متشيم
29-07-2002, 01:28 AM
مقال سياسي سبق كتابته في القسم السياسي من منتدى الماسية
=============================
بعدما عجز رجال دحلان والرجوب أن يقمعوا أهلهم من الفلسطينيين وبعد أن تراجع تأثير القوات الأمنية التي اكتشفت بما لا يدع مجالا للشك أن هدفها الرئيسي هو حماية أمن إسرائيل ، انبرت الدول الثلاث وكما يقول الدكتور سامي حداد (مثلوا أمام الرئيس الأمريكي) نعم ، هل كان ذلك عبر الجامعة العربية؟ أم عبر مظلة متعارف عليها؟ أم هو استرضاء لأمريكا؟ أم هو تنفيذا لطلب أمريكي بالمثول؟ أم هو حرص هذه الدول على المحافظة على سلامة الشعب الفلسطيني؟ وسبق أن نقلت الصحف أن قوى أمنية من الأردن ومصر ستحل محل قوات الرجوب و دحلان وكأن الأردن غدت دحلان ومصر غدت الرجوب ، وستقوم هذه القوى الأمنية بحماية أمن إسرائيل ، لأن أمن إسرائيل مبني أساسا على استمرار عملية السلام.
كانت حماس والجهاد الإسلامي تنأى بنفسها أن تتصادم مع قوات الأمن الوقائي لسبب واحد فقط وهو إبقاء اللحمة الفلسطينية منتعشة ، وبرغم ما قدمته هذه القوات الأمنية من خدمات جليلة لإسرائيل إلا أن المجاهدين الحقيقيين رفضوا أن يردوا الصاع صاعين ، أما الآن فإن قوات الأمن المصرية والأردنية لا تمثل للشعب الفلسطيني شيئا ، وضرب هذه القوات بيد حماس أو الجهاد الإسلامي أو غيرهما لن يسبب انشقاقا في الصف الفلسطيني ، لذلك فإن هذه المشنقة لن تتمكن من شنق الشعب الفلسطيني بل سيلتف حبلها حول أعناق الدول الثلاث التي تحاول أن تكون القلم الذي يرسم به جورج بوش خريطة المنطقة.
ما الذي ألزم هذه الدول بالتحرك؟ إن مواقف هذه الدول تجاه الشعب الفلسطيني ليست بتلك المواقف المشرفة ، حالها كحال الدول العربية ، فهذه الدول الثلاث حينما تطرح المشكلة تضع مفهوم (السلام) كأساس للحوار ، بينما أصل الحوار هو (حقوق الشعب الفلسطيني) القائمة على عودة ملايين المهجرين ووقف العدوان الحالي وخروج القوات الإسرائيلية إلى ما قبل حود 1967 (التي لا أؤمن بها أصلا) وإعلان الدولة الفلسطينية.
هل الحماقة التي تقوم بها هذه الدولة نستطيع أن نسميها تنازلات عربية؟ عن ماذا تتنازل؟ ما الذي تملكه أي دولة عربية على أرض فلسطين حتى تتنازل عن أي شيء؟ إنما كان التنازل تنازلا عن القيم الرئيسية ، قيمة العزة والكرامة ، قيمة الولاء والبراء ، قيمة الجهاد ، ولا أدري ما الذي يبقى من قيم لم نتنازل عنها حتى الآن؟
في مقال سابق كتبت فيه أن الشعب الفلسطيني كلما استغنى عن التوكل على العرب كلما كانت انتصاراته أكبر ، ففي عام 1948 دخل معظم العرب الحرب فانهزموا وأكل نصف فلسطين ، وفي عام 1967 شارك العرب في الحرب وبجعجعة عبد الناصر ولكن الهزيمة كانت ماحقة وضاعت كل فلسطين ، وفي عام 1973 طردت إسرائيل من سيناء ولم يرجع للفلسطينيين شبر واحد ، وفي عام 1987 انطلقت الانتفاضة التي اعتمد فيها الشعب الفلسطيني غالبا على نفسه فكانت هزيمة إسرائيلية ، إلى أن قضى صدام حسين وياسر عرفات على الانتفاضة وفي عام 2000 تبدأ حرب جديدة ضد إسرائيل بوقفة مسلمة واحدة من الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وتخاذل حقير تام من الحكومات العربية ، وكان شعار الشعب الفلسطيني "اللهم اغننا بقوتك عن من سواك" ، ولكن اليوم تعلن بعض الدول العربية الحرب على المقاومة الفلسطينية المشروعة ، وتستمر السنة الإلهية في نصرة هذا الشعب الضعيف.
