براكين
06-01-2002, 12:18 AM
قد يتهم بهذا الاتهام قريبا !! ف اي شخص يكتب كلمة عقلانية ب هاليومين هذا الاتهام مجهز له وكتب هيكل موضوع جميل للاطلاع
وللعلم لم يثبت ان هيكل بيوم من الايام كان منظم لاخوان مسلمين او جهاد بل محسوب على التيار الناصري :)
القاهرة – من محمد جمال عرفه
قال الكاتب المصري المعروف محمد حسنين هيكل, عقب عودته من جولة في عدد من الدول الأوروبية لاستطلاع الأجواء حول النوايا الأميركية, في ضوء الحرب على أفغانستان، إنه استقى معلومات أثناء الجولة من مصادر أوروبية, تفيد بأن وكالة الاستخبارات الأميركية (سي. آي. إيه) طلبت من السلطات السعودية تسهيلات من أجل مراقبة موسم الحج, خلال شهر شباط/فبراير 2002, بدعوى أنها حصلت من "مصادر خاصة" على معلومات, بأن زعماء إرهابيين, ما زالوا مجهولين حتى الآن, قرروا الالتقاء خلال موسم الحج.
وقال هيكل في سياق مقاله الشهري المطول في مجلة (وجهات نظر) المصرية الشهرية (عدد كانون أول - ديسمبر), التي تنشر مقالات لكبار الكتاب المصريين والعرب, وحظي باهتمام غير عادي هذه المرة, إن الولايات المتحدة, التي لم تستأذن أيا من الدول العربية في أي خطوة تقوم بها في حرب أفغانستان, إلا أنها اضطرت للاستئذان في فعل واحد هو "طلب يوفر لوكالة المخابرات الأميركية إمكانيات وتسهيلات خاصة, تتيح لها مراقبة موسم الحج هذا العام، ذلك أن الوكالة عرفت من مصادرها (هكذا قالت), أن عددا من القادة غير الظاهرين للإرهاب, وأعوانا لهم تواعدوا على لقاء في مواقع الحج, ووسط مناسكه, ليخططوا للمرحلة القادمة".
وأكد هيكل أنه استقى معلوماته هذه أثناء قيامه بجولة أوروبية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة, لاستكشاف الوضع بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) الماضي. ولم يحدد ما إذا كانت السلطات السعودية وافقت على الطلب الأميركي أم لا.
سبع إشارات عن التوجهات الأميركية
وعرض هيكل في مقاله ما أسماه (سبع إشارات) في رحلته, التي قال إنه فضل القيام بها لأوروبا تحديدا, وليس للولايات المتحدة الأميركية, "لأن ما يصل من أميركا بات مزعجا, يعبر عن مناخ هستيري, صار يتملك الجميع هناك"، ولأن "الإمبراطورية القديمة "أوروبا", مهما كان خلافنا معها, فإن لديها حكمة التجربة وتوازنها، بينما الإمبراطورية الجديدة (أميركا) لديها غرور القوة, إلى جانب وحشية الإعلام، وطغيان الغنى", كما قال.
واستهل هيكل إشاراته السبع, التي زار خلالها كلا من لندن ثم باريس وروما, ثم لندن مرة أخرى, وأكسفورد، بمقولة شهيرة للرئيس الأميركي الأسبق "دوايت ايزنهاور" يقول فيها "إن السياسات الطيبة لا تضمن النجاح الأكيد، لكن السياسات السيئة تضمن الفشل المحقق", وحرص أيضا على أن يختم بهذه المقولة إشارته السابعة, وهي حوار طويل مع الأخضر الإبراهيمي مندوب الأمم المتحدة إلى أفغانستان في لندن, حينما طرح الإبراهيمي سؤال الأزمة "ماذا فعلنا بالأمة العربية وقضاياها وحاضرها ومستقبلها؟" وكان رد هيكل: "وهل تريد السهر حتى الصباح؟ في إشارة لطول الحكاية!".
باريس متعاطفة.. ولكن!
