PDA

View Full Version : غدر امرأة ...... الحلقة الأخيرة


راعي الأوله
20-02-2002, 03:35 PM
اللى ما تابع القصة من اولها يرجع للرابط:

http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?s=&threadid=133188


وصلت الى غرفة الضيف فرأته مسجي على سيره ، والمصباح عند رأسه فاقتربت منه ونظرت في وجهه ، فرأت ابدع سطر خطته يد القدر الإلهية في لوح الوجود ، فخيل اليها ان المصباح الذي امامها قبس من ذلك النور المتلألىء في ذلك الوجه المنير ، وان انينه المنبعث من صدره نغمة موسيقى محزنة ترن في جوف الليل البهيم ، فأنساها الحزن على المريض المشرف الحزن على الفقيد الهالك ، وعناها امره ، فلم تترك وسيلة من وسائل العلاج الا توسلت بها اليه حتى استفاق ونظر الى طبيبته الراكعة بجانب سريره نظرة الشكر و الثناء ، ثم انشأ يقص عليها تاريخ حياته ، فعرفت من امره كل ما كان يهمها ان تعرفه ، فعرفت مسقط رأسه وسيرة حياته وصلته بزوجها وأنه فتى غريب في قومه لا أب له ، ولا أم ، ولا زوجة ولا ولد .

وهنا أطرقت برأسها ساعة طويلة عالجت فيها من هواجس النفس ونوازعها ما عالجت ، ثم رفعت رأسها وامسكت بيده
وقالت له : انك قد ثكلت استاذك وأنا ثكلت زوجي فأصبح همنا واحداً ، فهل لك ان تكون عوناً لي وأن اكون عوناً لك على هذا الدهر الذي لم يترك لنا مساعداً ولا معيناً .
فألم بخبيئة نفسها فابتسم ابتسامة الحزن والمضض ، وقال لها : من لي ياسيدتي ان اظفر بهذه الأمنية العظمى وهذا المرض الذي يساورني ولا يكاد يهدأ عني قد نغص عليّ عيشي ، وافسد عليّ شأن حياتي ، وقد انذرني الطبيب باقتراب ساعة اجلي ان لم تدركني رحمة الله ، فأطلبي سعادتك عند غيري ، فأنت من بنات الحياة ، وانا من ابناء الموت .
فقالت له : انك ستعيش ، وسأعالجك ولو كان دواؤك بين سحري ، ونحري .
قال : لاتصدّقي مالايكون ياسيدتي فأنا عالم بدوائي ، وعالم بأني لا اجد السبيل اليه .
قالت : وما دواؤك ؟
قال : حدثني طبيبي ان شفائي في أكل دماغ ميت ليومه ، ومادام ذلك يعجزني فلا دواء لي ولا شفاء .

فارتعدت وشحب لونها وأطرقت إطراقة طويلة لا يعلم الا الله ماذا كانت تحدثها نفسها فيها ......
ثم رفعت رأسها وقالت : كن مطمئناً فدواؤك لا يعجزني .
ثم أمرته ان يعود الى راحته وسكونه ، وخرجت من الغرفة متسللة حتى وصلت الى غرفة سلاح زوجها فأخذت منها فأساً قاطعة ، ثم مشت تختلس خطواتها اختلاساً حتى وصلت الى غرفة الميت ، ففتحت الباب فدار على عقبه وصر صريراً مزعجاً ، فجمدت في مكانها رعباً وخوفاً ، ثم دارت بعينيها حولها فلم تر شيئاً فتقدمت لشأنها حتى دنت من السرير ورفعت الفأس لتضرب بها رأس زوجها الذي عاهدته ألا تتزوج من بعده ، ولم تكد تهوي بها حتى رأت الميت فاتحاً عينيه ينظر اليها .....
فسقط الفأس من يدها ، وسمعت حركة وراءها فالتفتت فرأت الضيف والخادم واقفين يتضاحكان . ففهمت كل شيء .
وهنا تقدم نحوها زوجها وقال لها : أليست المروحة في يد تلك المرأة اجمل من هذا الفأس في يدك ؟ أليست التي تجفف تراب قبر زوجها بعد دفنه افضل من التي تكسر دماغه قبل نعيه ؟

فصارت تنظر اليه نظراً غريباً ثم شهقت شهقة كانت فيها نفسها ....

تمت