشبيه بوش بأدولف هتلر، وبنيتو بلير بالدكتاتور الايطالي الفاشي بنيتو موسوليني، وفرانكو ازنار يعني به تشبيه رئيس وزراء اسبانيا ازنار بالديكتاتور الاسباني الفاشي فرانكو الذي اعاد الملكية لاسبانيا قبل وفاته، وسالازار البرتغال، يعني به الدكتاتور البرتغالي الفاشي الراحل سالازار.
الاهرام ونافع
ومن ابرز ما نشر في صحف امس مقال صديقنا وزميلنا ابراهيم نافع رئيس تحرير الاهرام والذي دافع فيه بحرارة عن موقف الجريدة في وجه الاتهامات العنيفة الموجهة اليها بأنها لعبت دورا لحساب امريكا وعدوانها، والتمهيد له بالدفاع عنه قبل وقوعه من خلال بعثة الاهرام الصحافية التي سافرت لامريكا قبل الحرب برئاسة نافع واجرت سلسلة من المناقشات والحوارات مع كبار المسؤولين، وكذلك بسبب الحديث الذي اجراه نافع مع نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني ونشرته الاهرام اول ايام العدوان، ولولا احساسه بخطورة الهجمات التي تتعرض لها الاهرام وتأثيراتها علي موقفها بين الناس واهتزازه الي حد كبير، وهذه ليست المرة الأولي التي يرد فيها نافع علي هذه الحملات، لكنها الأولي التي يدافع فيها مباشرة عن الاهرام وبعثته الصحافية وما قامت به، واستعرض الاسئلة التي تم توجيهها لكبار المسؤولين الامريكيين.
وفي الحقيقة فان دفاع نافع عن اداء البعثة الصحافية كان مقنعا وكنا في اكثر من تقرير قد اشدنا بالأداء المهني لها، وتوجيه اعضائها اسئلة محرجة للغاية للمسؤولين الامريكيين، وذلك ردا علي الانتقادات العنيفة التي تعرضت لها من بعض زملائنا واصدقائنا، وقبل ان نورد ابرز ما كتبه نافع، لا بد من الاشارة الي بعض الملاحظات التي ارجو الا يغضب منها:
1ـ انه لم يتطرق للاشارة الي حديثه الهاتفي مع نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني، ونشره مع بدء العدوان. ولم نجد فيه اي سؤال اعتراض علي اكاذيب تشيني، بل لم يقدم تبريرا واضحا للاهمية الصحافية او السياسية لتمكين تشيني من تبرير العدوان وطمأنة مصر بأنها لن تكون مستهدفة، خاصة انه اعترف بأن بعثة الاهرام تيقنت من ان العدوان مؤكد.
2 ـ ان نافع لم يتطرق الي الدور الذي لعبه بعض كتاب الجريدة في تبرير العدوان قبل وقوعه، بل والترويج للموقف الامريكي مقدما، وعلي صفحات الاهرام ، صحيح ان نافع كتب من عدة ايام يقول ان الاهرام ليس مسؤولا عما يدلي به، بعض من يعملون فيه من احاديث لأجهزة الاعلام الاخري خاصة الفضائيات، وانما عما يكتبونه في الجريدة، لكنه لم يذكر واحدا من ابرز العاملين فيها وهو مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم وهو صديقنا وزميلنا الدكتور عبد المنعم سعيد، الذي كان عضوا في الوفد المصري الرسمي الممثل للحزب الحاكم لامريكا اثناء وجود بعثة الاهرام الصحافية هناك، والذي كتب مقالا مطولا بـ الاهرام عن خطاب كولن باول وزير الخارجية الامريكي امام مجلس الأمن والذي قدم فيه ما اعتبره ادلة علي وجود اسلحة دمار شامل بالعراق ومحاولات السلطات العراقية نقلها واخفائها، ودافع بحرارة عن اكاذيب باول، واخذ يحللها ويستعرضها باعجاب لا حدود له، وتعمد تجاهل تكذيبات الدكتور محمد البرادعي وهانز بليكس له، وكذلك تكذيبات وسخريات وزراء خارجية فرنسا وروسيا والمانيا، فبماذا نافع يسمي ذلك؟ انحياز لامريكا ولاكاذيبها ام موضوعية وحياد؟!
3 ـ وحتي نكون منصفين فلا يجب ان نقوم بتحميل نافع المسؤولية هنا، لأننا ندرك انه لم يكن ممكنا ان يجري الحديث الهاتفي علي عجل مع تشيني ونشره مع بدء العدوان لتبريره الا في اطار سياسة اعلامية رسمية استهدفت تحميل مسؤولية العدوان للعراق وتبريره لامريكا، وهي السياسة التي عكسها التلفزيون في اقبح صورة واشدها بشاعة، واستهتارا بانتماءات الشعب ومشاعره، وذلك كله انطلاقا من الاعتماد علي تأكيدات امريكية جازمة بان النظام العراقي سوف ينهار في اول ايام العدوان، لكن ردود افعال الشعب التلقائية والتي اشمئزت من هذا الاعلام، ثم صمود العراق اجبرت النظام علي سرعة تغيير سياساته الاعلامية الي الضد، لتتماشي مع مشاعر الشعب وتوجهاته.
