PDA

View Full Version : لأنه الحب...


فتو
30-03-2002, 06:54 PM
الفصل الأول : دموع ساخنة

كان سعيد مستلقيا على سريره وعيناه شاردتان تنظران إلى الفراغ ..صمت رهيب يحيط بغرفته لتتردد أنفاسه بصوت مسموع .. والظلام الدامس يحيط بالمكان ..

تنهد سعيد بقوة وأغمض عينيه محاولا أن يغطي جسمه بأكمله بالغطاء .. ضم ركبتيه إلى صدره وكأنه يحاول أن يبعث في جسده الدفء مع هذا الجو البارد ..صوت أنفاسه تتسارع بشكل ملحوظ .. كانت الدموع تتجمع عند مقلتي عينيه كعادته عندما يعيش موقفا مؤثرا .. لكنه أبدا لم يسمح لها أن تتجاوز حدود عينيه ..لكن في هذه المرة يبدو أن الأمر مختلفا .. فلأول مرة يضعف سعيد ويترك لدموعه العنان لتذرف وتسيل على خده .. حتى أنه دهش كثيرا عندما شعر بحرارة تلك الدموع وهي تلامس وجهه ..

لم يحاول أن يرفع يده ليمسح تلك الدموع وكأنه يخشى عليها من الضياع .. تمنى في تلك اللحظات لو كانت هي بجانبه لتمسحها بأصابعها الرقيقة ..كان متأكدا من أنها هي فقط التي تستطيع بحنانها أن تمنحه الطمأنينة .. وشعر بنبضات قلبه تخفق في عنف لتعكس مشاعر الحب والألم معا ..

رفع يده المرتجفة ليمس تلك الدموع الساخنة التي استكانت على خده بحذر ..ثم حاول أن يغمض جفنيه بقوة محاولا أن يهرب من أفكاره التي تحتويه ..كان يتمنى أن يخطفه النوم بسرعة ليعيش معها في عالم الأحلام بعيدا عن الألم .. وسمع صوته يهمس بشكل غير إرادي وكأنه يتحدث إليها لا إلى نفسه :

- أحـبك حنان ..

وبدأ عقله يسترجع الذكريات ..



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *



الفصل الثاني : الحاجز
- تعلن الخطوط السعودية عن وصول رحلتها رقم 1023 والقادمة من جدة إلى الرياض .

تردد صوت المذيع الداخلي بالمطار بالعبارة السابقة للمرة الثانية في صالة الانتظار التي امتلأت بعدد كبير من المستقبلين الذين اصطفوا أمام بوابة المسافرين .. ومن بين المستقبلين كان هناك حسن الذي كان منتظرا وصول أخيه سعيد على متن الرحلة التي أعلن عنها قبل قليل .. ومن حسن حظه أن سعيد كان من أوائل الأشخاص الذين خرجوا من البوابة الرئيسية فاستقبله بين أحضانه مهنئا له على سلامة الوصول .. ثم تناول الحقيبة من يد سعيد وهو يقول بابتسامة :

- يكفي أن تستطيع حمل نفسك بعد هذه الرحلة ..

ابتسم سعيد وهو يهز كتفية .. قبل أن يتجها سوية نحو سيارة حسن .. وما أن انطلقت السيارة تشق طريقها نحو مدينة الرياض حتى سأل سعيد شقيقه بلهفة :

- كيف هي صحة والدي ؟؟

اختفت الابتسامة من على وجه حسن .. واكتست ملامحه بالجمود قبل أن يقول :

- إنه في المستشفى .. لكنه ما زال غاضبا من تصرفك المتهور ..

خفض سعيد عينه إلى موضع قدميه في حين تابع حسن قوله :

- ما كان ينبغي لك أن تتزوجها طالما أن والدك قد رفض ذلك ..

قال سعيد بضيق وهو يتحاشى النظر إلى وجه حسن :

- أعتقد أن اختيار زوجتي هو أمر يخصني وحدي .. إنها حياتي ومستقبلي .. وأنا بكل تأكيد سأبحث عن سعادتي .. إني أحبها يا حسن هل تفهم ذلك ؟؟

مط حسن شفتيه وهو يقول :

- أجل أفهم ذلك .. لقد استطاعت أن تملك قلبك فلم تعد ترى بعقلك ..

ثم عم الصمت بينهما .. وزاد حسن من سرعة السيارة وكأنه يريد الفرار من مواجهة ساخنة !



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *



الفصل الثالث : اتركيه لنا
كانت حنان تجلس صامتة على طاولة الطعام دون أن تتناول شيئا .. وبجوارها كانت تجلس والدتها التي قالت لها بضيق :

- لماذا لا تأكلين ؟

أجابتها حنان بصوت شاحب دون أن ترفع بصرها :

- إني أفكر بسعيد وماذا سيفعل مع والده المريض بالفشل الكلوي ..

