البراء
30-07-2002, 12:32 PM
كانت بعيدةً عن خالقها كلَّ البُعد ؛ تقابل حبيبها! ؛ وتشرب معه ( المعسل ! ) وتلبس العباءة الفاضحة المخصرة ؛ وتضع غطاء الوجه الشفاف ؛ وتترك الصلاة ؛ وتتبختر بالعطورات في الأسواق . نصحتها مرة أخت فاضلة في سوق ما ؛ فردت عليها بكل وقاحة ( ما عليك منيّ أنا حرة ..) ذهبت إلى المستشفى ؛ وطال بها الانتظار فملَّت ؛ ووجدت مصحفاً في زاوية منعزلة على الطاولة في صالة الانتظار .. نظرت إليه باستغراب ؛ وتنهدت ( والله.. من زمان ما مسكت مصحفا بيدي ولا قرأت فيه ) وقعت عيناها على سورة التوبة ؛ على قوله تعالى : ( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم ) فرددتها مراراً وبكت حتى علا نشيجها فتركت الصالة ؛ دخلت منزلها وتوجهت إلى سجادتها وصلت صلاةً خاشعة .. وبكت طويلاً .. وعادت إلى الذي ( يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ) فهنيئاً لها ..(1)
هذه الكلمات للشاعر موسى محمد هجاد الزهراني
=======================
كانـت بـعـزة إثمهـا تـتكـبـرُ *** وبــــــِبُعدها عن ربها تتبخترُ
ثوب الفضيلة كان يبغض جـسمها.. *** وعباءة الخصـــر القبيحة تسخرُ
كانـت تـروم حـكايةً غـربــَّية **** فهمومُها في قـــــلبها تتبعثرُ
وتـقابل الخِدْنَ الخبــيث بلــذَّةٍ *** أُسْدُ التــــمرُّد من هواها تزأرُ
وتصمُّ أُذنيها عـن الصــوت الذي *** يرثى لــها ولحالها ويـــذكرُّ
وهوى (فرنسـا) من صـميم حـياتهـا *** فالغُنْجُ من أعــــطافها يتحدرُ
لعبـتْ بها الأوهـامُ حتى أصبـحـتْ *** تهفو لها ولأمـــــرِها تتصدرُ
وتصـوم عن خيـرٍ وتــبغضُ ذكـرَه *** وعلى الرذيلة والتــــبرج تفطرُ
مكياجُـها يُـزري بنـور حيائـها **** وعطورها من جسمها تتــــبخَّر
وشقـائقُ النعـمان فـــوق خـدودها **** تُغري العيونَ وبالنواظر تسـحرُ
شـربُ (المُعـَسِل) كان يُفـسـِدُ نَتــْنُه *** فَمـَها الجميلَ ولم تكــن تتذمّر
ا ويلـها ظلمـتْ جمـالَ أنــوثــةٍ **** ريانةٍ والورد فيــــها يـُزهِرُ
سلكـت سبـيل الغيِّ تحســب أنــه *** دربُ المنى ومن التـحسر تزفــر
هجرت كتــاب الله طــولَ سنيـنـها *** لا الخوفُ يغـــشاها ولا تـتذكّر
حتى إذا ضــاقت بعيــش حياتـــها *** ذرعاً .... ونارُ فؤادها تتــسعر
فـإذا بأقـدار الإلـــه تحوطــــها ** وإذا بألطـــــاف المهيمن تُسفر
ورأت كـتـاب الله يــوماً صدفــة *** فــترددت وعلى حياءٍ تنــظر
فتنـاولتـه برعـــــشةٍ وتَــرهُّب *** وحديثــــها في ثغرها يتعـثر
قرأت لـكي تنسى هـمـوم فـــؤادها *** فغمومها بين الضــلوع تفــجَّر
يا حُســنَ مـا قــرأَتهُ مـن آيــاته *** وَ هكذا ربي لذنـــبي يغـفر ؟!
