تسجيل الدخول

View Full Version : الولايات المتحدة مؤشرات التدهور


fahad11
08-09-2002, 12:24 PM
بدأت مؤشرات الانحراف في السياسة الامريكية في النصف الثاني من القرن العشرين بعد ان كانت قابعة في عزلتها ومتفرغة لشؤونها الداخلية حيث لم يكن الجيش الامريكي في عام 1939 يتجاوز (185000)جندي ولم تتعد الميزانية السنوية للدفاع(500) مليون دولار وفي 8 كانون الاول 1941حيث بدأت مشاركتها في الحرب العالمية الثانية اعلنت تماما عن خروجها من عزلتها وبعد الحرب العالمية الثانية خرجت دون اي ضرر لبنيتها التحتية عندئذ وقفت على عتبات عصر جديد هو عصر الهيمنة ومن ثم بدأت الصراع مع الاتحاد السوفيتي في حرب الدعاية والتنافس السياسي والاقتصادي والتصعيد العسكري والتي عرفت بالحرب الباردة وكان عام 1991 نهاية حياة الاتحاد السوفيتي وبداية سياسة القطب الواحد عندما تربعت امريكا على منصة ميزان القوى بوصفها دولة هي (الاقوى) عالميا الا ان امريكا بدل من ان تتبع سياسة عالمية عقلانية بعد ان تمكنت من احتواء مناطق النفوذ والسيطرة على ارث الاتحاد السوفيتي وذلك في وضع مجموعة القواعد التي تضبط الاحداث بشكل هادىء بما يحفظ التفاعلات الدولية من التداعيات والتصدع والفوضى غير ان واقع الحال اننا نجد التاريخ الامريكي يكرر ويعيد نفسه فكما بدأت امريكا مرحلة الحرب الباردة بضرب اليابان قامت في مقدمة مرحلة سياسة القطب الواحد بالعدوان على العراق ، وكان المفروض ان دولة مثل امريكا هي الاقوى اقتصاديا وعسكريا وبدون منافس ان تعمل لتحسين سمعتها السياسية غب ما اقترفت من جرائم بحق الانسانية بعد الحرب العالمية الثانية وحربها على الشعب الفيتنامي مما يقوي توجهاتها الشريرة التي تسترت عليها من وراء اعلانها النظام العالمي الجديد هو التقرير الذي نشرته (نيورك تايمز) بتاريخ 8 آذار 1992المقدم الى الكونغرس الامريكي والذي جاء فيه( ان اهم الوسائل لتحقيق الاهداف هو التصرف البناء في ايجاد قوى عسكرية كافية لردع اي دولة او مجموعة دول عن ان تتحدى السيطرة الامريكية) وليس بعيدا عن القارىء ما اقترفته السياسة الامريكية من جرائم في حربها على دول البلقان وافغانستان والوطن العربي (فلسطين ) بواسطة حليفتها الصهيونية وناهيك في الوقت الحاضر بالجعجعة الفارغة بتهديد العراق حيث اصبحت مثل هذه الصيغ والاساليب حقيقة واضحة تعبر عن افلاس السياسة الامريكية وخسرانها رصيدها المادي والمعنوي وعدم اهليتها دولة عظمى من ان تكون مؤهلة للقيادة العالمية. ان مثل هذه السياسة التي اختارت طريق الضلال والعجرفة والغطرسة تسير حتما نحو التدهور الامبراطوري ، فما من امبراطورية طاغية في التاريخ استطاعت مواصلة هيمنتها. ان الولايات المتحدة الامريكية تواجه اليوم كما هائلا من المآزق التي تعاني منها وتقف امام طريقين لا ثالث لهما وعلى سبيل المثال:

* المازق العسكري الذي يعد من اكبر المنافذ للاستنزاف على حساب اوليات اقتصادية واجتماعية حيث هنالك طريقان لا ثالث لهما اما مواصلة دعم الماكنة العسكرية وتحمل العبء وأما التراجع الذي ينطوي على مصاعب محتملة عند التنازل عن هيمنتها!

* أما المأزق السياسي فان الولايات المتحدة الامريكية ستصاب بأنتكاسة على الصعيد السياسي نتيجة ما اقترفته من جرائم بحق الشعوب وخلفت الحقد والثأر حيث ليس لها من حل سوى تجديد قبضتها كي تسيطر على كل مكان وهذا امر غير ممكن علميا، أو تنسحب مرغمة من الدور العالمي.

* المأزق الاقتصادي يلعب دورا كبيرا في التسريع بأنهيار البنية التحتية بما تستنزفه الماكنة العسكرية من معادلة جدلية تتزايد من اجل ايجاد قدرة عسكرية هائلة ، لابد من الحصول على مزيد من مناطق النفوذ الاقتصادي والمصالح ولكي تحافظ عليها ولابد من زيادة القدرة العسكرية. وان اعلى مؤشرات الانهيار الاقتصادي الذي يواجهه البيت الابيض وعند بداية حكم بوش(الصغير) الذي رافق عهده انهيار اضخم الشركات الامريكية واكبرها مثل شركة (أنرون) الضخمة للطاقة وشركة الاتصالات، حيث كان وراء هذه الانهيارات الاقتصادية الاستغلال البشع لكارتل الرأسماليين ، بالتنسيق مع مسؤولي الادارة الامريكية الذين اعتادوا جني الارباح الشخصية، مما أدى الى ان تطفو الفضائح تلو الفضائح على السطح لما له علاقة بمسؤولي الادارة الامريكية.

* المأزق الاجتماعي : تواجه الولايات المتحدة اليوم مآزق اجتماعية في مجال التعليم وأزمة السكان في خطورة التعدد القومي والديني ، وكذلك في أزمة انهيار القيم التي تتعلق بالشباب الامريكي من (الجرائم وأزمة البطالة) وان اخطر المآزق في الوقت الحاضر هو ما حصل بعد هجمات(11) ايلول عام 2001 التي تعد نذير شؤم وبداية لانهيار الاستقرار النفسي، حيث لم يهتز المجتمع الامريكي في تاريخه اثر التهديد النووي او الحروب التي خاضها مثل الحالة التي يعيشها المجتمع الامريكي الان ، حيث كيف يمكن ممارسة الحرية والديمقراطية في مجتمع خائف فقد ثقته بقيادته. وهكذا تسير الولايات المتحدة اليوم نحو التدهور والسقوط ونحو عصر اسود ينتظرها عندما أساءت اللعب بالاوراق التي في يدها واقترفت من الاخطاء ما يفيض عن حاجتها!



المصدر
جريدة العراق




.