والذي استطيع ان اقوله دون ان اكون مدافعا عن احد ان تغيير النظام لسياسته الاعلامية قد اراح كثيرا من زملائنا خاصة بعض رؤسا تحرير الصحف القومية والذين احسوا بالاحراج في البداية ولهذا اسرعوا بالانحياز لمشاعر الناس، مرة اخري لا اريد الدفاع عن موقف ابراهيم نافع او غيره او ايجاد تبرير له لكن فهم ما احاط بهم ضروري وقد المح نافع نفسه بطريقة غير مباشرة الي انه حتي بعثة الاهرام الصحافية لامريكا قبل العدوان كانت بتكليف رسمي وهو ما ورد في مقاله اكثر من مرة.. قال: ولم تكن مهمة بعثة الاهرام الصحافية التي زارت العاصمة الامريكية هي مجرد التعرف علي ما يدور في ذهن المخطط وصانع القرار الامريكي وانما مناقشة التداعيات السلبية والخطيرة . وقال ايضا: كانت مهمتنا الاساسية في العاصمة الامريكية هي تأكيد عدم سلامة التقديرات الامريكية التي تقول ان الحرب علي العراق ستكون بمثابة نزهة للقوات الامريكية . وقال في موضع اخر كانت مهمة بعثتنا في واشنطن اشمل وابعد من مجرد اجراء حوارات صحافية مع صناع القرار في واشنطن وشهدت حوارات ساخنة وجدلا حادا نقلنا لهم خلاله مشاعر واحاسيس المواطن العربي كما اكدنا لهم خطأ تقديراتهم التي تتحدث عن ترحيب اهل العراق بهم وعن سيناريو الاستسلام . وقبل الانتقال لقضية اخري اعود لاؤكد انني لا ادافع عن نافع او ابرر له وانما التوضيح والتفسير للقاريء لاحاطته علما بكل جوانب وتفاصيل المواقف.
الساخرون
والي الساخرين ومنهم صديقنا وزميل الدراسة عبد النبي عبد الباري مستشار تحرير جريدة الوفد وقوله في بابه اليومي ع الماشي يوم الاربعاء: سؤال: ما الذي يمكن ان يقدمه العرب في غيبوبتهم الحالية، دعما لابطال العراق في حربهم ضد الغزاة بعد ان قطعوا عنهم المية والنور؟ جواب: ان يعطوهم الارقام الصحيحة للتليفونات المخصصة في بغداد لبوليس النجدة! .
وعبد النبي من اكبر كارهي النظام العراقي وكان دائم الهجوم عليه. وفي الاهالي كان كاريكاتير حسانين بالصفحة الثانية عن مظاهرة يقودها كويتيون يرفعون العلم الامريكي ويهتفون بحماس لا لضرب الامريكان .
اما رؤوف عياد ـ قبطي ـ فكان له كاريكاتير عن مواطنين يجلسان في مقهي ويستمعان للراديو واحدهما يقول للاخر: بيقولوا الاخ بوش طلب منع اذاعة اغنية (اس.. اس.. السلام عليكم). وكان له كاريكاتير آخر، عن مواطن خليجي سمين يجلس فوق فوتيه مبتسما وهو يشاهد وزير الخارجية الامريكي كولن باول يتحدث في قناة سي ان ان وهو يقول للخليجي السمين خليك انت يالظلوظ مستريح.. واحنا بعد التحرير حنحكم العراق والكويت وقطر والبحرين وبقية الزملا .
لظلوظ؟ وما العيب في اللظلظة واللظاليظ؟ العيب ليس فيهم وانما في بعض الانظمة بالجامعة العربية التي قال عنها كاتبنا الساخر الكبير احمد رجب في بابه نص كلمة بـ اخبار الخميس: ما يحدث بين بعض اعضاء جامعة الدول العربية من مساخر في هذا الوقت بالذات يؤكد ان هذه الجامعة ستكون اكثر نفعا لو ان مبناها علي النيل تم تأجيره مفروشا .
اخيرا.. الي كاريكاتير عمرو عكاشة في الوفد امس وكان لشارون وعلي رأسه قرنان كالشيطان وامامه سكين يقطر دما ويتحدث لبوش في الهاتف قائلا: يالا بقي.. اضرب سورية فيرد عليه بوش اصبر شوية اما نخلص من العراق .
الاخوان المسلمون
والي ثالث وآخر استضافة للاخوان المسلمين هذا الاسبوع، وسوف نستقبلهم بارتياح هذه المرة ومنهم صديقنا المحامي مختار نوح عضو مكتب الارشاد الذي قال في بابه سلام.. سلاح عن نوعية تثير الاعصاب:
يستضيف التلفزيون المصري عند كل عدوان امريكي علي شعب مسلم مسالم عددا من خبراء (الاونطة) ماركة (يا جماعة دي امريكا وخلينا صرحاء) واخرين من ماركة (النصر للتكنولوجيا) اما اسوأهم فهم ماركة (العين ما تعلاش علي الحاجب) وطبعا يقصدون ان احنا (العين) وامريكا هي (الحاجب).. الا ان جريدة العربي قد استضافت علي صفحاتها وقبل الحرب بأسبوعين تقريبا خبيرا من النوع الاصلي وهو الفريق سعد الدين الشاذلي احد صناع النصر علي العدو الاسرائيلي. ولا اعرف لماذا يصر التلفزيون علي استضافة خبراء (الاونطة) ويتركون رجلا مثل الفريق الشاذلي؟! ويذكرني التلفزيون المصري في استضافته لهؤلاء الخبراء (الاونطة) بقصة الراحل يوسف السباعي (ام رتيبة) التي عرضتها الشاشة المصرية وفيها قدم الممثل الكوميدي حسن فايق نفسه لأسرة (ام رتيبة) ـ ماري منيب ـ مدعيا انه (باشخبير) الا انه في الحقيقة كان (باشخبير طرشي) ولم يكن (باشخبيرا) في الهندسة او في القانون او الطب، ايها السادة الخبراء (الاونطة) ومن غير حلفان.. اقول لكم: ستخرج امريكا من افغانستان.. خلال شهور معدودة، ولن تقدر علي حماية النظام المعين في افغانستان، ولا حماية جنودها وستخرج ايضا من بغداد طال الوقت ام قصر، وستفقد من الجنود ما لم تفقده في فيتنام، وسيطرد الفلاحون في بغداد الفأر من ارضهم ليس لانه (الفأر القذر) وانما لانه (كمان غبي).. وستعلمون وقتئذ من هو (الباشخبير الحقيقي.. ومن هو باشخبير الطرشي .