=============================
بعدما عجز رجال دحلان والرجوب أن يقمعوا أهلهم من الفلسطينيين وبعد أن تراجع تأثير القوات الأمنية التي اكتشفت بما لا يدع مجالا للشك أن هدفها الرئيسي هو حماية أمن إسرائيل ، انبرت الدول الثلاث وكما يقول الدكتور سامي حداد (مثلوا أمام الرئيس الأمريكي) نعم ، هل كان ذلك عبر الجامعة العربية؟ أم عبر مظلة متعارف عليها؟ أم هو استرضاء لأمريكا؟ أم هو تنفيذا لطلب أمريكي بالمثول؟ أم هو حرص هذه الدول على المحافظة على سلامة الشعب الفلسطيني؟ وسبق أن نقلت الصحف أن قوى أمنية من الأردن ومصر ستحل محل قوات الرجوب و دحلان وكأن الأردن غدت دحلان ومصر غدت الرجوب ، وستقوم هذه القوى الأمنية بحماية أمن إسرائيل ، لأن أمن إسرائيل مبني أساسا على استمرار عملية السلام.
كانت حماس والجهاد الإسلامي تنأى بنفسها أن تتصادم مع قوات الأمن الوقائي لسبب واحد فقط وهو إبقاء اللحمة الفلسطينية منتعشة ، وبرغم ما قدمته هذه القوات الأمنية من خدمات جليلة لإسرائيل إلا أن المجاهدين الحقيقيين رفضوا أن يردوا الصاع صاعين ، أما الآن فإن قوات الأمن المصرية والأردنية لا تمثل للشعب الفلسطيني شيئا ، وضرب هذه القوات بيد حماس أو الجهاد الإسلامي أو غيرهما لن يسبب انشقاقا في الصف الفلسطيني ، لذلك فإن هذه المشنقة لن تتمكن من شنق الشعب الفلسطيني بل سيلتف حبلها حول أعناق الدول الثلاث التي تحاول أن تكون القلم الذي يرسم به جورج بوش خريطة المنطقة.
ما الذي ألزم هذه الدول بالتحرك؟ إن مواقف هذه الدول تجاه الشعب الفلسطيني ليست بتلك المواقف المشرفة ، حالها كحال الدول العربية ، فهذه الدول الثلاث حينما تطرح المشكلة تضع مفهوم (السلام) كأساس للحوار ، بينما أصل الحوار هو (حقوق الشعب الفلسطيني) القائمة على عودة ملايين المهجرين ووقف العدوان الحالي وخروج القوات الإسرائيلية إلى ما قبل حود 1967 (التي لا أؤمن بها أصلا) وإعلان الدولة الفلسطينية.
هل الحماقة التي تقوم بها هذه الدولة نستطيع أن نسميها تنازلات عربية؟ عن ماذا تتنازل؟ ما الذي تملكه أي دولة عربية على أرض فلسطين حتى تتنازل عن أي شيء؟ إنما كان التنازل تنازلا عن القيم الرئيسية ، قيمة العزة والكرامة ، قيمة الولاء والبراء ، قيمة الجهاد ، ولا أدري ما الذي يبقى من قيم لم نتنازل عنها حتى الآن؟
في مقال سابق كتبت فيه أن الشعب الفلسطيني كلما استغنى عن التوكل على العرب كلما كانت انتصاراته أكبر ، ففي عام 1948 دخل معظم العرب الحرب فانهزموا وأكل نصف فلسطين ، وفي عام 1967 شارك العرب في الحرب وبجعجعة عبد الناصر ولكن الهزيمة كانت ماحقة وضاعت كل فلسطين ، وفي عام 1973 طردت إسرائيل من سيناء ولم يرجع للفلسطينيين شبر واحد ، وفي عام 1987 انطلقت الانتفاضة التي اعتمد فيها الشعب الفلسطيني غالبا على نفسه فكانت هزيمة إسرائيلية ، إلى أن قضى صدام حسين وياسر عرفات على الانتفاضة وفي عام 2000 تبدأ حرب جديدة ضد إسرائيل بوقفة مسلمة واحدة من الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وتخاذل حقير تام من الحكومات العربية ، وكان شعار الشعب الفلسطيني "اللهم اغننا بقوتك عن من سواك" ، ولكن اليوم تعلن بعض الدول العربية الحرب على المقاومة الفلسطينية المشروعة ، وتستمر السنة الإلهية في نصرة هذا الشعب الضعيف.