PDA

View Full Version : جوانب من الحقيقة الغائبة للواقع السياسي .


وميض
27-02-2002, 12:43 PM
جوانب من الحقيقة الغائبة للواقع السياسي .
____________________________

إن كل الأحزاب و ( الأيدلوجيات ) التي حكمت الناس وتحكمت بمصائرهم وسيرت مجتمعاتهم لم تحقق لهم شيء يذكر ، فهي مجتمعات تسير إلى الانحدار والتفكك والتفسخ والانهيار والانتحار ، فالعقليات التي صاغت تلك النظريات ( والأيدلوجيات ) عقليات منفصلة عن الخبر الصادق الصحيح للوحي الإلهي-الكتاب والسنة- ، وفي أحسن أحوالها حققت النمو المادي ، وهذا النمو أتى على حساب المستضعفين والمحرومين والمسحوقين وعلى حساب الجانب ( الفكري والروحي والنفسي ) لسكان تلك المجتمعات المنحدرة البدائية .

وهي نماذج ( لأيدلوجيات ) سيئة تجرعت البشرية مرارتها ، وتلك ( الأيدلوجيات ) تسوق لنا وكأنها قدرنا ومصيرنا المحتوم..... وإلا ضعنا وهلكنا...!، وهذا دليل على ( ذهاب العقل ) ، فالتعامي عن التجربة ونتائجها المريرة يدل على تبلد الحس والمشاعر وضمور المدركات الحسية وتوقف العقل عن البحث والتفكير بعد ما أعتم القلب ، كما يدل على العناد والصلف والكبر والغرور ، وهي من صفات إبليس الملعون المطرود من رحمة الله ، فيجب أن لا نكون كالببغاوات الفاسدة المخمورة نردد دون وعي (شيوعية شيوعية ، رأسمالية رأسمالية ، اشتراكية اشتراكية ، قومية قومية ، علمانية علمانية ، ديمقراطية ديمقراطية ، ليبرالية ليبرالية...الخ ) ، فنحن المسلمون ورثنا (( الحقيقة المطلقة )) بلا ريب ، و ورثنا الفكر من قائد ورائد الفكر وإمام وسيد الرسل والنبيين والمفكرين سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا يؤهلنا لصياغة فكرنا الإسلامي السياسي الحضاري الإنساني لنقدمه كنموذجًّ مثالي للبشرية جمعا ، لتقتدي به الشعوب المدنية المنحدرة البدائية في الفكر والتصور ، مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والصين واليابان وروسيا وغيرها من التجمعات المدنية البدائية الجديدة ، أو الجاهليات(الكشخه المتشيكة).

وأنا أعتقد بأن هناك مسائل وقضايا مهمة تتفق عليها معظم الأحزاب المخلصة للناس ويسعون لتحقيقها ، وهي حاجات فطرية للإنسان ، والإسلام يهتم بها أكثر منهم بدرجات كبيرة ، وهم أنفسهم لا يتصورون حجم هذا الاهتمام ، مثل الأمن والحرية والعدل والمساواة وحفظ الكرامة وإثبات الذات والتعددية السياسية...الخ ، ولكن الإسلام يقول ، لا (( للحرمان الفكري )) ، لا لحرية الفساد والإفساد ، لا للحرية الغوغائية ، لا لمساواة المتناقضات الفوضوية ، لا لمصادرة حقوق الآخرين والعض عليها ، لا للحيلة وللمكر وللخديعة ومجالسها التي تسمى مجالس شورى وبرلمانات القائمة في الوقت الحاضر ، لا للفوضى الفكرية والسياسية ، لذلك سيكون الدين الحق محارب من قبل المستفيدين من هذه الفوضى الفكرية والاجتماعية والسياسية ، ومن قبل جميع الفاسدين والمفسدين والطغاة والمجرمين الذين لا يعيشون إلا في ظل الفوضى ( المنظمة المقننة !) والأجواء الفاسدة الموبوءة المظلمة .

والإسلام عندما يضع الحل السياسي فهو يراعي جوانب مهمة لا تراعيها كل الأحزاب غير الإسلامية ولا يدرج ذلك في أجندتها أبداً ، وهو الجانب ( الفكري والروحي والنفسي المادي ) الأصيل ، فالناس خلقوا من ( مادة ونفس وروح ) ، وعندما أقول أصيل ، فهو بلا شك أصيل ، لأنه منزل من خالق الخلق وصاحب الحق الأوحد في وضع المنهج والنظام البشري العام ، ومن يشك بذلك فهو كافر ملحد والعياذ بالله .

وعلى سبيل المثال ولتقريب ذلك للأذهان - ولله المثل الأعلى -، مثل ما تكافح ( جنرال موتورز ) - أو غيرها من الشركات والمصانع- القطع والبرامج المقلدة المغشوشة التي تصنع في مصانع متطفلة على حقوقها باسم المحافظة على الحقوق الصناعية و الملكية الفكرية ، أو من أجل المحافظة على صلاحية وسلامة منتجاتها من العطب والخراب ، كذلك نعتقد بوجوب مكافحة ومحاربة ( الأيدلوجيات ) والآليات والمناهج والنظم البشرية الدخيلة على بنية الإنسان والمجتمع ( الفكرية والروحية والنفسية والمادية ) والتي تشكل خطراً على الجنس البشري برمته ، وهي أولى بالمكافحة والمحاربة والاهتمام .

فالجنس البشري هو سيد وخليفة على الأرض يحمل أمانة من الله ، فيجب تمكينه من الاستخلاف لأداء الأمانة التي تكفل بحملها ، فالمنهج الإسلامي منهج أصيل لبنية الإنسان ( الفكرية والنفسية والروحية والمادية ) وما عداه منهج مزيف طارئ دخيل على الإنسانية ، وما وجد الشرع إلا من أجل المحافظة على حقوق الناس والمتمثلة بحق حفظ ( الدين والعقل و النفس والعرض والمال ).

وإذا ذهب الدين ذهب وراءه كل شيىء ، وأولهم ( العقـل ) ، وإذا ذهب العقل أزهقت الأنفس دون وجه حق وأنتهكت الأعراض وإختلطت الأنساب وبددت الأموال وسلبت من أيدي اصحابها .

"إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإصْلاح مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88)"(هود).