والثاني الذي نستقبله بارتياح هو الدكتور صلاح عز الذي نجدد له الاحترام والتحية رغم ما حدث بينه وبيني من معارك لقوله: كان حديثي منذ اسبوعين عن حزب اسرائيل الناشط داخل بلاد العرب، هذا الحزب ينتمي اليه مع دعاة التطبيع كل من يشارك في جرائم الفساد والخيانة وعلي رأسها سرقة ارادة الشعب في الانتخابات سواء بتزييف النتائج او بمنع المواطن من التصويت، وهذه السرقة في رأيي هي اعظم السرقات، وهي خيانة عظمي يجب ان يعاقب كل من يشارك فيها بتطبيق حد قطع اليد عليه. ينتمي لهذا الحزب ايضا كل منافق صاحب قلم مسموم او لسان سليط، وكل من يشارك في افساد الشباب ببث الاباحية والخلاعة والحض العلني علي الفسق في اغاني الفيديو كليب، وكل من يحارب الدعاة المستنيرين ويغلق المساجد امامهم ويحول بينهم وبين مريديهم، وكل من يزين الاوضاع الطارئة من قوانين ومحاكم ويحرض علي انتهاك حق المواطن في ممارسة حقوقه السياسية ايا كان انتماؤه السياسي، وكل من يمن علي الفلسطينيين بتضحيات مصر من اجلهم ويقول (مصر اولا) وهي مقولة حق يراد بها باطل، لان مصر لا تكون اولا الا بفلسطين ولان امننا القومي لا معني له بدون فلسطين والقدس، واليوم اكتب عن حزب فلسطين الذي تأتي علي رأس شهدائه الامريكية راتشيل كوري، هذه البطلة التي جعلتنا نخجل من انفسنا عندما ضحت بحياتها من اجل قضية المسلمين الاولي ومن اجل شعب لا تربطها به سوي رابطة الانسانية. ادعو الله ان يغفر لراتشيل ذنوبها ويجمعها في الجنة مع شهداء فلسطين، اما جيم موران العضو الديمقراطي بالكونغرس الذي نطق كلمة الحق في احدي المظاهرات المناهضة للحرب عندما قال ان اليهود هم الذين يدفعون امريكا لهذه الحرب ويؤججون نيرانها، فقد رضي بأن يدفع ثمن موقفه الشجاع واعلن استقالته نتيجة للضغوط التي انهالت عليه لانه تجرأ ونطق بالحق، موران مع سابقيه فيندلي وماكلوسكي وماكيني هم اعضاء في حزب فلسطين، في حزب فلسطين ايضا مارتن شين الممثل الامريكي الذي يعارض الحرب مع مجموعة كبيرة من الممثلين علي الرغم من رسائل السباب والتهديد بالمقاطعة التي تنهال عليه وعلي العديد من فناني هوليوود الذين كنا نزدري بهم، فاذا بهم يفاجئوننا بقيادة المظاهرات (عشرون الفا في هوليوود) وبمواقف مبدئية قوية يقاومون بها البلطجة الصهيونية. قارن هذه المواقف بمواقف الجبناء العرب الذين لا يجرؤ احدهم علي توجيه كلمة نقد او لوم علنية لصهاينة بوش ان الامريكيين ـ مثلنا ـ هم ضحايا للصهيونية (يهودية وبروتستانتية) بل انهم ضحايا العجز العربي وتقاعس مثقفيه وانظمته عن مواجهة المؤسسة الصهيونية التي توحشت حتي احكمت سيطرتها علي جميع مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة، ثم اطلقت عملية 11 ايلول (سبتمبر) (كما قلت المواطن الامريكي عندهم لا قيمة له كمبرر لممارسة البلطجة العلنية ضد الحريات في الداخل، وضد مناهضيهم في الخارج، ومن هنا يتبين خطأ الشعار المنتشر في المظاهرات المصرية الذي يقول (امريكا واسرائيل عدو واحد)، والاصح هو القول (الصهاينة اعداؤنا) بغض النظر عن البلد الذي ينتمون اليه، فهم في كل مكان .
0
المصدر
http://www.alqudsnewspaper.com/index.asp?fname=2003\04\04-05\a36.htm&storytitle=ffسخرية%20من%20الكويتيين%20لهتافاتهم%20%20لا%20لضرب%20امريكا%20%20وهجوم%20ضد%20التلفزيون%20وتنديد%20بالانهزاميين%20العربfff
2003/04/05
نافع يدافع عن الاهرام وينفي مساندته للعدوان ويلمح لمهمة رسمية لبعثة الاهرام الصحافية بأمريكا ويتجنب الاشارة لحديثه مع تشيني
القاهرة ـ القدس العربي ـ من حسنين كروم:
كانت الموضوعات والاخبار والتحقيقات والمقالات والتعليقات في الصحف المصرية الصادرة امس الجمعة عن استمرار العدوان الامريكي ـ البريطاني ضد اشقائنا بالعراق، وتعرض اشقائنا الفلسطينيين لعدوان اسرائيلي جديد واستشهاد عدد منهم، وتعرض البلاد لموجة حرارة شديدة، ومباريات كرة القدم في الدوري العام وافتتاح منافذ حكومية جديدة لبيع السلع بأسعار نصف الجملة والجملة وما تسميه الحكومة الاسعار الاسترشادية.
ردود الافعال
وسنخصصها اليوم للقراء لا للكتاب والصحافيين والمعلقين، ففي وفد الثلاثاء قال محمود لطفي الدقن وكيل وزارة التربية والتعليم الأسبق: وان ما اختارته امريكا ليكون انتصارا، باذن الله تعالي سيكون انتحارا، فقد وقعت الآن في مستنقع الحرب ضد العراق من أجل فرض الارادة علي الآخرين وشهوة التوسع ايا كان شكله، نتيجة للشعور بالقوة المفرطة والغرور الأعمي، وهذا ما حدث لها في فيتنام واذا كانت هزيمة امريكا في فيتنام سنة 1968 هي بداية النهاية، فان هزيمتها في العراق سنة 2003 ستكون نهاية النهاية.. وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون صدق الله العظيم .