تناولت إشارة هيكل الأولى موقف باريس من الحرب الدائرة حاليا, والذي وصفه بأنه "نوع من التعاطف أحيانا، ونوع من القسوة بالنقد أحيانا". وقال إن الفرنسيين يرون أن الجرائم لا تحاكم بنيران الجيوش, وإنما بنصوص القانون، وأنهم يرون أيضا أن الإدارة الأميركية تتصرف بسرعة وقوة, ودون وجود خطة مدروسة ومتكاملة.
وقارن بين الموقف الفرنسي في الجزائر, والموقف الأميركي في أفغانستان, مشيرا إلى أنه بعد قرابة عشرين عاما مما قام به الفرنسيون, كانت القوات الأميركية في وضع مشابه, لكن رغم أوجه التوافق بين الموقفين إلا أن أوجه الخلاف أيضا كثيرة, لأن "عقل" القوة الفرنسية فرض عليها أن تتوقف بعدما أسماه الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران في مذكراته "التشويه السياسي"، لكنه في حالة أميركا فإن جموح القوة الأميركية دفع بالرئيس الأميركي إلى ما هو أبعد، مع تزايد الضغوط عليه, فقرر أن يضرب عارفا أنه لا يملك فرصة أو ترف الانتظار.
.. ويشير هيكل لمعلومة أخرى مهمة, وهي أن الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب كان أكثر من ألحوا على بوش الابن, أن يتصرف بسرعة.. وقال له بعد تناول العشاء في منتجع كامب ديفيد, إنه ليس أمامه غير أن يضرب بسرعة, لأن العجز هو الخطيئة, التي لا تغتفر لأي سياسي، وأن الناس يغفرون للرئيس إذا بان خطؤه، لكنهم لن يغفروا إذا تبدى عجزه.
سجلوا 1100 مكالمة لابن لادن!
وفي إشارته الثانية كشف هيكل - نقلا عن العواصم الغربية - عن أن المخابرات الأميركية حصلت على صور من حوالات مالية تقطع بالصلة بين أسامة بن لادن والمسؤولين عن عملية 11 أيلول/سبتمبر، ولكن الأميركان قالوا للأوروبيين إنهم أجروا تسجيلات لاتصالات هاتفية, قام بها ابن لادن طوال السنوات الخمس الماضية, من جهاز هاتف نقال, متصل بالأقمار الصناعية، وأن لديهم أكثر من ألف ومائة تسجيل لمحادثات هاتفية لابن لادن، دون دليل قاطع.
وقال هيكل إن "إحساس العواصم الأوروبية - كما وصله - انصب على أن الولايات المتحدة قد استعملت قواتها العسكرية بسرعة ضد أسامة بن لادن و"طالبان"، دون أن يكون لديها اليقين الكامل بأن أسامة يتحمل مسؤولية أحداث 11 أيلول/سبتمبر, أو على الأقل يتحملها وحده". وأضاف أنه ركز في اجتماعات التشاور في العواصم الأوروبية على سؤالين، الأول: هل هناك دليل على مسؤولية ابن لادن, ومن ثم طالبان, ومن ثم أفغانستان, "ومن ثم الإسلام" على ما جري في 11 أيلول/سبتمبر؟. والثاني: ما هي اتجاهات العمل العسكري الأميركي الحالي، وما هو الهدف الاستراتيجي منه؟.
وبالنسبة للسؤال الأول كان الرد علي المستوى الوزاري الأوربي أنه "ليس لدينا دليل قاطع على مسؤولية ابن لادن في ما حدث.. وأنه لابد أن يكون لدى الأميركان شيء يستندون عليه, لكنهم لم يقولوه لنا"!.
البريطانيون يرون أن أميركا تسعى لإثبات أنها القوة الأوحد في القرن الـ 21
وكانت إشارة هيكل الثالثة من على مائدة الصحفي البريطاني الشهير "أنطوني سامبسون" في لندن، أما ضيوف الغداء, فكانوا من صفوة العارفين بمكامن السياسة وميادين الحرب, وكان السؤال الأساسي الذي طرحه هيكل على كثيرين هو بسبب قرب لندن الزائد من القرار الأميركي وموجباته، وقد لخص هيكل خلاصة المناقشات في النقاط التالية:
1- إن هدف التحركات العسكرية الأميركية الأولى قبل بدء العمليات هو الوجود في قواعد الخليج والسعودية وغيرها بشكل فاعل على الأرض, ورفع درجة الاستعداد فيها, دون إذن من أحد, بالإضافة للحاجة الملحة لانتشار أوسع من شبه الجزيرة العربية، بحيث يكون في مقدور هذا الانتشار أن يطال أي هدف يراد الوصول إليه.