تنهدت والدتها قبل أن تقول :

- اسمعي يا حنان .. إنه ليس ذنبك .. لقد تزوجك وهو يعلم أن والده غير موافق .. وهو أخفى عليك هذه الحقيقة .. وعليه أن يتحمل مسئولية قراره ..

ظهر التأثر على وجه حنان وهي تقول :

- ولكني أحبه يا أمي .. وأخشى أن يؤثروا عليه .. إن أهله يكرهوني الآن .. يعتقدون أنني سرقته منهم .. يريدون مني أن أتخلى عنه بسهولة ..

ومع نهاية عبارتها كان رنين الهاتف يتردد في المكان .. فنهضت حنان من مقعدها وتناولت سماعة الهاتف وهي تقول :

- أهلا ، مساء الخير ؟

كانت تتمنى أن تسمع صوت زوجها سعيد يطمئنها بوصوله لمدينة الرياض بالسلامة .. لكن المتحدث كان شخصا آخر .. إنها شروق أخت سعيد .. وكانت تقول بغضب :

- عن أي خير تتحدثين عنه !! اسمعيني جيدا .. إن والدنا مريض ونخشى أن يؤثر غضبه على سعيد على حياته .. لا أدرى كيف أقنعتي سعيد بالزواج منك .. ولكنها بالتأكيد كانت خدعة متقنة منك لم يفطن لها أخي ..

شعرت حنان بالألم يعتصر قلبها وهي تقول بصوت لا يكاد يسمع :

- إني أحبه ..

بدأ صوت شروق يرتفع وقد اكتست نبرات صوتها بالغضب وهي تقول :

- إن كنت تحبينه فعلا فابتعدي عنه .. إن والده سيموت وهو غاضب عليه .. هل تفهمين ؟؟ أم أنك مجردة من الأحاسيس والمشاعر .. فكري جيدا حتى لا تندمي ..

ثم قطعت شروق الاتصال .. وظلت حنان ممسكة بسماعة الهاتف للحظات دون أن تتحرك .. فقط اغرورقت عيناها بالدموع وهي حائرة ماذا تفعل ..



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * *



الفصل الرابع : على السرير الأبيض
عندما دخل سعيد إلى غرفة والده أسرع ينحني نحوه ليقبل يده باحترام .. ورغم أن صحة والده جيدة إلا أنه تجاهل تماما وجود سعيد وكأنه غير موجود .. فقط نظر إلى حسن الذي دخل برفقة سعيد وهو يسأله بصوت مجهد :

- كيف تسير أمور الشركة يا حسن ؟ هل كل شيء على ما يرام ؟

أسرع حسن يجلس إلى جوار والده على حافة السرير واحتضن يد والده وهو يقول :

- لا تشغل بالك بهذه الأمور يا أبي .. لقد جاء سعيد معي يريد أن يطمئن عليك ..

رفع الأب بصره إلى وجه سعيد للحظة سريعة قبل أن ترجع مع صوته المبحوح إلى حسن قائلا :

- لا بأس يبدو أنني أشعر بالإرهاق وأحتاج للنوم قليلا ..

شعر سعيد بالألم يعتصر قلبه وهو يشاهد تجاهل والده له .. كان يعلم أن هذا التصرف هو تعبير عن عدم الرضا لما فعل .. وهنا لم يتمالك سعيد نفسه وقال :

- أبي أرجوك لا تكن قاسيا علي هكذا أنا ابنك ..

أغمض والده عينيه قائلا :

- أعتقد أنني قلت أنني أريد أن أنام ..

توقف سعيد برهة ينظر لوالده ولا يدري ماذا يفعل .. ثم تنهد بقوة وغادر المكان بسرعة دون كلام .. وخرج حسن حلفه بعد أن أطمئن على والده .. لكن أي منهما لم يلحظ تلك الدمعة الصامتة التي أعلنت تمردها لتفلت من عين أبيهما ..



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

فتو
30-03-2002, 06:55 PM
الفصل الخامس : إنه الحب
كانت شروق أخت سعيد تقدم الشاي لزوجها وهي تقول له :

- لقد تحدثت إليها وقلت لها صراحة أن تتركه ..

تناول زوجها كوب الشاي منها وهو يبتسم لها بحب قبل أن يقول :

- لا أدري ما هي المشكلة طالما هو يحبها وهي تحبه ؟

شعر بأن زوجته تضايقت من سؤاله .. لكنها أجابت :

- اسمع يا فيصل .. لقد كان أبي يرغب في أن يتزوج سعيد من ابنة عمتي رغد .. لقد اتفق مع شقيقته على ذلك منذ فترة طويلة .. وكان سعيد يعلم بذلك ولم يرفض .. ثم فجأة بعد كل ذلك نجده قد تزوج من فتاة لا نعرفها .. هل ترى أن هذا أمر بسيط ؟

اعتدل فيصل في مقعده ووضع الكوب على المنضدة التي أمامه وقال :

- أريد أن أسألك سؤالا واحدا فقط .. لو أخبركم سعيد بأنه يريد الزواج من حنان هل كنتم ستقبلون برأيه ؟؟ أقصد تحديدا والدك ..