ومنه الي سيما أونطة وهو عنوان تعليق بهجت فرج وقوله فيه: صدق الامريكيون افلامهم، صدقوا انهم شعب من الكاوبوي وطرزان وسوبرمان وباتمان ورامبو، ذهب الجنود الامريكيون الي العراق متصورين انهم سيقابلون بالورود والقبلات والموسيقي واصطحبوا الكاميرات والمراسلين وجهزوا الاقمار الصناعية ليبهروا العالم بفيلم جديد ينتهون من تصويره في 48 ساعة علي الاكثر. ان الاعلانات الامريكية الهابطة التي صاحبت بدء العمليات عن استسلام فرقة مدرعة عراقية ومقتل صدام وثلاثة من معاونيه واستسلام الجنود طواعية علي الحدود الكويتية لم تنجح في التأثير لا علي الرأي العام العالمي ولا العربي ولا علي العراقيين، انكشفت اللعبة الاعلامية، وظهر الجندي الامريكي علي حقيقته جبانا ـ خائفا ـ مرعوبا ـ مرتجفا لا يجيد الحرب الا امام كاميرات السينما وبتوجيه المخرجين، وخيرا فعل شعب العراق بأن حول الفيلم الماسخ الي حقيقة مثيرة وقلبها علي المعتدين. مزيد من الصمود يا شعب العراق في مواجهة احفاد القراصنة والكاوبوي وتجار العبيد. مزيد من الصمود يا شعب العراق حتي تنكشف الغمة وينكشف معها كل سفراء امريكا لدي الدول العربية الذين يختفون تحت اسماء لا يستحقونها والي نصر أكيد وان لم يكن قريبا .
وفي بريد آفاق عربية يوم الاربعاء قال حمدي محمد الكحلاوي من السنطة بمحافظة الغربية في رسالة له: اذا كنا نري الخونة قد باعوا لطليعة الشر في العالم امريكا دارا او ساحة او ملعب امجاد فانهم لم يستطيعوا ان يبيعوا لهم تاريخا وشعبا وأمة، واذا كنا نراهم يخونون العراق اليوم فانهم خانوا بالأمس القدس وخانوا امانة الشهادة لهذا الدين فلم يكن في نفوسهم ترجمة حية للاسلام وايضا شعورهم وسلوكهم وقلوبهم واصبحوا مستنقعا لنفوس أثيمة لئيمة (وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ اليهم علي سواء) (الانفال: 58)، ومهما نبكي وندمع ونحزن فاننا باسلامنا وايماننا وقرآننا وسنة نبينا ندرك جيدا انها ابتلاءات وظواهر عارضة لكنها لا تحول بيننا وبين رضا ربنا، وان شاء الله سنري المجد حولنا، ولقد اشتاقت الامة لنصرة الله وصبرا يا مسلمي العراق وفلسطين كما صبر آل ياسر فان موعدكم الجنة (ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز) (الحج: 40) .
والي جمهورية الخميس وبابها الاسبوعي الذي يستحوذ علي صفحتي 20 و21، عن رسائل القراء وتعليقاتهم مع نشر صورهم، وهو بعنوان مع الجماهير وسنختار ابرزها، وهي رسالة من منير مراد السيد من مدينة فاقوس بمحافظة الشرقية قال فيها: في حرب الكويت 1990 غني الفنان الكويتي عبد الله الرويشد اللهم لا اعتراض لماذا لم نسمع صوت كاظم الساهر عن صمود العراق حتي الآن؟! .
ورسالة ثانية من حسن ابو لمونة من مدينة بني مزار بمحافظة المنيا قال فيها: لوح الدكتور محمد البرادعي بانه قد يستقيل من منصبه كمدير للوكالة الدولية للطاقة الذرية اذا شنت امريكا حربا ضد العراق دون ترخيص من مجلس الامن وها هي امريكا قد فعلت فهل يفعل هو؟ .
ورسالة اخري من سمير سيد بكر سكرتير نيابة بكفر الزيات قال فيها اقوي من كل القرارات اغنية شعبان عبد الرحيم الجديدة عن العراق واسلحة الدمار الشامل واسرائيل . ورسالة من ابراهيم محمد شريف من جت الكبري بمحافظة الدقهلية جاء فيها: كانت امريكا تعاملنا بأسلوب العصا والجزرة، الآن وجدت اننا لا نستحق الجزرة .
ومن الاقصر ارسل ابو النجا عرابي يقول: عواقب وخيمة هددت بها امريكا وبريطانيا العراق، فاذاقتهما المقاومة العراقية للدولتين . ورسالة اخيرة من سهام شعبان من كفر الدوار بمحافظة البحيرة قالت فيها: امريكا تقول انها تريد تخليص العراقيين من صدام حسين ونظامه لكن ما تفعله الآن يؤكد انها تريد التخليص علي العراق والعراقيين .
والي قراء صحف يوم الجمعة ـ امس ـ حيث نشرت الوفد احدي عشرة رسالة منها ثمان عبارة عن قصائد اولها للمحامي مجدي محمد العيسوي قال فيها:
ابناء العراق الاحرار
كانوا مفاجأة للامريكان
قدروا يشعلوها نار
دول كلهم اسود شجعان
والثانية للطبيب شحاتة محمد شحاتة وقال فيها:
ست من شعب العراق
العريق الصامد
قالت من القلب الكلام
طلع الكلام جامد
لو في الجتال تغني الرجال
تخرج حريم وتحارب
والثالثة لمصطفي الكحكي الذي قال حزينا:
فلتمت بالسعدون ليلي
وبسمراء تلحق بها سلمي
وعلي دجلة يؤخذ كاظم عنوة
وبالفرات يضرب فارس علي حين غفلة
وبتلك النهايات الحزينة
تنتهي قصص الحب السعيدة.
وترحل بلاد العز المجيدة
بمآذنها الفريدة
وحدائقها العتيقة
اما محمود عبد الحليم من قرية لقانة بمحافظة البحيرة فأشاد بصدام حسين قائلا:
قالوا ما تقولش اي حاجة غير صمود صدام حسين
قالوا فيه بترول لحرق الطامعين
نفسي اشوف مرة العرب متوحدين
والتحية في النهاية للبطل صدام حسين
وبدلا من قول صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة كانت قصيدة محمد الأمير علي العزب من مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ عنوانها صبر آل بغداد قال فيها:
صبرا آل بغداد صبرا
فالنصر آت عن قريب
اني اري بالافق فجرا
ذا شموس لا تغيب
آل بغداد فقط؟ واين آل البصرة وآل المدن والمراقد المقدسة وكل بقعة من ارض هذا البلد العزيز؟!