2 - إذا لم تحقق مشاهد الانتشار العسكري هدفها النفسي, وضمنه احتمال أن تقوم طالبان بتسليم ابن لادن توقيا لضربة عسكرية, أو احتمال قيام بعض الحكومات العربية, التي تحتفظ بعلاقة خاصة مع طالبان, بمسعى مباشر, (جرى تداول اقتراح قيام وفد من علماء المسلمين بالتوجه لقندهار وإقناع قيادة طالبان وأسامة شخصيا بأن الوقت قد حان لفداء الأمة الأفغانية والإسلامية من شر مستطير, بتضحية رجل واحد)، فإن الفعل العسكري يستطيع أن يبدأ بضربات الطيران الكاسحة, مما يحقق الهدف النفسي في إقناع الملا عمر أن الخطر جدٌ لا هزل فيه، وأن أبواب جهنم قد فتحت.
3- إن بدء الضرب الجوي واشتداده يريح للرأي العام الأميركي على عدة مستويات نفسيا, ويشفي غليله, ويقنعه بأنه أخذ حقه بيده وتصرف، بعد أن دوت صيحة (الوطنية) زئيرا بدائيا, تردد في كل الولايات, ولم يعد في مقدور أحد أن يرفع صوته طالبا المراجعة، كما أن الإعلام الأميركي سمح وقبل أثقل قيود رقابية وضعت عليه، بل إن الرقابة عبرت المحيط إلى بريطانيا.
4- بعد هذه الأهداف العسكرية والنفسية كان أول تقدير هو أن القصف سوف يجعل مخابئ (القاعدة) تضيق عليهم، فإما أن (نفعصهم) داخلها، وأما أنهم سيضطرون للخروج منها إلى حيث نستطيع اصطيادهم.
5- وكان الهدف التالي المباشر للضرب الكثيف هو ردع الآخرين (لا أحد يعرف أين هم) عن القيام بهجمات انتحارية جديدة.
6- وكان رأي عدد من الجالسين حول مائدة (انطوني سامبسون) كما يضيف هيكل: أن العمل العسكري الأميركي له فوق أهدافه الإقليمية هدف استراتيجي عالمي, هو التأكيد لكل الأطراف في العالم, أن الولايات المتحدة مصممة أن تكون القوة الأوحد في القرن الواحد والعشرين.
7 - وثمة رأي آخر يعتقد أن الولايات المتحدة تقوم في ذات الوقت بتأكيد وتطوير وامتحان نظرية الحرب الجديدة (الحرب غير المتوازية), ضد أنواع من التهديدات تواجهها, أخطرها (الإرهاب).
8 - أحد الخبراء المشاركين في الحوار قال إن كل رئيس أميركي يحتاج إلى حرب يثبت فيها للكل وللتاريخ أنه زعيم حقيقي على مستوى الخلود، زيادة على ذلك فإن كل دولة عظمى تحتاج لإثبات قدرتها وتجربة أسلحتها في ميدان حقيقي.
ابن لادن.. "شهيد" بالصدفة!