أوَ هكـذا لطــفُ الإلــهِ وبِـــرُّهُ ؟*** ربٌ غفورٌ جــــودُه لا يَقـصُرُ
يُعطي بـلا عــددٍ ويُمـهل عــبـدَه *** وهو العليُّ الــــــقادرُ المتكبر
فـإذا بهـا تــشـكو بغـير تـكلمٍ *** ودموعها من عيـــــنها تتحدر
وعلا النـشـيج ولم تــُرد إظـهـارَه *** فمشت إلى خدر العــبادة تعبُـر
عـادت فتـاة الأمــس لله الـذي *** يعــفو ويغفر للعباد ويســـتر
صلّـت صـلاةَ مـــودعٍ وتـأملّت ***في شأنــــها ولآيــها تتدبر
يارب تُبتُ إليك فاقـبلْ توبتــي *** أنت العليم بنا وأنت تُــــــدبِّرُ
صرّفْ على دين الرسول وشـرعه *** قلبي الذي يهفو إليك ويــــجأر
تـلك السعـادة يا أخــيةُ أبشـري*** بمــناهل الخير العظيمة تُمـطر
يـاربِّ ثبتـها على سنــن الهـدى *** حتى الممات وفي ثراها تُقــــبر
(1) – قريباً سيخرج شريط (عودة فتاة ) للشيخ عبدالعزيز السويدان من إنتاج تسجيلات القادسية يتضمن قصة الفتاة
البراء
هذه الكلمات للشاعر موسى محمد هجاد الزهراني
=======================
كانـت بـعـزة إثمهـا تـتكـبـرُ *** وبــــــِبُعدها عن ربها تتبخترُ
ثوب الفضيلة كان يبغض جـسمها.. *** وعباءة الخصـــر القبيحة تسخرُ
كانـت تـروم حـكايةً غـربــَّية **** فهمومُها في قـــــلبها تتبعثرُ
وتـقابل الخِدْنَ الخبــيث بلــذَّةٍ *** أُسْدُ التــــمرُّد من هواها تزأرُ
وتصمُّ أُذنيها عـن الصــوت الذي *** يرثى لــها ولحالها ويـــذكرُّ
وهوى (فرنسـا) من صـميم حـياتهـا *** فالغُنْجُ من أعــــطافها يتحدرُ
لعبـتْ بها الأوهـامُ حتى أصبـحـتْ *** تهفو لها ولأمـــــرِها تتصدرُ
وتصـوم عن خيـرٍ وتــبغضُ ذكـرَه *** وعلى الرذيلة والتــــبرج تفطرُ
مكياجُـها يُـزري بنـور حيائـها **** وعطورها من جسمها تتــــبخَّر
وشقـائقُ النعـمان فـــوق خـدودها **** تُغري العيونَ وبالنواظر تسـحرُ
شـربُ (المُعـَسِل) كان يُفـسـِدُ نَتــْنُه *** فَمـَها الجميلَ ولم تكــن تتذمّر
ا ويلـها ظلمـتْ جمـالَ أنــوثــةٍ **** ريانةٍ والورد فيــــها يـُزهِرُ
سلكـت سبـيل الغيِّ تحســب أنــه *** دربُ المنى ومن التـحسر تزفــر
هجرت كتــاب الله طــولَ سنيـنـها *** لا الخوفُ يغـــشاها ولا تـتذكّر
حتى إذا ضــاقت بعيــش حياتـــها *** ذرعاً .... ونارُ فؤادها تتــسعر
فـإذا بأقـدار الإلـــه تحوطــــها ** وإذا بألطـــــاف المهيمن تُسفر
ورأت كـتـاب الله يــوماً صدفــة *** فــترددت وعلى حياءٍ تنــظر
فتنـاولتـه برعـــــشةٍ وتَــرهُّب *** وحديثــــها في ثغرها يتعـثر
قرأت لـكي تنسى هـمـوم فـــؤادها *** فغمومها بين الضــلوع تفــجَّر
يا حُســنَ مـا قــرأَتهُ مـن آيــاته *** وَ هكذا ربي لذنـــبي يغـفر ؟!
أوَ هكـذا لطــفُ الإلــهِ وبِـــرُّهُ ؟*** ربٌ غفورٌ جــــودُه لا يَقـصُرُ
يُعطي بـلا عــددٍ ويُمـهل عــبـدَه *** وهو العليُّ الــــــقادرُ المتكبر
فـإذا بهـا تــشـكو بغـير تـكلمٍ *** ودموعها من عيـــــنها تتحدر
وعلا النـشـيج ولم تــُرد إظـهـارَه *** فمشت إلى خدر العــبادة تعبُـر
عـادت فتـاة الأمــس لله الـذي *** يعــفو ويغفر للعباد ويســـتر
صلّـت صـلاةَ مـــودعٍ وتـأملّت ***في شأنــــها ولآيــها تتدبر
يارب تُبتُ إليك فاقـبلْ توبتــي *** أنت العليم بنا وأنت تُــــــدبِّرُ
صرّفْ على دين الرسول وشـرعه *** قلبي الذي يهفو إليك ويــــجأر
تـلك السعـادة يا أخــيةُ أبشـري*** بمــناهل الخير العظيمة تُمـطر
يـاربِّ ثبتـها على سنــن الهـدى *** حتى الممات وفي ثراها تُقــــبر
(1) – قريباً سيخرج شريط (عودة فتاة ) للشيخ عبدالعزيز السويدان من إنتاج تسجيلات القادسية يتضمن قصة الفتاة
البراء