وفي باب اخبار الناس اليومي بالصفحة الثانية من الاخبار نشرت اربع برقيات مرسلة اليه من احمد الفضالي الأمين العام لجمعيات الشبان المسلمين ومن نرمين اسماعيل الخبيرة التعليمية ومن سعد مهلل بادارة تعليم شرق مدينة الاسكندرية ومن الاذاعي سعد القاضي، وكلها اشادة بصمود العراقيين والفخر به. كما نشر زميلنا سعيد سنبل في بابه اليومي ـ صباح الخير ـ اربع رسائل واردة اليه من احمد مختار شرف الدين وهو رجل اعمال ومن المحاسب بالقاهرة سمير عبد الفتاح بدر ومن المهندس عزيز نوار ومن محمود عبد المنعم القيسوني وفيها اقتراحات لحل المشكلة سلميا. ورسائل القراء هي المقياس الحقيقي لاتجاهات الرأي العام المصري، ومنها سننتقل الي المثقفين.
معارك الحرب
والي معارك الحرب وخاصة المثقفين ومواقفهم وقول زميلنا حلمي النمنم وهو من كبار محرري وكتاب مجلة المصور عن فريق منهم: واذا كانت بريطانيا صاحبة اعرق ديمقراطية وامريكا التي تتمتع بـ اوسع ديمقراطية في عالمنا اليوم تسلكان علي هذا النحو، فماذا يتبقي بعد ذلك من مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان؟! لقد تصرفت كل منهما بمنطق لا تنحدر اليه اي دولة ديكتاتورية من تلك التي يطلقون عليها دول العالم الثالث، بل ان هذا التصرف ابشع كثيرا من اجتياح الدبابات السوفييتية للمجر سنة 1956. بل ان الديمقراطية يمكن ان تكون كلمة مشبوهة لدي قطاعات معينة في مجتمعنا، ولدي فصيل من النخبة ذاتها، فهي لديهم قيمة غربية وليست قيمة انسانية عامة واداة من ادوات التغريب في مجتمعنا يجب ان نتجنبها او علي الاقل نتشكك فيها، ويضاف الي ذلك اليوم انها صارت غطاء سياسيا للاحتلال وذريعة للغزو العسكري وقتل المدنيين الابرياء، وبالتأكيد فان الديمقراطية موضع رفض ومصدر قلق وازعاج للكثير من الحكومات، وهكذا فان البدايات والهوامش الديمقراطية مرشحة للتراجع والانقراض، اما اولئك الذين ظلوا طوال العقد الماضي يرددون شعارات الديمقراطية ومقولات حقوق الانسان فسوف يجدون صعوبة كبيرة في ان يواصلوا ترديد تلك الشعارات والمقولات، وعلي اولئك المبشرين بالنموذج والحلم الامريكي ان يكفوا او يتوقفوا .
ومن فريق معين من المثقفين المصريين الي فريق من المثقفين السعوديين قال عنهم صديقنا وزميلنا احمد عبد الغني من الاهالي : رفض مئة وعشرون من المثقفين السعوديين دعوة من السفير الامريكي في السعودية للالتقاء بهم ومناقشتهم حول الحرب علي العراق، وهذا موقف يستحق التحية، فالمثقفون السعوديون لا يرفضون بالتأكيد الحوار حول اي شيء، لكنهم يرفضون تلويث آذانهم بالاكاذيب الامريكية .
وننتقل لـ الاهرام اول امس مع السيد يسين الذي اخذ يسهب في حيرته في اي الموضوعات والقضايا يتناولها عن الحرب الاجرامية الامريكية ـ كما سماها ـ هذا الشعب العراقي، وقد شغلته حادثة الفلاح العراقي الذي اسقط ببندقية قديمة احدث طائرات امريكا الاباتشي وتكذيب الاعلام الامريكي في البداية علي اساس ان الطائرة سقطت لخلل فني، وهو ما فعلته المعارضة العراقية الضالعة مع المخابرات الامريكية ـ علي حد قوله، واضاف: وبعيدا عن هذه الاسئلة الفلسفية، فقد حسمت الموضوع معركة فيتنام التي استطاع فيها الشعب الفيتنامي البطل ان يهزم الجيش الامريكي هزيمة ساحقة، بالرغم من تقدمه التكنولوجي الساحق وذلك تم ببساطة لأن الارادة الانسانية الفاعلة تستطيع ان تقف ضد اي تكنولوجيا مهما صعدت في مدارج التقدم. ومن هنا من حق الشعب العربي ليس فقط ان يصدق قصة الفلاح والاباتشي، بل ان يدعم بذلك ايمانه العميق في ضوء الانجازات العراقية الخارقة في الميدان ان العواصم العربية ليست ميدانا مستباحا للغزاة الامريكيين او غيرهم، وان المقاومة ينبغي ان تستمر حتي اخر لخطة، علي عكس ما ينادي به بعض الانهزاميين العرب ـ وان الخسائر الجسيمة لا بد ان تصيب اكبر عدد من القوات الغازية حتي يكونوا ودولهم عبرة لمن يعتبر. وكيف استطيع ان امارس التحليل التاريخي او السياسي للحرب الامريكية ضد العراق، واترك قصة الرئيس بوش المسيحي المؤمن الذي يبدأ كل صباح بصلاة عميقة، قبل ان يأمر بشن مزيد من صواريخ كروز والقنابل العنقودية علي الشعب العراقي؟ .
وكان احمد عبد المعطي حجازي في الاهرام الاربعاء قد ركز مقاله علي استعراض تاريخ العلاقة بين الحكام الطغاة وبين المثقفين منذ ايام ارسطو لينتهي الي حيرة المثقفين بين اقتلاع حكم الطاغية صدام حسين وبين القلق من اهداف امريكا.