وقد جاءت إشارة هيكل الرابعة من جامعة أكسفورد, ودارت حول تعريف الإرهاب, من خلال السير مايكل هوارد, أستاذ علم الصراع في جامعة أكسفورد, الذي زاره هيكل في مكتبه عدة مرات. وهنا يقول هيكل إن اجتهادات هوارد في توصيف الإرهاب تختلف عما يتردد في بعض العواصم العربية, باقتراح مؤتمر عالمي على مستوى القمة, لبحث قضية الإرهاب، إذ يؤكد أن فكرة المؤتمر العالمي لبحث القضية فات أوانها, فقد سبق وضع الإرهاب على الخريطة الاستراتيجية الأميركية (1981) في لجنة عليا أنشأها الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان, وأشرف عليها جورج بوش، يضاف إلى ذلك أن فكرة مؤتمر دولي للإرهاب طرحت نفسها مرات، وانعقدت بالفعل لهذا الغرض قمة دولية في شرم الشيخ بمصر (آذار - مارس 1996), ومن سوء الحظ أن تلك القمة قصد منها إنقاذ الفرص الانتخابية لشمعون بيريز, حتى تتأكد له رئاسة الوزارة في إسرائيل, لأنه (حمامة السلام) المرجوة والمهددة بمخالب الصقور الليكودي بنيامين نتنياهو، لكن القمة فشلت ونجح نتنياهو وفشل بيريز!.
ويعلق هيكل على آراء هوارد بقوله: لكني أظن أن قوة العنف الأميركي بحملة من الكراهية أولا دون دليل, ثم بالسلاح دون مشروعية, ثم بالضرب فورا دون تمييز, خلقت ردة فعل مناهضة على نحو ما للولايات المتحدة، متعاطفة مع شعب أفغانستان.. ثم تداخلت الصور فوق الأرض المخضبة بالدم.. وإذن ليست المسألة تعاطفا على الإطلاق مع طالبان وابن لادن، وكذلك فإن ابن لادن قد يصبح بطلا بالرغم عنه, وشهيدا بمحض (الصدفة).
### نقطة للانتباه
وفي إشارته الثانية كشف هيكل - نقلا عن العواصم الغربية - عن أن المخابرات الأميركية حصلت على صور من حوالات مالية تقطع بالصلة بين أسامة بن لادن والمسؤولين عن عملية 11 أيلول/سبتمبر، ولكن الأميركان قالوا للأوروبيين إنهم أجروا تسجيلات لاتصالات هاتفية, قام بها ابن لادن طوال السنوات الخمس الماضية, من جهاز هاتف نقال, متصل بالأقمار الصناعية، وأن لديهم أكثر من ألف ومائة تسجيل لمحادثات هاتفية لابن لادن، دون دليل قاطع.
1100 يتصل وبلا دليل قاطع يعني بالقوة اصنع الدليل :)
وللعلم لم يثبت ان هيكل بيوم من الايام كان منظم لاخوان مسلمين او جهاد بل محسوب على التيار الناصري :)
القاهرة – من محمد جمال عرفه
قال الكاتب المصري المعروف محمد حسنين هيكل, عقب عودته من جولة في عدد من الدول الأوروبية لاستطلاع الأجواء حول النوايا الأميركية, في ضوء الحرب على أفغانستان، إنه استقى معلومات أثناء الجولة من مصادر أوروبية, تفيد بأن وكالة الاستخبارات الأميركية (سي. آي. إيه) طلبت من السلطات السعودية تسهيلات من أجل مراقبة موسم الحج, خلال شهر شباط/فبراير 2002, بدعوى أنها حصلت من "مصادر خاصة" على معلومات, بأن زعماء إرهابيين, ما زالوا مجهولين حتى الآن, قرروا الالتقاء خلال موسم الحج.
وقال هيكل في سياق مقاله الشهري المطول في مجلة (وجهات نظر) المصرية الشهرية (عدد كانون أول - ديسمبر), التي تنشر مقالات لكبار الكتاب المصريين والعرب, وحظي باهتمام غير عادي هذه المرة, إن الولايات المتحدة, التي لم تستأذن أيا من الدول العربية في أي خطوة تقوم بها في حرب أفغانستان, إلا أنها اضطرت للاستئذان في فعل واحد هو "طلب يوفر لوكالة المخابرات الأميركية إمكانيات وتسهيلات خاصة, تتيح لها مراقبة موسم الحج هذا العام، ذلك أن الوكالة عرفت من مصادرها (هكذا قالت), أن عددا من القادة غير الظاهرين للإرهاب, وأعوانا لهم تواعدوا على لقاء في مواقع الحج, ووسط مناسكه, ليخططوا للمرحلة القادمة".
