MUSLIMAH
28-03-2002, 03:16 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،،
يُروى عن الضحاك بن مزاحم أنه قال : خرجت ذات ليلة إلى مسجد الكوفة ـ فلما قربت من المسجد فإذا في بعض رحابه شاب قد خر ساجدًا و يخور بالبكاء ، فلم أشك أنه ولي من أولياء الله تعالى فقربت منه لأسمع ما يقول : فسمعته يقول أبياتًا :
عليك يا ذا الجـــلال مُعتمـدي *** طُوبى لمن كنتَ أنت مولاهُ
طــوبى لمن بات خائفًا وَجِلاً *** يشكو إلى ذي الجلال بلواهُ
و ما بـــه عـــلَّــــةٌ و لا سقمٌ *** أكـــثـــر من حُــبِّــهِ لمولاهُ
إذا خلا في ظلامِ الليل مبتهلاً *** أجـابه الله ثم لبــــــــــــــاهُ
و من ينــلْ ذا مِنَ الإلـــهِ فقد *** فــاز بقربٍ تقـر عينــــــــاهُ
فبقى يكرر هذه الأبيات و يبكي ، و أنا أبكي رحمة لبكائه ، فبينما أنا كذلك ، إذ لاح ضوء كالبرق الخاطف ، فأسرعت بيدي إلى عيني فسمعت ، فإذا بمنادٍ ينادي من فوق رأسه بكلامٍ عذبٍ لذيذٍ لا يشبهُ كلام بني آدم و هو يقول :
لبَّيـــــك عبدي و أنت في كنفي *** و كل ما قلت قــد قبلنـــــــاهُ
صوتُك تشتـــاقُه ملائكتــــــــي *** و حسبك الصوت قد سمعناهُ
إن هبَّــــت الريـــحُ من جوانبه *** خر صريعًا لما تغشــــــــــاهُ
ذاك عبدي يجول في حُجُــــبي *** و ذنبك اليوم قــد غفرنـــــاهُ
فقلت : مناجاة الحبيب مع حبيبه و رب الكعبة ، فخرَّيْتُ مغشيَّاً على وجهي لما أدركني من الهيبة ، ثم أفقت من غشيتي و أنا أسمع ضجيج الملائكة في الهواء ، و خفقان أجنحتهم بين السماء و الأرض ، خيِّل لي أن السماء قد قربت من الأرض ، و رأيت نور قد غلب على ضوء القمر ، و كانت ليلةً مقمرة ساطعة النور ، فدنوت منه و سلَّمتٌ عليه ، فرد السلام ، فقلت له : بارك الله فيك ، من أنت يرحمك الله ؟ فقال : أنا راشد بن سليمان ، فعرفته لما كنت أسمع عنه . فقلت له : رحمك الله ، لو أذنت لي في صحبتك لآنس بك ، فقال لي : هيهات هيهات ، و هل يأنس بالمخلوقين من تلذذ بمناجاة رب العالمين ، فانصرف عني و تركني – رضي الله عليه - .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر .. أين نحن من هذا العابد لله حق العبودية ؟؟؟
يا إلهي ..
يا ثقتي يا أملي .. أنت الرجا أنت الولي
اختم بخيرٍ عملي .. و حقق التوبة لي
قبل حلول أجلي .. و كن لي يا رب ولي
من كتاب : بحر الدموع ، لابن الجوزي .
يُروى عن الضحاك بن مزاحم أنه قال : خرجت ذات ليلة إلى مسجد الكوفة ـ فلما قربت من المسجد فإذا في بعض رحابه شاب قد خر ساجدًا و يخور بالبكاء ، فلم أشك أنه ولي من أولياء الله تعالى فقربت منه لأسمع ما يقول : فسمعته يقول أبياتًا :
عليك يا ذا الجـــلال مُعتمـدي *** طُوبى لمن كنتَ أنت مولاهُ
طــوبى لمن بات خائفًا وَجِلاً *** يشكو إلى ذي الجلال بلواهُ
و ما بـــه عـــلَّــــةٌ و لا سقمٌ *** أكـــثـــر من حُــبِّــهِ لمولاهُ
إذا خلا في ظلامِ الليل مبتهلاً *** أجـابه الله ثم لبــــــــــــــاهُ
و من ينــلْ ذا مِنَ الإلـــهِ فقد *** فــاز بقربٍ تقـر عينــــــــاهُ
فبقى يكرر هذه الأبيات و يبكي ، و أنا أبكي رحمة لبكائه ، فبينما أنا كذلك ، إذ لاح ضوء كالبرق الخاطف ، فأسرعت بيدي إلى عيني فسمعت ، فإذا بمنادٍ ينادي من فوق رأسه بكلامٍ عذبٍ لذيذٍ لا يشبهُ كلام بني آدم و هو يقول :
لبَّيـــــك عبدي و أنت في كنفي *** و كل ما قلت قــد قبلنـــــــاهُ
صوتُك تشتـــاقُه ملائكتــــــــي *** و حسبك الصوت قد سمعناهُ
إن هبَّــــت الريـــحُ من جوانبه *** خر صريعًا لما تغشــــــــــاهُ
ذاك عبدي يجول في حُجُــــبي *** و ذنبك اليوم قــد غفرنـــــاهُ
فقلت : مناجاة الحبيب مع حبيبه و رب الكعبة ، فخرَّيْتُ مغشيَّاً على وجهي لما أدركني من الهيبة ، ثم أفقت من غشيتي و أنا أسمع ضجيج الملائكة في الهواء ، و خفقان أجنحتهم بين السماء و الأرض ، خيِّل لي أن السماء قد قربت من الأرض ، و رأيت نور قد غلب على ضوء القمر ، و كانت ليلةً مقمرة ساطعة النور ، فدنوت منه و سلَّمتٌ عليه ، فرد السلام ، فقلت له : بارك الله فيك ، من أنت يرحمك الله ؟ فقال : أنا راشد بن سليمان ، فعرفته لما كنت أسمع عنه . فقلت له : رحمك الله ، لو أذنت لي في صحبتك لآنس بك ، فقال لي : هيهات هيهات ، و هل يأنس بالمخلوقين من تلذذ بمناجاة رب العالمين ، فانصرف عني و تركني – رضي الله عليه - .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر .. أين نحن من هذا العابد لله حق العبودية ؟؟؟
يا إلهي ..
يا ثقتي يا أملي .. أنت الرجا أنت الولي
اختم بخيرٍ عملي .. و حقق التوبة لي
قبل حلول أجلي .. و كن لي يا رب ولي
من كتاب : بحر الدموع ، لابن الجوزي .