تسجيل الدخول

View Full Version : التآمر مع القوي الاستعمارية أمر مخز


ابو الامير
05-04-2003, 05:26 AM
رغم الأخطاء السياسية والعسكرية التي ارتكبها النظام العراقي، ورغم صحة نظر معارضي هذا النظام فيما يتعلق بانتقاداتهم لهذا النظام والبدائل التي يقترحونها لعهد ما بعد صدام، فان التآمر مع الامريكان علي الاطاحة بالنظام العراقي الحالي عمل مخالف للاسلام وللقانون الدولي وللأعراف والتقاليد الراسخة في المجتمع الدولي، فالاسلام ينهي المسلمين بشكل قاطع عن موالاة غير المسلمين وتقديم العون والمساعدة لهم، خاصة اذا كان هذا العون يهدف الي إضعاف قدرة دولة مسلمة لتغليب المشركين علي المسلمين، وقد وردت آيات كثيرة صريحة في القرآن الكريم تؤكد علي نهي المسلمين عن موالاة المشركين، فقد قال تعالي: بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما، الذين يتخذون الكافرين أولاء من دون المؤمنين، أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا (سورة النساء، الآيتان 138 ـ 139).
أما في القانون الدولي، فان ميثاق الأمم المتحدة حرم اللجوء الي القوة كوسيلة لتنفيذ مطالب حقوقية فحظر علي الدول الأعضاء بشكل عام وبموجب الفقرة 4 من المادة الثانية اللجوء الي التهديد أو الي استخدام القوة سواء أكان ذلك ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة، أو بأي شكل آخر يتنافي ومبادئ الأمم المتحدة، وبذلك اصبح اللجوء الي الحرب أمرا محرما ولم يبق في هذا العالم الذي يسوده السلام مجال التدخل إلا في سبيل التنظيم الذي يهدف الي حماية البلاد المتخلفة عن طريق الوكالات الدولية المتخصصة مثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية.
لم يعد مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مجرد مبدأ سياسي، قلما تتم مراعاته، كما هو الأمر في مجتمع العلاقات الدولية، بل اصبح في ظل منظمة الأمم المتحدة مبدأ الزاميا، بحيث لا يحق التدخل إلا للمنظمة نفسها في حالة وجود خطر يهدد السلم والأمن الدوليين، ويقرر مجلس الأمن ما اذا كان قد وقع تهديد للسلم أو إخلال به أو كان ما وقع عملا من أعمال العدوان، ويقدم في ذلك توصياته أو يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير طبقا لأحكام المادتين 41 و22 لحفظ السلم والأمن الدولي أو اعادته الي نصابه (المادة 39 من ميثاق الأمم المتحدة).
غير ان الولايات المتحدة وبريطانيا لا تلتزمان اطلاقا بميثاق الأمم المتحدة، فقد قامتا ـ دون اللجوء الي مجلس الأمن ـ بفرض حظر جوي علي طيران بغداد في الشمال والجنوب تحت غطاء حماية الأكراد والشيعة! كما ان الادارة الامريكية تسعي الي تركيع العالم اذ تتحدي ارادة ملايين المتظاهرين في معظم دول العالم الرافضين للحرب، ولا تبالي امريكا بمطالب معظم قادة الدول خاصة الاوروبية وعلي رأسها فرنسا والمانيا الداعية الي اعطاء المفتشين الدوليين الفرصة الكافية لانجاز عملهم دون ضغوطات.
حسوني قدور بن موسي
المغرب
القدس العربي