وأكد هيكل أنه استقى معلوماته هذه أثناء قيامه بجولة أوروبية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة, لاستكشاف الوضع بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) الماضي. ولم يحدد ما إذا كانت السلطات السعودية وافقت على الطلب الأميركي أم لا.
سبع إشارات عن التوجهات الأميركية
وعرض هيكل في مقاله ما أسماه (سبع إشارات) في رحلته, التي قال إنه فضل القيام بها لأوروبا تحديدا, وليس للولايات المتحدة الأميركية, "لأن ما يصل من أميركا بات مزعجا, يعبر عن مناخ هستيري, صار يتملك الجميع هناك"، ولأن "الإمبراطورية القديمة "أوروبا", مهما كان خلافنا معها, فإن لديها حكمة التجربة وتوازنها، بينما الإمبراطورية الجديدة (أميركا) لديها غرور القوة, إلى جانب وحشية الإعلام، وطغيان الغنى", كما قال.
واستهل هيكل إشاراته السبع, التي زار خلالها كلا من لندن ثم باريس وروما, ثم لندن مرة أخرى, وأكسفورد، بمقولة شهيرة للرئيس الأميركي الأسبق "دوايت ايزنهاور" يقول فيها "إن السياسات الطيبة لا تضمن النجاح الأكيد، لكن السياسات السيئة تضمن الفشل المحقق", وحرص أيضا على أن يختم بهذه المقولة إشارته السابعة, وهي حوار طويل مع الأخضر الإبراهيمي مندوب الأمم المتحدة إلى أفغانستان في لندن, حينما طرح الإبراهيمي سؤال الأزمة "ماذا فعلنا بالأمة العربية وقضاياها وحاضرها ومستقبلها؟" وكان رد هيكل: "وهل تريد السهر حتى الصباح؟ في إشارة لطول الحكاية!".
باريس متعاطفة.. ولكن!
تناولت إشارة هيكل الأولى موقف باريس من الحرب الدائرة حاليا, والذي وصفه بأنه "نوع من التعاطف أحيانا، ونوع من القسوة بالنقد أحيانا". وقال إن الفرنسيين يرون أن الجرائم لا تحاكم بنيران الجيوش, وإنما بنصوص القانون، وأنهم يرون أيضا أن الإدارة الأميركية تتصرف بسرعة وقوة, ودون وجود خطة مدروسة ومتكاملة.
وقارن بين الموقف الفرنسي في الجزائر, والموقف الأميركي في أفغانستان, مشيرا إلى أنه بعد قرابة عشرين عاما مما قام به الفرنسيون, كانت القوات الأميركية في وضع مشابه, لكن رغم أوجه التوافق بين الموقفين إلا أن أوجه الخلاف أيضا كثيرة, لأن "عقل" القوة الفرنسية فرض عليها أن تتوقف بعدما أسماه الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران في مذكراته "التشويه السياسي"، لكنه في حالة أميركا فإن جموح القوة الأميركية دفع بالرئيس الأميركي إلى ما هو أبعد، مع تزايد الضغوط عليه, فقرر أن يضرب عارفا أنه لا يملك فرصة أو ترف الانتظار.
.. ويشير هيكل لمعلومة أخرى مهمة, وهي أن الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب كان أكثر من ألحوا على بوش الابن, أن يتصرف بسرعة.. وقال له بعد تناول العشاء في منتجع كامب ديفيد, إنه ليس أمامه غير أن يضرب بسرعة, لأن العجز هو الخطيئة, التي لا تغتفر لأي سياسي، وأن الناس يغفرون للرئيس إذا بان خطؤه، لكنهم لن يغفروا إذا تبدى عجزه.
سجلوا 1100 مكالمة لابن لادن!
وفي إشارته الثانية كشف هيكل - نقلا عن العواصم الغربية - عن أن المخابرات الأميركية حصلت على صور من حوالات مالية تقطع بالصلة بين أسامة بن لادن والمسؤولين عن عملية 11 أيلول/سبتمبر، ولكن الأميركان قالوا للأوروبيين إنهم أجروا تسجيلات لاتصالات هاتفية, قام بها ابن لادن طوال السنوات الخمس الماضية, من جهاز هاتف نقال, متصل بالأقمار الصناعية، وأن لديهم أكثر من ألف ومائة تسجيل لمحادثات هاتفية لابن لادن، دون دليل قاطع.