أجابت شروق بسرعة بصوت استنكاري :

- بالطبع لا ..

ابتسم فيصل وهو يسترخي في مقعده قائلا :

- إذا لماذا تلومينه على تصرفه .. لقد اختار الفتاة التي يرغب العيش معها .. هذا كل شيء ..

قالت شروق باعتراض :

- ولكنه في المقابل خسر محبة والده وعمته وأخوته .. وأهله عموما ..

سكت فيصل برهة مفكرا .. ثم قال :

- لا يوجد حب بدون تضحية .. ولكن من التهور أن تكون التضحية بحب آخر !!



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * *



الفصل السادس : الحيرة
منذ نبأ دخول والد سعيد إلى المستشفى وحنان تعيش في حالة من القلق المستمر .. أصبحت الأفكار ترمي بها مرة يمينا ومرة شمالا .. كان هناك سؤال واحد فقط يشغلها .. وهو : ماذا عليها أن تفعل ؟

إنها تحب سعيد بل تعشقه .. وكان يوما لا يمكن أن تصف مدى سعادتها فيها عندما تقدم لخطبتها من أمها .. نعم لقد وافقت على الفور ودون تفكير .. إنه الشخص الذي استطاع أن يتربع على عرش قلبها ويسيطر على متاهات عقلها .. هو الشخص الوحيد الذي جعلها تتذوق الحب بأسمى معانيه .. و أحلى همساته .. وأجمل لحظاته ..

والآن بكل بساطة يطلبون منها أن تتنازل عنه .. مجرد التفكير في أنها ستكون بعيدة عنه تجعلها تشعر بالألم وصدى الآهات في جوفها .. لكنها في نفس الوقت لا تريد أن تكون أنانية .. لا تريد فقط أن تفكر بسعادتها دون أن تبحث عن سعادة الشخص الذي تحب .. مرة أخرى يتردد السؤال : ماذا تفعل ؟

و بعد فترة طويلة من التفكير اتخذت قرارها .. ورغم الألم الذي يكاد يمزق قلبها تقدمت بثقة نحو الهاتف لتطلب سعيد .. وما أي سمعت صوته يرحب بها حتى أسرعت تقول له بصوت مهزوز :

- سعيد أنا آسفة ولكني أعتقد أنه الحل الوحيد ..

تغير صوت سعيد وهو يسألها بحذر :

- عن ماذا تتكلمين يا حنان ؟؟
جاء صوتها صاعقا هذه المرة لسعيد وهي تقول :

- من أجلك يا سعيد لا مفر من الانفصال !!



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * *



الفصل السابع : قوة الحب
شعر سعيد بالغضب عندما سمع هذه الكلمات وقال لها صارخا :

- انفصال ؟؟ هل وصل بك الجنون للتفكير بهذا ؟ ماذا حدث ؟؟

شعرت حنان بدموعها تسيل بشكل لا إرادي وهي تقول :

- سعيد حبيبي أرجوك اسمعني .. أنا أحبك ولا يسعدني أبدأ أن أرى أهلك غير راضين عنك .. لا يهم موقفهم من ناحيتي فهم لا يعرفوني .. ولكن لن أسمح لنفسي أن أكون سببا بما يحصل لك منهم ..

بدأ التأثر واضحا على صوت سعيد وهو يقول :

- كم أحبك يا حنان .. ولكن هذا الأمر ليس بذنبك .. أنا المسئول عنه فقط ..

أسرعت تقول له :

- وهل هناك فرق بيني وبينك ؟ سعيد هل تذكر عندما كنت تقول لي إن الحب هو تضحية قبل كل شيء .. ولأني أحبك أريد أن أضحي بقلبي من أجلك ..

قال سعيد محاولا أن يخفي الألم الذي بدأ يشعر به :

- ولكن هذه التضحية تقتلني أكثر من أن تسعدني .. لا تعودي للتفكير في هذا الموضوع مرة ثانية .. هل تسمعينني يا حنان .. أنا أحبك ولا يمكن أن استغني عنك ..

ساد الصمت بينهما للحظات وكأن أنفاسهما هي التي تتحدث قبل أن تقول حنان :

- حسنا .. ما زلت أريد أن أثبت لك حبي وبتضحية أخرى .. ولكن أرجو أن تعدني ألا ترفض ..

قال لها سعيد بحذر :

- دعيني أسمع أولا ..

