المحبوبه
22-09-2002, 11:40 AM
http://www.pchrgaza.org/montar/july2001/sweeping3.jpg [IMG]GMالاحتلال الإسرائيلي يهدم المنازل وحياة المدنيين الفلسطينيين تزداد بؤساً وشقاءً
عائلة برهوم:
عام 1948 هجرونا من بئر السبع والآن نعيش الهجرة والتشرد للمرة الثانية
ست خيام بيضاء، يزين كل منها العلم الأزرق المميز لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين، منصوبة في منطقة لا تتجاوز مساحتها 300م2، الخيام متجاورة لحد التلاصق، وما من حياة فيها ولا حولها لدرجة أنّ المار بجوارها يظن بأنّ أصحابها الذين فرضت عليهم الظروف أن يكونوا كذلك، هجروها. وبدلاً من الأشجار ذات الظلال الوارفة التي كانت تزين منازل هؤلاء الذين شردهم هدم إسرائيل التعسفي لمنازلهم، تزدان المنطقة التي نصبت لهم الخيام فيها، بالكثير من أشجار الصبار، والأشواك، ناهيك عن الحجارة الصغيرة المتناثرة هنا وهناك، والتي تشكل بمجموعها إضافة لحرارة الشمس الحارقة مجموعة الأسباب التي تضطر السكان لهجرة خيامهم … مؤقتاً. هذه هي الصورة التي استقبلتنا عندما توجهنا لزيارة أبناء عائلة برهوم الذين هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازلهم. فحيث نصبت الخيام لم تكن هناك أية إشارة تدل على وجود حياة في المكان، باستثناء طفلة صغيرة، عمرها لا يتجاوز العشرة أعوام، كانت تلتحف الرمال الساخنة على مقربة من الخيام. عندما رأتنا عدّلت من جلستها وبدا عليها الاهتمام، سألناها: "لم تجلسين هنا؟" فأجابت بعدم اكتراث: "اليهود هدموا دارنا، وين بدي أروح؟" سألناها عن أمها، فهبت واقفة وهي تقول: "أمي هنا عند الجيران" وأشارت بإصبعها لبناء مقابل. قفزت الطفلة وخلال ثواني، كان باب المبنى المقابل لنا قد فتح. دخلنا، وفي الداخل، تمكنا من الاقتراب من الصورة الحقيقية أكثر فأكثر، بقايا من قطع أثاث تتناثر هنا وهناك، أغطية، كؤوس وعدة فرشات. وخارج البناء الذي لا تتجاوز مساحته 150م2، تجلس نساء العائلة، تفترشن الأرض وبضع أشجار زيتون حولهن، تعطيهن بعض الظلال التي نجحت إلى حد ما في الحيلولة بين أشعة الشمس وبينهن. لم يكن الحديث معهن سهلاً، كان مفعماً بمرارة لا يمكن أن يشعر بها إلا من عاش الظروف ذاتها والمعاناة نفسها. ورغم ذلك كن يبتسمن، بسمتهن المجبولة بقليل من الأمل، وكثير من الوجع، ساعدتنا في استكمال الحديث معهن. حول قصة تشريد عائلاتهم من منازلها عقب هدمها فجر يوم السبت الموافق 23/6/2001، وحول ظروفهم المعيشية الحالية، كان لنا هذا التحقيق.
G]
عائلة برهوم:
عام 1948 هجرونا من بئر السبع والآن نعيش الهجرة والتشرد للمرة الثانية
ست خيام بيضاء، يزين كل منها العلم الأزرق المميز لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين، منصوبة في منطقة لا تتجاوز مساحتها 300م2، الخيام متجاورة لحد التلاصق، وما من حياة فيها ولا حولها لدرجة أنّ المار بجوارها يظن بأنّ أصحابها الذين فرضت عليهم الظروف أن يكونوا كذلك، هجروها. وبدلاً من الأشجار ذات الظلال الوارفة التي كانت تزين منازل هؤلاء الذين شردهم هدم إسرائيل التعسفي لمنازلهم، تزدان المنطقة التي نصبت لهم الخيام فيها، بالكثير من أشجار الصبار، والأشواك، ناهيك عن الحجارة الصغيرة المتناثرة هنا وهناك، والتي تشكل بمجموعها إضافة لحرارة الشمس الحارقة مجموعة الأسباب التي تضطر السكان لهجرة خيامهم … مؤقتاً. هذه هي الصورة التي استقبلتنا عندما توجهنا لزيارة أبناء عائلة برهوم الذين هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازلهم. فحيث نصبت الخيام لم تكن هناك أية إشارة تدل على وجود حياة في المكان، باستثناء طفلة صغيرة، عمرها لا يتجاوز العشرة أعوام، كانت تلتحف الرمال الساخنة على مقربة من الخيام. عندما رأتنا عدّلت من جلستها وبدا عليها الاهتمام، سألناها: "لم تجلسين هنا؟" فأجابت بعدم اكتراث: "اليهود هدموا دارنا، وين بدي أروح؟" سألناها عن أمها، فهبت واقفة وهي تقول: "أمي هنا عند الجيران" وأشارت بإصبعها لبناء مقابل. قفزت الطفلة وخلال ثواني، كان باب المبنى المقابل لنا قد فتح. دخلنا، وفي الداخل، تمكنا من الاقتراب من الصورة الحقيقية أكثر فأكثر، بقايا من قطع أثاث تتناثر هنا وهناك، أغطية، كؤوس وعدة فرشات. وخارج البناء الذي لا تتجاوز مساحته 150م2، تجلس نساء العائلة، تفترشن الأرض وبضع أشجار زيتون حولهن، تعطيهن بعض الظلال التي نجحت إلى حد ما في الحيلولة بين أشعة الشمس وبينهن. لم يكن الحديث معهن سهلاً، كان مفعماً بمرارة لا يمكن أن يشعر بها إلا من عاش الظروف ذاتها والمعاناة نفسها. ورغم ذلك كن يبتسمن، بسمتهن المجبولة بقليل من الأمل، وكثير من الوجع، ساعدتنا في استكمال الحديث معهن. حول قصة تشريد عائلاتهم من منازلها عقب هدمها فجر يوم السبت الموافق 23/6/2001، وحول ظروفهم المعيشية الحالية، كان لنا هذا التحقيق.
G]