وقال هيكل إن "إحساس العواصم الأوروبية - كما وصله - انصب على أن الولايات المتحدة قد استعملت قواتها العسكرية بسرعة ضد أسامة بن لادن و"طالبان"، دون أن يكون لديها اليقين الكامل بأن أسامة يتحمل مسؤولية أحداث 11 أيلول/سبتمبر, أو على الأقل يتحملها وحده". وأضاف أنه ركز في اجتماعات التشاور في العواصم الأوروبية على سؤالين، الأول: هل هناك دليل على مسؤولية ابن لادن, ومن ثم طالبان, ومن ثم أفغانستان, "ومن ثم الإسلام" على ما جري في 11 أيلول/سبتمبر؟. والثاني: ما هي اتجاهات العمل العسكري الأميركي الحالي، وما هو الهدف الاستراتيجي منه؟.
وبالنسبة للسؤال الأول كان الرد علي المستوى الوزاري الأوربي أنه "ليس لدينا دليل قاطع على مسؤولية ابن لادن في ما حدث.. وأنه لابد أن يكون لدى الأميركان شيء يستندون عليه, لكنهم لم يقولوه لنا"!.
البريطانيون يرون أن أميركا تسعى لإثبات أنها القوة الأوحد في القرن الـ 21
وكانت إشارة هيكل الثالثة من على مائدة الصحفي البريطاني الشهير "أنطوني سامبسون" في لندن، أما ضيوف الغداء, فكانوا من صفوة العارفين بمكامن السياسة وميادين الحرب, وكان السؤال الأساسي الذي طرحه هيكل على كثيرين هو بسبب قرب لندن الزائد من القرار الأميركي وموجباته، وقد لخص هيكل خلاصة المناقشات في النقاط التالية:
1- إن هدف التحركات العسكرية الأميركية الأولى قبل بدء العمليات هو الوجود في قواعد الخليج والسعودية وغيرها بشكل فاعل على الأرض, ورفع درجة الاستعداد فيها, دون إذن من أحد, بالإضافة للحاجة الملحة لانتشار أوسع من شبه الجزيرة العربية، بحيث يكون في مقدور هذا الانتشار أن يطال أي هدف يراد الوصول إليه.
2 - إذا لم تحقق مشاهد الانتشار العسكري هدفها النفسي, وضمنه احتمال أن تقوم طالبان بتسليم ابن لادن توقيا لضربة عسكرية, أو احتمال قيام بعض الحكومات العربية, التي تحتفظ بعلاقة خاصة مع طالبان, بمسعى مباشر, (جرى تداول اقتراح قيام وفد من علماء المسلمين بالتوجه لقندهار وإقناع قيادة طالبان وأسامة شخصيا بأن الوقت قد حان لفداء الأمة الأفغانية والإسلامية من شر مستطير, بتضحية رجل واحد)، فإن الفعل العسكري يستطيع أن يبدأ بضربات الطيران الكاسحة, مما يحقق الهدف النفسي في إقناع الملا عمر أن الخطر جدٌ لا هزل فيه، وأن أبواب جهنم قد فتحت.
3- إن بدء الضرب الجوي واشتداده يريح للرأي العام الأميركي على عدة مستويات نفسيا, ويشفي غليله, ويقنعه بأنه أخذ حقه بيده وتصرف، بعد أن دوت صيحة (الوطنية) زئيرا بدائيا, تردد في كل الولايات, ولم يعد في مقدور أحد أن يرفع صوته طالبا المراجعة، كما أن الإعلام الأميركي سمح وقبل أثقل قيود رقابية وضعت عليه، بل إن الرقابة عبرت المحيط إلى بريطانيا.
4- بعد هذه الأهداف العسكرية والنفسية كان أول تقدير هو أن القصف سوف يجعل مخابئ (القاعدة) تضيق عليهم، فإما أن (نفعصهم) داخلها، وأما أنهم سيضطرون للخروج منها إلى حيث نستطيع اصطيادهم.