ولم يحدد حجازي اي مثقفين يعني ومن هم، لأن من يقرأ كلامه يعتقد انه يتحدث عن جموع المثقفين العرب ومنهم المصريون، وما لا صلة له بالمرة بالواقع ولا اعرف من اين جاء بهذه المعلومات التي يكذبها الواقع المعلن للكافة، اللهم الا اذا كان يتحدث عن حلقة ضيقة من المثقفين.
وفي جمهورية الخميس استعرض صديقنا وزميلنا الدكتور فتحي عبد الفتاح، نضال المثقفين والكتاب والفنانين ضد القادة الاستعماريين وتجار الحروب وهم يمثلون ضمير العالم. واشار للحرب الاهلية الاسبانية والادباء الذدين قاتلوا ضد القوات الغاشية بزعامة فرانكو ونضال المثقفين طوال الحرب العدوانية، الامريكية وفيتنام. ثم اضاف: واليوم وفي خضم معارك هذه الحرب العدوانية الظالمة علي شعب العراق والشعوب العربية بل وعلي شعوب العالم اجمع، وفي مواجهة تحالف الاشرار الجدد مثل ادولف بوش وبنيتو بلير، وفرانكو ازنار وسالازار البرتغالي الجديد.
في مواجهة هذا الجيل الشرير الجديد من الاستعماريين والامبرياليين يقف الكتاب والفنانون في جميع انحاء العالم يشجبون ويلعنون ويقودون المظاهرات، الانكليزي هارولد بنتر والالماني جو شيز غراس والبرتغالي ساراماغو، والكتاب والفنانون الامريكيون من امثال تومي بانكس ومادونا ومايكل مور الذين حولوا حفلة الاوسكار هذا العام الي ادانة صارخة لادارة بوش، ووصف بوش بأنه رئيس وهمي يخوض حربا وهمية من اجل اغراض وهمية، وكأنه لا يعبر عن الشعب الامريكي . وفتحي يعني بأدولف بوش، تشبيه بوش بأدولف هتلر، وبنيتو بلير بالدكتاتور الايطالي الفاشي بنيتو موسوليني، وفرانكو ازنار يعني به تشبيه رئيس وزراء اسبانيا ازنار بالديكتاتور الاسباني الفاشي فرانكو الذي اعاد الملكية لاسبانيا قبل وفاته، وسالازار البرتغال، يعني به الدكتاتور البرتغالي الفاشي الراحل سالازار.
الاهرام ونافع
ومن ابرز ما نشر في صحف امس مقال صديقنا وزميلنا ابراهيم نافع رئيس تحرير الاهرام والذي دافع فيه بحرارة عن موقف الجريدة في وجه الاتهامات العنيفة الموجهة اليها بأنها لعبت دورا لحساب امريكا وعدوانها، والتمهيد له بالدفاع عنه قبل وقوعه من خلال بعثة الاهرام الصحافية التي سافرت لامريكا قبل الحرب برئاسة نافع واجرت سلسلة من المناقشات والحوارات مع كبار المسؤولين، وكذلك بسبب الحديث الذي اجراه نافع مع نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني ونشرته الاهرام اول ايام العدوان، ولولا احساسه بخطورة الهجمات التي تتعرض لها الاهرام وتأثيراتها علي موقفها بين الناس واهتزازه الي حد كبير، وهذه ليست المرة الأولي التي يرد فيها نافع علي هذه الحملات، لكنها الأولي التي يدافع فيها مباشرة عن الاهرام وبعثته الصحافية وما قامت به، واستعرض الاسئلة التي تم توجيهها لكبار المسؤولين الامريكيين.
وفي الحقيقة فان دفاع نافع عن اداء البعثة الصحافية كان مقنعا وكنا في اكثر من تقرير قد اشدنا بالأداء المهني لها، وتوجيه اعضائها اسئلة محرجة للغاية للمسؤولين الامريكيين، وذلك ردا علي الانتقادات العنيفة التي تعرضت لها من بعض زملائنا واصدقائنا، وقبل ان نورد ابرز ما كتبه نافع، لا بد من الاشارة الي بعض الملاحظات التي ارجو الا يغضب منها:
1ـ انه لم يتطرق للاشارة الي حديثه الهاتفي مع نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني، ونشره مع بدء العدوان. ولم نجد فيه اي سؤال اعتراض علي اكاذيب تشيني، بل لم يقدم تبريرا واضحا للاهمية الصحافية او السياسية لتمكين تشيني من تبرير العدوان وطمأنة مصر بأنها لن تكون مستهدفة، خاصة انه اعترف بأن بعثة الاهرام تيقنت من ان العدوان مؤكد.
2 ـ ان نافع لم يتطرق الي الدور الذي لعبه بعض كتاب الجريدة في تبرير العدوان قبل وقوعه، بل والترويج للموقف الامريكي مقدما، وعلي صفحات الاهرام ، صحيح ان نافع كتب من عدة ايام يقول ان الاهرام ليس مسؤولا عما يدلي به، بعض من يعملون فيه من احاديث لأجهزة الاعلام الاخري خاصة الفضائيات، وانما عما يكتبونه في الجريدة، لكنه لم يذكر واحدا من ابرز العاملين فيها وهو مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم وهو صديقنا وزميلنا الدكتور عبد المنعم سعيد، الذي كان عضوا في الوفد المصري الرسمي الممثل للحزب الحاكم لامريكا اثناء وجود بعثة الاهرام الصحافية هناك، والذي كتب مقالا مطولا بـ الاهرام عن خطاب كولن باول وزير الخارجية الامريكي امام مجلس الأمن والذي قدم فيه ما اعتبره ادلة علي وجود اسلحة دمار شامل بالعراق ومحاولات السلطات العراقية نقلها واخفائها، ودافع بحرارة عن اكاذيب باول، واخذ يحللها ويستعرضها باعجاب لا حدود له، وتعمد تجاهل تكذيبات الدكتور محمد البرادعي وهانز بليكس له، وكذلك تكذيبات وسخريات وزراء خارجية فرنسا وروسيا والمانيا، فبماذا نافع يسمي ذلك؟ انحياز لامريكا ولاكاذيبها ام موضوعية وحياد؟!