أخذت حنان نفسا عميقا قبل أن تقول لسعيد :

- لقد أخبرتني سابقا أن فصيلة دم والدك تختلف عن فصيلة دمك أنت وأخوتك .. ولكنها من نفس فصيلة دمي أنا .. لذلك فقد قررت أن أتبرع بإحدى كلتي لوالدك الذي تحبه ..

وكانت مفاجأة لم تخطر على بال سعيد أبدا ..



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * *



الفصل الثامن : رائحة الموت
كانت حنان سعيدة وهي تجلس بجوار سعيد في السيارة متجهين نحو المستشفى حيث يرقد والد سعيد .. رغم اعتراض سعيد في البداية على فكرتها إلا أنه أمام إصرارها رضخ أخيرا .. وفي ساعات فقط كان يغادر إلى مدينة جدة ليحضرها معه إلى مدينة الرياض .. كانت حنان ترى أن حبها لسعيد يجعلها مستعدة لفعل أي شيء .. وعندما تتبرع بكليتها سوف يحترمها أكثر أفراد عائلة سعيد وبالتالي ستعود المياه إلى مجاريها بينهم وبين سعيد .. كما كانت السبب في هذا الجفاء بينهم كانت تريد أيضا أن تكون السبب في إذابة ذلك الجليد .. يا لها من سعادة رائعة تلك التي تشعر بها وسعيد يحتضن كفها اليسرى براحة يده اليمنى بينما يقود السيارة بيده اليسرى ..

وعندما وصلا إلى المستشفى وجد أخوه حسن ومعه أختهما شروق وزوجها فيصل .. ولاحظ سعيد أن ملامح حسن ليست على ما يرام في حين كان يسمع صوت بكاء شروق .. وخفق قلب سعيد وهو يسرع نحوهم .. وما أن رآه حسن حتى قال له بألم :

- أين كنت يا سعيد لقد كنا نبحث عنك منذ الصباح ..

قال له سعيد والتوتر قد بلغ أشده عنده :

- لقد ذهبت إلى جدة لأحضر زوجتي .. ماذا حدث ؟؟

قال له حسن بألم :

- لقد كان والدي يريد أن يراك .. بحثنا عنك ولم نجدك .. لقد مات أبوك يا سعيد ..

انطلقت شهقة من حنجرة حنان .. وشعر سعيد بأن الدنيا كلها تتوقف من حوله .. في حين تقدمت شروق وهي تجهش بالبكاء وتقول لحنان بغضب :

- أيتها الحقيرة .. حتى أمنية أبي الأخيرة لم تتحقق بسببك .. من أين أتيت لنا .. ارحلي عنا فنحن نكرهك .. أيتها الوضيعة ..

وهنا امتدت يد سعيد لتهوي بكفه على خد شروق في صفعة مؤلمة ..



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * *



الفصل التاسع : ذكرى لا تموت
لم يدري سعيد لم استرجع ذهنه كل تلك الذكريات في تلك الليلة .. لكن الشيء الوحيد الذي كان متيقنا منه هو أنه يحب زوجته حنان ويتمنى أن تكون بجواره .. كانت اسما على مسمى .. أغدقت عليه الحنان بجميع أنواعه .. وهبت له الحب بكل أشكاله .. ومنحته السعادة في كل لحظة قضاها برفقتها ..

وفجأة اخترق الصمت صوت بكاء طفل رضيع لا يكاد عمره يتجاوز الشهرين .. فأسرع سعيد يغادر فراشه متجها نحو سرير أطفال صغير في جانب الغرفة .. كان يرقد على السرير طفل صغير جميل الوجه .. حمله سعيد برفق وضمه إليه وهو يقبله قائلا :

- لا تبكي يا صغيري .. لا تبكي يا حبيبي .. أنت ابن الغالية .. أنت ابن الحبيبة .. ما اجمل عينيك إنها مثل صفاء عيني والدتك .. وما أجمل شعرك إنها يذكرني بنعومة شعر والدتك .. وما أجمل وجهك فأنت تحمل تقاطيع وجه والدتك ..

صمت سعيدا للحظات يتأمل فيه ابنه بحب وحنان .. ثم استطرد :

- هل تعلم ؟ إن والدتك أروع مثال في التضحية .. ليس معي أنا فقط حتى أنت .. هل تعلم ؟ لقد ضحت بنفسها من أجل أن ترى عيناك النور .. جازفت بحياتها في سبيل أن تقدم أنت إلى هذه الدنيا .. هل تعلم لماذا ؟؟ لأنها تحبك .. ولأنها أيضا تحبني ..

وهنا لم يتمالك سعيد نفسه .. وبدأت دموعه تذرف بغزارة لم يستطع أن يوقفها .. لتخرج من بين شفتيه جملة أخيرة :

- رحمة الله عليك يا حنان ..