5- وكان الهدف التالي المباشر للضرب الكثيف هو ردع الآخرين (لا أحد يعرف أين هم) عن القيام بهجمات انتحارية جديدة.
6- وكان رأي عدد من الجالسين حول مائدة (انطوني سامبسون) كما يضيف هيكل: أن العمل العسكري الأميركي له فوق أهدافه الإقليمية هدف استراتيجي عالمي, هو التأكيد لكل الأطراف في العالم, أن الولايات المتحدة مصممة أن تكون القوة الأوحد في القرن الواحد والعشرين.
7 - وثمة رأي آخر يعتقد أن الولايات المتحدة تقوم في ذات الوقت بتأكيد وتطوير وامتحان نظرية الحرب الجديدة (الحرب غير المتوازية), ضد أنواع من التهديدات تواجهها, أخطرها (الإرهاب).
8 - أحد الخبراء المشاركين في الحوار قال إن كل رئيس أميركي يحتاج إلى حرب يثبت فيها للكل وللتاريخ أنه زعيم حقيقي على مستوى الخلود، زيادة على ذلك فإن كل دولة عظمى تحتاج لإثبات قدرتها وتجربة أسلحتها في ميدان حقيقي.
ابن لادن.. "شهيد" بالصدفة!
وقد جاءت إشارة هيكل الرابعة من جامعة أكسفورد, ودارت حول تعريف الإرهاب, من خلال السير مايكل هوارد, أستاذ علم الصراع في جامعة أكسفورد, الذي زاره هيكل في مكتبه عدة مرات. وهنا يقول هيكل إن اجتهادات هوارد في توصيف الإرهاب تختلف عما يتردد في بعض العواصم العربية, باقتراح مؤتمر عالمي على مستوى القمة, لبحث قضية الإرهاب، إذ يؤكد أن فكرة المؤتمر العالمي لبحث القضية فات أوانها, فقد سبق وضع الإرهاب على الخريطة الاستراتيجية الأميركية (1981) في لجنة عليا أنشأها الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان, وأشرف عليها جورج بوش، يضاف إلى ذلك أن فكرة مؤتمر دولي للإرهاب طرحت نفسها مرات، وانعقدت بالفعل لهذا الغرض قمة دولية في شرم الشيخ بمصر (آذار - مارس 1996), ومن سوء الحظ أن تلك القمة قصد منها إنقاذ الفرص الانتخابية لشمعون بيريز, حتى تتأكد له رئاسة الوزارة في إسرائيل, لأنه (حمامة السلام) المرجوة والمهددة بمخالب الصقور الليكودي بنيامين نتنياهو، لكن القمة فشلت ونجح نتنياهو وفشل بيريز!.
ويعلق هيكل على آراء هوارد بقوله: لكني أظن أن قوة العنف الأميركي بحملة من الكراهية أولا دون دليل, ثم بالسلاح دون مشروعية, ثم بالضرب فورا دون تمييز, خلقت ردة فعل مناهضة على نحو ما للولايات المتحدة، متعاطفة مع شعب أفغانستان.. ثم تداخلت الصور فوق الأرض المخضبة بالدم.. وإذن ليست المسألة تعاطفا على الإطلاق مع طالبان وابن لادن، وكذلك فإن ابن لادن قد يصبح بطلا بالرغم عنه, وشهيدا بمحض (الصدفة).
### نقطة للانتباه
وفي إشارته الثانية كشف هيكل - نقلا عن العواصم الغربية - عن أن المخابرات الأميركية حصلت على صور من حوالات مالية تقطع بالصلة بين أسامة بن لادن والمسؤولين عن عملية 11 أيلول/سبتمبر، ولكن الأميركان قالوا للأوروبيين إنهم أجروا تسجيلات لاتصالات هاتفية, قام بها ابن لادن طوال السنوات الخمس الماضية, من جهاز هاتف نقال, متصل بالأقمار الصناعية، وأن لديهم أكثر من ألف ومائة تسجيل لمحادثات هاتفية لابن لادن، دون دليل قاطع.
1100 يتصل وبلا دليل قاطع يعني بالقوة اصنع الدليل :)