3 ـ وحتي نكون منصفين فلا يجب ان نقوم بتحميل نافع المسؤولية هنا، لأننا ندرك انه لم يكن ممكنا ان يجري الحديث الهاتفي علي عجل مع تشيني ونشره مع بدء العدوان لتبريره الا في اطار سياسة اعلامية رسمية استهدفت تحميل مسؤولية العدوان للعراق وتبريره لامريكا، وهي السياسة التي عكسها التلفزيون في اقبح صورة واشدها بشاعة، واستهتارا بانتماءات الشعب ومشاعره، وذلك كله انطلاقا من الاعتماد علي تأكيدات امريكية جازمة بان النظام العراقي سوف ينهار في اول ايام العدوان، لكن ردود افعال الشعب التلقائية والتي اشمئزت من هذا الاعلام، ثم صمود العراق اجبرت النظام علي سرعة تغيير سياساته الاعلامية الي الضد، لتتماشي مع مشاعر الشعب وتوجهاته.
والذي استطيع ان اقوله دون ان اكون مدافعا عن احد ان تغيير النظام لسياسته الاعلامية قد اراح كثيرا من زملائنا خاصة بعض رؤسا تحرير الصحف القومية والذين احسوا بالاحراج في البداية ولهذا اسرعوا بالانحياز لمشاعر الناس، مرة اخري لا اريد الدفاع عن موقف ابراهيم نافع او غيره او ايجاد تبرير له لكن فهم ما احاط بهم ضروري وقد المح نافع نفسه بطريقة غير مباشرة الي انه حتي بعثة الاهرام الصحافية لامريكا قبل العدوان كانت بتكليف رسمي وهو ما ورد في مقاله اكثر من مرة.. قال: ولم تكن مهمة بعثة الاهرام الصحافية التي زارت العاصمة الامريكية هي مجرد التعرف علي ما يدور في ذهن المخطط وصانع القرار الامريكي وانما مناقشة التداعيات السلبية والخطيرة . وقال ايضا: كانت مهمتنا الاساسية في العاصمة الامريكية هي تأكيد عدم سلامة التقديرات الامريكية التي تقول ان الحرب علي العراق ستكون بمثابة نزهة للقوات الامريكية . وقال في موضع اخر كانت مهمة بعثتنا في واشنطن اشمل وابعد من مجرد اجراء حوارات صحافية مع صناع القرار في واشنطن وشهدت حوارات ساخنة وجدلا حادا نقلنا لهم خلاله مشاعر واحاسيس المواطن العربي كما اكدنا لهم خطأ تقديراتهم التي تتحدث عن ترحيب اهل العراق بهم وعن سيناريو الاستسلام . وقبل الانتقال لقضية اخري اعود لاؤكد انني لا ادافع عن نافع او ابرر له وانما التوضيح والتفسير للقاريء لاحاطته علما بكل جوانب وتفاصيل المواقف.
الساخرون
والي الساخرين ومنهم صديقنا وزميل الدراسة عبد النبي عبد الباري مستشار تحرير جريدة الوفد وقوله في بابه اليومي ع الماشي يوم الاربعاء: سؤال: ما الذي يمكن ان يقدمه العرب في غيبوبتهم الحالية، دعما لابطال العراق في حربهم ضد الغزاة بعد ان قطعوا عنهم المية والنور؟ جواب: ان يعطوهم الارقام الصحيحة للتليفونات المخصصة في بغداد لبوليس النجدة! .
وعبد النبي من اكبر كارهي النظام العراقي وكان دائم الهجوم عليه. وفي الاهالي كان كاريكاتير حسانين بالصفحة الثانية عن مظاهرة يقودها كويتيون يرفعون العلم الامريكي ويهتفون بحماس لا لضرب الامريكان .
اما رؤوف عياد ـ قبطي ـ فكان له كاريكاتير عن مواطنين يجلسان في مقهي ويستمعان للراديو واحدهما يقول للاخر: بيقولوا الاخ بوش طلب منع اذاعة اغنية (اس.. اس.. السلام عليكم). وكان له كاريكاتير آخر، عن مواطن خليجي سمين يجلس فوق فوتيه مبتسما وهو يشاهد وزير الخارجية الامريكي كولن باول يتحدث في قناة سي ان ان وهو يقول للخليجي السمين خليك انت يالظلوظ مستريح.. واحنا بعد التحرير حنحكم العراق والكويت وقطر والبحرين وبقية الزملا .
لظلوظ؟ وما العيب في اللظلظة واللظاليظ؟ العيب ليس فيهم وانما في بعض الانظمة بالجامعة العربية التي قال عنها كاتبنا الساخر الكبير احمد رجب في بابه نص كلمة بـ اخبار الخميس: ما يحدث بين بعض اعضاء جامعة الدول العربية من مساخر في هذا الوقت بالذات يؤكد ان هذه الجامعة ستكون اكثر نفعا لو ان مبناها علي النيل تم تأجيره مفروشا .
اخيرا.. الي كاريكاتير عمرو عكاشة في الوفد امس وكان لشارون وعلي رأسه قرنان كالشيطان وامامه سكين يقطر دما ويتحدث لبوش في الهاتف قائلا: يالا بقي.. اضرب سورية فيرد عليه بوش اصبر شوية اما نخلص من العراق .
الاخوان المسلمون
والي ثالث وآخر استضافة للاخوان المسلمين هذا الاسبوع، وسوف نستقبلهم بارتياح هذه المرة ومنهم صديقنا المحامي مختار نوح عضو مكتب الارشاد الذي قال في بابه سلام.. سلاح عن نوعية تثير الاعصاب:
يستضيف التلفزيون المصري عند كل عدوان امريكي علي شعب مسلم مسالم عددا من خبراء (الاونطة) ماركة (يا جماعة دي امريكا وخلينا صرحاء) واخرين من ماركة (النصر للتكنولوجيا) اما اسوأهم فهم ماركة (العين ما تعلاش علي الحاجب) وطبعا يقصدون ان احنا (العين) وامريكا هي (الحاجب).. الا ان جريدة العربي قد استضافت علي صفحاتها وقبل الحرب بأسبوعين تقريبا خبيرا من النوع الاصلي وهو الفريق سعد الدين الشاذلي احد صناع النصر علي العدو الاسرائيلي. ولا اعرف لماذا يصر التلفزيون علي استضافة خبراء (الاونطة) ويتركون رجلا مثل الفريق الشاذلي؟! ويذكرني التلفزيون المصري في استضافته لهؤلاء الخبراء (الاونطة) بقصة الراحل يوسف السباعي (ام رتيبة) التي عرضتها الشاشة المصرية وفيها قدم الممثل الكوميدي حسن فايق نفسه لأسرة (ام رتيبة) ـ ماري منيب ـ مدعيا انه (باشخبير) الا انه في الحقيقة كان (باشخبير طرشي) ولم يكن (باشخبيرا) في الهندسة او في القانون او الطب، ايها السادة الخبراء (الاونطة) ومن غير حلفان.. اقول لكم: ستخرج امريكا من افغانستان.. خلال شهور معدودة، ولن تقدر علي حماية النظام المعين في افغانستان، ولا حماية جنودها وستخرج ايضا من بغداد طال الوقت ام قصر، وستفقد من الجنود ما لم تفقده في فيتنام، وسيطرد الفلاحون في بغداد الفأر من ارضهم ليس لانه (الفأر القذر) وانما لانه (كمان غبي).. وستعلمون وقتئذ من هو (الباشخبير الحقيقي.. ومن هو باشخبير الطرشي .
والثاني الذي نستقبله بارتياح هو الدكتور صلاح عز الذي نجدد له الاحترام والتحية رغم ما حدث بينه وبيني من معارك لقوله: كان حديثي منذ اسبوعين عن حزب اسرائيل الناشط داخل بلاد العرب، هذا الحزب ينتمي اليه مع دعاة التطبيع كل من يشارك في جرائم الفساد والخيانة وعلي رأسها سرقة ارادة الشعب في الانتخابات سواء بتزييف النتائج او بمنع المواطن من التصويت، وهذه السرقة في رأيي هي اعظم السرقات، وهي خيانة عظمي يجب ان يعاقب كل من يشارك فيها بتطبيق حد قطع اليد عليه. ينتمي لهذا الحزب ايضا كل منافق صاحب قلم مسموم او لسان سليط، وكل من يشارك في افساد الشباب ببث الاباحية والخلاعة والحض العلني علي الفسق في اغاني الفيديو كليب، وكل من يحارب الدعاة المستنيرين ويغلق المساجد امامهم ويحول بينهم وبين مريديهم، وكل من يزين الاوضاع الطارئة من قوانين ومحاكم ويحرض علي انتهاك حق المواطن في ممارسة حقوقه السياسية ايا كان انتماؤه السياسي، وكل من يمن علي الفلسطينيين بتضحيات مصر من اجلهم ويقول (مصر اولا) وهي مقولة حق يراد بها باطل، لان مصر لا تكون اولا الا بفلسطين ولان امننا القومي لا معني له بدون فلسطين والقدس، واليوم اكتب عن حزب فلسطين الذي تأتي علي رأس شهدائه الامريكية راتشيل كوري، هذه البطلة التي جعلتنا نخجل من انفسنا عندما ضحت بحياتها من اجل قضية المسلمين الاولي ومن اجل شعب لا تربطها به سوي رابطة الانسانية. ادعو الله ان يغفر لراتشيل ذنوبها ويجمعها في الجنة مع شهداء فلسطين، اما جيم موران العضو الديمقراطي بالكونغرس الذي نطق كلمة الحق في احدي المظاهرات المناهضة للحرب عندما قال ان اليهود هم الذين يدفعون امريكا لهذه الحرب ويؤججون نيرانها، فقد رضي بأن يدفع ثمن موقفه الشجاع واعلن استقالته نتيجة للضغوط التي انهالت عليه لانه تجرأ ونطق بالحق، موران مع سابقيه فيندلي وماكلوسكي وماكيني هم اعضاء في حزب فلسطين، في حزب فلسطين ايضا مارتن شين الممثل الامريكي الذي يعارض الحرب مع مجموعة كبيرة من الممثلين علي الرغم من رسائل السباب والتهديد بالمقاطعة التي تنهال عليه وعلي العديد من فناني هوليوود الذين كنا نزدري بهم، فاذا بهم يفاجئوننا بقيادة المظاهرات (عشرون الفا في هوليوود) وبمواقف مبدئية قوية يقاومون بها البلطجة الصهيونية. قارن هذه المواقف بمواقف الجبناء العرب الذين لا يجرؤ احدهم علي توجيه كلمة نقد او لوم علنية لصهاينة بوش ان الامريكيين ـ مثلنا ـ هم ضحايا للصهيونية (يهودية وبروتستانتية) بل انهم ضحايا العجز العربي وتقاعس مثقفيه وانظمته عن مواجهة المؤسسة الصهيونية التي توحشت حتي احكمت سيطرتها علي جميع مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة، ثم اطلقت عملية 11 ايلول (سبتمبر) (كما قلت المواطن الامريكي عندهم لا قيمة له كمبرر لممارسة البلطجة العلنية ضد الحريات في الداخل، وضد مناهضيهم في الخارج، ومن هنا يتبين خطأ الشعار المنتشر في المظاهرات المصرية الذي يقول (امريكا واسرائيل عدو واحد)، والاصح هو القول (الصهاينة اعداؤنا) بغض النظر عن البلد الذي ينتمون اليه، فهم في كل مكان .
0
المصدر
http://www.alqudsnewspaper.com/index.asp?fname=2003\04\04-05\a36.htm&storytitle=ffسخرية%20من%20الكويتيين%20لهتافاتهم%20%20لا%20لضرب%20امريكا%20%20وهجوم%20ضد%20التلفزيون%20وتنديد%20بالانهزاميين%20العربfff